أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان وعمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا إلى إغلاق المدارس وتسرب التلاميذ من التعليم، ولكن، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، ظهرت حلول محلية لسد هذه الفجوة. 

 

في مخيم شاتيلا للاجئين الواقع على مشارف بيروت والذي تبلغ مساحته كيلومترا مربعا يعيش أكثر من 14 ألف لاجئ. يزيد عدد الأطفال في المخيم عن 650 طفلاً وجميعهم لم يذهبوا إلى المدرسة.

 

يستضيف لبنان، الذي يشهد ما وصفه البنك الدولي بأنه "واحدة من أشد الأزمات خطورة على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر"، أكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان.

 

كان للأزمة، التي خفضت قيمة عملتها الليرة بنسبة 97% منذ عام 2019، تأثيرا شديدا على 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في البلاد. ومع أن تسعة من كل عشرة لاجئين سوريين يعيشون في فقر مدقع، فقد أصبح التعليم ترفاً لا يستطيع معظمهم تحمل تكاليفه.

 

تركت الأزمة نظام التعليم في لبنان في وضع صعب، ومع خسارة رواتب المعلمين نحو 90% من قيمتها، تسببت الإضرابات والاستقالات المتكررة في إبقاء المدارس العامة مغلقة معظم أيام العام، كما أغلقت العديد منها أبوابها بالكامل في السنوات الثلاث الماضية لأنها لم تتمكن من تحمل تكاليف التشغيل.

 

يواجه الأطفال اللاجئون عوائق إضافية بما في ذلك "كراهية الأجانب، ومحدودية الأماكن في المدارس العامة، ونقص الوثائق المدنية، ومحدودية المسارات للانتقال إلى التعليم الرسمي"، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

 

في أغسطس 2020، حولت بتول غانم، غرفة صغيرة في استوديو التصوير الفوتوغرافي الخاص بزوجها في شاتيلا إلى فصل دراسي. طرقت أبواب الجيران ودعت أطفالهم للحضور لمدة ساعتين كل يوم. لم تكن هناك مكاتب، وكان الطلاب يضعون كتبهم على أحضانهم. وتقول: "لكنهم ما زالوا يأتون بشغف لتعلم القراءة والأرقام".

 

ومع قدوم المزيد من الأطفال، مددت بتول غانم، وهي سورية لاجئ تعيش في مخيم شاتيلا، ساعات التدريس الخاصة بها ووصل المتطوعون للمساعدة. وبتمويل من المنظمة النمساوية غير الحكومية "قافلة الإنسانية"، تم إنشاء مركز يضم 19 موظفًا و50 مكتبًا وثلاث سبورات. 

 

قالت بتول غانم للجارديان، "حتى الآن، قمنا بتعليم حوالي 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عامًا في مركز الأكسجين. لقد أطلقنا عليه هذا الاسم لأن التعلم لا يقل أهمية عن الأكسجين.

 

على بعد نصف ساعة سيرًا على الأقدام، في قلب بيروت، تعيش ميرفت عكر البالغة من العمر 31 عامًا في مخيم برج البراجنة للاجئين، وهو مكان آخر محدود الموارد ويعاني من فقر مدقع، ومكتظ بحوالي 31,000 لاجئ. معظمهم من الفلسطينيين وأكثر من 2500 طفل.

 

لا يمكن للأطفال في المخيم الالتحاق بالمدارس العامة إلا بعد قبول جميع المتقدمين اللبنانيين. مع قيام المزيد من العائلات اللبنانية بنقل أطفالها إلى المدارس العامة بدلاً من المدارس الخاصة بسبب الأزمة المالية، أصبح هناك عدد أقل من الأماكن المتاحة للاجئين.

 

تقول ماجدة نجيب، وهي عضو مؤسس في جمعية النجدة الاجتماعية التي تأسست عام 1976 لدعم اللاجئين الفلسطينيين في المخيم: “إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب ترك الناس يكافحون من أجل البقاء، وزاد عدد الأطفال العاملين. 

 

وقالت إن أربع مدارس تديرها الأمم المتحدة خدمت الأطفال في المخيم حتى أدى الوباء إلى التعليم عبر الإنترنت، والذي افتقرت العديد من العائلات والأطفال إلى التكنولوجيا للوصول إليه. وقالت إن عدد المتسربين من المدارس لم يتعافى منذ ذلك الحين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اكسجين تعليم لبنان سوريا المدارس العامة فی المخیم

إقرأ أيضاً:

هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم

مرَّ أكثر من 40 يوما على بدء الفصل الدراسي الثاني في الضفة الغربية. وفي حين تحاول وزارة التربية والتعليم في غزة إنقاذ العام الدراسي، يحرم طلاب مخيمات شمال الضفة المحتلة الوصول إلى مدارسهم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية "السور الحديدي" التي بدأت أواخر يناير/كانون ثاني الماضي بمخيم جنين، ومنه توسعت لتطال مخيمات طولكرم وطوباس.

وإلى بلدة برقين غرب مدينة جنين حيث منزل أقاربها، نزحت عائلة أشواق محمد الطالبة بالصف العاشر قادمة من مخيم جنين. وفي البلدة التي استقبلت منذ بدء "السور الحديدي" نحو 5 آلاف نازح من مخيم جنين، تمكَّنت أشواق من الالتحاق بمدرسة البلدة الحكومية، بعد قرار من مديرية التربية والتعليم في جنين، سمح للطلبة النازحين حضور الحصص المدرسية في الأماكن التي استقبلتهم.

وتقول أشواق إن حظها جيد لأنها استطاعت تجاوز الأسابيع الأولى للاقتحام وعدم دوامها بالمدرسة، وهو ما ساعدها في التعويض ومتابعة ما فاتها من المواد الدراسية كافة.

"السور الحديدي" الإسرائيلي دمر شوارع مخيم ومدينة جنين وعطل الحياة (الجزيرة) شلل تام

حال أشواق لا ينطبق على آلاف الطلبة المسجلين بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بالمخيم، والبالغ عددهم قرابة 1700 طالب، ممن أغلقت مدارسهم أبوابها منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد الأزمة بين أجهزة الأمن الفلسطينية والمقاومين داخل مخيم جنين.

وواجه الطلاب -الموزعون على 4 مدارس تابعة للأونروا داخل المخيم- صعوبة في انتظام الدراسة لنحو شهر، وأعلنت الأونروا حينها على لسان رولاند فريديتش مديرها بالضفة الغربية أن "التعليم بمخيم جنين أكثر القطاعات تضرراً بتلك الأحداث".
وأضاف فريديتش "يعيش مخيم جنين حلقة مفرغة من العنف، يجعله غير صالح للسكن أصلا، وقد أغلقت المدارس وتعطَّلت العملية التعليمية، مما يهدد مستقبل الطلبة بالمنطقة".

ومع دخول الفصل الدراسي الثاني، أجبرت إسرائيل الأهالي على النزوح من منازلهم بالمخيم، وعزَّزت وجودها العسكري بمدينة جنين ومختلف أحيائها، وفرضت حالة من عدم الاستقرار الأمني والخوف بين الناس، ودمَّرت البنية التحتية، وأعادت رسم خارطة المخيم الجغرافية، مما أصاب القطاعات الحيوية في المدينة ولا سيما التعليم بشلل شبه تام.

إعلان

ولم يفتتح الفصل الثاني بمدارس المدينة كافة، وخاصة مدارس المخيم الذي أخلي من ساكنيه وتحول إلى كتلة من الدمار والركام.

وفي "جمعية الكفيف" بمدينة جنين حيث نزحت المواطنة سلسبيل وعائلتها وعدد من أقاربها، تقول إن لديهم 5 أطفال ضمن المرحلة الأساسية قد حُرموا الدراسة منذ نزوحهم من المخيم في اليوم الثالث من الاقتحام الإسرائيلي.

وتضيف سلسبيل أن محاولات المدارس بالتعويض عبر حصص الكترونية "غير مجدية" لأن النازحين لا يملكون أجهزة حاسوب.

الاقتحام الإسرائيلي المستمر يحول دون مواصلة العملية التعليمية بمدينة جنين (الجزيرة) مخطط إسرائيلي

من جانيه، يقول محافظ جنين كمال أبو الرب إنه -ووفق آخر إحصائيات مديرية تربية جنين- فإن قرابة 15 ألف طالب وطالبة لا يستطيعون الوصول إلى مدارس المدينة والمخيم، ناهيك عن حوالي 6 آلاف من الطلبة الجامعيين من "فلسطين 48" الملتحقين بالجامعة العربية الأميركية في جنين، وذلك بسبب منع الاحتلال مرورهم عبر حاجز الجلمة إلى المدينة.

ويضيف أبو الرب للجزيرة نت أن التعليم أكثر القطاعات حساسية بمستقبل الفلسطينيين بشكل عام وجنين خاصة، وأن إسرائيل عبر عدوانها تسعى لضرب هذا القطاع وتقييده، وإيصال رسالة للمواطن أنه "محروم" من أبسط حقوقه المكفولة بكل المواثيق الدولية.

ويتابع المسؤول الفلسطيني "هذا مخطط إسرائيلي لشلِّ حياة المواطنين هنا، وإقناعهم أنه لا مستقبل لهم، ولا لأولادهم".

وذكر أنه وفي الاقتحامات السابقة أصر الاحتلال، وفي كثير من المرات، على اقتحام المدينة والمخيم أوقات دوام المدارس، وحاصر الطلاب داخل مدارسهم، ولساعات طويلة "وكنّا نحاول التنسيق لإخراج الطلبة من مدارسهم، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والارتباط الفلسطيني".

ولم يقتصر الأمر على الاحتجاز داخل المدارس -حسب المحافظ- بل أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع على كثير من المدارس، واقتحموها، كما حدث بمدرسة قباطية الأساسية جنوب جنين، وأطلقوا الرصاص الحي صوب مدارس أخرى أثناء وجود الطلبة فيها، وجرَّفوا الشوارع المؤدية لبعض المدارس، كما جرى في الحي الشرقي بجنين.

إعلان

وقد قتلت إسرائيل خلال عملية "السور الحديدي" المستمرة حتى الآن 3 طلاب في محافظة جنين وحدها، آخرهم إسماعيل أبو غالي (17 عاماً) الطالب بالمرحلة الثانوية، بعد محاصرة منزل في الحي الشرقي من المدينة.

آثار جرافات الاحتلال بشارع المدارس في الحي الشرقي (مواقع التواصل) محاولات العودة

وكان صادق الخضور، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم بفلسطين، قال في تصريح صحفي إن هناك تزايدا في نسبة "الفاقد التعليمي" بشكل مقلق في عدد من مدارس مدن شمال الضفة، وإن العملية التعليمية خسرت 15 يوما تعليميا في الفصل الدراسي الأول بفعل انتهاكات الاحتلال.

وأوضح الخضور أن نحو 90 مدرسة من مدارس طولكرم وجنين تحول الدوام فيها إلى النظام الإلكتروني (عن بُعد) لافتا الى أن الوزارة كانت تخطط لاستثمار عطلة بين الفصلين لصالح تعويض الطلبة "لكن عدوان الاحتلال عطَّل خطة التعويض".

ولا يقتصر "الفاقد التعليمي" -حسب الخضور- على ما يفوت الطلبة من حصص، بل هناك تداعيات نفسية تقع على الطلبة والمدرسين لا يمكن إهمالها، ومواد تعليمية يصعب إنجازها، وخاصة لدى طلبة الصفوف الأساسية، وأن التعطيل المتكرر للدوام يفقد الطلبة جزءا كبيرا من المادة التعلمية التي يجب إنجازها.

وأكد الخضور أن اللجوء للتعليم الالكتروني في بعض المدارس خلال الظروف الراهنة "غير مجد" لكنه "الخيار الوحيد المتاح حاليا ولا بديل عنه".

ووفق مصادر للجزيرة نت، توجد خلافات بالحكومة الفلسطينية حول عودة الدوام الوجاهي للطلبة بجنين، إذ تحاول وزارة التربية إصدار بيان لعودة الدراسة خلال الأسبوع القادم، وفق برنامج طوارئ وبواقع 3 أيام أسبوعيا في حين يعارض المحافظ خشية على سلامة الطلبة خاصة في ظل الاقتحامات المستمرة.

مقالات مشابهة

  • باحثون يحذرون: مثلجات "سلاش" ليست آمنة للأطفال دون 8 سنوات
  • تطبق يوم 22 مارس .. قرارات عاجلة من التعليم لجميع المدارس
  • وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل
  • هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم
  • روح التفاؤل .. مستشفى قنا العام يوزع فوانيس رمضان على أطفال الغسيل الكلوى
  • في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها
  • تسليم 20 سماعة أذن للأطفال ضعاف السمع في عدن عبر مؤسسة يماني بدعم مركز الملك سلمان
  • المندوبة الوزارية لحقوق الإنسان تدعو إلى وضع لحد لسجن الأطفال وإيجاد حلول بديلة
  • مسابقات دينية وتلاوة قرآنية للأطفال بمسجد الميناء الكبير بالغردقة
  • نظام جديد لتقييم جودة خدمات الأطفال الصغار خارج المدارس في أبوظبي