37.6 % نموا في تعاملات نظام المدفوعات والتسويات الوطني
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
- زيادة في أنشطة الدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.. وانخفاض في التعاملات عبر الشيكات المصرفية وكذلك في حجم «المرتجعة»
- أنظمة الدفع الآمنة وذات الجودة العالية تتيح للأفراد والمؤسسات العامة والخاصة إتمام تعاملاتهم في أي وقت ومكان
- التحول الرقمي في القطاع المالي يعزز أداء مختلف القطاعات بدءا من البيع بالتجزئة ووصولا لأنشطة ريادة الأعمال وقطاع العمل
- تعمل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم على توفير قاعدة وآلية محكمة للتسويات النهائية والإشراف على المكونات الرئيسية للبنية الأساسية للنظام المالي
مع التوسع المستمر في الخدمات الحكومية الإلكترونية والتفضيل المتزايد لدى أفراد المجتمع للتسوق وإنجاز الخدمات عبر المواقع والتطبيقات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، تشهد عمليات الدفع الإلكتروني نموا كبيرا وارتفاعا في حجم وقيمة المعاملات التي تتم عبر أنظمة المدفوعات والتسويات الوطنية في سلطنة عمان نظرا للإقبال من قبل الأفراد والمؤسسات.
ويعزز ذلك البنية الأساسية المتطورة لنظم المدفوعات الوطنية والتحول المتزايد لدى المجتمع العماني نحو تفضيل التعاملات الإلكترونية وتقليل الاعتماد على النقد، حيث تتيح أنظمة الدفع الآمنة وذات الجودة العالية للأفراد والمؤسسات العامة والخاصة إتمام تعاملاتهم في أي وقت ومكان.
ويندرج التوجه نحو التوسع في أنظمة الدفع الإلكتروني ضمن جهود التحول الرقمي التي تستهدف الوصول إلى هدف المجتمع الرقمي الشامل، كما يساهم الدفع الإلكتروني في تنظيم مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية وإيجاد روافد جديدة للنمو، فضلا عن دور نظم الدفع الإلكتروني في مواكبة التطورات العالمية وتلبية احتياجات المستهلكين.
وتتم التعاملات والتحويلات المالية الإلكترونية عبر أنظمة المقاصة الإلكترونية ونظام المقاصة الإلكترونية للشيكات وشبكة عمان نت، وتتيح عمليات الدفع الإلكتروني خدمات متطورة تتضمن دفع الفواتير وأقساط القروض وتحويلات الرواتب والأموال من قبل الأفراد والمؤسسات وغير ذلك من الخدمات، وضمن التطور المتواصل للبنية الأساسية للنظام المالي في سلطنة عمان، تقوم كافة المصارف والمؤسسات المالية بتحديث مستمر لخدماتها المالية، كما دشن البنك المركزي العماني مؤخرا نظام التسوية الإجمالية الآنية المحلي الجديد الذي يوفر المعالجة والتسوية النهائية لأوامر الدفع عالية القيمة والمتبادلة بين المشاركين المباشرين في النظام وهم وزارة المالية، والمصارف العاملة بسلطنة عُمان، وشركة مسقط للمقاصة والإيداع، ومن المتوقع أن يساهم النظام الجديد في رفع مستويات السيولة والأمان وخفض المخاطر المرتبطة بالتعاملات المالية، كما تزداد أهميته وفاعليته من خلال الارتباط مع النظم المماثلة في دول مجلس التعاون.
ورصد البنك المركزي العماني نموا ملموسا في حجم التعاملات المالية الإلكترونية وانخفاضا في التعاملات عبر الشيكات المصرفية وكذلك في حجم الشيكات المرتجعة، وأشار البنك المركزي إلى أن هذا النمو في التعاملات المالية الإلكترونية جاء مدعوما بزيادة حجم المدفوعات في كل من أنشطة التجارة الإلكترونية وتوسع استخدام أجهزة نقاط البيع لتعاملات التجزئة المالية، فيما يجد التطور المتواصل لأنظمة المدفوعات الوطنية دعما من الاعتماد المتزايد على الحلول التقنية التي تسهل وتسرع وتوفر الأمان في تجربة المستفيدين.
وأشارت الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي العماني إلى أن حجم التعاملات عبر نظام المدفوعات والتسويات الوطني حقق صعودا ملموسا بنسبة 37.6 بالمائة خلال العام الماضي ليصل إلى 275.1 مليون معاملة مقارنة مع 199.9 مليون معاملة خلال عام 2021، وادى ذلك لارتفاع قيمة المعاملات بنسبة 15.6 بالمائة خلال العام الماضي، لتسجل 206.6 مليار ريال عماني مقارنة مع 178.8 مليار ريال عماني خلال 2021، لكن على الرغم من هذا الارتفاع ما زالت المعاملات أقل من مستوياتها في فترة ما قبل تفشي جائحة كوفيد.
وفيما يتعلق بعمليات الدفع الإلكتروني في قطاعات التجزئة المالية، فقد شهد حجمها زيادة ملموسة بنسبة 37.8 بالمائة لتصل إلى 274.4 معاملة مقارنة مع 199.2 معاملة في عام 2021، كما ارتفعت قيمة المعاملات بنسبة 13.1 بالمائة لتسجل 27.3 مليار ريال عماني بنهاية 2022 وجاء الارتفاع بسبب زيادة مطردة في الدفع الإلكتروني.
وأوضح البنك المركزي العماني أن تفشي الجائحة كان له تأثيرات إيجابية في انتشار مبادرات الدفع الإلكتروني كوسيلة أساسية لتأمين وتسهيل عمليات الدفع مقابل السلع والخدمات.
وارتفع حجم التعاملات عبر شبكة عمان نت بنحو 40 بالمائة وبنسبة 13 بالمائة في قيمة التعاملات، ويرجع ذلك أساسا للنمو في عمليات الدفع لتعاملات التجارة الإلكترونية كما شهدت عمليات الدفع عبر الهاتف المحمول زيادة كبيرة بنسبة 551 بالمائة في عدد المعاملات وبنسبة 385 بالمائة في قيمة المعاملات.
وسجلت عمليات الدفع الإلكتروني ارتفاعا بنسبة 39.4 بالمائة في عدد المعاملات خلال 2022 ليسجل 252.9 معاملة مقارنة مع 180.8 مليون معاملة في 2021. وجاء الجانب الأكبر من النمو مدعوما بالتوسع في استخدام أجهزة نقاط البيع، بزيادة 50.2 بالمائة، ويليها عمليات الدفع المرتبطة بالتجارة الإلكترونية، بزيادة 35.5 بالمائة، في حين سجلت التعاملات عبر أجهزة الصراف الآلي زيادة بوتيرة أبطأ بنسبة 8.75 بالمائة حيث أصبح التفضيل أقل لاستخدام النقود الورقية منذ تفشي الجائحة.
ويذكر أن عمان نت هي بوابة الدفع لتوفير الخدمات الحكومية الإلكترونية عبر المواقع الإلكترونية والهاتف المحمول وتستهدف تسهيل عمليات الدفع بأمان وسهولة، كخدمة مهمة يشارك فيها القطاع المصرفي العماني وتعزز التوجه نحو الحكومة الإلكترونية. وتقدم عمان نت الخدمات الإلكترونية للقطاعين العام والخاص بما يساهم في سلاسة تسوية التعاملات بكفاءة وفاعلية وتبسيط سير عملية الدفع للخدمات الإلكترونيّة في السلطنة.
وتأتي التطورات الإيجابية التي يشهدها التحول الإلكتروني للخدمات المالية ليعزز توجهات التحول الرقمي الحكومي في سلطنة عمان ووفق رؤية البنك المركزي العُماني في الرفع المستمر لجودة الخدمات المالية بما في ذلك أنظمة المدفوعات الوطنية المقدمة للقطاع المصرفي والمالي والمجتمع في سلطنة عُمان.
وتساهم العديد من التطورات في تعزيز التحول الرقمي في القطاع المالي ودمج هذا التحول بما يعزز أداء مختلف القطاعات بدءا من البيع بالتجزئة ووصولا لأنشطة ريادة الأعمال وقطاع العمل، وتشمل التطورات الأخيرة في هذا الصدد تطبيق نظام حماية الأجور وهو نظام إلكتروني مشترك بين وزارة العمل والبنك المركزي العماني يهدف لرصد عمليات صرف الأجور في منشآت القطاع الخاص ومتابعتها للتأكد من التزامها بتحويل أجور العاملين لديها لحساباتهم في المصارف المحلية المعتمدة، وذلك في الوقت والقدر المحدد بعقد العمل وفقاً لما نص عليه قانون العمل، كما تبنى البنك المركزي العماني إجراءات لتمكين الأعمال والأنشطة الصغيرة المرخصة بالسلطنة من الاعتماد على أنظمة المدفوعات الإلكترونية وذلك من خلال البنوك المرخصة ومقدمي خدمات الدفع، وضمن جهود تنظيم الأنشطة الاقتصادية أصدرت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قرارا بإلزامية توفير خدمة الدفع الإلكتروني في المحلات والمنافذ التابعة لعدد من المؤسسات.
ويدعم تطور البنية الأساسية للقطاع المالي في السلطنة نمو أنشطة جديدة تعزز النمو الاقتصادي وتلبي احتياجات المستهلكين منها التجارة الإلكترونية وفق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية كمصدر جديد لتعزيز النمو والتنويع الاقتصادي عبر تشجيع نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأنشطة ريادة الأعمال.
وتعد نظم المدفوعات هي العمود الفقري لأي اقتصاد، فهي تساعد على تنفيذ السياسات النقدية ودعم الاستقرار المالي، ولذلك تعمل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم على توفير قاعدة وآلية محكمة للتسويات النهائية والإشراف على المكونات الرئيسية للبنية الأساسية للنظام المالي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البنک المرکزی العمانی التجارة الإلکترونیة الدفع الإلکترونی فی التحول الرقمی بالمائة فی مقارنة مع فی سلطنة فی حجم
إقرأ أيضاً:
العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
أصبحت التجارة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من عالم الإنترنت اليوم مع وجود العديد من الخدمات والمنصات التي تتمحور حولها وتحاول تسهيل هذه التجربة على سواء المتسوق أو مالك المتجر، ولكن كل ما نراه اليوم من تطور في قطاع التجارة الإلكترونية لم يكن ممكنا دون مساهمة طاهر الجمل العالم المصري الذي التحق بوادي السيليكون في مطالع ثورة الإنترنت.
ساهم طاهر الجمل في تسعينيات القرن الماضي في ابتكار معايير التشفير الآمن "إس إس إل" (SSL)، وهو المعيار المعتمد في يومنا هذا لتأمين المدفوعات عبر الإنترنت بشكل عام، وبفضل هذا الابتكار، ولدت التجارة الإلكترونية وخدمات البيع عبر الإنترنت بشكل عام، فمن طاهر الجمل؟ وكيف ساهم في هذا الابتكار الحيوي في عالم الإنترنت؟
ولد طاهر الجمل في القاهرة عام 1955، ودرس بجامعة القاهرة حتى حصل على شهادة البكالوريوس قبل أن يتوجه إلى جامعة ستانفورد ليكمل دراسته الأكاديمية ويحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية.
يصف المقربون من طاهر حبه الواسع للرياضيات ودراسة الأرقام بشكل عام، ومن بين هذا العلم الواسع، انجذب بشكل غير مبرر إلى علوم التشفير، وقد وصف في إحدى مقابلاته حبه لهذا العلم قائلا إن التشفير هو أجمل استخدامات الرياضيات وأرقاها.
إعلانوفي قاعات جامعة ستانفورد، وجد طاهر من يشاركه شغفه، إذ درس علوم التشفير على يد مارتن هيلمان، وهو أحد مخترعي مفاتيح التشفير العامة التي عرفت لاحقا باسم مفاتيح تبادل ديفي-هيلمان وكونت الأساس الذي بنيت عليه تقنية التشفير ثنائية الأطراف.
ونشر طاهر الجمل بحث الدكتوراه الخاص به في عام 1985 تحت عنوان "نظام تشفير المفتاح العام ونظام التوقيع القائم على اللوغاريتمات المنفصلة"، وبفضله، ولد بروتوكول طبقة مآخذ التوصيل الآمنة الذي تطور لاحقا ليصبح مفاتيح "إس إس إل" (SSL) البارزة للتشفير، وفي عام 2019، تشارك جائزة "ماكروني" (Macroni) مع بول كوتشر لمساهمتهم في ابتكار مفاتيح التشفير الآمنة عبر الإنترنت.
مناصب قيادية عدةقدم طاهر الجمل مساهمته العظيمة في مجال التشفير عبر الإنترنت أثناء عمله في مؤسسة "نتسكيب للاتصالات" (Netscape Communications) في الفترة بين 1995 و1998، ثم انتقل ليصبح مديرا لقسم الهندسة في شركة "آر إس إيه للأمن السيبراني" (RSA Security)، ولاحقا أسس شركة "سيكوريفاي" (Securify).
ولاحقا استحوذت مجموعة "كرول-أوغارا" (Kroll-O’Gara) الاستثمارية على شركته الناشئة "سيكوريفاي" ليصبح طاهر الجمل مديرا لقسم أمن المعلومات بالمجموعة الاستثمارية، وفي عام 2000 تم تمويل "سيكوريفاي" بشكل خاص وعاد الجمل ليصبح رئيسًا تقنيا للشركة في الفترة بين عام 2001 و2004، وفي عام 2008، التحقت "سيكوريفاي" بمجموعة "ماكافي" (McAfee) الشهيرة.
وشغل طاهر الجمل بعد ذلك مجموعة من المناصب الإدارية البارزة، وفي عام 2008، شغل منصب المدير التقني للأمن في شركة "سيلزفورس" (SalesForce) وظل في منصبه حتى عام 2023 عندما انتقل للعمل في شركة "إيفولوشن إكويتي" (Evolution Equity) وهو اليوم يشغل منصب شريك إداري في المجموعة.
ما معيار تشفير "إس إس إل"؟تعد المساهمة في ابتكار بروتوكول "إس إس إل" إحدى أبرز النقاط المضيئة في رحلة طاهر الجمل، وهو المعيار الذي يوفر مصادقة وخصوصية لجميع أنواع الاتصالات عبر شبكة الإنترنت، وقد تطور البروتوكول مؤخرا ليصبح يعرف باسم "تي إل إس" (TLS) وهي اختصار طبقة النقل الآمنة.
إعلانوبشكل عام، يعمل معيار التشفير على تشفير البيانات التي يتم نقلها عبر الإنترنت لحمايتها من الاختراق والسرقة، ثم يقوم بالتحقق من هوية الأجهزة التي تحاول الوصول إلى هذه البيانات، وعندما يتم هذا التحقق، يقوم المعيار بإتاحة البيانات مباشرة للجهازين.
كما أن المعيار يقوم بترميز البيانات رقميا من أجل الحفاظ على دقة البيانات والتحقق منها، وهو ما يتيح تتبع البيانات والتأكد إن كانت هذه البيانات سليمة أو تم التلاعب بها، مما يجعل دور المعيار محوريا في عملية تأمين المدفوعات والبيانات عبر الإنترنت.
وتمتاز المواقع التي تستخدم معيار "إس إس إل" أو "تي إس إل" بوجود رمز "إتش تي تي بي إس" (HTTPS) في شريط العنوان الخاص بها.
رغم كون الدور البارز الذي لعبه طاهر الجمل في تأمين الإنترنت بعيدا عن نظرات العامة، فإنه ساهم بشكل كبير في تشكيل الإنترنت كما نعرفه اليوم، ومحاولة تخيل الإنترنت بدون هذه المساهمة تقودنا إلى نسخة مشوهة مما نعرفه اليوم.
في البداية، لن توجد أي مواقع آمنة بشكل كامل، وهو ما يجعل التعامل مع مواقع الإنترنت أمرا صعبا، إذ تجد نفسك قلقا من مشاركة بياناتك الخاصة مع أي موقع موجود على الإنترنت، لأن هذه المواقع ستكون عرضة للهجمات السيبرانية بشكل مستمر.
وحينها، يفقد الإنترنت العديد من الخدمات المهمة والبارزة الموجودة فيه اليوم، فستختفي جميع المتاجر الإلكترونية وخدمات الدفع عبر الإنترنت، لأنه لن يكون آمنا، كما تفقد خدمات الحكومة الإلكترونية وخدمات التوقيع الرقمي أهميتها بسبب خطورة استخدام الإنترنت.
لذلك، يمكن القول إن طاهر الجمل هو أحد الأسباب الرئيسية في تطور الإنترنت كما نعرفه اليوم، وبدونه، كان الإنترنت سيشبه الشبكات المظلمة التي تعرضك للاختراق في كل ثانية.
إعلان