«نزعة» برهانية وغزوة القماير!
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
بثينة تروس
ونحن نستمع للأكاذيب تتري من قائد الجيش البرهان في ان القوات المسلحة (ليست لها اي نزعة للاستيلاء على السلطة، ليست لديها أي نزعة للاستمرار في انها تحكم السودان)! نستيقن ان قدر الشعب السوداني ان يحكمه الكذابون، الذين لم يتورع حتى شيوخهم من الكذب (اذهب للقصر رئيسا وسوف اذهب للسجن حبيساً).. والبرهان ثمرة تلك الشجرة الملعونة ترقى في الجيش تحتها، ونزعته للسلطة قادته لأخيب انقلاب في تاريخ الانقلابات، عجز فيه عن حفظ امان المواطنين، بل عجز حتى عن تكوين حكومة تعطي حكومته شرعية شكلية، وقاد البلاد الي حرب مدمرة، وحتى الساعة هو عاجز عن حسم معاركها.
البرهان والاخوان المسلمون لا يقيمون لذاكرة المواطنين وزناً، فكيف ينسى الناس انه طوال فترة حكومة الفساد الاخواني انه لا يمكن ان ينجز أي مواطن من العامة عملاً او يقضي مصلحة حياتية، الا إذا كان ذلك عبر عسكري ملتحي لتأكيد سطوته، مرافقاً، او قابضاً رشوة في سبيل انجاز تلك المهمة! بل أكثر من ذلك فإن مطلق عسكري في موقع قيادي هو فوق القانون، وأفضل من مطلق مدني! إذ أن بإمكانه تعطيل سير العدالة في أي محكمة مهما كانت الأدلة بوضوح الشمس. وفي ظل تلك الأوضاع صار عناصر الشرطة والعساكر وأصحاب الرتب الصغيرة، مهضومي الحقوق كحال غالبية الشعب، وحين عجز افرادها من نيل مستحقاتهم من كبار الضباط الذين يخصمون 80% من ميزانية الدولة لصالح المؤسسة العسكرية، حولوا قهرهم لقهر رجل الشارع العادي، بإذن وتشجيع من قادتهم خوف ان ينقلبوا عليهم! فصاروا يجمعون الضرائب والرسوم بلا رحمة وبأرقام خيالية، حتى شرطة المرور صار يهابها المواطن بأكثر من الحرامية الذين يتسورون المنازل ليلاً، حيث لا توجد مؤسسات عدلية لا تخضع للعسكر.. لذلك فشل المواطنون في رفع مظالم العسكر، وزادت الرشاوي وتضخمت جيوب وأرصدة وكروش العسكر، فعجزوا عن قيادة أي معركة.. تم احتلال الفشقة وحلايب وشلاتين، ولم تتحرك فيهم نخوة الوطنية التي يدعونها اليوم لتحرير هذه المناطق، ولكن حينما تحرك الشعب في الهامش من اجل المظالم سلطوا عليه قوات الدعم السريع/ الجنجويد (الذين خرجوا من رحم القوات المسلحة) بحسب تصريح البرهان، ففعلوا فيهم الأفاعيل وارتكبوا نفس الجرائم التي يرتكبونها اليوم في الخرطوم.. لذلك غافل من يعتقد ان هذا الجيش جيش قومي او طني، ويقاتل من اجل وطن ومستقبل حكومة تتوفر فيها حقوق المواطنة المتساوية للجميع.
وسط رائحة الموت والخوف، يطالعنا منظر في غاية البؤس الإنساني.. مجموعة من العساكر يستعرضون عضلات فتونة وانتصارات متخيلة في غزوة زائفة، في فيديو وهم يطوقون مجموعات شبابية الاعمار تطفح وجوههم بالشقاء وقلة الحيلة، من سكان حي (القماير) يستخرجون منهم الاعترافات بالضرب بأعقاب البنادق، وهم يجلسون على الأرض وامامهم شاشات تلفاز ومعدات كهربائية مسروقة من منازل المواطنين، واحدهم قال انه سرق من دكان (ارز وعدس)! بالطبع فإن تربية الاخوان المسلمين طوال حكمهم جعلتهم يطوعون الفقه لتحليل سرقة المال العام، فربوا أبناءهم بالسحت واموال الشعب المنهوبة، حتى قال عنهم شيخهم الترابي (لقد أكلوا الأموال أكلاً عجيباً). في حين ان الصحابي أبوذر الغفاري عليه الرضوان، وهو الذي اشتهر عنه انه كان ضد استغلال السلطة وجشع الحكام قال (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج شاهراً سيفه). بداهة ان جميع ظواهر عدم الأمان وانتشار عصابات ابناء القماير، والعصابات التي أطلق عليهم اسم (الغنامة) من الذين نهبوا منازل المواطنين وروعوا امانهم وهددوا حياتهم، ما كانت الا نتاج طبيعي للأوضاع الاقتصادية المتردية، في ظل هذه الحرب البغيضة.. والذين يعولون علي ان هذه نتيجة طبيعية لظاهرة خروج المجرمين من السجون وهروبهم ابان الحرب، لا بد ان يضعوا في حساباتهم ان هنالك مجرمين هاربين من العدالة بأخطر من الذين يسرقون قوت يومهم الكفاف، الا وهم قيادات الاخوان المسلمين الذين هربوا وفي رقابهم جرائم ودماء أبرياء وفساد مالي، واليوم يؤججون الفتنة، ويسوقون أبناء الشعب للحرب، بعد ان امنوا لأهلهم وذويهم الخروج الآمن من البلاد، بالجوازات المزدوجة التي كانوا يحملها معظم قيادات الاخوان المسلمين الذين يسعون للعودة بالبلاد الي ما قبل ثورة ديسمبر، وعلي راسهم قطبي المهدي رئيس جهاز الامن الأسبق ومستشار المخلوع وعضو المكتب القيادي للحزب الحاكم.
ان الأوضاع الكارثية الحالية ضالع فيها جنرالات الجيش ذوي النزعات السلطوية الذين فشلوا في حفظ الفترة الانتقالية، ذات الوثيقة الدستورية، وفشل البرهان في تسليم السلطة، ولم يحفظ امن المواطنين، بل تم قصفهم في هذه الحرب بالطائرات، ومن لم يفقد روحه منهم فقد شقاء عمره، حيث طلب منهم اخلاء منازلهم قسراً.. وها هو البرهان يتوعدهم بان يقاتل حتى يحصد الموت جميع أبنائهم، ولقد فعلها الجيش قبلا في الجنوب وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي دارفور وكان الدعم السريع عونه ومنفذ جرائمه. ان هذا الجيش عبارة عن كارتيلات وتاريخه يؤكد انه من اسوأ أنواع الجيوش، لذلك لا مستقبل للبلاد في قيام دولة حديثة الا بالتخلص من طبيعة هذا الجيش ومن المليشيات التي تخدمه. بوقف الحرب وبالرجوع للتفاوض بمنبر جدة حول مشروع مدني يحرسه الجيش من خارج مقاعد السلطة. الوسومالسودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان
إقرأ أيضاً:
هآرتس: عندما يصبح الجيش الإسرائيلي نموذجا للوحشية
ربطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية -في مقالين منفصلين- بين انتشار العنف والوحشية في جيش إسرائيل وخطاب الكراهية والانتقام الذي تنتهجه حكومتها، وشبهت ما يحدث في غزة بمعسكر الاعتقال النازي لليهود (أوشفيتز)، متأسفة على غياب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن ذكرى المحرقة لأن دولته أصبحت منبوذة، ولأنه مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب.
في المقال الأول وصف الأستاذ الفخري يوئيل إليزور باعتباره طبيبا نفسيا، حالة أفراد الجيش الإسرائيلي النفسية في حربه الجارية، وقال إنه يشعر بالرعب من القتل الجماعي للمدنيين في غزة وبالانزعاج من تأثير الوحشية التي يمارسونها على الصحة العقلية للجنود الذين يتعرضون للخطر بسبب خطاب الحكومة التحريضي وإضعاف أنظمة العدالة المدنية والعسكرية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: هل ينكر مسؤولو أوروبا جرائم الحرب في غزة رغم الوثائق؟list 2 of 2نيويورك تايمز: الهند تشوه الحقيقة وهذا ما يحدث فعلا للهندوس ببنغلاديشend of listوأوضح إليزور هدفه من هذا المقال بصفته جَدا وطبيبا نفسيا بحث في تجربة الجنود مع الوحشية، وقال إنه يريد أن يحمي حفيده وكل من يخدم في الجيش الإسرائيلي، ويريدهم أن يعرفوا مدى صعوبة الوقوف في وجه قائد قاس ومقاومة ضغوط الأقران التي تشجع على الوحشية.
وصنف الكاتب 5 مجموعات من الجنود بناء على سمات الشخصية، استنادا إلى دراسة قامت بها ضابطة الرعاية الاجتماعية نوفار إيشاي أثناء الانتفاضة الأولى تحت إشرافه، نُشرت لاحقا عام 2012، باعتبارها الفصل الأول من كتاب بعنوان "بقعة من ضوء.. الجنود الإسرائيليون والجيش والمجتمع في الانتفاضة".
إعلان
تأثير الضباط الصغار
المجموعة الأولى صغيرة وقاسية تتألف من جنود قساة، اعترف بعضهم بالعنف قبل التجنيد، وقد ارتكب هؤلاء معظم الفظائع الشديدة، ونظروا إلى الوحشية باعتبارها تعبيرا عن القوة والرجولة، أسكرتهم السلطة التي تلقوها في الجيش، يقول "إنها مثل المخدرات. تشعر وكأنك أنت القانون، أنت من يضع القواعد. وكأنك منذ اللحظة التي تغادر فيها إسرائيل وتدخل قطاع غزة تصبح إلهًا".
يقول أحد هؤلاء "ليس لدي مشكلة مع النساء. رمتني إحداهن بحذاء، فركلتها هنا (أشار إلى الفخذ)، وحطمت كل هذا هنا. لا يمكنها إنجاب أطفال اليوم"، وأطلق أحدهم النار على عربي 4 مرات في ظهره وأفلت بدعوى الدفاع عن النفس، و"تلقى شاب عربي فجأة رصاصة في بطنه وكان يحتضر على الرصيف وابتعدنا بالسيارة بلامبالاة"، كما يقول جندي.
المجموعة الثانية مجموعة صغيرة عنيفة أيديولوجيًا، أيدت الوحشية دون المشاركة، كان أفرادها يؤمنون بتفوق اليهود وكانوا ينتقدون العرب، ولم يتم الإبلاغ عن الإصابات الأخلاقية في هذه المجموعة.
المجموعة الثالثة صغيرة وغير قابلة للفساد، عارضت تأثير المجموعات القاسية والأيديولوجية على ثقافة الفرقة، تم ترهيبهم في البداية من قبل القادة الوحشيين، ثم اتخذوا موقفا أخلاقيا واستمروا في الإبلاغ عن الفظائع إلى قائد الفرقة، تعرض أحدهم للنبذ، وأصيب بصدمة نفسية واكتئاب وغادر البلاد بعد التسريح.
المجموعة الرابعة كبيرة وتتكون من جنود ليس لديهم ميل مسبق للعنف، ولكن سلوكهم كان متأثرا بشكل كبير بنماذج الضباط الصغار ومعايير الفرقة.
أما المجموعة الخامسة فكانت كبيرة، وتشكلت من الجنود الذين يوجهون أنفسهم داخليا والذين حافظوا على المعايير العسكرية ولم يتركبوا فظائع، وقد استجابوا للعنف الفلسطيني والمواقف التي تهدد الحياة بطرق متوازنة ومبررة قانونيا، ولم يبلغوا عن إصابات أخلاقية.
إعلان سلوك صادموفي سياق تأثير القادة الصغار والجنود المؤثرين، يقول أحدهم "جاء قائد جديد إلينا. خرجنا معه في أول دورية، لم يكن هناك أحد في الشوارع سوى طفل صغير (4 سنوات) يلعب في فِناء منزله. فجأة جرى القائد وأمسك بالطفل وكسر ذراعه وساقه وداس على بطنه ثلاث مرات وغادر. نظرنا إليه في حالة من الصدمة. سألت القائد "ما قصتك؟" قال يجب قتل هؤلاء الأطفال منذ اليوم الذي يولدون فيه. وعندما يفعل القائد ذلك يصبح الأمر شرعيا".
وذكر إليزور أن هناك أدلة كثيرة على جرائم الحرب المزعومة في الحرب الحالية، وقد قام المؤرخ الإسرائيلي لي مردخاي بجمع البيانات وتصنيفها وتحديثها بانتظام، وهي تشمل تقارير من مؤسسات مرموقة كالأمم المتحدة، وتقارير من وسائل الإعلام الرئيسية، وصورا ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
نموذج مصغر للوحشية
وهناك توثيق لإطلاق النار على المدنيين الذين يلوحون بالأعلام البيضاء، وإساءة معاملة الأسرى والجثث، وحرق المنازل دون موافقة قانونية، والتدمير الانتقامي للممتلكات والنهب، مقابل عدد ضئيل من التحقيقات، حسب لي مردخاي.
واستغرب الكاتب كلمات التأبين التي ألقيت في جنازة جندي احتياطي قُتل في لبنان، حيث أشار أحد المتحدثين إلى قتله لفلسطيني كان يحصد الزيتون مع أطفاله، وروى أفراد وحدته كيف نجح في رفع الروح المعنوية في غزة بإشعال النار في منزل دون موافقة، وأعلنوا التزامهم بمواصلة أعمال الحرق والانتقام في غزة ولبنان والضفة الغربية.
أما مركز الاحتجاز سدي تيمان فهو بالنسبة ليوئيل إليزور نموذج مصغر للوحشية في الحرب الحالية، وقد أصبح سيئ السمعة عندما أبلغ طبيب عن علامات إساءة جنسية شديدة لدى أحد المعتقلين، وقد أبلغت تقارير إعلامية عن 36 تحقيقا بشأن وفاة معتقلين كانوا محتجزين فيه، كما تشير شهادات فلسطينيين مفرج عنهم، جمعتها منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية غير الحكومية بتسيلم، إلى العنف القاسي والتعسفي بشكل متكرر والإذلال والإهانة والتجويع المتعمد وغير ذلك من الممارسات المسيئة.
إعلان الانتقام وخطاب الكراهيةوفي جو الانتقام هذا، ذكّر الكاتب بما كتبه اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور قائلا "الحرب شيء قاس، والسؤال الحقيقي هو كيف نركز القسوة على أولئك الذين يريدون إيذاءنا لا على الآخرين الذين يصادف وجودهم في المنطقة".
وفي هذا السياق، أدى خطاب الكراهية والانتقام الذي تنتهجه حكومتنا والذي تعزز بسبب تقويضها المتعمد لنظام العدالة -كما يقول الأستاذ- إلى الانتقام المفرط والقتل الجماعي للمدنيين في غزة، كما وفّر ذلك رياحا مواتية للفظائع التي يرتكبها الجنود القساة والعنيفون إيديولوجيًا، وزاد من نفوذهم على الأتباع، وأزاح غير القابلين للفساد جانبا.
ويستمر إليزور قائلا إنه وفي هذا الوضع الصعب، تقع على عاتق القيادة العليا مسؤولية الحفاظ على القيم المدرجة في مدونة أخلاقيات الجيش، وعلينا نحن المواطنين الذين نرسل أطفالنا وأزواجنا وأحفادنا إلى الخدمة العسكرية، أن نجد طرق المقاومة ونتحدث بوضوح من أجل الحفاظ على حدود قسوة الحرب والحفاظ على مدونتنا الأخلاقية، وحماية الجنود من الأذى الأخلاقي وعواقبه الطويلة الأجل.
أوشفيتز وغزة ولاهاي
أما في المقال الثاني، فيتأسف جدعون ليفي على أن نتنياهو لن يسافر إلى بولندا الشهر المقبل لحضور الحفل الرئيسي بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز بسبب المخاوف من احتمال اعتقاله على أساس مذكرة الاعتقال الصادرة ضده من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
ورأى الكاتب في ذلك مفارقة مرَّة، أن من بين جميع الشخصيات والدول، يُمنع رئيس وزراء إسرائيل وحده من حضور النصب التذكاري لأفراد شعبه بسبب تهديد القانون الدولي الذي يلوح فوق رأسه، ويقبل حضور المستشار الألماني.
قبل 80 عاما، عندما تم تحرير أوشفيتز، مُنح اليهود الاختيار بين أمرين "لن يواجه اليهود أبدا خطرا مماثلا" و"لن يواجه أي شخص في العالم أبدا خطرا مماثلا"، ولكن إسرائيل اختارت الخيار الأول، مع إضافة قاتلة، بعد أوشفيتز يُسمح لليهود بفعل أي شيء.
إعلانوقد طبقت إسرائيل هذه العقيدة في العام الماضي كما لم تفعل من قبل -حسب الكاتب- ولعل هروب رئيس الوزراء من حفل أوشفيتز هو المثال الأكثر فظاعة على ذلك، وحقيقة أن أوشفيتز هو أول مكان يخشى نتنياهو الذهاب إليه من بين جميع الأماكن في العالم، تصرخ بالرمزية فضلا عن العدالة التاريخية.
همس ودوي الهولوكوستومع أن المسافة بين أوشفيتز وغزة مع توقف في لاهاي، لا تزال هائلة -حسب الكاتب- فإن المقارنة بينهما لم تعد سخيفة، فعندما يكون هناك خط وهمي للموت في غزة المحتلة، وكل من يعبره محكوم عليه بالموت، حتى لو كان طفلا جائعا أو معوقا، تبدأ ذكريات الهولوكوست في الهمس، وعندما يتم تنفيذ التطهير العرقي في شمال غزة، مع علامات واضحة على الإبادة الجماعية في جميع أنحاء القطاع، فإن ذكرى الهولوكوست تدوي بالفعل.
ويبرز السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كنقطة تحول مصيرية على غرار حرب عام 1967 حيث فقدت إسرائيل تواضعها، واليوم فقدت إنسانيتها، وفي كلتا الحالتين حصل ضرر لا رجعة فيه.
وخلص الكاتب إلى وجوب تأمل المناسبة التاريخية واستيعاب أهميتها، فالاحتفال بإحياء الذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز يسير فيه زعماء العالم في صمت ومعهم آخر الناجين الأحياء، ويصبح مكان رئيس وزراء الدولة التي نهضت من رماد الهولوكوست شاغرا، إذ لن يكون نتنياهو في أوشفيتز، لأنه مطلوب في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب.