الشارقة في الأول من سبتمبر / وام / انطلقت مساء أمس في مدينة دبا الحصن فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان المالح والصيد البحري أحد أبرز المهرجانات التراثية والسياحية المُتخصصة في صناعة المالح على مستوى المنطقة الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية مدينة دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن بمشاركة عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمحال التجارية المتخصصة في صناعة وبيع المالح ومشتقاته وعدد من الصيادين والأسر المنتجة.

شهد حفل افتتاح المهرجان سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة وسعادة سالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة إلى جانب عدد من رؤساء المجالس البلدية في إمارة الشارقة وكبار المسؤولين في غرفة تجارة وصناعة الشارقة وعدد من مدراء الدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية في المدينة وممثلي الجهات المشاركة في المهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح تقديم العديد من الفقرات التراثية وإلقاء مجموعة من القصائد الشعرية في حين أغنت الفرق الشعبية حفل الافتتاح بعروضها الفنية المتميزة والأهازيج والأغاني البحرية التي كانت تواكب عمليات الصيد في السفن الشراعية في قديم الزمان وغيرها من العروض الفنية المستلهمة من تراث الشعب الإماراتي الأصيل، كما شهد الحفل تكريم كافة الجهات الحكومية والخاصة التي تشارك في الدورة العاشرة من المهرجان.

وعقب حفل الافتتاح تجول الحضور في أروقة المهرجان واستمعوا إلى شرح من المشاركين حول منتجات الصناعات والحرف البحرية والملاحية وأدوات الصيد التقليدية، وتعرفوا على أجنحة المؤسسات والجهات الحكومية المشاركة وما تقدمه من فعاليات وبرامج وأنشطة تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الإماراتي، كما اطلعوا على المعروضات التي قدمتها الأسر المنتجة من منتجات المالح والمهن البحرية والأدوات والمشغولات اليدوية.

وأكد عبدالله سلطان العويس أن مهرجان المالح والصيد البحري يأتي في إطار رؤية إمارة الشارقة لإحياء التراث والمحافظة على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة والإسهام في تواصل الأجيال حيث أصبح الحدث ملتقى سنويا للاحتفاء بصناعة المالح التي تمثل جانبا أصيلاً من التراث الإماراتي العريق والمشهور بصناعاته الغذائية وحرفه التقليدية والشعبية، مشيراً إلى أن المهرجان أصبح اليوم أحد أبرز الأحداث التراثية والسياحية المُتخصصة في صناعة المالح على مستوى المنطقة وواحد من أهم المبادرات الهادفة إلى صون هذا التراث الشعبي العريق وتعريف الأجيال على أصالة ماضي الأجداد في ظل حرص غرفة الشارقة وبلدية دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن على بذل أقصى الجهود لتعزيز هذا الحدث وتنميته وتطويره وتمكينه من تحقيق مستهدفاته بدورة تزخر بالعديد من الأنشطة التراثية والتوعوية والترفيهية المُشوقة والجاذبة.

وأشار العويس إلى الأهمية الاقتصادية للحدث على صعيد المساهمة في ضمان استدامة مهنة صيد الأسماك، وزيادة الاهتمام بالثروة السمكية والمحافظة عليها باعتبارها مكوناً رئيسياً في منظومة الأمن الغذائي في الدولة إضافة إلى ما تمثله هذه المهنة من قيمة اقتصادية تسهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل ولاسيما أن المهرجان نجح على مدار دوراته العشر في تحقيق العديد من الإنجازات من خلال استقطابه لآلاف الزوار سنوياً من كافة أنحاء الدولة وتحقيق مبيعات وعوائد مالية كبيرة للعارضين إلى جانب ما يشهده من مشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية المتخصصة بصناعة المالح والمنتوجات البحرية بأنواعها المتعددة.

من جانبه أكد سعادة طالب عبدالله اليحيائي مدير بلدية دبا الحصن أن إمارة الشارقة أصبحت نموذجا ملهما في مجال تنظيم كبرى المهرجانات التراثية من أجل صون الموروث الثقافي لدولة الإمارات؛ وقال إن مهرجان المالح والصيد البحري يأتي كحدث سنوي مهم ضمن الجهود الرائدة التي تبذلها إمارة الشارقة على هذا الصعيد حيث يهدف المهرجان إلى الحفاظ على التراث الشعبي للدولة عموما وإمارة الشارقة على وجه الخصوص وكذلك تعزيز مهنة الصيد البحري وتطويرها وضمان استدامتها.

ونوه إلى أن المهرجان يتضمن في نسخته العاشرة العديد من الفعاليات التي تسلط الضوء على الحرف البحرية وأدوات الصيد التقليدية إلى جانب تقديم العديد من العروض الفنية والأهازيج التراثية بمشاركة العديد من الفرق الشعبية إضافة إلى تنظيم عدد من الورش التدريبية على صناعة المالح وتقطيعه وفق أفضل المعايير الصحية، داعياً أفراد المجتمع إلى المشاركة في فعاليات المهرجان والتعرف على الموروث البحري الشعبي وكل ما يتعلق به من مهن وحرف وصناعات والمشاركة أيضا في المسابقات والاستمتاع بالأجواء التراثية والترفيهية التي تقام على مدار أربعة أيام.

واستقطبت فعاليات اليوم الأول من المهرجان العديد من الزوار من مختلف إمارات الدولة الذين توافدوا للاستمتاع بأجواء الحدث التراثية المتميزة وفعالياته الاستثنائية ومسابقاته الثقافية المتنوعة التي تم تنظيمها احتفاء بالنسخة للعاشرة للحدث إلى جانب الاطلاع على منتجات المالح بمختلف أنواعه والتعرف على الموروث البحري الإماراتي وما يرتبط به من صناعات غذائية وحرفية من خلال سلسلة من النشاطات الثقافية والفنية وورش العمل التي سلطت الضوء على أساسيات صناعة المالح وتمليحه وتعليبه وغيرها من المهن والحرف التقليدية البحرية.

ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى 3 سبتمبر الجاري عدداً من الأركان المميزة بما في ذلك "سوق المالح" وركن "الأسرة المنتجة" و"المحاصيل الزراعية" وسوق المطاعم الشعبية والمسابقات اليومية إضافة إلى عروض الصناعات والحرف اليدوية التقليدية وغيرها من الفعاليات التراثية الجاذبة لمختلف الفئات العمرية وعشرات المنصات المتنوعة التي تسلط الضوء على التراث الإماراتي البحري وتعرض منتجات تراثية عدة حيث يواصل المهرجان الترحيب بزواره يومياً من الساعة 4 عصراً حتى 10 مساء.

مصطفى بدر الدين/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: إمارة الشارقة الصید البحری دبا الحصن الضوء على العدید من إلى جانب

إقرأ أيضاً:

الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم

دمشق-سانا

الفوانيس والقناديل التي تنير الطرقات والبيوت أحد أبرز مظاهر احتفال السوريين بقدوم شهر رمضان المبارك، وعلى مر السنين تغيرت الأشكال وتنوعت مع تطور التصاميم والتقنيات، لكنها ظلت تراثاً أصيلاً ورثوه عن أجدادهم حاضراً في تفاصيل يومياتهم خلال الشهر الفضيل، وحمل هذا العام فرحةً مضاعفة مع الخلاص من النظام البائد.

فانوس رمضان الذي يعد أحد أهم علامات الزينة، بدأ المسلمون باستخدامه وفق الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء، حين جاء الصحابي تميم بن أوس من الشام إلى المدينة المنورة حاملاً معه قناديل وزيتاً، أضاء فيها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي عندما خرج إلى المسجد في تلك الليلة وجده يضيء بشدة فقال: “من فعل هذا”؟ قالوا: تميم يا رسول الله فقال: “نورت الإسلام، نور الله عليك في الدنيا والآخرة”.

وتوضح الدكتورة الخضراء أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بإنارة الجوامع وتزيينها بالقناديل بدءاً من اليوم الأول من رمضان حتى يتسنى للمسلمين إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية، وتطورت الإضاءة من أسرجة بسيطة تشعل بالزيت إلى قناديل مزخرفة بلورية متقنة الصنع، علقت بعضها على جدار الكعبة فيما بعد.

وفي العصر العباسي أمر الخليفة المأمون بالإكثار من وضع القناديل المزخرفة في المساجد، وحث الناس على إضاءتها في الأزقة وأمام البيوت في شهر رمضان المبارك، وتفنن الحرفيون بصناعة القناديل وتشكيلاتها، ولا تزال المصابيح القديمة تزين جدران بعض المساجد القديمة وأسقفها إلى اليوم.

وحول ارتباط الفوانيس بالتراث السوري في رمضان تبين الدكتورة الخضراء أنه تم استخدامها علامة تعريفية وقت الفطور والسحور في الريف، بسبب بعد المنازل عن بعضها وانتشارها على مساحات واسعة، فكانت تشعل من أذان المغرب إلى وقت السحور.

وتشير إلى أنه في حارات الشام والأماكن المكتظة كان الدومري وهو الرجل الذي يشعل القناديل في الأزقة ليلاً يضيف خلال رمضان عدداً من الفوانيس لترتدي الحارات والأسواق والمقاهي حلتها الجديدة، فكانت الأضواء تتصل بين المآذن والساحات وأبواب المنازل والشرفات، لتتألق وكأنها نجوم السماء وقد أنارت الأفق.

ومن التراث المرتبط برمضان أيضاً رمزا النجمة والهلال، حيث تلفت الدكتورة الخضراء إلى أنهما يعبران عن بداية الشهر القمري ونهايته، إضافة إلى اللافتات التي تُكتب عليها عبارات المباركة برمضان وتذكير الناس بقيمه السامية، مع الزخارف الإسلامية المطرزة على الأقمشة وأغطية الكراسي والطاولات.

وعن تطور زينة رمضان في وقتنا الحالي تفيد الدكتورة الخضراء بأنها أصبحت متنوعة تستخدم فيها الألوان والزخارف الفنية الحديثة، كما استُخدمت الإضاءة الذكية التي يتم التحكم بها عن طريق الجوال، ما جعل رموز الشهر الفضيل مزيجاً من التقاليد القديمة والعناصر الجديدة.

وترى الباحثة في التراث أن زينة شهر رمضان تعكس أجواء روحانية، وتغذي الذاكرة الشعبية وتساعد في الحفاظ على التراث الثقافي الديني، كما أن مشاركة الأطفال في صناعتها وتعليقها  تغرس فيهم قيم التعاون والإبداع، وتعودهم على الاحتفال بالشهر الكريم والشعور بخصوصيته.

وتذكر أنه في الظروف القاسية التي مر بها الشعب السوري خلال سنوات الثورة، تراجع استخدام الزينة على الشرفات ومداخل البيوت، بينما عمدت بعض ربات البيوت إلى تزيين المنازل من الداخل بصورة بسيطة ليشعر الأطفال بفرحة رمضان، التي باتت منقوصة بعد أن حرم النظام البائد السوريين من المظاهر الرمضانية الشعبية كالمسحر ومدفع رمضان والحكواتي وغيرها من الخصوصية الثقافية الدينية.

وتقول الدكتورة الخضراء: إن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام بطعم الحرية، محملاً بالخير والأمل بمستقبل أفضل، حيث زينت المباني والشوارع احتفالاً بالشهر الفضيل وبالتحرير والخلاص من ظلم النظام البائد واستبداده، وعودة المهجرين والثوار لتجتمع العائلات مجدداً على مائدة الإفطار وتستعيد سهراتها وجلساتها الرمضانية.

وتختم الدكتورة الباحثة في التراث حديثها بالتأكيد أنه لطالما عبر الشعب السوري عن تمسكه بقيمه الدينية والثقافية وحافظ على طقوسه وتقاليده الرمضانية ببساطتها ومفاهيمها التي تحمل الفرحة بقدوم الشهر الكريم وروحانياته المباركة مهما تغيرت وتطورت، ورسخ فضائل الشهر المتمثلة بالعبادات والمعاملة الحسنة وتصفية النفوس والسمو على الخلافات، لتكون بمجملها الزينة الإنسانية التي تعكس الشخصية التي يتحلى بها المسلمون.

مقالات مشابهة

  • مهرجان واحة صحار فرصة لدعم أصحاب المشاريع وتعزيز الاقتصاد المحلي
  • الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
  • جمال بوزنجال: «مهرجان رمضان الشارقة» يهدف لإضفاء البهجة على سكان الإمارة
  • 5 إبريل.. انطلاق مهرجان جمعية الفيلم بأفضل الأفلام
  • انطلاق النسخة الخامسة من بطولة بارزاني الدولية للشطرنج في أربيل (صور)
  • يورونيوز تحتفي بالصحافة المحايدة مع انطلاق النسخة البولندية الجديدة
  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • "الشارقة القرائي للطفل" ينطلق 23 إبريل
  • وزير الثقافة الأردني: "هنا الأردن ومجده مستمر" شعار مهرجان جرش في دورته الـ39
  • كلباء يواجه دبا الحصن ودياً