شدد رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، على الفارق بين الانقلابيين فى النيجر والجابون، مشددا على أن الأخير الذى أطاح بالرئيس على بونجو، جاء عقب انتخابات شابتها "مخالفات". 

وأكد أن "الانقلابات العسكرية ليست الحل بالطبع، لكن يجب ألا ننسى أنه جرت فى الجابون انتخابات مليئة بالمخالفات"، معتبرًا أن الانتخابات المزورة يمكن تفسيرها على أنها "انقلاب مؤسسي".

أقال الجنود الانقلابيون الرئيس المنتهية ولايته على بونجو أونديمبا الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، مما أثار مظاهرات ابتهاج. كانت هذه الدولة الغنية بالنفط فى وسط أفريقيا تحكمها عائلة بونجو لأكثر من ٥٥ عامًا. 

وأدى الانقلاب فى النيجر إلى زيادة التوترات فى منطقة الساحل، حيث أطاح الجيش بثلاث حكومات مدنية أخرى منذ عام ٢٠٢٠ وحيث تسيطر الحركات المتمردة الجهادية على مناطق بأكملها. وردا على سؤال لشبكة سى إن إن قبل وقت قصير من بدء اجتماع توليدو، أصر جوزيب بوريل على أن الوضعين فى الجابون والنيجر ليسا "متكافئين". وواصل "فى النيجر، كان الرئيس رئيسًا منتخبًا ديمقراطيًا. وفى الجابون، قبل ساعات قليلة من الانقلاب العسكري، حدث انقلاب مؤسسى لأن الانتخابات سُرقت".

يعد الانقلاب فى الجابون الأحدث فى سلسلة الانتكاسات التى منيت بها فرنسا فى مستعمراتها الأفريقية السابقة، والتى سعت إلى السيطرة عليها حتى بعد حصولها على الاستقلال.

يسلط سقوط بونجو الواضح، والذى يأتى بعد الانقلابات فى ثلاث مستعمرات فرنسية سابقة أخرى، وهى بوركينا فاسو ومالى والنيجر، الضوء على تراجع نفوذ باريس. وأعلن قادة الانقلاب في الجابون أنه تم اختيار قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليجي نغيما قائدًا للمرحلة الانتقالية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جوزيب بوريل علي بونجو انقلاب الجابون

إقرأ أيضاً:

صدمة قاسية.. القارة العجوز تواجه عدم يقين استراتيجى وسط تحول السياسات الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق الزعماء الأوروبيون مع الرئيس الأوكرانى فى اجتماع قمة فى لندن هذا الشهر

تواجه أوروبا شعورا عميقا بالصدمة مع تحول الولايات المتحدة، التى كانت ذات يوم دعامتها، بعيدًا عن التحالفات التقليدية. ففى ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، تواجه أوروبا إعادة توجيه غير مسبوقة للسياسة الخارجية الأمريكية التى تركت القارة تتساءل عن مكانها فى العالم. والواقع أن الخسائر المترتبة على هذا التحول واضحة، حيث تواجه أوروبا ليس فقط التخلى عن حليف بل وأيضا تحدى الإبحار فى عصر جيوسياسى جديد وخطير محتمل.

انفصال مفاجئ 

لعقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة حجر الزاوية فى الأمن الأوروبى، وخاصة أثناء الحرب الباردة عندما منع التحالف الغربى التوسع السوفيتى. ومع ذلك، فى الأسابيع الأخيرة، بدأ التحالف الذى كان صامدا ذات يوم فى التفكك. وقد ألقى تجاهل ترامب الواضح للتحالفات الأوروبية القديمة بظلال من الشك على موثوقية الدعم الأمريكى. الآن تجد أوروبا نفسها معزولة، وتواجه الواقع القاسى لعالم حيث لم تعد الولايات المتحدة تضمن سلامتها أو قيمها.

قالت فاليرى هاير، رئيسة مجموعة تجديد أوروبا الوسطية فى البرلمان الأوروبى: "كانت الولايات المتحدة العمود الفقرى الذى يُدار السلام حوله، لكنها غيرت تحالفها". هذا التحول له آثار عاطفية واستراتيجية عميقة، مع تزايد عدم اليقين فى أوروبا بشأن مكانها فى عالم منقسم بين روسيا والصين والولايات المتحدة.

إن مفهوم "الغرب"، الذى كان مرادفًا للديمقراطية الليبرالية والتحالف عبر الأطلسى الموحد، يفقد معناه بسرعة. تقف أوروبا وروسيا والصين والولايات المتحدة الآن ككيانات جيوسياسية منفصلة، كل منها يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة. 

التأثير العاطفى على أوروبا لا يمكن إنكاره. لعقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة أكثر من مجرد حليف عسكري؛ لقد كانت الولايات المتحدة رمزًا للحرية والتحرر. فمن خطاب جون ف. كينيدى الأيقونى فى برلين إلى تحدى رونالد ريجان لهدم جدار برلين، كانت الولايات المتحدة جزءا لا يتجزأ من هوية أوروبا بعد الحرب. ولكن مع تغير توجهات البيت الأبيض، يتساءل العديد من الأوروبيين عما إذا كانت المبادئ التى ربطتهم ذات يوم مهددة الآن.

تحدى الاستقلال

مع التشكيك فى الدعم الأمريكى، يسارع القادة الأوروبيون إلى إعادة تأكيد السيطرة على أمنهم ودفاعهم. دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى بذل جهود "تمويل مشترك ضخم" لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بسرعة. كما طرح فكرة توسيع المظلة النووية الفرنسية لتغطية أوروبا، مما يشير إلى تحول محتمل فى استراتيجية الدفاع الأوروبية.

ألمانيا، وهى لاعب رئيسى فى التحالف الأوروبى، متأثرة بشكل خاص بتحول الولايات المتحدة. بالنسبة لأمة تدين بالكثير من استقرارها وازدهارها بعد الحرب للمساعدات الأمريكية، فإن المسافة المتزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا تبدو وكأنها خيانة. لقد أعرب كريستوف هويسجن، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، عن انزعاجه من تخلى الولايات المتحدة عن المبادئ الراسخة فى العلاقة مع أوروبا.. ويعكس هذا الشعور إدراكًا أوروبيًا أوسع نطاقًا: فقد حان الوقت لتكثيف الجهود وتحمل المسئولية عن دفاعهم.

تحولات استراتيجية

لقد أدت صدمة إعادة تنظيم أمريكا إلى شعور متزايد بالإلحاح فى أوروبا. وإذا كان للقارة أن تحافظ على أمنها، فيتعين عليها أن تفعل ذلك دون الاعتماد على الولايات المتحدة، وخاصة مع صعود القوى الاستبدادية فى أوروبا وخارجها. ويشير اقتراح ماكرون للتعاون العسكرى الأوروبى، إلى جانب الدعم المتزايد من ألمانيا والمملكة المتحدة، إلى أن الاتحاد الأوروبى قد يكون مستعدًا أخيرًا للاستثمار فى بنيته التحتية الدفاعية الخاصة.

ومع ذلك، فإن هذا التحول ليس خاليًا من التحديات. فالتعاون العسكرى بين القوى الأوروبية، وخاصة بين فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، سوف يتطلب استثمارات كبيرة وإعادة التفكير فى أولويات الدفاع فى القارة. إن تحول أوروبا من مستهلك سلبى للأمن إلى مزود نشط للأمن لن يحدث بين عشية وضحاها، ولكن أحداث الأسابيع القليلة الماضية أظهرت أنه لا يوجد خيار آخر سوى المضى قدمًا على عجل.

تهديد متزايد 

ومع مواجهة أوروبا لتهديدات متزايدة، يتعين عليها أن تتكيف مع عالم حيث لم تعد التحالفات التقليدية مضمونة. ويحذر الخبراء من أن أوروبا عند مفترق طرق، ويجب على قادتها اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية ضمان سلامة القارة وأمنها فى عالم حيث قد لا تلعب الولايات المتحدة دور الحامى.

وتلاحظ نيكول باخاران، عالمة السياسة فى معهد العلوم السياسية، أن الخطر الأكبر الذى يهدد أوروبا هو التقليل من خطورة إعادة تنظيم أمريكا. وتقول: "يعرف ترامب إلى أين يتجه"، مضيفة أن أوروبا لابد أن تبنى قدراتها العسكرية على وجه السرعة لحماية نفسها. إن التهديدات تجعل من الأهمية بمكان بالنسبة لأوروبا أن تتولى السيطرة على مصيرها.

*نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • شريف العريان يحضر انتخابات الأنوكا لدول حوض النيل
  • فوزي لقجع مرشح فوق العادة للإحتفاظ بمقعد الفيفا في انتخابات الكاف
  • رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في القاهرة قبل انتخابات الأربعاء المقبل.. تفاصيل
  • رئيس "كاف" يصل القاهرة لحضور انتخابات الاتحاد الأفريقي
  • صدمة قاسية.. القارة العجوز تواجه عدم يقين استراتيجى وسط تحول السياسات الأمريكية
  • نادي الحريق بطلًا لدوري قولدن سنت للبلياردو للسيدات
  • «الرجبي» يطلق «السوبر الإماراتي المصري»
  • مقاعد "فيفا" تشعل الصراع في الاتحاد الأفريقي
  • الاتحاد العربي للتايكوندو يهنئ محمد مصطفي لفوزه فى انتخابات اللجنة الأوليمبية
  • مقاعد مجلس "فيفا" تشعل الصراع وسط انتخابات رئاسية هادئة في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم