رغم التحقيقات بشأن تحفيزها للانتحار.. إقبال خليجي على أوزيمبيك وأدوية إنقاص الوزن
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على اتجاه الكثير من سكان دول الخليج العربية إلى الاعتماد على أوزيمبيك (Ozempic) وغيره من الأدوية المماثلة لإنقاص الوزن، بالرغم من تحقيقات يجريها الاتحاد الأوروبي حول تقارير بشأن تسببه في زيادة مخاطر الرغبة في الانتحار.
وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن شعبية الدواء الشهير تتزايد في الخليج بشكل كبير جداً، إذ تعد معدلات السمنة بدول المنطقة من بين الأعلى في العالم، بسبب الانتشار المتزايد للأغذية المصنعة، وكثرة استخدام السيارات في التنقل، والحرارة الشديدة التي تبقي الناس في منازلهم.
وعلى مدار العام الماضي، غير "أوزيمبيك" قواعد اللعبة عالمياً في مجال إنقاص الوزن، إذ جرى تطويره ليتم حقنه باستخدام إبرة القلم، كعلاج لمرض السكري من النوع 2، ولكن يتم وصفه بشكل متزايد لأولئك الذين يريدون السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام وفقدان الوزن دون جراحة.
واستشهد التقرير بتجربة مقدمة البرامج التلفزيونية السعودية، لبنى عبد العزيز، التي قالت لمتابعيها على منصة سناب شات، البالغ عددهم 150 ألفاً، العام الماضي: "سألني الكثير منكم: لبنى، تحدثي عن تجربتك مع أوزيمبيك (..) لمدة شهر كنت أتناول 0.25 مليجرام، ولم يكن له تأثير يذكر عليّ، ولكن بعد زيادة جرعتها إلى 0.5 مليجرام، بدأت ألاحظ النتائج، ثم انقطع الدواء عن السوق فجأة". وأضافت أنها اضطرت إلى التحول إلى جرعة بمقدار 1 مليجرام فقط لأنها كانت الجرعة الوحيدة المتاحة، لكنها بدأت تعاني من آلام في المعدة والإمساك.
وتعتبر لبنى بين كثيرين في منطقة الخليج العربي الذين أصبحوا يعتمدون على أوزيمبيك والأدوية المماثلة لإنقاص الوزن.
وكما هو الحال في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، فإن الطلب المتزايد أدى إلى نقص في وجود هذه النوعية من أدوية السمنة وسط دعوات إلى وضع المزيد من القواعد التنظيمية.
وفي السياق، قال الطبيب الاستشاري لطب الأسرة في دبي، عادل سجواني، إن "الاتجاه يتزايد أكثر فأكثر بالنسبة لأدوية خفض الوزن"، مضيفاً: "بسبب هذا الاتجاه الجديد، فإن معدل جراحات السمنة ينخفض في جميع أنحاء العالم، وحتى هنا في الإمارات"، في إشارة إلى عمليات تحويل مسار المعدة، وغيرها من العمليات الجراحية لإنقاص الوزن.
وأوضح أن "أوزيمبيك يعمل عن طريق إبطاء عملية الهضم، حيث عادة ما يستغرق الطعام نحو 6 ساعات لمغادرة الجسم، لكن عندما يتم تناول أوزيمبيك، يبقى الطعام أكثر في معدتك، لذلك تشعر بالشبع".
وتابع سجواني: "كان الناس يكافحون من أجل الحصول على أوزيمبيك، إلا أن الوضع تحسن بعد طرح عقار مونجارو، وهو دواء آخر لمرض السكري يستخدم لفقدان الوزن أيضاً".
اقرأ أيضاً
خبراء يحذرون من 3 أخطاء تضر بعملية إنقاص الوزن
وفي قطر، أدت مشكلات سلسلة التوريد إلى نقص في دواء "ويجوفي"، لذلك بدأ الأطباء في وصف "أوزيمبيك"، وفقاً لما ذكرته، علا الطائي، مديرة العمليات والصيدلة في مركز الطائي الطبي بالدوحة.
وقالت علا: "من المفهوم أنه في مواجهة الطلب المتزايد، لم تتمكن الشركة الأم (نوفو نورديسك) من مواكبة الطلب. وأدى هذا الأمر، إلى جانب تأخير الشحن والكميات المحدودة المخصصة للموزع المرخص في قطر، إلى نقص (الدواء) على مستوى البلاد".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رجل إماراتي يبلغ من العمر 40 عاماً إنه بدأ بتناول "مونجارو" مؤخراً، وخسر بسرعة 6 أرطال ولم يشعر بالجوع على الإطلاق، كما تتناوله زوجته وحماته أيضًا وكانتا سعيدتين بالنتائج.
لكن الإماراتي، الذي أدلى بإفادته شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إنه اضطر للسفر إلى السعودية للعثور على الدواء، الذي يتناوله دون وصفة طبية.
ويعاني 31% من الرجال و44% من النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة من السمنة، وفقاً لتقرير التغذية العالمي، بينما تبلغ النسبة في قطر 36% للرجال و46% للنساء.
ويثير الاتجاه الخليجي المتزايد نحو تناول أدوية إنقاص الوزن، دون وصفات علاجية، مخاوف في المجتمع الطبي، خاصة بعد إخضاع أدوية إنقاص الوزن التي تنتجها "نوفو نورديسك" للتحقيق من قبل هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي، على أثر إحالة عدد من التقارير عن مخاطر الانتحار إلى الهيئة.
وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أنها تدرس "الأحداث السلبية التي لاحظتها وكالة الأدوية الأيسلندية حول أفكار انتحارية مرتبطة بعقاري ساكسيندا وأوزيمبيك"، مشيرة إلى أنها ستنظر في ما إذا كان ينبغي توسيع نطاق مراجعتها لتشمل أدوية أخرى من نفس الفئة، والمعروفة باسم منبهات GLP-1، والتي تدخل في صفوف الأدوية الأكثر مبيعاً في العالم.
ومن بين هذه الشركات "مونجارو"، التابعة لشركة "إلي ليلي اند كو"، كما تعمل شركات أخرى، بما في ذلك "أمجين" و"فايزر" على تطوير منتجات مماثلة.
اقرأ أيضاً
دراسة: مكملات إنقاص الوزن وبناء العضلات تسبب إصابات خطيرة في الكبد
المصدر | واشنطن بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الخليج إنقاص الوزن السعودية الإمارات إنقاص الوزن
إقرأ أيضاً:
تكنولوجيا في خدمة النساء.. منصات عربية للحد من العنف الرقمي المتزايد ضد المرأة
يستعرض التقرير عدداً من المنصات -في مصر ودول عربية مختلفة- المتخصصة في مساعدة النساء على مقاومة ما يتعرضن له من عنف رقمي.
لسنوات طويلة عانت نور (24 سنة) سمات ضعف الشخصية نتيجة طبيعة نشأتها؛ إلا أن متابعتها لحملات التوعية والدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساعدها على تطوير شخصيتها، ومكّنها من التصدي للعنف ومساندة غيرها.
تعرضت نور خلال طفولتها لعنف منزلي أثر سلباً في شخصيتها، تتذكر ما مرت به قائلة: « تعرضت وأنا صغيرة السن لضرب وعنف شديدين ومتكررين، كنت أتجنب عمل أيّ شيء، خوفاً من أن يضربني والدي ».
أثمرت حملات التوعية الرقمية التي شاركت فيها نور، وتجلّت نتائجها في أحد المواقف المؤثرة، حين كانت تدرس أختها بالجامعة، تقول نور: « كانت هناك مجموعة (جروب) على الواتس آب فيها كل الزميلات والزملاء في الكلية… قام أحد الأشخاص بالدخول لكل بنت على حده، وهدّدها بأنه يعرف عنها كل شيء، وسيفضحها بإرسال صورها لأبيها « .
تسبب هذا الشخص في مشكلات أسرية لعضوات الجروب، إلى أن أتى الدور على شقيقة نور، فعندما اتصل المُبتز بأختها، أخذت منها الهاتف بثبات شديد، وردت عليه قائلة: « لو اتكلمت هنا تاني مش هسيبك، وهبلغ عنك… أنا مش هسكتلك ». لاتصدق نور كيف استطاعت مواجهة تهديدات المبتز، ولم تخضع له.
تواجه النساء والفتيات هذا النوع من التهديدات الرقمية بكثرة؛ إذ وجدت دراسة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، عام 2020 خلال فترة جائحة كورونا، بعنوان « العنف ضد المرأة في الفضاء الرقمي« ، أن قرابة نصف مستخدمات الإنترنت (49 في المئة) في ثماني دول عربية قُلن بعدم شعورهن بالأمان بسبب التحرش عبر الإنترنت، وأن 22 في المئة من النساء اللواتي واجهن العنف عبر الإنترنت، تعرضن « للابتزاز الجنسي المباشر ».
وتشير الدراسة إلى أن بعض البلدان العربية خصّصت بوابات إلكترونية أو استمارات أو عناوين بريد إلكتروني، للإبلاغ عن حوادث العنف ضد النساء والفتيات على الإنترنت، ضمن استجابتها للتصدي للعنف ضد النساء، ومع ذلك، لا يزال هناك انخفاض في معدلات الإبلاغ عن العنف عبر الإنترنت.
« قاوم » لمكافحة الابتزاز الرقميمع رصد عدد من حالات الابتزاز الرقمي للفتيات في مصر، برزت مؤسسة « قاوم« ، التي تعمل على توعية ضحايا العنف الرقمي من الجنسين ودعمهم وتشجيعهم، خاصة الفتيات، على تقديم بلاغات رسمية، وذلك عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول محمد اليماني مؤسس « قاوم »: « بدأنا بجروب أيام الكورونا لمحاربة العنف، خصوصاً الابتزاز والجرائم الإلكترونية، بعد ظهور جرائم عنف كثيرة جداً، وحالات انتحار عديدة بسبب الابتزاز ».
واجه اليماني سخرية حين بدأ مبادرته وحيداً، لكنّه اليوم محاط بمئات المتطوعين العاملين معه، واستطاعوا مساعدة أكثر من أربعة آلاف حالة، حسب قوله.
تقدم مؤسسة قاوم -عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي يصل عدد متابعيها على الفيسبوك وحده إلى أكثر من مليون ومئتي ألف متابع تقريباً- عدة خدمات إلكترونية مثل: حملات توعية، واستقبال طلبات المساعدة، والبلاغات الإلكترونية بشكل سري على مدار 24 ساعة، وطلب المساعدة عبر الرسائل، والدعم النفسي والقانوني الموجَّه للناجيات وذويهن.
يوضح اليماني أنهم يتحققون من صحة بلاغات وشكاوى الفتيات عبر عدة إجراءات؛ من بينها الحصول على نسخة مصورة من محادثات الابتزاز، أو النص المكتوب، مع وضع تمويه للصورة.
ووفقًا للدراسة التي أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن النساء يعتقدن أن أفضل وسيلة للتصدي للعنف عبر الإنترنت، هي معاقبة الجاني عبر اتخاذ الشرطة الإجراءات اللازمة.
يشير اليماني إلى أن نجاحه الحقيقي هو تشجيع الفتاة -التي تتعرض للتهديد، أو للابتزاز- على توثيق الجريمة، وتقديم بلاغ رسمي.
ويتمثل الحل الودي -بالنسبة لمؤسسة قاوم- في التواصل مع المعتدي بعد تقديم البلاغ للوصول إلى تفاهم، كما يشرح اليماني: « يتم في هذا الوضع اتخاذ الإجراءات كافة؛ من حذف كامل لأيّ محتوى يخصها، وتوقيع المتعدي على إقرار بمسؤوليته المستقبلية عن أيّ محتوى يضر الفتاة لضمان عدم تكراره لجرائم الابتزاز الإلكتروني؛ كما تتمّ متابعته من حين لآخر، لأن هدفنا هو تعديل سلوك الطرفين للأفضل، وإدماجهما في المجتمع لضمان سلامتهما النفسية، وعودتهما للحياة الآمنة والسوية مرة أخرى ».
« سوبر وومن »من جانبها، ترى آية منير، مُؤسِّسة المبادرة المصرية « سوبر وومن« ، المتخصصة في دعم النساء، أن التكنولوجيا -وتحديداً مواقع التواصل الاجتماعي- ساعدت على منح النساء مساحة من الحرية للحديث عن قضاياهن ومناصرتها، وتقديم الدعم الرقمي والوجاهي لهن.
وتضيف آية منير: « لولا السوشيال ميديا مكنش هيتعرف إننا بنقدم دعم ». وتشير إلى أن مبادرتها قدمت حملات رقمية متنوعة عن العنف الأسري والرقمي منذ عام 2016.
وتؤكد آية أن فترة الإغلاق بسبب كورونا أسهمت في انتشار واسع للمبادرة؛ بسبب زيادة النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة أن المبادرة اعتمدت على أدوات منصات التواصل الاجتماعي في جذب الجمهور مثل « الميمز »، والكوميديا، ودوائر الحكي، والمجموعات المغلقة.
الذكاء الاصطناعي لكشف الكراهية ضد النساءفي الأردن ظهرت أداة « نهى »، وهي أداة مفتوحة المصدر مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تساعد الباحثين على اكتشاف خطاب الكراهية القائم على الجنس باللغة العربية، عبر الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد ابتكرت الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح (جوسا) هذه الأداة؛ لكشف خطاب الكراهية باللهجة الأردنية، بداية من الكلمات المسيئة، وحتى التهديد بالعنف أو القتل، سواء كانت من خلال تعليق أو منشور، على منصات مثل فيسبوك، وإنستغرام، وإكس (توتير سابقا)، وفق يارا الرافعي، الباحثة بالجمعية.
وتوضح يارا: « غذينا الأداة في البداية بعشرات الآلاف من الجمل والعبارات، وليس الكلمات؛ حتى تستطيع الأداة فهم السياق الكامل ». وأشارت إلى أن الجمعية تبحث تطوير الأداة عبر إضافة لهجات عربية أخرى مثل: المصرية والعراقية.
وغُذّيت الأداة بمجموعة بيانات تمّ الحصول عليها عبر رصد 20 وسماً رائجاً يتعلق بالمرأة والحركة النسوية، بالإضافة لناشطات ومؤثرات في الأردن.
« حُر » تحرر الفلسطينيات من « الاحتلال والعنف »أما في فلسطين، فيبرز دور التكنولوجيا لدعم المرأة بشكل خاص؛ فالاحتلال الإسرائيلي يمنع التنقل بين المدن بسهولة، ويعرقل الحصول على الكثير من الدعم والخدمات المُخصَّصة لمكافحة العنف ضد النساء، كما يوضح أحمد قاضي، ممثل مركز « حملة » بفلسطين قائلاً: « بسبب وجود احتلال وتشرذم جغرافي، أخذنا المسؤولية على عاتقنا قدر الإمكان لحماية النساء من العنف المبني على النوع الاجتماعي… فبادرنا بإطلاق منصة حُر، التي نوثق من خلالها أشكالاً مختلفة من العنف على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة المبني على النوع الاجتماعي ».
ويشير القاضي إلى أن أكثر أشكال العنف الرقمي، التي يرصدها المركز هي: اختراق حسابات، وابتزاز، ونشر صور شخصية، ونشر كلمات عنيفة تستهدف النساء تحديداً.
يتذكر القاضي واحدة من نماذج دعم السيدات، بعد مشاركتهن في إحدى التظاهرات قائلاً: « كان هناك خطف للهواتف، ونشر صور شخصية بهدف ترهيب هؤلاء النسوة، وكان ذلك مؤذياً جداً… عملنا على مدار الساعة، وتمكنا -أولاً بأول- من حذف هذه الصور قبل انتشارها بشكل واسع ».
العراقيات ودرع « أنسم » الرقميفي العراق، تبرز مؤسسة « أنسم » للحقوق الرقمية، التي تمتلك منصة للمساعدة الرقمية، يمكن من خلالها دعم المتعرضين للعنف من الجنسين، عبر عدة أدوات إلكترونية تتواصل من خلالها الحالات بشكل سريع وآمن عبر الإيميل، وعلى رقم واتس آب، أو سيغنال، كما توضح آسيا عبد الكريم، الباحثة ومنسقة مشاريع بـ « أنسم ».
وترى آسيا أن أكثر التحديات بالنسبة للنساء تتمثل في الابتزاز الرقمي وخطاب الكراهية.
هذه المنصات وغيرها في مختلف الدول العربية، تحاول تغيير واقع تعيشه النساء؛ يتمثل في إلقاء اللوم -في أغلب الأوقات- على ضحايا الابتزاز والعنف الإلكتروني، في حين يبقى الجناة في مأمن من العقاب والمساءلة.
أنجز هذا التقرير بدعم من أريج