موقع النيلين:
2025-03-17@11:38:45 GMT

إقليم كُردفان.. السودان المصغر

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

إقليم كُردفان.. السودان المصغر


إقليم يقع في الوسط الجغرافي للسودان، ويضم 3 ولايات هي: شمال كُردفان وجنوب كُردفان وغرب كُردفان. يقع الإقليم شرق دارفور، تحده من الجنوب دولة جنوب السودان، وينقسم جغرافيا إلى 3 مناطق طبيعية هي الحزام الشمالي والحزام الأوسط والحزام الجنوبي.

يمتاز إقليم كُردفان بموقع جغرافي مميز جعل منه منطقة تاريخية وتجارية.

يقع وسط السودان وتقدر مساحته بـ 376.146 كيلومترا مربعا. ويقع شرق دارفور وتحده من الجنوب دولة جنوب السودان، وينقسم جغرافيا إلى 3 مناطق طبيعية: الحزام الشمالي والحزام الأوسط والحزام الجنوبي، ويتاخم عددا من الولايات: شمال دارفور والنيل الأبيض والخرطوم والشمالية.

ويضم الإقليم 3 ولايات:

شمال كُردفان وعاصمتها الأُبيض.
جنوب كُردفان وعاصمتها كادوقلي.
غرب كُردفان وعاصمتها الفولة.

ومن أهم مدن الإقليم الأُبيض، وتسمى “عروس الرمال” وأم روابة والرهد وأبو جبيهة وكرشولا والنهود وبابونسة والميرم والدلنج وكادوقلي وبارا.

ويعد إقليم كردفان طريق الصادرات، وهو من أهم الطرق البرية الرابطة بين الأبيض والعاصمة الخرطوم.

ويبلغ عدد سكان الإقليم 5.684.470 مليون نسمة وفقا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء عام 2020. ويوصف بأنه صورة مصغرة من السودان، إذ يضم تركيبة قبلية متنوعة بين العرب والنوبة، كما يضم قبائل الكبابيش والكواهلة والبديرية والجوامعة والشويحات والغديات والمسيرية، ويتحدث سكان الإقليم العربية واللغات المحلية.

وتعد عرقية النوبة من السكان الأصليين في الإقليم، وينقسمون إلى حوالي 50 مجموعة قبلية، تنقسم بدورها إلى حوالي 10 مجموعات لغوية.

وتتصدر شمال كردفان المركز الأول بالنسبة لولايات الإقليم من حيث عدد السكان بنسبة 49%، مقارنة بولايتي غرب كردفان 30% وجنوب كردفان 21%.

للإقليم عدد من المُسميات منها “كُردفال” و”كُوردفان” ويعود أصل التسمية وفق روايات محلية إلى شعب النوبة، سكان المنطقة الأصليين، وذلك لحوالي أكثر من 6 قرون وتسمى “كُلدوفان” وتعني بلغة النوبة “أرض الرجال”.

تاريخيا قامت في إقليم كُردفان “سلطنة المُسبعات” الإسلامية. وقد أُنشئت ما بين القرن الـ 15 والـ 16 الميلادي شمال كُردفان وعاصمتها الأُبيض، كما قامت مملكة تقلي في الجزء الجنوبي الشرقي من إقليم كُردفان المعروف بجبال النوبة.

وفي منطقة شمال كردفان كانت أهم انتصارات المهدية، في معركة “شيكان” (تسمى أيضا معركة الأُبيض) عام 1883 على حملة هكس باشا، حين قررت الحكومة البريطانية تحريك جيش للقضاء على الدولة المهدية.

وكان حدث سقوط الأُبيض، التي كانت تحت الحكم التركي المصري، في يد مؤسس المهدية محمد أحمد المهدي، حدثا مفصليا في تاريخ الدولة المهدية بالسودان.

وكانت معركة “أم دبيكرات” في نوفمبر/تشرين الثاني 1899 في كردفان آخر معارك المهدية ضد الاستعمار البريطاني، وانتهت بهزيمة قوات المهدي.

أما جنوب كُردفان، التي كانت تسمى تاريخيا بدار النوبة، فظلت بؤرة للتوتر وشكلت أحد التهديدات الرئيسية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في الحرب الأهلية عام 1983، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005، وبموجبه تم إلغاء ولاية غرب كردفان ودمجها في ولاية جنوب كردفان، وعام 2013 تمت إعادة ولاية غرب كردفان بعد تعديل حدود ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان.

وتقاتل الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشمال -بقيادة عبد العزيز الحلو- الحكومة السودانية جنوب كردفان منذ يونيو/حزيران 2011، وتسيطر الحركة على أجزاء من جنوب كردفان في مساحة تعادل دولتي رواندا وبوروندي، تطلق عليها اسم “المناطق المحررة” وتعدّ مدينة كاودا هي العاصمة.

وقد ظلت منذ 1983 خارج سيطرة الحكومة السودانية، وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر شرق مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان، وتستحوذ الولاية على غالبية حقول النفط بعد انفصال الجنوب في يوليو/تموز 2011.

يعتمد اقتصاد الإقليم على الموارد الزراعية من أراض خصبة وغابات بجانب الثروة الحيوانية، إذ يحتل المركز الأول في السودان إنتاجا لها.

وتقع فيه حقول النفط الرئيسية، ويضم أكبر وأهم الأسواق المصدرة للصمغ العربي الذي يتصدر قائمة صادرات السودان.

ويعتمد الإقليم على الزراعة المطرية، ومن أهم المنتجات: الدخن والذرة والقطن والكركديه والسمسم والفول السوداني والتبلدي.

كما يزخر إقليم كردفان بالصناعات التحويلية مثل معاصر الزيتون ومصانع الصابون ومنتجات الألبان. ويعمل سكان الإقليم في الرعي والزراعة والتجارة.

ويزخر الإقليم بالمعادن مثل الذهب وخام الحديد والنحاس واحتياطي من النفط والغاز الطبيعي. بينما تحتوي أراضي جبال النوبة بالإقليم على احتياطي نفطي كبير، بالإضافة إلى خام الحديد واليورانيوم، ووصل تركيز اليورانيوم في المنطقة إلى (2.6) وهو رقم أكثر من المعدل العالمي، وفي الإقليم ثالث أكبر احتياطي لليورانيوم في العالم ويقدر بـ 1.5 مليون طن.

يتميز إقليم كُردفان بطبيعة ساحرة، ومن معالمه السياحية التاريخية:

منطقة الرشاد جنوب كُردفان.
شلال “كِلْبِي” الذي يقع في الجنوب الغربي من كادوقلي.
بوابة جراب الفول، وهو مبنى أثري يقع شمال كردفان، ويُعد من أقدم مباني الإدارة التركية، إذ يعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الـ 19.
جبل الهشابة، ويقع جنوب الأبيض ويتكون من حجارة الجرانيت الأسود والأحمر.
المسجد العتيق بمدينة الأبيض، ويفوق عمره 200 عام، إذ يعود تاريخ بنائه إلى العام 1235 هـ، وتبلغ مساحته الكلية حوالي 7000 متر مربع، وقد صمم على الطراز المعماري الإسلامي العتيق واستنسخت بعض تصاميمه من الحرم المكي.
كاتدرائية الأبيض بنيت عام 1871.
متحف “شيكان” الذي تم افتتاحه عام 1965 تخليدا لذكرى معركة “شيكان”.

عام 2017 أُعلن عن اكتشاف موقع أثري شمال كردفان يعود إلى فترة العصر الحجري الحديث الواقع ما بين 9000 ق.م و4500 ق.م.
أقدم الأسواق الشعبية التاريخية ويسمى “سوق أبو جهل” وسط الأُبيض، ويعد من أشهر الأسواق في بيع المحاصيل الزراعية.

برز من إقليم كُردفان عدد من الرموز الأدبية، الفنية والسياسية، منهم:
إسماعيل الأزهري

وهو سياسي ناضل ضد الاستعمار البريطاني ولُقب بـ “زعيم الاستقلال” وترأس أول حزب سياسي سوداني (حزب الأشقاء) عام 1947، وأعلن الأزهري عام 1955 من داخل البرلمان استقلال السودان، وفي يناير/كانون الثاني 1956 رفع علم الاستقلال على سارية البرلمان. ومن مؤلفاته كتاب “الطريق إلى البرلمان”.
المشير عبد الرحمن سوار الذهب

الذيّ تولى الحكم عقب انتفاضة أبريل/نيسان 1985، ويعدّ أول زعيم يتنازل عن السلطة طواعية للمدنيين، إذ تعهد عند توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بالتنازل عنها خلال عام لحكومة منتخبة.
الفريق عبد الماجد حامد خليل

وهو نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، ينسب له التطوير والتحديث في وحدات الجيش السوداني وأسلحته، تدرج في الجيش وعمل رئيسا لهيئة الأركان وقائدا عاما للجيش ووزيرا للدفاع.
قوات من الجيش السوداني في كردفان (الأناضول)
الفريق توفيق صالح حسن “أبو كدوك”

لُقب بأخطر جنرال في أفريقيا، كان رئيسًا لهيئة الأركان للعمليات في عهد نميري، عمل قائد فصيلة مشاة إبان حرب 1956 والعدوان الثلاثي على مصر، وقائدًا لفصيلة بالقيادة الشرقية، وصاحبت فترته أحداث الفشقة عام 1978ـ 1979 على الحدود السودانية الإثيوبية.
إبراهيم منعم منصور

عدّ رمزا على الصعيد الاقتصادي، وشغل منصب وزير المالية في عهد نميري، وعاصر عددا من الحقب السياسية في السودان، وكتب مذكراته في 3 أجزاء تحت عنوان “مذكرات إبراهيم منعم منصور”.
عبد اللّه حمدوك

شغل منصب رئيس الوزراء بالحكومة الانتقالية 2019 – 2022م، وعزله من منصبه في انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر/تشرين الأول 2021، ثم عاد إلى منصبه بعد اتفاق مع الجيش، ثم أعلن استقالته في يناير/كانون الثاني 2022، عرف بخبرته في مجال التنمية الاقتصادية.
رئيس الوزراء السوداني السابق حمدوك أحد الشخصيات المنحدرة من إقليم كردفان (الأناضول)
فيليب عباس غبوش

يعدّ من الشخصيات المؤثرة في منطقة جبال النوبة، ترأس أبوه اتحاد جبال النوبة، وهو كيان مناطقي تكون اعتراضا على ما وصف بالتهميش في المنطقة، انتخب نائبا في البرلمان السوداني دورتي 1965 و1968، ثم عضوا في مجلس الشعب فترة نميري، وبعد انتفاضة 6 أبريل/نيسان 1985 أسس الحزب القومي السوداني.
الفنان عبد القادر سالم

يعدّ الفنان عبد القادر سالم من الرموز الفنية في الإقليم، وهو مطرب وموسيقار كان رئيسا لاتحاد المهن الموسيقية، من أشهر أغانيه “مكتول هواك يا كردفان”.
ملكة الدار محمد عبد اللّه

وهي من أوائل الروائيين والأدباء السودانيين، وتعود أصولها إلى مدينة الأبيض، من مؤلفاتها رواية “الفراغ العريض”، ومجموعة قصصية بعنوان “حكيم القرية”، وقد فازت بجائزة مسابقة الإذاعة السودانية للقصة القصيرة عام 1947، و”المجنونة” و”متى تعودين”.

الجزيرة نت

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: شمال کردفان جنوب کردفان شمال ک

إقرأ أيضاً:

السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)

ملخص
(لم تكن دولة جنوب السودان التي تحكمها حركة سياسية، وُلد مبدأ السودان الجديد في رؤاها وممارستها، عند توقع جماعة نيروبي. فانقدحت فيها في الثامن من مارس (آذار) الجاري شرارة الحرب بين رئيس الجمهورية سلفا كير ونائبه رياك مشار حتى قال معلق إن "جنوب السودان عاد لصراع القوى المستهتر الذي انقض ظهر البلد في الماضي". وأنذر المعلق باندلاع الحرب الأهلية الرابعة منذ استقلال أحدث دول العالم).
قدمت المنظمات السودانية التي اجتمعت في نيروبي في منتصف فبراير الماضي لإنشاء حكومة بديلة لـ"حكومة بورتسودان"، نفسها على أنها التجسيد التاريخي للسودان الجديد الذي هو رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان، العقيد جون قرنق، لدى قيامها عام 1983. وما لبثوا إلا قليلاً حتى أخرجت دولة جنوب السودان، مصنع فكرة هذا السودان الأول، أثقالها وقال العالم مالها. وظلل خطاب السودان الجديد اجتماع نيروبي في مثل قولهم "وجوب مخاطبة جذور أزمة السودان" و"التزام التنوع التاريخي والمعاصر" الراجعة للعقيد جون قرنق (توفي في 30 يوليو عام 2005) قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان. وصدح الحضور بشعار مبتكر وهو "سودان قديم يتحطم وسودان جديد يتقدم".
ولم تكُن دولة جنوب السودان، التي تحكمها حركة سياسية وُلِد مبدأ السودان الجديد في رؤاها وممارستها، عند توقع جماعة نيروبي. فانقدحت فيها في الثامن من مارس الجاري شرارة الحرب بين رئيس الجمهورية سلفا كير ونائبه رياك مشار حتى قال معلق إن "جنوب السودان عاد لصراع القوى المستهتر الذي انقض ظهر البلد في الماضي"، وأنذر المعلق باندلاع الحرب الأهلية الرابعة منذ استقلال أحدث دول العالم لأنه لا سلفا كير ولا مشار، ممن بينهما ما صنع الحداد، من سيأتي بالأمر إلى بر آمن. ووجهت الأمم المتحدة موظفيها بمغادرة البلد إلا من القائمين بأحوال الحرج والطوارئ لأن "تدهوراً منذراً قد يمسح بالأرض سنوات من التقدم المحرز بعسر شديد في جنوب السودان". وكان الجيش الأبيض، المنسوب لشعب النوير، الجماعة الأغزر عدداً ومنهم مشار بعد شعب الدينكا الذين منهم سلفا كير، استولى على حامية الناصر في ولاية أعالي النيل. فحاصرت الحكومة بيت مشار في جوبا وآخرين من جماعته بمن فيهم نائب رئيس هيئة أركان الجيش جبرائيل ديوب. وخشي الناس أن تؤدي تلك المواجهات إلى دورة جديدة من الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013 لأربع سنوات وحصدت 400 ألف ضحية.
واندلعت تلك الحرب على خطوط إثنية، دينكا ونوير، بعد اتهام سلفا كير لمشار بالتدبير للانقلاب عليه وأخذ مقاليد الحكم. وهرب مشار من جوبا وكاد أنصاره أن يستولوا على جوبا لولا تدخل قوات أوغندية خاصة كما فعلت منذ أيام دعماً لسلفا كير بحسب تصريح قيادة الجيش الأوغندي. وكانت قوى إقليمية وغربية حملت الزعيمين للصلح باتفاق سياسي عام 2018 تضمن عقد انتخابات عامة ظلت تؤجل وآخر موعد مضروب لها هو عام 2026. ولم يتقدم الطرفان في تنفيذ الاتفاق وخرق كل منهما وقف إطلاق النار مرات، وكانت أكبر عقبات تنفيذ الاتفاق دمج جيشي الرئيس ونائبه. وهذا سودان جديد يتحطم.
دوريان قري
بدا من فرح اجتماع نيروبي بـ"السودان الجديد"، وهو على ما رأينا منه مطبقاً (أو منسياً) في جنوب السودان كمثل علاقة دوريان قري وصورته في الرواية المشهورة للكاتب الإنجليزي أوسكار وايلد. فاختار دوريان قري لصورته أن تأخذ عنه وطء اطراد العمر ووخطه بالتجاعيد وخطاياه في حين يبقى هو شاباً نضراً عظيم الحلاوة. وبالمثل اختار الهامش ومناصروه أن يبقوا على وسامتهم السودانية الجديدة كما في مؤتمر نيروبي بينما تشيخ صورة السودان الجديد في جنوب السودان وتذبل.
فليس من بين من تصارخوا للسودان الجديد في نيروبي من لم يكن ضحية له بصورة أو أخرى. وأشهر ضحاياه هو عبدالعزيز الحلو قائد "الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال" التي كانت جزءاً عضوياً في الحركة الشعبية الجنوبية قبل انفصال جنوب السودان عام 2011. فلم يمنح اتفاق السلام الشامل الذي عقد بين حكومة السودان والحركة الشعبية (2005) مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق، مناطق نفوذ الحلو، ما انعقد لجنوب السودان وهو ألا يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية وحق تقرير المصير. وكانت حجة الحكومة أن المنطقتين واقعتان في حدود شمال السودان منذ استقلاله عام 1956 ويجري عليهما ما يجري عليه. ولما جعلت الحكومة استفتاء المنطقتين عن مصائرهما خطاً أحمر تكون به المفاوضات أو لا تكون، تنازل قرنق متحرجاً. ووجدت الدبلوماسية النرويجية التي شاركت في مفاوضات السلام السودانية ودونت مجرياتها في كتابها "شن السلام في السودان" هيلدا جونسون أن قرنق كان في حال حرج لخذلانه رفاق السلاح. فاقترحت عليه منح المنطقتين ما عرف لاحقاً بـ"المشورة الشعبية" التي قالت إنها مستمدة من تجربة تيمور الشرقية مع إندونيسيا. وبمقتضاها لا يسقط عن المنطقتين حق الانفصال فحسب، بل تطبق الشريعة الإسلامية فيهما كذلك. وتعويضاً لهما عن الفقد ستكون لمجالس المنطقتين النيابية الشورى في مدى التزام الحكومة ما اتفقت عليه حيالهما في اتفاق السلام الشامل. ومن حق تلك المجالس أن تقرر، على ضوء جردها لما تحقق من ذلك الالتزام، إن كانت سعيدة بسجل الحكومة في الخصوص أو أن تعطل اتفاق السلام معها، وتطلب الاستفتاء المؤدي إلى الانفصال. وتركوا كل ذلك لزمانه ومكانه تحت الحكومة الانتقالية التي سيكون للحركة الشعبية فيها حظ كبير. وفسدت خطة "المشورة الشعبية" واندلعت الحرب بين الحركة الشعبية والحكومة مجدداً. وهذا قبح في السودان الجديد تنكر فيه لمقاتلي النوبة الذين لم يدخروا وسعاً في حرب الحكومة كتفاً لكتف مع الجنوبيين.
حق تقرير المصير وسياسة الإقصاء
ولم يحسن السودان الجديد، لا ل"حزب الأمة"، ولا "الاتحادي الديمقراطي" ولا "مؤتمر البجا" التي وقّع عنها في "تأسيس" (في مؤتمر نيروبي) من طعن آخرون في شرعية تمثيلهم لهذه الجماعات التي كانت اجتمعت عام 1991 مع "الحركة الشعبية" في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض لـ"دولة الإنقاذ". وبلغ من حلفها معه أن تبنى "التجمع" حق تقرير المصير بصور مختلفة للجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق. ولكن ما جاء وقت التفاوض بين الحركة والحكومة عام 2002، الذي انتهى إلى اتفاق السلام الشامل عام 2005، حتى اقتصر التفاوض عليهما من دون التجمع حتى يتفقا على شيء في مسألتهما ثم يعقد مؤتمر دستوري ينظر في مسألة حلفاء الحركة. ولم يتفق ذلك التدبير للتجمع وساءه استبعاده من مفاوضات هو في صميمها. وسمى الكاتب والوزير منصور خالد تململ "التجمع" لإقصائه من المفاوضات "غيرة سياسية". فالقضية في مفاوضات الحكومة والحركة هي الحرب والسلام، والتجمع ليس جزءاً منها (الاتحاد الظبيانية 7 أغسطس 2002).
ونواصل

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • السودان الجديد والدينكاتوكرسي (2-2)
  • صراع القوة يهدد مستقبل دولة جنوب السودان
  • إعفاء قيادات بارزة من الإدارة الأهلية جنوب كردفان
  • عاجل. هجوم انتحاري انفصالي يخلف 5 قتلى في جنوب غرب باكستان
  • حاكم دارفور يؤكد عدم وجود تجنيد مسلح في الإقليم
  • السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)
  • بينهم صحفيون ومصورون.. استشهاد 9 فلسطينيين في شمال قطاع غزة
  • السودان: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة واستقرار الطقس ليلاً
  • والي شمال كردفان يلتقي وفد تجمع قوى تحرير السودان
  • نقل الحرب إلى جنوب كردفان و النيل الأزرق !!