المؤسس زايد أطلق برامج إكثار الحبارى في الأسر قبل نحو 46 عاماً جسّد بلا مُنازع الصورة المثالية للصقار العربي بصدق معرفته بالطبيعة أبوظبي: «الخليج»
ما زال الصقارون في مختلف أنحاء العالم مُتمسّكين بالحب والوفاء للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولعطائه الكبير لهذه الرياضة التي ارتقى بها إلى فنّ تراثي أصيل، أحبّه وأتقنه وتفرّد فيه، وأضفى عليه الكثير من أياديه البيضاء وروحه المحبة للطبيعة والحياة البرية، وكان أوّل من أطلق مفهوم «الصيد المُستدام» لينتشر عالمياً بفضله – طيّب الله ثراه.


وقد حملت السنوات الماضية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي تنطلق دورته العشرون صباح السبت، ذكريات جميلة لكافة الأجيال، استطاع خلالها نادي صقّاري الإمارات تقديم رسالة طيّبة عن قيمة التراث والبيئة في الإمارات، وأصبح الحدث، الذي تشرّف في دورته الأولى العام 2003 بزيارة الشيخ زايد، مُلتقى عالمياً لعرض روائع الثقافة الإنسانية، وصار صداه يتردد في كل مكان كأضخم حدث من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويُعتبر المعرض، قصة نجاح متواصلة على مدى ما يزيد على 20 عاماً، و20 نسخة من التميّز في صون البيئة والترويج للصيد المُستدام وتقديم التراث، وتعزيز وعي الشباب والأجيال بالتقاليد والثقافة الإماراتية الأصيلة، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد - طيّب الله ثراه - وفي سنّ مبكرة جداً، بدا المغفور له الشيخ زايد، قادر على فهم لغة الطبيعة والحياة الأم، وقد رفض استخدام البندقية للصيد منذ عام 1930، وهذا ما حاز تقدير مُجتمعه البدوي ودُعاة المحافظة على البيئة في العالم كافة. المؤتمر العالمي ومن أهم مبادراته في مجال المحافظة على رياضة الصيد بالصقور، تنظيم المؤتمر العالمي الأول للصقارة في مدينة أبوظبي في أواخر عام 1976م والذي جمع للمرة الأولى بين صقاري الجزيرة العربية ونظرائهم في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى.
وقد كان المؤتمر منطلقاً حقيقياً للاستراتيجية التي وضعها الشيخ زايد، بهدف حشد الصقارين ليكونوا في طليعة الناشطين أصحاب المصلحة الحقيقية، للمحافظة على الطبيعة وفق مفهوم «الصيد المُستدام» الذي يعود له، طيّب الله ثراه، الفضل في إطلاقه عالمياً.
وبحلول عام 1995 عمل الشيخ زايد على التحوّل من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المُكاثرة في الأسر، لتُصبح دولة الإمارات بعدها بسنوات قليلة البلد الأول في الشرق الأوسط الذي يعتمد كلياً على استخدام الصقور المُكاثرة في رياضة الصيد بالصقور. زايد لإطلاق الصقور وفي العام ذاته، تمّ الإعلان عن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، الذي يهدف للمحافظة على أعداد الصقور في البرية من خلال إتاحة الفرصة لها للتكاثر في مناطقها الأصلية، فكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - يتبرع سنوياً، بصقوره للبرنامج في نهاية موسم الصيد السنوي، وكان يحثّ صقاري المنطقة على التبرّع بصقورهم أيضاً، وما زال البرنامج مُستمرّاً بنجاح كبير لغاية اليوم، لينجح في إطلاق 2211 صقراً لغاية اليوم من نوعي الحر والشاهين للبرية.
أما برامج إكثار الحبارى - معشوقة الصقارين - في الأسر، فقد قام بإطلاقها الشيخ زايد قبل نحو 46 عاماً، ليبقى هذا الطائر في البرية للأجيال الجديدة ركيزة لتراثهم الأصيل، وهي قصة تميّز ونجاح إماراتية سجّلها التاريخ بأحرف من ذهب.
الاتفاقيات الدولية
وفي مجال جهود المحافظة على الصقور وصونها من الانقراض، فقد قامت دولة الإمارات بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة في مجال حماية البيئة والحياة البرية وصون الأنواع، وقبل ذلك كانت مشاريع إكثار الصقور وبرامج إطلاقها قد باشرت أبحاثها وأعمالها في وقت مبكر.
ولقد جسّد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بلا مُنازع الصورة المثالية للصقار العربي، وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، مما مكّنه من الفوز بإعجاب وحُبّ أفراد مجتمعه البدوي.
في حياة زايد وحتى بعد وفاته، حباه الله بتقدير وثناء العالم بأسره، لعبقرية قيادته وعظم إنجازاته في بناء مجتمع متطور ومتجانس ومتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيل إن أحسن ثلاث صور يُمكن أن تجتمع في وقت واحد هي: صورة صقر على يد رجل فوق ظهر فرسه أو ناقته، فكيف إذا كانت هذه الصورة للشيخ زايد - طيّب الله ثراه - الصقّار الأول ورائد حُماة البيئة في العالم.
زايد والقنص والشعر
والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شاعر بارز من شعراء النبط، الشعر التقليدي في شبه الجزيرة العربية، وكان يحرص على تشجيع إحياء التراث والعادات والتقاليد في الوقت الذي كان يُدير فيه عجلة التحديث والتطوير والمعاصرة، وتتسم شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه - بالبداوة الأصيلة التي ورثها، وبحكمة وفصاحة رجل الدولة المتمرس، وللحياة البرية أثرها الواضح في صقل شخصيته وطباعه المتميزة بكونه فارساً مهيباً وقناصاً ماهراً ومرتاداً للإبل.
وكان من أحب هواياته القنص، ومن باب اهتمامه بالصيد بالصقور أصدر كتاب (رياضة الصيد بالصقور) باللغتين العربية والإنجليزية حظي باهتمام واسع في الأوساط العلمية. وقد أكد في كثير من المناسبات أهمية المحافظة على التقاليد العربية الأصيلة ومنها رياضة الصيد بالصقور.
وجاء اهتمام الشيخ زايد بالشعر لقيمته الإنسانية والأدبية المؤثرة والمهمة، وباعتباره عنصراً مهمّاً من عناصر الهوية الإماراتية، وقرض الشيخ زايد الشعر النبطي، وصدرت له عدة دواوين شعرية تضم قصائده، وقد نظم على مختلف الأوزان، لكنه أبدى اهتماماً واضحاً بأوزان الشعر النبطي وفنونه التي اشتهرت بها إمارات الدولة منذ القدم، خاصة الونّة والردحة والتغرودة.
أما الأغراض الشعرية التي كتب عليها الشيخ زايد، فهي عديدة، وتتنوع بين الغزل وقصائد الحكمة والقصائد الوطنية والاجتماعية وصون التراث، إضافة إلى قرضه ما يُعرف باسم المساجلات الشعرية، وثمة ملامح مهمة للتجربة الشعرية عند الشيخ زايد، تتجلى في تلك القيم الإنسانية التي احتوى عليها عدد غير قليل من قصائده، وترتبط هذه القيم بثيمات مهمة مثل التسامح والدعوة إلى السلام وتقبل الآخر وتبادل الاحترام بين الفرد والآخر، وأهمية الصداقة والأخوّة والتشجيع على ممارسة الهوايات التراثية الأصيلة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المحافظة على

إقرأ أيضاً:

ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟

الجديد برس:

كشف قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، عن تزامن الهجمات الصاروخية الإيرانية على “إسرائيل” مع الهجمات التي شنتها قوات صنعاء على أهداف عسكرية في الأراضي المحتلة، مجدداً تأكيده على ثبات الموقف اليمني إلى جانب الشعب اللبناني.

وفي خطابه الأسبوعي المتلفز حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، قال الحوثي: “نؤكد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله وجماهيره وحاضنته الشعبية، ومساندين دائماً للشعب اللبناني، وهذا هو حال المحور بأسره”. وأوضح أن جبهة الإسناد في اليمن نفذت عمليات قصف صاروخي متزامنة مع عملية “الوعد الصادق الثانية” باتجاه يافا (تل أبيب) وأم الرشراش (إيلات) ومواقع في صحراء النقب.

واعتبر الحوثي أن الضربة الصاروخية الإيرانية تُعدّ أكبر ضربة تلقاها العدو الإسرائيلي منذ بداية احتلاله لفلسطين، مشيراً إلى أن تلك الضربة غطت مساحة واسعة على امتداد فلسطين المحتلة، وصولاً إلى قبالة عسقلان، وركزت على القواعد العسكرية والمراكز التجسسية للكيان الغاصب.

وأوضح الحوثي أن “الصواريخ الإيرانية وصلت بنسبة 99 بالمائة، كما أظهرت المشاهد الموثقة بالفيديو توثيق وصولها وهي تدك القواعد الإسرائيلية، مما دفع ملايين الصهاينة إلى الهرب برعب شديد إلى الملاجئ، وعاش الجنود الصهاينة حالة من الرعب في مختلف أنحاء فلسطين”.

وأشار الحوثي إلى أن عملية “الوعد الصادق الثانية” تأتي “تنفيذاً لالتزام الجمهورية الإسلامية بعد اغتيال العدو الإسرائيلي لشهيد الأمة الإسلامية إسماعيل هنية، وجريمة استهداف السيد حسن نصر الله والقائد في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان”. ووصف العملية بأنها ناجحة وقوية، مشدداً على أنها لم تعقها القواعد الأمريكية، رغم تكرار الأمريكيين إعلانهم أنهم سيوفرون الحماية للعدو الإسرائيلي.

كما ذكر الحوثي أن “عملية الوعد الصادق الثانية كانت ضرورية، وكسرَت الطوق والإرهاب والتهويل ومحاولات إيقافها من قبل الأمريكي وأدواته”، مؤكداً أن “حماية الأمريكي للعدو الإسرائيلي من صواريخ الجمهورية الإسلامية فشلت، رغم وعوده وجهوده لتحقيق ذلك”.

وقال: “أمتنا بحاجة دائماً إلى الجرأة في اتخاذ الموقف الذي يمثل ضرورة واقعية ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية لردع العدو الإسرائيلي، الذي لا يمكن أبداً منعه من ارتكاب الجرائم وإبعاده عن المزيد من التصعيد والعدوان إلا من خلال عمليات قوية ورادعة ومؤثرة”.

ولفت الحوثي إلى مدى بهجة الشعوب المظلومة، وبخاصة الشعب الفلسطيني، بالضربة الكبيرة والموفقة للجمهورية الإسلامية في إيران. وأضاف: “عقب العملية الإيرانية، امتلأت قلوب أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب أمتنا بالفرح، بقدر ما امتلأت قلوب الصهاينة بالرعب والخوف والقهر”.

وأوضح الحوثي أن “جبهة الإسناد اليمنية نفذت عمليات في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث بلغ عدد السفن المستهدفة منذ بدء العمليات نحو 188 سفينة”. وأشار إلى أنه تم إسقاط المزيد من طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكية من طراز MQ9، ليصل إجمالي عددها إلى 11 طائرة خلال هذا العام.

كما أشار الحوثي إلى سعي الأمريكي والإسرائيلي إلى التصعيد في العدوان ضد الشعب اليمني، حيث بلغت الغارات الإسرائيلية والأمريكية هذا الأسبوع 39 غارة. وأضاف: “إن استهداف الحديدة من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي لن يوقف عملياتنا، وجهادنا مستمر”.

وتابع: “مع عملياتنا، يستمر تطوير القدرات العسكرية في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي ولإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.

وأكد الحوثي في خطابه أن “واقع إخوتنا في حزب الله يتميز بالتماسك والثبات، وجهوزيتهم في مواجهة العدو الإسرائيلي كما كانوا في السابق”. وأوضح أن “حالة حزب الله لم تتغير بعد استشهاد الأمين العام، بل زادت ثباتاً وعزيمة وتصميماً في العمل في سبيل الله”.

وأضاف أن “المجاهدين في حزب الله يمتلكون من الحافز والدافع بعد استشهاد الأمين العام ما يفوق السابق، وأن الحالة التي انعكست على واقعهم ليست انهياراً أو عجزاً، بل تصميماً وعزيمة وحرصاً على أداء الموقف العظيم والمشرف”.

مقالات مشابهة

  • صور.. "الوطني للعمليات الأمنية" يستعرض خدماته بمعرض الصقور والصيد
  • "الجوازات" تشارك ببعض الخدمات في معرض الصقور والصيد
  • وزارة الداخلية تطلق ختمًا خاصًا بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024
  • “الداخلية” تطلق ختمًا خاصًا بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • تفاصيل مشاركة "الداخلية" في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024
  • في انتظار قرار محكمة العدل الأوروبية حول اتفاق الصيد.. وزير الفلاحة والصيد الإسباني يدافع عن العلاقات مع المغرب
  • الشركة الوطنية للخدمات الزراعية تشارك في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024
  • ينطلق اليوم بالرياض.. 400 عارض من 45 دولة في معرض الصقور والصيد
  • انطلاق معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 غدًا بمشاركة عالمية واسعة