قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الشأن الافريقي، إن العلاقة الدبلوماسية بين المغرب والغابون، هي علاقة “استراتيجية تتجاوز الأنظمة السياسية”، وأن فيها “تعايش أعمق مما يُتصور”.
واستبعد الشرقاوي، في لقاء مصور لـ “اليوم 24″، أن تتأثر هذه العلاقة بمجرد انقلاب عسكري، مشيرا إلى علاقات التعاون بين البلدين، تمثلت في مجموعة من الاتفاقيات والتعاون التجاري، وتجسدت كذلك بمنح هبة تقدر بـ 2000 طن من الأسمدة للغابون.


ولفت المتحدث ذاته، إلى التعاون التجاري الكبير بين البلدين، حيث بلغت صادرات المغرب إلى هذا البلد حوالي 77 مليون دولار حسب احصائيات سنة 2019، فيما تجاوزت واردات المغرب من الغابون تسعة ملايين دولار.
وبين الشرقاوي أن العلاقات بين البلدين يحكمها المنطق الاستراتيجي والبرغماتي والمصالح المشتركة، ملفتا أن البلاغ الذي أصدرته الخارجية المغربية تميز بالاتزان، إذ عبر على هذا المنحى، من خلال الدعوة للاستقرار في هذا البلد، وأنه يتابع الوضع بكثف لما فيه مصلحة الشعب الغابوني.
في جانب آخر، وبخصوص الأسباب التي أدت الى الانقلاب بالغابون، فأرجعها الشرقاوي، إلى الوضع العام الذي تشهده منطقة الساحل وغرب افريقيا، حيث كان لذلك دور في تحريك المياه الراكدة في الغابون.
وتحدث الخبير في الشأن الافريقي، عن الوضع الداخلي الذي كان سببا مباشرا في هذا الانقلاب، ويتعلق الأمر بتوتر في العملية الديمقراطية، إذ تعرف البلاد وجود معارضة شرسة تبين دورها في انتخابات سنة 2016.
وتابع أن هذه الانتخابات عرفت حالة من التشكيك في نتائجها أدت لاندلاع أعمال شغب ضد النظام السياسي، وجعلت المحتجين يشعلون النار في المؤسسة البرلمانية.
ولفت الشرقاوي إلى ان المعارضة رأت أن هناك تضييق عليها، خاصة بعد التغييرات الدستورية التي زادت من مدة العهدة الرئاسية والبرلمانية، وكذا تعديل يقر باعتماد جولة واحدة في الانتخابات الرئاسية دون الحاجة للمرور للدور الثاني.

وأشار الخبير في الشأن الافريقي، الى الاطماع الخارجية بالنظر لموقع البلد الاستراتيجي وغناه بالمورد الطاقية والمعدنية، حيث تستفيد فرنسا بالخصوص من خلال شركاتها على معادن بالمنطقة، فهو بلد تحت أعين أطماع وتنافس كبير بين القوى الدولية.

في جانب آخر، وبخصوص مشهد الانقلاب العسكري الذي قاده احد الرجالات المقربين من علي بانغو، فأوضح الشرقاوي ان “بريس اوليكي نكيما”، قائد الحرس الجمهوري التابع للرئاسة هو من عائلة بانغو ودرس في المدرسة العسكرية بمكناس.
وتابع أنه التحق بعد ذلك بالمؤسسة الدبلوماسية بسفارة الغابون بالمغرب وبعدها تم الحاقه بالسنغال والسعودية برتبة كولونيل لتتم المنادة عليه ليشغل منصب الاستخبارات بالغابون حيث تزعم اصلاحات شملت هذا الجهاز جعلته يترقى لرتبة جنرال الحرس الرئاسي.
أما فيما يخص، تواتر الانقلابات العسكرية التي عرفتها المنطقة مؤخرا فأكد الشرقاوي أنها جاءت بسبب ما يعرفه العالم من توترات خاصة في الحرب الأوكرانية والروسية، وتنامي الاضطرابات في القارة الافريقية من خلال الجماعات الارهابية والحركات الانفصالية وازدياد الاطماع الخارجية.

كلمات دلالية الانقلاب العسكري بالغابون الشرقاوي الروداني العلاقات المغربية الغابونية الغابون المغرب علي بانغو

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الانقلاب العسكري بالغابون الغابون المغرب

إقرأ أيضاً:

أحمد الشرقاوي: الأفاعي ستظل ترتع حتى تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات

واصل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، عقد سلسلة ندوات "قراءة في كتاب"، حيث قدم في ندوته كتاب "القدس تنادي"، للشاعرة مريم توفيق، بمشاركة الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، والشاعرة مريم توفيق، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر.

وقال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي إن كتاب "القدس تنادي"، للكاتبة المبدعة مريم توفيق، كتاب يحمل رسالة نبيلة ترفض الدماء والخراب، فيه نداء شامل موجه للعاطفة والعقل والحس المرهف، يشخص عللا يعاني منها العالم  كله.

وأضاف أنه كتاب يضم الكثير من صور الإبداع والخيال والتشبيه التي تسرق الخيال، كتاب يخاطب كل زمان ومكان بأسلوب جديد لتسطير السلام ومحو حروف من الدماء سطرتها آلة القتل والخراب الصهيونية.

ولفت إلى أن الكاتبة قد عبرت في كتابها عن معاني قوله- تعالى-:؛ "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، فحولتها إلى كلمات حية ترفض الدماء، لمست قلوب جميع محبي السلام في العالم، ومن ذلك قولها "القدس تنادي ولا حياة لمن تنادي من الصهاينة"، فلخصت بكلماتها حقيقة الحال والمعاناة الكبيرة لأهلنا في القدس وأراضي فلسطين جميعا.

وأوضح، أن الكاتبة قد ضمنت كتابها نداءات لشهداء الندالة الصهيونية بكتابات أدبية شاعرية تستلهم وتعايش واقعا مرا، ومن ذلك قولها؛ "يا عاشق الدماء ألا تستحي تجمع النار تغلق عليها الخطى"، ثم انتقلت بحديثها ناشدة فجرا جديدا للسلام، معربة عن أملها في انتهاء معاناة أهلنا في فلسطين. 

كما ضمنت كتابها عناوينا ثرية عكست ما أرادته الكاتبة من رسائل تتماشى مع فكر الأزهر ورسالته الرافضة للعدوان الغاشم وآلة القتل والتدمير الصهيونية، فكان هذا التوافق حري بأن يناقش كتابها المميز بين أيدينا في جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب عرفانا بقيمته الكبيرة ورسالته السامية.

وحول كتاب "القدس تنادي"، قال  الدكتور أحمد الشرقاوي، إن  الكتاب يمثل صرخة إنسانية رافضة للظلم والعدوان، وقد تضمن حسا أدبيا عميقا عبر عن قضية القدس تعبيرا صادقا، ومن ذلك قول المؤلفة في أحد عناوينه "حال فلسطين تبين أن ذلك كله لا يصلي أي فلسطيني عن الدفاع عن نفسه وعرضه ولو كان مقابل ذلك الموت"، فقصدت بذلك أن الفلسطيني كالشهاب الوضاء في الدفاع عن أرض فلسطين، ثم تساءلت في موضع آخر "إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا تحرمنا الحياة"، في كلمات بليغة تحمل الكثير من الدلالات، ثم انتقلت لشحذ الهمم فقالت "أين سنابل العرب أين شحذ الغضب"، في مطالبة للعرب بالتحرك دعما لأهالينا في فلسطين من المعاناة في ظل صمت عالمي يحمل الكثير من الألغاز.

وأوضح أن المؤلفة ذكرت على سبيل الإنصاف والعدل، “صلاح الدين” محرر فلسطين، فقالت: "صلاح الدين ستظل نبراسا يذكرنا ببطولاتنا الشماء"، فنقلت بذلك رسالة مفادها أن صلاح الدين حي بيننا، وردا على تساؤل المؤلفة في كتابها: “إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا”. 

وأكد أنها سترتع في وادينا حتى نرى العدل عدلا والمساواة موضوعا في دنيا الناس، وحين تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات ومبادئ رنانة، وحين يخرج المجتمع الدولي عن سكوته وتتحول شعاراته إلى حقائق واقعة، لافتا أن هذا السكوت هو العدوان والظلم بعينه، لذلك أعدل القضايا قضية فلسطين، كما لم تغفل الكاتبة دور الأزهر في مناصرة فلسطين وإشادتها بهذا الدور المهم والمؤثر.

من جهتها، عبرت  الشَّاعرةِ، مريم توفيق، مؤلفة الكتاب، عن سعادتها بالتواجد في جناح الأزهر الشريف لقراءة كتابها "القدس تنادي"، مؤكدة اعتزازها بالأزهر وشيخه، ودورهما الكبير في نصرة القدس وفلسطين، حيث استلهمت الكثير في كتابها منها، لتقدم هذا الكتاب للعالم تعبيرا عن رفضها خذلان العالم للقدس والتغافل عن معاناتها لسنين طويلة، معربة عن أملها في أن تصل رسالة كتابها لفضح الظلم وتحقيق السلام.

أدار الندوة الثقافية الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، والذي أشاد بمحتوى الكتاب وما حمله من رسائل هادفه تفضح الظلم والعدوان الكبير الواقع على أهل فلسطين، عبر لغة راقية وأسلوب حمل الكثير من البلاغة اللغوية مع رقة وشاعرية في التعبيرات، لتقدم للقارئ الكثير من الحقائق الصادمة حول ما عانته فلسطين وشعبها من ظلم كبير طوال السنوات الماضية، مع محاولة لشحذ الهمم وتحقيق السلام المنشود.

ويشارك الأزهر الشريف- للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن أن يغير لامين يامال جنسيته الرياضية ؟ المدير الرياضي للمنتخب الإسباني يجيب
  • الرئيس عون عرض الاوضاع مع سفيرة لبنان في الغابون والنائب الدويهي
  • دولفين يرد الجميل للبحار الذي أنقذه.. فيديو
  • خبير في العلاقات الدولية: مصر لعبت دورا مهما في دعم القضية الفلسطينية رسميا وشعبيا
  • خبير يوضح التوقيت المناسب لشراء السيارات ..فيديو
  • ما هو تأثير تراجع أسعار النفط على الاقتصاد والأسواق العالمية؟.. خبير يجيب «فيديو»
  • أحمد الشرقاوي: الأفاعي ستظل ترتع حتى تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات
  • الركراكي : نطمح للتتويج بكأس أفريقيا بين جمهورنا الذي سيكون سنداً قوياً لنا
  • خبير تقني: التيك توك خطر على الأطفال.. فيديو
  • هذه تفاصيل زيارة غير مسبوقة لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى العيون