عقد وفد علماء الأمّة الذي يزور أفغانستان برئاسة معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى سانو أمس، اجتماعًا تشاوريًّا مع عدد من سفراء وممثلي الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المعتمَدين لدى أفغانستان، بحضور المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة، وذلك بمقر إقامة الوفد بالعاصمة كابل.

 ورحب الدكتور سانو بالسفراء ، شاكرًا إياهم على ما يقومون به من جهود مقدرة في تعزيز علاقات التعاون والشراكة والتواصل والتنسيق بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والسلطة الحاكمة بأفغانستان، منوهًا بكونهم المرجعية الأولى الموثوقة للدول الأعضاء بالمنظمة فيما يتصل بالتعريف بأهم التغيرات التي شهدتها الساحة الأفغانية منذ تولي السلطة الحالية مقاليد الحكم بالبلاد.

 وقدم معاليه نبذة مختصرة عن الوفد والغاية من هذه الزيارة التي وصفها بأنها امتداد للزيارة الأولى لوفد العلماء، منوّهًا بهذا الصدد بمشاركة علماء بارزين ومتميزين جدد في هذا الوفد، مؤكِّدًا حرص معالي الأمين العام للمنظمة حسين طه وجميع الدول الأعضاء بالمنظمة، على ضرورة العمل من أجل تمكين البنات والفتيات الأفغانيات من العودة إلى المدارس والجامعات، ومشاركة المرأة الأفغانية في جهود البناء والنهضة.

 ودعا معاليه السفراء إلى التكرم بإطلاع الوفد على آخر التطورات والتغيرات التي شهدتها الساحة الأفغانية في الآونة الأخيرة، وإلى تقديم الاقتراحات التي يرونها مناسبة لتمكين الوفد من تحقيق الأهداف المثلى من الزيارة، وذلك انطلاقًا مما لهم من معرفة دقيقة وموثوقة بالوضع بحكم تواصلهم اليومي مع السلطة الحالية، واحتكاكهم المباشر بالشعب الأفغاني.

 وتناوب السفراء على إطلاع الوفد على أهم التغيرات والتطورات التي تشهدها الساحة الأفغانية، وبخاصة فيما يتعلق بتمكن السلطة من بسط سيطرتها التامة على جميع الأراضي الأفغانية، واستتباب الأمن بشكل مستقر؛ حيث إن الوضع الأمني بات مستقرًا بشكل غير مسبوق، كما أكدوا للوفد بأنه قد كان من أهم نتائج الزيارة الأولى قبول السلطة الحالية عدم الربط بين موضوع تعليم البنات والفتيات والدين الإسلامي، حيث بات الحديث عن كون تعليقهم تعليم البنات والفتيات يعود إلى أسباب لوجستية ذات علاقة وطيدة بالعادات والتقاليد والأعراف، كما أن السلطة وافقت على عمل المرأة الأفغانية في مجالات الصحة، والزراعة، والتجارة، والتعليم، وماعدا هذه المجالات، فإنها لا تزال تمنع المرأة من العمل فيها لذات الاعتبارات اللوجستيَّة والعرفية.

 ثم قدم السفراء جملة من الاقتراحات المهمة البنَّاءة راجين للوفد التوفيق والنجاح في مهامه، هذا وقد شارك في الاجتماع سفراء جمهورية تركيا، وجمهورية باكستان الإسلاميَّة، وجمهورية إيران الإسلامية، والقائم بالأعمال بسفارة إندونيسيا.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الدول الأعضاء

إقرأ أيضاً:

مسئول بمنظمة التنمية العربية الزراعية: مصر تشهد نقلة نوعية في عهد الرئيس السيسي

- مصر مركز الابتكارات والأفكار في قطاع الزراعة والغذاء بحكم ما تمتلكه من خبراء وعلماء وتاريخ زراعي
- فيروس كورونا أثبت أن العالم العربي لن يستطيع أن يتخلى عن بعضه البعض
- تحقيق التعاون والتكامل الزراعي العربي المشترك الهدف الرئيس للمنظمة

أشاد الدكتور كامل مصطفى عامر رئيس المكتب الإقليمى للمنظمة العربية للتنمية الزراعية فى الإقليم الأوسط العربي، بالنقلة النوعية التي حدثت في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة في قطاع الزراعة، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قاد القطاع الزراعي في مصر إلى منطقة أخرى لم تكن من قبل.

وقال عامر - في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الإقليمي حول "تسريع تحول النظُم الغذائية في المنطقة العربية" والذي اختتمت أعماله في العاصمة الأردنية مؤخرا - إن الرئيس السيسي وضع مصر على الخارطة الزراعية التي تليق بتاريخها الزراعي، مشيرا إلى أن المشروعات الزراعية والتوسع الأفقي في الرقعة الزراعية بمصر التي يقودها الرئيس السيسي أعادت مصر إلى موقعها الزراعي العربي والعالمي. 

وأضاف أن النهضة الزراعية التي تخوضها مصر منذ عشر سنوات جعل العالم ينظر إليها باعتبارها ثورة جديدة في مصر بقطاع الزراعة والغذاء وتجربة يحتذى بها، مشيرا إلى أن منظمة التنمية العربية الزراعية مطلعة على هذه النهضة وتعمل على الاستفادة منها ونقلها خارجيا.
ووصف مصر بأنها مركز الابتكارات والأفكار في قطاع الزراعة والغذاء وهذا ليس بجديد على الدولة المصرية التي تمتلك الخبراء والعلماء في قطاع الزراعة تاريخيا، مؤكدا أن مصر لديها تاريخ كبير وطويل عبر الأجيال في تنمية القطاع الزراعي. 

وعن التعاون بين الدولة المصرية ومنظمة التنمية العربية الزراعية، كشف رئيس المكتب الإقليمى للمنظمة العربية للتنمية الزراعية فى الإقليم الأوسط العربي، أن العلاقة بين الحكومة المصرية والمنظمة تمثل بابا من أبواب تطوير القطاع الزراعي العربي بحكم الخبرة المصرية في هذا القطاع، مشيرا إلى المنظمة وبجميع مسئوليها على تواصل مستمر ودائم مع مؤسسات الدولة المصرية في قطاع الزراعة والغذاء.
وأكد أن تبادل الخبرات والآراء بين المنظمة والمؤسسات المصرية في قطاع الزراعة على أعلى مستوى وتهدف في المقام الأول لتطوير الزراعة العربية وليس قطاع الزراعة في مصر فقط، موضحا أن هذا أمر طبيعي بحكم ما تمتلكه مصر من مقومات وخبرات في هذا القطاع الحيوي العربي.

وكشف أن هناك اتفاقيات ومذكرات تعاون ومشروعات زراعية كبيرة بين المنظمة والحكومة المصرية في إطار التعاون بين الجانبين، مؤكدا حرص المنظمة دائما على التواصل مع الدولة المصرية ومتابعة المستجدات في قطاع الزراعة.

وساق مثالا لقوة هذه العلاقة التي تربط بين المنظمة والحكومة المصرية، بأنه بمجرد طلب المنظمة من الدولة المصرية باستضافة مكتب المنظمة الإقليمي الذي يتواجد في السودان ونظرا للأوضاع هناك، كانت الموافقة المصرية دون أي تأخيرات، مؤكدا أن الحكومة المصرية تعد من الحكومات العربية النشطة والمتعاونة مع المنظمة بجميع فروعها.

وحول مشاركة المنظمة في فعاليات المنتدى الإقليمي حول "تسريع تحول النظُم الغذائية في المنطقة العربية" والذي اختتمت أعماله في العاصمة الأردنية الخميس الماضي، أوضح الدكتور كامل مصطفى عامر، أن المنظمة تعد شريكا رئيسا في تنظيم هذا المنتدى إيمانا منها بأهمية المناقشات التي تمت بين الوزراء العرب والمسئوليين العرب والدوليين في المنظمات والهيئات المتعلقة بالزراعة، مشيرا إلى أن المنظمة تؤمن بأن استمرار التشاور والمناقشات في مثل هذه المنتديات يعود بالنفع المباشر على الزراعة العربية ومن ثم الأمن الغذائي العربي.
وأشار إلى أن المنتدى يمثل أهمية كبيرة من أجل عرض التجارب والخبرات العربية والدولية في سبيل مواجهة التحديات التي تتعلق بالقطاع الزراعي، موضحا أن التحديات وخصوصا فيما حدث وقت انتشار فيروس كورونا عالميا أثبت أن العالم العربي لن يستطيع أن يتخلى عن بعضه البعض.

ونوه إلى أن المنتدى أصدر عدة توصيات ركزت على ضرورة التعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية وبعضها البعض، مشيرا إلى أن عرض التجارب وخصوصا فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا في الزراعة، أكدت على ضرورة استخدام الرقمنة والذكاء الاصطناعي وبشكل فوري في الزراعة بالعالم العربي.

ولفت إلى أن القادة العرب ووزراء الزراعة العرب أصبحوا على قناعة بأن استخدام التكنولوجيا أصبح ضرورة غير قابلة للتأجيل وبالتالي جاء هذا المنتدى؛ ليؤكد على ذلك ويستمع ويناقش التجارب العربية المختلفة وأوصى بضرورة استمرار التواصل من أجل تنفيذ هذه التكنولوجيا مع وجود تقديم في بعض الدول العربية في هذا القطاع وبالتالي الاستفادة الضرورية بين البلدان العربية.

وتابع إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة يعتبر - حاليا - أولويات عمل الدول العربية وهذا ما أكده المنتدى ووضع استراتيجية لتنفيذها في إطار التعاون العربي المشترك، مؤكدا أن التكنولوجيا أصبحت كثورة استخدامات النار في بداية الصناعة في القرون الماضية.

وعن أبرز التوصيات التي خرجت من المنتدى وكيف تنظر إليها منظمة التنمية العربية الزراعية، قال رئيس المكتب الإقليمي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية إن أبرز هذه التوصيات هو تعزيز التكامل العربي والتعاون المشترك في قطاع الزراعة، موضحا أن الأقطار العربية لديها امتيازات متنوعة في مجال البيئة الزراعية؛ وبالتالي لا بد من استغلال هذه الامتيازات والعمل من أجلها لتحقيق الأمن الغذائي العربي.

وشدد على أن وجود البنية التحتية في الدول العربية والتشريعات والمعايير الزراعية عربيا تمثل أهم التحديات التي يجب العمل على مواجهتها حاليا، مؤكدا أن المنتدى ناقش هذه الفكرة وجاري العمل ونحن في منظمة التنمية العربية الزراعية تقوم بجهد في هذا الإطار وسيرى النور قريبا.

ووصف "إعلان عمان 2024" بشأن هذا المنتدى بالمهم للغاية وسيكون علامة فارقة في قطاع الزراعة العربي، مؤكدا أن التوصيات وضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بتعزيز التعاون والتكامل العربي في الزراعة وسيتم العمل عليها خلال المرحلة المقبلة.

كما شدد على ضرورة أن يكون العالم العربي في مقدمة دول العالم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في الزراعة وأن يؤسس من الآن نادي استخدام الذكاء الاصطناعي وتكون الدول العربية أعضاء فيه من أجل أن يحقق أهدافه المطلوبة هى تحقيق طفرة في الإنتاج الزراعي والغذائي العربي؛ بما يحقق طموحات الشعوب العربية في الزراعة والغذاء.

وبشأن طبيعة عمل المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أوضح رئيس المكتب الإقليمي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في الإقليم الأوسط العربي، أن المنظمة أنشأت بموجب قرار رقم 2635 لاجتماع مجلس الجامعة العربية في 11 مارس 1970، فيما باشرت أعمالها في عام 1972 من مقرها الرئيس في العاصمة السودانية الخرطوم، مشيرا إلى أنه في عام 1980 اكتملت عضوية المنظمة بانضمام الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية إليها. 

وأردف إن المنظمة لها جمعية عامة تتكون من ممثلي جميع الدول الأعضاء ويكون التمثيل على مستوى الوزراء أو من ينوب عنهم، ويكون لكل عضو صوت واحد، فيما تكون رئاسة الجمعية بالتناوب وفقا للترتيب الهجائي للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وتكون مدة الرئاسة سنتين، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للمنظمة تجتمع مرة واحدة كل عامين في دورة عادية ويجوز للجمعية العامة عقد دورات غير عادية بناء على طلب ثلث الدول الأعضاء أو المجلس التنفيذي ويحدد رئيس الجمعية مكان وموعد الانعقاد بالتشاور مع مدير عام المنظمة.

وتابع إن المنظمة تهدف إلى المساهمة في إيجاد وتنمية الروابط بين الدول العربية وتنسيق التعاون فيما بينها في شتى المجالات والنشاطات الزراعية وعلى الأخص، تنمية الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة في قطاعي الزراعة والثروة السمكية والأغذية، وتحسين وسائل وطرق استثمارها على أسس علمية، ورفع الكفاءة الإنتاجية الزراعية النباتية والحيوانية والاستغلال الأمثل للموارد السمكية، وبلوغ التكامل الزراعي المنشود بين الدول العربية تحقيقاً للأمن الغذائي العربي، وتسهيل تبادل المنتجات الزراعية والسمكية بين الدول العربية، والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي والسمكي لتحقيق الاكتفاء الذاتي مع مراعاة الاستدامة، ودعم إقامة المشاريع والصناعات الزراعية والسمكية، والنهوض بالمستويات المعيشية للعاملين في قطاعي الزراعة والصيد السمكي، والإشراف على تنفيذ برامج من شأنها مواجهة أزمات الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي.

مقالات مشابهة

  • أمين التعاون الإسلامي يدعو إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين
  • في افتتاح “الكومسيك”.. اردوغان يدعو لتوحيد الصف في دعم فلسطين ولبنان
  • الصقري يستعرض أمام "الكومسيك" جهود عُمان لدعم التحول الرقمي
  • سلطنة عُمان تشارك في الدورة الوزارية الـ 40 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بتركيا
  • كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟
  • الأمين العام للتحالف الإسلامي يستقبل وزير الدفاع العراقي
  • الوفد: استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي فرصة لتعزيز التعاون بين الدول
  • مسئول بمنظمة التنمية العربية الزراعية: مصر تشهد نقلة نوعية في عهد الرئيس السيسي
  • شيخ الأزهر: نتمنى صياغة منهج دراسي يعمم على دول العالم الإسلامي لمواجهة التطرف
  • الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يهنئ الرئيس تبون