شباب موهوب ينقل صوراً من إرث حمص العريق ضمن معرض (كنوز) للتصوير الضوئي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
حمص-سانا
على مدى يومين متتالين استمتع زوار معرض “كنوز” للرسم والتصوير الضوئي الذي أقامته الغرفة الفتية الدولية بحمص ضمن صالة صبحي شعيب للمعارض بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي حكت في مضامينها وأفكارها سيرة التراث الحمصي العريق.
المعرض الذي شارك فيه 30 شاباً وشابة من الموهوبين بالرسم والتصوير الضوئي جاء دعماً للطاقات الشبابية المتألقة في هذا المجال حسبما أوضحت الدكتورة لجين مشرف رئيس الغرفة الفتية الدولية للعام الحالي في حديثها لنشرة سانا الشبابية، مبينة أن اللوحات المشاركة سلطت الضّوء على عدد من أهم الأماكن الأثريّة في المدينة، والتي تعكس جانباً من تاريخ المحافظة البهي.
بدورها المهندسة روزانا الطرزي مهندسة معلوماتية ومسؤولة حملة “بيليف ان سيريا” التابعة لقطاع الأثر المجتمعي لفتت إلى أن المعرض يأتي ختاماً لحملة وطنية كان هدفها لهذا العام التركيز على التراث المحلي وإعادة إحيائه من خلال مشروع كنوز الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية بحمص منذ فترة ويهدف إلى إضاءة التراث المادي واللامادي للمدينة وقد تجلى ختام المشروع من خلال هذا المعرض.
وبينت روزانا أن المشروع انطلق في نيسان الفائت عبر فعالية نوعية أعادت إحياء أحد “خميسات” حمص المشهورة، وهو خميس الحلاوة الذي تشتهر به حمص ويتم خلاله زيارة القبور ثم توزيع أنواع الحلويات الحمصية على المارين.
وذكرت أن المشروع تضمن تدريباً على اللغات القديمة كالآرامية قام به الدكتور علي صقر أحمد لعدة أيام، كما شمل البدء بإعداد دليل سياحي للمدينة يركز على تراثها المادي بالتعاون مع الجمعية التاريخية ويتضمن عدة أقسام كالجوامع والكنائس والقصور والأديرة، إضافة إلى الأمثال والعادات والطقوس التقليدية.
المخرج والمصور الفوتوغرافي نوار جندلي بين أنه شارك في المعرض عبر عدة لوحات ركز فيها على تراث حمص التقليدي ليبقى هذا الإرث العريق خالداً في وجدان وذاكرة الجيل الجديد، كما في إحدى لوحاته التي تعرف بجامع خالد الأثري.
الشاب صليبا الخوري شارك بعدة صور إحداها لمطعم أثري قديم في المدينة وأخرى لـ “القمقم” وهو حسب قوله علبة مخصصة لماء الزهر أو العطور، مشيراً إلى أن أهمية المعرض في تشجيع الشباب وتصدير أعمالهم إلى المهتمين.
أما المصور الفوتوغرافي باسل نيصافي فأشار بدوره إلى أن لوحاته المشاركة تنوعت بين أربعة مواقع أثرية، أهمها أيقونة حمص متمثلة بجامع خالد بن الوليد والبرج الدفاعي في قلعة حمص، أما الموقع الثالث فهو واجهة الحمام العثماني القريب من السوق المسقوف، إضافة إلى أحد المواقع الأثرية.
وأوضح نيصافي أن التراث السوري عموماً والحمصي كجزء منه هو أحد تجليات الحضارة السورية الضاربة في التاريخ، ولذلك لا بد من تكرار هذا النوع من الفعاليات للتعريف بالإرث الإنساني العميق الذي نقلته سورية إلى العالم.
صبا خيربك
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تكريمًا للدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي.. معرض الكتاب يحتفي بالسيرة الهلالية
ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضاف الصالون الثقافي احتفالية خاصة بعنوان "السيرة الهلالية مهداة إلى الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي"، وذلك تكريمًا لإسهاماته البارزة في دراسة الأدب الشعبي والسير الشعبية.
حضر الاحتفالية نخبة من الباحثين والمتخصصين، من بينهم الدكتورة أسماء النجار، المدرس المساعد بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتور مصطفى جاد، مقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة.
أسماء النجار: الحجاجي كان نموذجًا للمعلم الحقيقياستهلت الدكتورة أسماء النجار حديثها بالتعبير عن امتنانها العميق للدكتور الحجاجي، مؤكدةً أنه كان له دور أساسي في دخولها مجال الأدب الشعبي، حيث أشرف على رسالة الماجستير الخاصة بها.
وقالت: "كان داعمًا علميًا وإنسانيًا، وعلمنا كيف نربط بين البحث الأكاديمي والتطبيق العملي، كان شغوفًا بكل ما كتبه، وكان الحب حاضرًا في تفاصيل حياته، سواء في حديثه أو في كتاباته عن السيرة الشعبية".
وأضافت أن آخر لقاء جمعها به كان قبل وفاته بيومين، حيث كان لا يزال يتحدث عن قيمة الحب، التي اعتبرها جوهر شخصية البطل الشعبي في السيرة الهلالية.
وأشارت “النجار” إلى أن الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي كان مفكرًا وباحثًا بارزًا في مجال الأدب الشعبي، وترك إرثًا ثقافيًا وعلميًا خالدًا.
ومن أبرز أعماله كتاب "مولد البطل في السيرة الشعبية"، الذي تناول فيه ميلاد البطل في السير الشعبية العربية، مع تحليل عميق لهذا الجانب في التراث العربي.
محمد شبانة: الحجاجي علّمنا حب الهوية والثقافة الشعبيةأما الدكتور محمد شبانة، فقد وصف الدكتور الحجاجي بأنه شخصية متفردة في مجاله، وقال: "تعلمنا منه كيف نحب الثقافة الشعبية المصرية، وكيف نرتبط بهويتنا الوطنية من خلال التراث الشعبي. كان أستاذًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان يرى أن المعرفة الحقيقية تأتي من التجربة ومن البحث في جذور الثقافة".
وكشف شبانة أن الدكتور الحجاجي عرض عليه أكثر من مرة أن يحفظ ويغني السيرة الهلالية، لكنه لم يفعل، معتبرًا أن هذا العرض يعكس مدى شغف الراحل بنقل التراث الشعبي للأجيال الجديدة.
وأضاف: “نحتاج اليوم إلى إعادة إحياء السيرة الهلالية بطرق جديدة، مثل تقديمها في المقاهي الشعبية، تمامًا كما يوجد مقهى خاص بأم كلثوم، حتى تظل هذه السيرة جزءًا من وجدان الناس”.
مصطفى جاد: حلم بإعادة إحياء السيرة الهلالية في المقاهيمن جانبه، تحدث الدكتور مصطفى جاد عن الجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور الحجاجي في توثيق السيرة الهلالية، مشيرًا إلى رؤيته المتفردة حول إعادة تقديم هذا التراث الشعبي للجمهور.
وقال: "كان يحلم بإعادة تقديم السيرة الهلالية في المقاهي، لأن الفن الأصيل يجب أن يصل إلى الناس مباشرة. كان يرى أن السيرة ليست مجرد نصوص تُحفظ، بل هي تجربة حية يجب أن تُروى وتُغنى في الأماكن العامة".
وأضاف أن الدكتور الحجاجي كان رائدًا في إدخال رواة الربابة إلى الجامعة، رغم المعارضة الأكاديمية في السبعينيات، وهو ما يعكس إيمانه العميق بأهمية التراث الشعبي وضرورة الحفاظ عليه كجزء من الهوية الثقافية.
إرث ثقافي خالداتفق المشاركون في الاحتفالية على أن الدكتور الحجاجي لم يكن مجرد أستاذ جامعي، بل كان معلمًا وإنسانًا أثرى مجال الأدب الشعبي، حيث أشرف على العديد من الباحثين، وقدم دراسات رائدة حول السيرة الشعبية.
وتأتي هذه الاحتفالية تكريمًا لإسهاماته الكبيرة في دراسة وتوثيق السيرة الهلالية، لتبقى أعماله العلمية مرجعًا أساسيًا للأجيال القادمة من الباحثين والمثقفين المهتمين بالتراث الشعبي.