ملوك العرب {عله بن جلد وكندة مذحج}
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
كتب / عاصم بن قنان الميسري
مسطر هذا النقش هو الملك ( بدا ) الحاكم المحلي وزعيم الاتحاد او الحلف القبلي العربي الذي كان مركزه في مملكه كندة او بمعنى أخر نجد السفلى في فترة حكم شمر هيرعش ملك سبأ وذي ريدان
حيث ان ابنه المعروف بمالك بن بدا خلفه على الزعامه والقياده لذلك الحلف او التحالف القبلي كحاكم محلي في حكم إيلي شرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان ما بين الفترة الزمنية (230- 255م) والذي ارفقت نقش له مع مذحج و ملوك الحارث بن كعب سارفقه نهاية المقال
حيث انه قد ورد في النقش لفض ذات يفرع في وصف المسطر لهذا النقش في اشارة على ان اصله يعود الى القبائل الحدائيه ذات يفرع بمعنى العليا .
ولا ننسى ان الحدائيين كانوا ينتمون الى قبيله سعد العشيرة بن مذحج وهو الأمر الذي كنت اكده بعدة مقالات سابقة ولكن لم يكن يتوفر لدي دليل مادي الى لحظة ظهور النقش هذا الذي يوكد الأواصر العرقية والأنساب بين ملوك كندة ومذحج بدون شك ،وكان عندي تصور شخصي ان مسمى كندة اطلق على ملوك كندة الحدائيون المذحجيون لأنهم استقلوا بذاتهم عن قبائل مذحج ، والمعنى اللغوي كند او كنود اي اعرض وأكند ربما هو سبب التسمية
النقش هذا ثروة قدم لنا اضافة تاريخية قيمة لاكن لم استطيع معرفه من والد الزعيم( بدا ) بسبب ذلك الكسر المتعمد فوق نص اسم والده الذي يهم الجميع معرفه اسمه واسباب حدفه
النقش الموسوم بالرمز والرقم (Ir 16) من أهم النقوش التي جاء فيها ذِكر لقبيلة الحداء قبل الإسلام.
طبعاً النقش يوثق اسم شخص وأبنائه من بني بـَـدَّا الـحـداء، الفترة منتصف القرن الثالث الميلادي الذي حققه الأستاذ القدير علي ناصر صوال .
وهذا نص النقش كما يلي ص(١) :
[1] بدى/ بن ……. وبنيهو/مـ
[2] لكم/وحذمت/وسعدم/وإ
[3] ل حرث/بنو/بدى/وبن/بتهو/
[4] محببت/ذت/يفرع/حدأين
[5] هن/أدم/شمر/يهرعش/ملك/سـ
[6] بأ/وذ ريدن/بن/يسرم/يهنـ
[7] عم/ملك/سبأ/وذ ريدن/هقنيو
[8] إلمقه/ثهون بعل أوم/صلمن
[9] ذ ذهبن/ذ شفتهو/عبدهو/بد
[10] ى/لوفي/جريبت/بنيهو/ملك
[11] م/وجذمت/وسعدم/وإل
[12] حرث/وبرو/لبنيهو/أغويم/بن/ذ
[13] هلملم/ولوزأ/إلمقهو/خـ
[14] مرهو/وفي/جربهو/وأولد/أ
[15] ولدهو/وحظي/ ورضو/مرأهـ
[16] مو/شمر/ملك/سبأ/وذ ريدن/و
[17] لخمرهمو/إلمقه/بن/نضع
[18] وشصي/شنأم/بإلمقه ثهون .
نقل محتوى النقش حرفيا :
[1] بـَـدَّا بن [……]وأبنـائـه
[2] مالك وحذيمة وسعد
[3] وإيل حرث بنو بَدَّا وبني بَتهو
[4] أصحاب ذت يفرع الحدائيين
[5] أتباع شَـمَّـر يُهَرعِش مَلِك سـبأ
[6] وذي ريدان بن ياسر يهنعم
[7] ملك سبأ وذي ريدان أهدوا
[8] إلمقه ثـهـون بـعـل أوم تمثال
[9] (برونزي) ذو ذهب الذي نذره عبده بَدَّا
[10] وذلك لسلامة أبدان أبنائه مالك
[11] وجُــذيمـة، وسـعد، وإيل حرث
[12] وابن ابنه الصـغـير بن ذي
[13] هَلـمـلم ولـيَستـمـر إلـمـقـه
[14] منحه صِحَة الـبدن هـو وأولاد
[15] أولاده والحضوة والرضا عند سيدهم
[16] شَـمَّـر يُهَـرعِـش مـلك سـبأ وذي ريدان
[17] وليجنبهم إلـمـقـه مـن ضـغـيـنـة
[18] وحقد الأعداء وذلك بحق إلمقه المعظم
طبعا” الملك الكندي (بدأ) هو والد الملك مالك بن بدأ الذي خلف اباه في ملك كندة ، والذي وثق دكره بجانب ملوك الحارث بن كعب كملك لكندة ومذحج ،نقش مسندي وجد في مأرب جاء فيه ذكر زعماء ملوك العرب (عله بن جلد ،كندة ، مذحج) وهو نقش لأكثر من مره اعيد نشره يوثق علاقة وترابط ملوك الحارث بن كعب مع ملوك كندة ومذحج .
النص الوارد في الصورة للنقش والمعنى ص(٢):
(رمز) عوف …… عت قائد مقتوي ل شرح يحضب (اسم) وأخيه يأزل بين (اسم) ملك سبأ وذي ريدان ابنا فارع ينهب (اسم) أبناء ملك سبأ قدما للمعبود «المقة» ثهوان سيد المعبد أوام تمثالاً من البرونز الذي وعده إياه عندما عانوا من الظمأ في الشمال (لمدة) ثلاثة أيام بلياليها حين ولي سفارة (أو مهمة) إلى ملوك الشمال (الحارث بن كعب ملك أسد١ )و (مالك بن بد ملك كِندة٢) و(مذحج٣)…
تاريخيا” فإن اقدم ذكر لمذحج في قرية الفاو في القرن الثالث الميلادي هي وكندة وقبل هذه الفترة لا يوجد لهم أي، ذكر في قرية الفاو… بينما النقوش الاقدم ذكرهم في اليمن ، ثم ان قرية الفاو هي في حدود اليمن التاريخية وليس في نجد ..!!
#ملوك_العرب
#عله_مذحج_كندة
#by8
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
العنصرية عند العرب
بدر بن خميس الظفري
waladjameel@
"يا أيها الناسُ! إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ إلا بالتقوى. إنَّ أكرمَكم عند اللهِ أتقاكُم"، بهذه العبارة الواضحة والقاطعة، وضع النبي محمد ﷺ الأساس الأخلاقي والاجتماعي لمجتمع عادل، يرفض التمييز على أساس العرق أو النسب أو اللون.
ومع ذلك، فإن الواقع العربي يُظهر مسافة شاسعة بين هذا المبدأ النبوي وبين ما تعيشه المجتمعات العربية من ممارسات عنصرية متجذرة، تتخذ أشكالًا متجددة تارة، وتُغلّف بمبررات دينية أو عرفية تارة أخرى.
العنصرية في السياق العربي ليست ظاهرة جديدة أو مرضًا عرضيًا مؤقتًا، وإنما هي سلوك موروث يتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية، ويُعيد إنتاج نفسه في مؤسسات الدولة والمجتمع، بداية من التوظيف ومرورًا بقضيّة الزواج إلى التعليم والإعلام.
ورغم وضوح النصوص الدينية والمبادئ الإنسانية، فإن العصبية القبلية والطبقية بقيت فاعلة في المجتمعات العربيّة، تخترق بنية الوعي العام، وتُسهم في بناء هرم اجتماعي غير عادل، يُقيّمُ فيه الناس على أساس أنسابهم لا على كفاءاتهم.
تعود الجذور التاريخية لهذا السلوك إلى ما قبل الإسلام، حين كانت القبيلة في العصر الجاهلي هي مرجعية الإنسان وهويته ودرع حمايته. وقيمة الفرد آنذاك كانت تُقاس بانتمائه القبلي لا بمواهبه التي يملكها. وقد جاء الإسلام ليقلب هذه المعادلة، فأعاد تعريف القيمة الإنسانية على أساس التقوى. لكن القيم لا تمحو في لحظة ما تراكم في النفوس عبر قرون؛ فحتى بعد مجيء الإسلام، بقيت العصبية تتسلل عبر الأعراف، وتُستدعى في اللحظات الحرجة، لتعيد رسم حدود الانتماء والاصطفاء.
من أبرز تجليات العنصرية العربية الحديثة هي التمايز في الزواج على أساس "تكافؤ النسب"، وهو تعبير جاهلي أعيد تدويره بمنطق ديني مغلوط. وحالات فسخ عقود الزواج لهذا السبب لا تزال تُسجل في المحاكم، لا في بيئات قبلية فحسب؛ بل حتى في مجتمعات حضرية وتعليمية، يقطنها متعلمون يحملون شهادات عُليا، ويتقلدون مناصب عالية في الدولة، وكأنما النسب أصبح معيارًا للكرامة، في تجاهلٍ تامٍ لما ورد في نصوص الشرع من تقديم للدين والخُلق على الأصل والمال.
كذلك تُمارَس العنصرية في سوق العمل؛ حيث تهيمن الواسطة والمحسوبية، ويُفضل "ابن القبيلة" أو "ابن العائلة" في التعيينات، بصرف النظر عن الكفاءة. ويعكس هذا النمط خللًا إداريًا يُشير إلى ثقافة اجتماعية عميقة لا تزال تُقدّم الولاء للعشيرة على الولاء للوطن، وتُكافئ الانتماء أكثر مما تكافئ الإنجاز. والنتيجة شعور متزايد بالظلم، وفقدان الثقة بالمؤسسات، وهدر للطاقات والكفاءات.
ولا يقف التمييز عند حدود القبيلة أو النسب؛ بل يمتد إلى لون البشرة. ففي بعض المجتمعات العربية، يُعامل ذوو البشرة الداكنة، بمن فيهم المواطنون، كمواطنين من درجة أدنى، في تراتبية لا تختلف كثيرًا عن النظام الطبقي في الهند.
وفي الخليج وشمال إفريقيا، يتعرض العُمال والمهاجرون الآسيويون والأفارقة لتعامل يومي ينطوي على دونية واضحة. هذه الممارسات لا تُبرَّر اقتصاديًا فقط، وإنما تسوَّقُ ضمن تصورات ثقافية ترى في "الآخر" شخصًا أقل قيمة لمجرد اختلافه.
اللغة كذلك كانت وسيلة لفرض الهيمنة؛ فاللغة العربية، بوصفها لغة القرآن، حظيت بمكانة خاصة. لكن هذه القداسة أُسيء توظيفها، حين تحوّلت إلى أداة للتفريق بين "العرب" و"الأعاجم"؛ حيث يُعد من لا يُجيد اللغة العربية ناقصًا في الانتماء.
وقد تجذَّر هذا التصور منذ العهد الأُمَوِي؛ إذ مُنع الموالي من تولي المناصب، واستُثني غير العرب من مواقع النفوذ، رغم إسلامهم وإخلاصهم. وهكذا رُبط الدين بالنسب، والقيادة بالأصل، في انحراف واضح عن رسالة الإسلام الشاملة.
الأنظمة السياسية العربية لم تكن بعيدة عن هذه المعادلة؛ بل أسهمت أحيانًا في تكريسها، فقد استثمرت بعض هذه الأنظمة في الولاءات القبلية لتثبيت حكمها، واعتمدت على التحالفات العائلية لتأمين شرعيتها. هذه العلاقة قوّضت فكرة المواطنة، وأعاقت بناء مجتمع مدني قائم على الحقوق والواجبات؛ فحين تكون القبيلة مصدر النفوذ، يصبح الانتماء إليها أهم من الولاء للدولة.
الخطير في الأمر أن العنصرية في العالم العربي غالبًا ما تأتي مُغلَّفة بالدين، فتخرجُ نصوص فقهية من سياقها، وتُوظف لتبرير التمييز والطبقية. بينما يتناسى مشائخ الدين بشكل متعمّد التأكيد القرآني على وحدة الأصل الإنساني، والمساواة في الكرامة، وأولوية التقوى. هذه الانتقائية في تفسير النصوص وتقديمها للجمهور تُعيد إنتاج العصبية بلبوس شرعي، وتمنحها غطاء من القداسة الزائفة، يجعل مواجهتها أكثر تعقيدًا.
وسائل الإعلام والتعليم لم تقم حتى الآن بالدور الكافي في تفكيك هذه البنى الذهنية، فالصور النمطية لا تزال تُكرر في الدراما والإعلانات. يقدَّم أصحاب البشرة الفاتحة على أنهم النموذج المثالي في الأخلاق والجمال، بينما يُحصر الآخرون، خصوصًا ذوي البشرة السمراء، في أدوار ثانوية أو دونية مثل حارس العمارة أو خادم في البيت. وفي المناهج التعليميّ، يصور العربيّ كأنه مركز العالم ومحور الكون، وتُهمّش إسهامات الشعوب غير العربية، ما يُعزز شعورًا بالتفوق العرقي تحت غطاء الهوية الثقافية.
إنّ كلمات النبي محمد ﷺ في خطبة الوداع: "يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد..." تشكلُ إعلانًا إنسانيًّا عميقًا كان سابقًا لعصره، ومطلوبًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فثقافتنا لا تنقصها المباديء، بقدر ما تغيب عنها الإرادة في تجسيدها واقعا عمليا. وما لم نواجه هذه التناقضات بصدق وشجاعة، سنظل نكرّر الأخطاء ذاتها، جيلًا بعد جيل، في مجتمعات تُكرم النسب وتُهين الإنسان.