واشنطن "د ب أ": كان قائد مجموعة فاجنر الروسية الخاصة الراحل، يفجيني بريجوجين، يعتبر حتى وقت قريب سياسيا روسيا بارزا، حتى أن البعض كان يعتقد أنه يمكن أن يكون منافسا للرئيس فلاديمير بوتين نفسه.

من ناحيته، يرى المعلق السياسي الروسي اندريه بيرتسيف في تقرير نشره موقع مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن وفاة قائد فاجنر في ظروف مريبة للغاية الأسبوع الماضي لم تثر الكثير من الاهتمام العام أو الغضب.

ويرى بيرتسيف أن رد الفعل على اعتقال إيجور جيركين في وقت سابق من هذا العام، وهو ضابط من غلاة الوطنية كان يعمل سابقا في جهاز الأمن الاتحادي الذي قاد المتمردين الموالين لروسيا في أوكرانيا في عام 2014، كان صامتا بالمثل. ولم يؤد اختفاء جيركين من الحياة العامة إلى أي غضب عام.

وكان الرجلان رمزين مهمين للراديكاليين المؤيدين للحرب الروسية ، لكن اتضح أن معظم الروس العاديين رأوهما على أنهما من المواد سريعة الانتشار على الإنترنت أكثر من كونهما بطلين مشهورين. والواقع أن نفوذ غلاة الوطنية في روسيا كان مبالغا فيه إلى حد كبير، من أعدادهم واستعدادهم للعمل إلى التهديد الذي يفرضونه على الكرملين، وفقا لبيرتسيف.

ويضيف أن غلاة الوطنية في روسيا، مثل الشخصيات والمدونين المؤيدين بشدة للحرب الذين ينتقدون أحيانا الكرملين لامتناعه على ما يبدو عن شن حرب "شاملة" ضد أوكرانيا، ليسوا قوة متماسكة واحدة ذات وحدة أيديولوجية أو تنسيق وثيق. إنهم أشبه بطاقم متنوع من مجموعات الهواة التي تتجمع حول قادة فرادى طموحين وغيورين وغير قادرين على العمل مع بعضهم البعض. وتدرك السلطات ذلك جيدا.

ووصف بوتين بريجوجين في تعليقات بعد وفاته بأنه "رجل أعمال موهوب". ولم ير الرئيس أنه من المناسب ذكر أن بريجوجين كان أيضا حاصلا على أعلى وسام في روسيا وهو "بطل الاتحاد الروسي". ولم يعترف بوتين بالدور البارز لفاجنر في الحرب في أوكرانيا ولم يحضر جنازة بريجوجين المتواضعة.

وفي حين أن وفاة بريجوجين كانت أهم الأخبار لوسائل الإعلام العالمية، إلا أن وسائل الدعاية الروسية اعتبرتها أقل أهمية بكثير. وفي أحد التقارير الإخبارية الأسبوعية على القناة الأولى المملوكة للدولة ، ذكر مقطع قصير عن حادث تحطم الطائرة الخاصة الذي توفي فيه ببساطة اسم بريجوجين دون سرد سيرته الذاتية أو دوره في الحرب.

ومن خلال صياغة صورة بعد وفاته تقترب من عدم أهمية بريجوجين، أثبت الكرملين أنه لا ينوي الخضوع لوسائل الإعلام المغالية في الوطنية والمدونين في البلاد الذين كان بريجوجين بطلا لهم. ويبدو أن الكرملين لم يخطئ في تقدير الحالة العامة. وعلى الرغم من المحادثات التي لا نهاية لها حول مدى غضب الراديكاليين المؤيدين للحرب الذين يمكن أن يشكلوا تهديدا للنظام، فإنهم في النهاية لم يتمكنوا حتى من المطالبة بإجراء تحقيق مناسب في وفاة بريجوجين.

وظهرت النصب التذكارية العفوية لبريجوجين في بعض المدن الروسية، وخاصة في مسقط رأسه سانت بطرسبرج. لكنها كانت كلها صغيرة، وزارها إلى حد كبير أفراد مجموعة فاجنر وعائلاتهم.

ولم يكن بريجوجين بطلا شعبيا لمعظم الروس. وكان لديه جمهور كبير، لكن معظمهم انجذبوا إلى مقاطع على الإنترنت من صراخه الصريح للغاية، مثل مطالبته بمزيد من الذخيرة من وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة. وكانت الرقابة في زمن الحرب تعني أن الاستماع إلى بريجوجين كان فرصة لمعرفة شيء ما حول ما كان يحدث بالفعل في الجبهة.

ويقول بيرتسيف إنه من الآن فصاعدا، يبدو من المرجح أن يظل الجزء المؤيد للحرب من المجتمع الروسي مخلصا للسلطات وبوتين. إنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للذهاب والقتال بأنفسهم، ولم يتحمسوا أبدا لأفكار بريجوجين وجيركين للتعبئة الشاملة أو تحويل روسيا إلى كوريا شمالية أخرى من أجل هزيمة أوكرانيا.

ويواجه غلاة الوطنية مشكلة واضحة وهي أن جمهورهم إما خائف من الراديكالية، أو مستعد فقط لأن يكون راديكاليا في الأقوال، وليس الأفعال. وحتى أولئك الذين يدعمون التصعيد في أوكرانيا ينظرون أولا وقبل كل شيء إلى الكرملين، وعندما لا يحصلون على دعم الكرملين ، فإن أكثر ما يفعلونه هو التذمر.

ولم تنبع شعبية بريجوجين من تصريحاته المؤيدة للحرب، بل من انتقاده للنخبة وقادة روسيا. وكانت قوته أنه كان الشعبوي الوحيد في البلاد الذي يمتلك الموارد المالية والأصول الإعلامية وجيشه الخاص. وبما أنه لا يوجد بريجوجين ثان في الأفق، فإن غلاة الوطنية في روسيا أصبحوا الآن أضعف كثيرا.

وبالنظر إلى هذا الضعف، من المرجح أن يكثف المسؤولون الضغط على أولئك الذين ينتقدون السلطات من موقف راديكالي مؤيد للحرب. وفي الوقت نفسه، يشكل غلاة الوطنية المفككون دعامة مريحة للسلطات. إن اتجهاتهم الراديكالية تجعل الكرملين يبدو معتدلا نسبيا، في حين أن القمع ضد أولئك الذين يدعون إلى التعبئة الكاملة يطمئن الأشخاص العاديين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی روسیا

إقرأ أيضاً:

السعودية.. هذا ما فعله رونالدو بعد إعلان رحيل مدرب النصر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حرص النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على توجيه رسالة شكر لمواطنه لويس كاسترو، الذي تقرر رحيله عن منصب المدير الفني في نادي النصر السعودي.

وكان فريق "العالمي" كشف، الثلاثاء، عن إنهاء العلاقة مع مدربه البالغ من العمر 63 عاما، بعد سوء النتائج في مختلف مسابقات الموسم الحالي 2025/2024.

وعقب إعلان مغادرة كاسترو لأسوار نادي النصر، نشر رونالدو عبر خاصية "ستوري" على منصة إنستغرام صورة تجمعه بالمدرب، وعلق قائلا: "شكرا على كل شيء".

وتولى لويس كاسترو تدريب كريستيانو رونالدو ورفاقه في يوليو/ تموز 2023، وقادهم للظفر بلقب بطولة الأندية العربية للأبطال في العام الماضي.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: روسيا ستدرس الأسباب وراء التفجير الجماعي لأجهزة "البيجر" في لبنان
  • متحدثة البيت الأبيض توضح سبب استخدامها عبارة “ترامب يشكل تهديدا” رغم محاولات اغتياله
  • روما يعلن رحيل مدربه دي روسي!
  • اختتام بطولة روسيا الوطنية لجمال الخيل العربية
  • السعودية.. هذا ما فعله رونالدو بعد إعلان رحيل مدرب النصر
  • الكرملين يعلن أن زيادة عدد قوات الجيش يأتي ردا على "التهديدات" على حدود روسيا الغربية
  • الكرملين يعلن أن زيادة عديد الجيش يأتي ردا على “التهديدات” على حدود روسيا الغربية
  • الشرطة الأمريكية توقف طفلا نشر تهديدا بارتكاب قتل جماعى فى مدرستين
  • اعتقال روسي في أمريكا بتهمة تصدير تقنيات إلى روسيا
  • رحيل المغني تيتو جاكسون في عمر الـ 70