المعارضة: ليس هناك انقلاب عسكري في الجابون ولكن تمرد في عائلة بونجو
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أعلنت مفوضية الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي إن الاتحاد قرر أمس الخميس تعليق مشاركة الجابون في جميع أنشطته وأجهزته ومؤسساته "لحين عودة النظام الدستوري في البلاد".
وتنص المادة 30 من القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي تحت بند "تعليق المشاركة" على أنه "لا يسمح للحكومات التي تصل إلى السلطـة بطـرق غير دستورية بالمشاركة في أنشطة الاتحاد".
ويأتي القرار عقب اجتماع طارئ عقده مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي الخميس لبحث انقلاب الغابون، في حين أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في بيان عقد اجتماع "وشيك" لزعماء دول المنطقة لتحديد كيفية الرد على ضباط الجيش في الغابون، ولكنها لم تذكر موعدا.
وطالبت إيكواس -في وقت سابق الخميس- بعودة النظام الدستوري في ليبرفيل، ونددت باستخدام القوة وسيلة لحل النزاعات السياسية والوصول إلى السلطة.
وقال وزير خارجية تشاد محمد صالح النظيف إن المجتمعين دانوا الانقلاب في الجابون، وكلفوا رئيس أفريقيا الوسطى فوستين تواديرا بالوساطة والحوار مع العسكر لتحقيق عودة سريعة للنظام الدستوري.
في حين ندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بالانقلاب في الغابون، وقال إنه يشكل انتهاكا صارخا للقواعد القانونية والسياسية للاتحاد.
وقد قرر رئيس اللجنة العسكرية الحاكمة في الجابون بريس أوليغي أنجيما أداء اليمين الدستورية يوم الاثنين المقبل أمام المحكمة الدستورية في القصر الجمهوري.
وطمأن شركاء بلاده بالوفاء بجميع التزاماتها الداخلية والخارجية، علما أنه أدى القسم الأربعاء الماضي رئيسا مؤقتا للبلاد على رأس المجلس العسكري، الذي تم تشكيله عقب الانقلاب.
ورغم ذلك طالب تحالف المعارضة في الجابون المجلس العسكري بمواصلة العملية الانتخابية وإتمام إحصاء الأصوات والاعتراف بفوز مرشح التحالف ألبرت أوندو أوسا الذي صرح بدوره إن استيلاء العسكريين على السلطة في بلاده يمثل "ثورة قصر" تبقي نظام عائلة بونجو، معتبرا أنه كان يجب "تنحية" الرئيس حتى يستمر نظام "آل بونجو" ، وأضاف أن الجنرال بريس أوليغي نجيما، الذي سيتولي رئاسة المرحلة الانتقالية مجرد "تابع".
وأشار ألبرت أوندو أوسا انه يجب أن نضع الأمور في سياقها. أولا، لا يتعلق الأمر بانقلاب عسكري بل بثورة قصر ، أوليغي نجيما هو ابن عم علي بونجو... معسكر بونجو توصل إلى قناعة بأنه يجب إزاحة علي بونغو عن السلطة للحفاظ على نظام آل بونجو".
وأضاف أوسا: "اعتبرت عائلة بونجو أنه يجب تنحية علي بونجو جانبا حتى يتواصل نظام آل بونجو". وتابع: "أوليغي نغيما "تابع"، وخلفه تقف عائلة بونجو التي تسيطر على السلطة".
وقال المتحدث باسم المعارضة مايك جوكتان للصحافيين إن عناصر "قوات الأمن والدفاع هم أول الشهود على الانتصار الكبير الذي حققه البروفسور ألبير أوندو أوسا، كونهم كانوا موجودين أمام كل مركز اقتراع وأشرفوا على نقل الصناديق".
وقبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في طليطلة بإسبانيا أمس ، والمقرر أن يناقش سبل مساعدة مجموعة "إيكواس" في التعامل مع انقلاب النيجر ،صرح مسؤل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "لا ينبغي لنا مقارنة الانقلاب العسكري في الجابون بانقلاب النيجر"، مشيرا إلى أن العسكريين في ليبرفيل تدخلوا بعد أن "سُرقت" الانتخابات ، وأضاف أن "الانقلابات العسكرية ليست الحل بالطبع، لكن يجب ألا ننسى أنه في الغابون جرت انتخابات مليئة بالمخالفات"، ورأى أن تزوير الانتخابات يعدّ "انقلابا مؤسساتيا".
وأضاف أن الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو -الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجموعة إيكواس سيحضر اجتماع طليطلة، وكذلك وزير خارجية حكومة النيجر المدنية المعزولة.
وكان الجنرال بريس أوليغي نغيما ، قد تلقي تعليمه في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس في المغرب،وهو ابن ضابط رفيع بالجيش الجابوني ،و أصبح أحد أهم المعاونين لمعسكر الرئيس السابق عمر بونجو حتى وفاته في 2009.
أوليغي نجيما الذي عينه علي بونجو ملحقا عسكريا في سفارة الغابون في المغرب ومن ثم في سفارة بلاده في السنغال ، عاد من الخارج بعد إصابة علي بونجو بجلطة دماغية خلال تواجده بالسعودية سنة 2018 ، ومنذ سنة 2021، يترأس نغيما الحرس الجمهوري .
وبالرغم من عدم ذكر اسمه في قضية "الأملاك غير المشروعة'' خلافا لعدد من أبناء عمر بونجو، فإن نغيما ليس فوق الشبهات بشأن ثروته شخصية، فحسب المنظمة الأمريكية لمناهضة الفساد، "Organized Crime and Corruption Reporting Project"، فقد اشترى نقدا، بين عامي 2015 و2018، ثلاثة منازل في ضواحي العاصمة الأمريكية واشنطن بمبلغ يفوق المليون دولار.
وحسب موقع موند أفريك الفرنسي، فقد تم تكليف نغيما بمساعدة نجل علي بونجو، نور الدين بونجو فالنتان على الاستعداد لخلافة والده ،لكن نغيما كان له رأي آخر.
وقد شهدت الدول أفريقية 8 انقلابات عسكرية خلال 3 سنوات في النيجر ، وبوركينافاسو "إنقلابين " ،وغينيا ،وتشاد ،ومالي" إنقلابين".
675ca5c9-ecdc-428e-8449-462ae83202e7 55b6ad34-6148-4061-adf1-976ac743d6cd a57007fc-5d8b-42af-ab65-c7f1762b0a5d 01e10859-9b1d-4ca7-ad61-20eaa15fc273 c2e23c32-4fe0-4ea6-a6a4-000899f51a7d
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجابون انقلاب الغابون الدول أفريقية انقلابات عسكرية فی الجابون علی بونجو
إقرأ أيضاً:
رئاسة لبنان... الثأر الاستلحاقي لعنجر!
كتب نبيل بو منصف في"النهار":بصرف النظر عن حتمية انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل أو بقيت الاحتمالات مفتوحة حيال هذا الموعد، يتعين على سائر القوى اللبنانية بكل اتجاهاتها الاعتراف بحقائق، معظمها لا يروقها الإقرار بها ضمناً أو علناً. أبرز هذه الحقائق وأشدها سوءاً أن التخاذل السياسي المضخم الناجم عن الاستسلام لترهيب "حزب الله" في سنين سطوته لعب دوراً كاسحاً في هيمنته الآسرة على لبنان، وأنه لولا المعارضة الشرسة له من جانب "قوى 14 آذار" في الحقبة السابقة والمستمرة لاحقاً من جانب قوى المعارضة المسيحية لكان لبنان بأسره استحال غزة الثانية بلا أي فوارق، بما كان سينهي لبنان تحت وطأة "نظام إيراني" ناجز. ثم إن الحقيقة الطالعة الأخرى تكشف أن رفع معايير مواصفات الرئيس العتيد للبنان، التي فتحها زعماء المعارضة المسيحية، وأول المبادرين إليها سمير جعجع، كانت أفضل تصويب فوري لمسار قاتل للرئاسة لو قيّض للثنائي الشيعي وحلفاء إيران والأسد المخلوع أن يمضوا به بعد الضربات التي أصيبوا بها. وقد يتعين الاعتراف لـ"الاستبلشمنت" الزعاماتي الماروني الآن، ومن بينهم أيضاً سليمان فرنجية، أنهم يرفعون سقف المعايير لمواصفات رئيس ذي حيثية حقيقية، لئلا يكون دمية، بما يعني إطلاق العنان للعبة تنافس سياسية خضعت بعض الشيء للتصويب والتنقية والحماية من التفاهة التي تتردد مع تسخيف الترشيحات وتحويلها إلى مهزلة. بذلك لا يبقى أمراً نافلاً أن تعود الحيوية الصاعدة بقوة غير مسبوقة إلى المشهد السياسي لتتنقل بين مقار الزعامات المسيحية المعارضة خصوصاً، وكواليس الكتل والقوى الداخلية لئلا تبقى في خلفية اللبنانيين أسوأ الانطباعات المشينة والمخزية من أيام عنجر المحتلة التي حولها الوصي الأسدي آنذاك إلى مقر لأبشع استخبارات قمعية في التاريخ بعد النازية، أقله تدفق المرشحين على معراب وبكفيا وبكركي وكليمنصو، وطبعاً على بيت الوسط لو كان مفتوحاً، وساحة النجمة لاحقاً في التاسع من كانون الثاني أو سواه كما يفترض، سيكون بمثابة ثأر لعنجر أو لهيمنة "الممانعين" لاحقاً الذين انكشفت صفوفهم عن أخطر العملاء لإسرائيل قبل أي عمالة أخرى... ولهذا بحث آخر لا يجوز القفز فوقه.