هل يؤثر الانقلاب العسكري بالغابون على العلاقات مع المغرب؟ خبير في الشأن الافريقي يجيب (+فيديو)
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الشأن الافريقي، إن العلاقة الدبلوماسية بين المغرب والغابون، هي علاقة “استراتيجية تتجاوز الأنظمة السياسية”، وأن فيها “تعايش أعمق مما يُتصور”.
واستبعد الشرقاوي، في لقاء مصور لـ “اليوم 24″، أن تتأثر هذه العلاقة بمجرد انقلاب عسكري، مشيرا إلى علاقات التعاون بين البلدين، تمثلت في مجموعة من الاتفاقيات والتعاون التجاري، وتجسدت كذلك بمنح هبة تقدر بـ 2000 طن من الأسمدة للغابون.
ولفت المتحدث ذاته، إلى التعاون التجاري الكبير بين البلدين، حيث بلغت صادرات المغرب إلى هذا البلد حوالي 77 مليون دولار حسب احصائيات سنة 2019، فيما تجاوزت واردات المغرب من الغابون تسعة ملايين دولار.
وبين الشرقاوي أن العلاقات بين البلدين يحكمها المنطق الاستراتيجي والبرغماتي والمصالح المشتركة، ملفتا أن البلاغ الذي أصدرته الخارجية المغربية تميز بالاتزان، إذ عبر على هذا المنحى، من خلال الدعوة للاستقرار في هذا البلد، وأنه يتابع الوضع بكثف لما فيه مصلحة الشعب الغابوني.
في جانب آخر، وبخصوص الأسباب التي أدت الى الانقلاب بالغابون، فأرجعها الشرقاوي، إلى الوضع العام الذي تشهده منطقة الساحل وغرب افريقيا، حيث كان لذلك دور في تحريك المياه الراكدة في الغابون.
وتحدث الخبير في الشأن الافريقي، عن الوضع الداخلي الذي كان سببا مباشرا في هذا الانقلاب، ويتعلق الأمر بتوتر في العملية الديمقراطية، إذ تعرف البلاد وجود معارضة شرسة تبين دورها في انتخابات سنة 2016.
وتابع أن هذه الانتخابات عرفت حالة من التشكيك في نتائجها أدت لاندلاع أعمال شغب ضد النظام السياسي، وجعلت المحتجين يشعلون النار في المؤسسة البرلمانية.
ولفت الشرقاوي إلى ان المعارضة رأت أن هناك تضييق عليها، خاصة بعد التغييرات الدستورية التي زادت من مدة العهدة الرئاسية والبرلمانية، وكذا تعديل يقر باعتماد جولة واحدة في الانتخابات الرئاسية دون الحاجة للمرور للدور الثاني.
وأشار الخبير في الشأن الافريقي، الى الاطماع الخارجية بالنظر لموقع البلد الاستراتيجي وغناه بالمورد الطاقية والمعدنية، حيث تستفيد فرنسا بالخصوص من خلال شركاتها على معادن بالمنطقة، فهو بلد تحت أعين أطماع وتنافس كبير بين القوى الدولية.
في جانب آخر، وبخصوص مشهد الانقلاب العسكري الذي قاده احد الرجالات المقربين من علي بانغو، فأوضح الشرقاوي ان “بريس اوليكي نكيما”، قائد الحرس الجمهوري التابع للرئاسة هو من عائلة بانغو ودرس في المدرسة العسكرية بمكناس.
وتابع أنه التحق بعد ذلك بالمؤسسة الدبلوماسية بسفارة الغابون بالمغرب وبعدها تم الحاقه بالسنغال والسعودية برتبة كولونيل لتتم المنادة عليه ليشغل منصب الاستخبارات بالغابون حيث تزعم اصلاحات شملت هذا الجهاز جعلته يترقى لرتبة جنرال الحرس الرئاسي.
أما فيما يخص، تواتر الانقلابات العسكرية التي عرفتها المنطقة مؤخرا فأكد الشرقاوي أنها جاءت بسبب ما يعرفه العالم من توترات خاصة في الحرب الأوكرانية والروسية، وتنامي الاضطرابات في القارة الافريقية من خلال الجماعات الارهابية والحركات الانفصالية وازدياد الاطماع الخارجية.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الانقلاب العسكري بالغابون الغابون المغرب
إقرأ أيضاً:
مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة عادلة لعائلة بونغو
طالب مرشح الرئاسة ورئيس الوزراء السابق في الغابون ألان كلود بيلي باي بمحاكمة عادلة لعائلة الرئيس المخلوع علي بونغو، الذي أطيح به في انقلاب عسكري يوم 30 أغسطس/آب 2023.
ودعا المرشح إلى ضرورة إجراء محاكمة عاجلة وعلنية مع الضمانات الممنوحة لكل مواطن وفقا للقوانين المعمول بها.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق علي بونغو، اعتقلت السلطات زوجته سيلفيا بونغو وابنه نور الدين، وأحالتهما إلى السجن المركزي في العاصمة ليبرفيل.
ويتهم المجلس العسكري الحاكم زوجة الرئيس المطاح به بـ"غسيل الأموال وتزوير الوثائق الحكومية"، كما يتهم نور الدين بونغو بـ"الفساد واختلاس الأموال العامة"، وكلاهما مسجون منذ 18 شهرا من دون أن يقدما للمحاكمة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال محامو عائلة بونغو إن زوجته المسجونة "تعرضت للإهانة والترهيب النفسي، بينما تبدو آثار التعذيب على جسد نور الدين بونغو"، الأمر الذي نفته السلطات.
وفي ظل وجود عائلته داخل السجن، يقيم الرئيس المخلوع علي بونغو في العاصمة ليبرفيل، مع حريته في المغادرة إلى الخارج، وفقا لما تقوله الحكومة.
وقد استفردت عائلة بونغو بحكم الغابون أكثر من 50 عاما، وتتهمها منظمات مدنية وهيئات حقوقية بالاستحواذ على الكثير من ثروات البلاد.
إعلانووفقا لتقارير محلية في الغابون، فإن العائلة تمتلك عقارات في باريس ولديها أرصدة وأسهم في الكثير من البنوك والمؤسسات التجارية.
وسيكون كلود أحد المتنافسين في السباق الرئاسي المقرر يوم 12 أبريل/نيسان القادم ضد الجنرال بريس أوليغي أنغيما، الذي أعلن ترشحه وهو رئيس المرحلة الانتقالية في البلاد.
ورغم التنافس بين كلود وأنغيما في الانتخابات القادمة، فإنهما كانا من الأوجه البارزة والفاعلة في العهد السابق حيث شغل الجنرال أنغيما منصب قائد الحرس الرئاسي، في حين شغل كلود وظيفة رئيس الوزراء، إذ تم تعيينه يوم 9 يناير/كانون الثاني 2023 حتى 30 أغسطس/آب 2023، يوم الإطاحة بالحكومة.
ومن المقرر أن تفتتح الحملات الانتخابية يوم 29 مارس/آذار الجاري، على أن يكون الاقتراع يوم 12 أبريل/نيسان القادم، في حين لم يحدد المرسوم المنظم للانتخابات موعدا للجولة الثانية إن كانت ستحدث.
وقد قبلت لجنة الانتخابات في الغابون 4 مرشحين فقط، وهم: الجنرال أنغيما، وألان كلود، وستيفان إيلوكو، وجوزيف لابينسي، في حين أبعدت اللجنة 19 من المترشحين الآخرين "لعدم استيفائهم الشروط".
وفي الأول من مارس/آذار الجاري وقعت الأحزاب السياسية في الغابون على ميثاق وطني حول شرف المنافسة في الانتخابات المرتقبة، دعت فيه إلى الابتعاد عن الخطابات القبلية والشتائم في حق الخصوم والمنافسين.