إمرأة منياوية تقتل 29 جنديا إنجليزيا.. تعرف علي القصة
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أنت من بلد زينب ، نعم كلمة تقال لأهل وشعب المنيا بغرض السخرية ، وقبل ان نسرد قصة ( المنيا بلد زينب ) لابد ان نقدم نبذة عن المرأة المنياوية كرسالة قوية لمن يسخر ويتغامز بجهالة على نساء المنيا .
نساء المنيا يا من تسخر ، صامدة وراسخة كالجبال، تحملت شقاء الحياة، تمسكت بالعادات والتقاليد ، فهي دائمًا في ميادين العمل السياسي والإجتماعي، تصدت للعدوان الإنجليزي في ديرمواس جنوب المنيا ، وحملت هَمَّ قضية المرأة المصرية، ناضلت وكافحت، وكان منهن أول من نادت بحرية المرأة ومساواتها هدى شعراوي ، وفي العصر القديم كانت نفرتيتي والتي أعتلت عرش مصر ، وتزوج الرسول ( محمد ) من مارية القبطية من المنيا ، الا يكفي هذا فخرا وشرفا وحسبا ونسبا .
وفي الفتح الإسلامي جاهدت المرأة كمجندات على أرض البهنسا ببني مزار شمال المنيا ، حتى أكتشف أمرهن وتم قتلهن جميعا ، ومازالت مزارا حتى الآن يعرف بالــ( سبع بنات ) ، إنهن نساء المنيا ، ترى في وجوههن جمال الطبيعة، وقوة وصلابة الأرض الطيبة، تحمل المشقة والعناء، تسمع منها كلمات بلا صوت ، فإذا حالفك الحظ لزيارة المنيا وتوغلت في القرى والنجوع، ستشاهد بعينيك قصص كفاح لسيدات عظيمات، مات الزوج، وتقمصت المرأة دور الرجل، كافحت وعاندت الظروف الصعبة ، وصدرت للمجتمع أسرة سوية، وأبناء ساهموا في دعم مؤسسات الدولة.
فالمرأة المنياوية هي المرأة التي تتصف بالحياء، والخجل، والتمسك بالعادات والتقاليد، قليلة الإختلاط بالرجال، المنغلقة، التي تعمل بالزراعة، وتساعد زوجها، وتعود لمنزلها لتراعي أبناءها بجانب شئون المنزل، وتربية الدواجن والحيوانات، وتصنع الخبز، نساء المنيا هُن الشرف والعِرْض، نساء المنيا هُن أصلها وحضارتها وسبب بقائها ، إن المرأة المنياوية والصعيدية أو في ريف مصر نَدينُ لها جميعًا أننا نحيا فى آمان، هى التى قامت بتربية وتنشئة العظماء، وخير أجناد الأرض والشهداء، ففي المنيا لا فرق بين سيدة أمية ، تذهب برفقة زوجها للحقل تعمل معه كتفا بكتف ، وبين سيدة متعلمة تتبوأ أعلى المناصب القيادية، وتسطر نجاحات كبيرة.
المرأة المنياوية ، نجحت في تربية أولادها على القيم الأصيلة التي اندثر بعضها، وتلاشى في زحام المدن، فضلاً عن رزانة عقلها واحتوائها لزوجها، والمرور بمنزلها لبر الأمان، صبورة تتحمل، وذكية تحل مشاكلها، وتحتوي غيرها، علموهن أن الصعيد، والريف سيظل مصنع الرجال طالما فيه هؤلاء السيدات الفضليات.
المرأة المنياوية يا سادة ، صبورة إلى أقصى درجة، كتومة تحفظ سر بيتها عن أقرب الناس إليها، تتميز بالجلد وقت المحن، وذكاء فطري وسرعة بديهة، ولديها قدرة عجيبة على التأقلم للعيش في أي بيئة، وتحت أي ظرف دون أن تتأفف، راعية واجب، حنونة ودودة صاحبة وجه بشوش حتى وإن كان بداخلها هموم العالم.
إنهم لا يعرفون نساء المنيا والريف وأصالتهن، وعمق انتمائهن لهذا الوطن، لا يدركون حجم التضحيات، ولا يعرفون أنهن صانعات للبناء ، المرأة المنياوية لا تعرف الخيانة، أو الغدر، وتُقدم أولادها وأسرتها جميعًا فداءً للوطن، ويشهد على ذلك مقاومة النساء بديرمواس ضد الإحتلال الإنجليزي ، لكن إياك وعرضها وشرفها، أو الإقتراب من عاداتها وقيمها وتقاليدها، إياك أن تحاول المساس بهن ، هنا يصحو المارد الصعيدي بداخلها ، ويتحول إلى وحش كاسر دفاعًا عن أغلى ما يملك.
فالمرأة المنياوية ، استطاعت أن تقفز فوق تلال العراقيل، وتحلق بأحلامها في سماء الوطن، تذهل العالم بقدراتها الفائقة في شتى مناحي الحياة، فكانت منها المناضلة ، والمعلمة، والنائبة ، ووكيلة الوزارة، وصانعة أجيال، كانت مصابيح للعالم أجمع ، ولما لا فهي والدة عميد الأدب العربي طه حسين ، والموسيقار عمار الشريعي ، إنها المرأة الصعيدية، حقًّا هى إمرأة حديدية، نساء المنيا، هُنَّ الشريفاتُ حسبًا، والجميلاتُ نسبًا، والطيباتُ عِرقًا، وأصلاً، هُنَّ الفلاحات الطيبات، والعاملات الكادحات، والمُربيات الصابرات، والأمهات الفضليات.
ونعود لقصة المرأة المنياوية ، فــ (زينب )، فهي إمرأة فلاحة صعيدية من محافظة المنيا ، متزوجة من رجل فلاح ومزارع ، وكانت تقع قطعة ارض مملوكة لهم بجوار سكة قطارات السكك الحديدية ، فكانت زينب شأنها شأن الكثيرات من نساء الريف بالمنيا ، تزرع ، وتحصد ، وتجني ما زرعت طوال العام، و تدور الأحداث فى فترة الإحتلال الانجليزي لمصر، ويمر القطار ويقف فى محطة قطار المنيا ، وقتها رأها احد جنود الإنجليز فحاول التحرش بالمرأة المنياوية الصعيدية ، والتي لا تجيد فن القتال ، ولا تملك سلاح ، لكن تملك شرف وإيمان وعزيمة رجال
لتهرب المرأة المنياوية ويتبعها الجندي الإنجليزي فتصرخ زينب ، ليتدخل الزوج مدافعا عن شرف زوجته ؛ فيقتل الجندي الإنجليزي زوجها امام عينها، لترتوي ارض الزرع بدماء زوجها الطاهرة ، لتقوم فلا المرأة المنياوية الا ان تبيع ما تملك ، وتقسم بأن تدفن بجوار قبر زوجها عشرة من جنود الإحتلال
وفي صبر وجلد ، تنتظر زينب القطار كل يوم ، وما ان يقف حتي تسحب احد جنود الإنجليز ، وتغويهم ثم تقتله وتدفن الجندي بجوار زوجها، حتي تمكنت بحسب الروايات من قتل ٢٩ جنديا انجليزي ، ودفنت بكل قوة وجبروت بجوار قبر زوجها ، ومع إختفاء الجنود والبحث ، تم كشف أمر المرأة المنياوية ، ليتم القبض عليها وتواجه الإحتلال وتعترف بانها قتلت ٢٩ جنديا، فما كان من الإحتلال الإ ان امروا بقتل زينب الصعيدية، وبتر اطرافها وهى على قيد الحياة قبل قتلها كعقاب لها
ومحاولة تشويه صورة تلك المرأة المنياوية الشريفة المناضلة ، حتي لا تكون ملهمة لغيرها، لدرجة ان الاحتلال الانجليزي أمر بعدم وقوف القطار، فى محافظة المنيا ، تخوفا من أن تخرج زينب أخري، فتقتل ألف محتل للدفاع عن أرضها وزوجها، لذلك المنيا تتخذ يوم ١٨ مارس عيد قومي، لأن اهل وشعب المنيا غضبوا واقتلعوا قضبان السكة الحديد، وقتل جنود الإحتلال الانجليزي فى ذلك اليوم، ماتت زينب ودفنت معها قصة امرأة، مقاومة وبطلة شريفة
وهذا ما ذكرته هدي شعراوي ، إبنة محافظة المنيا فى كتابتها، ليكون هذا اقسى رد على من يسخر بجهالة ويقول ( انت من بلد زينب ) نعم رد عليه و قل انا من بلد زينب والفخر لي ولها وللوطن .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السخرية المنيا نساء أخبار محافظة المنيا
إقرأ أيضاً:
حسن الخاتمة.. القصة الكاملة لوفاة الحاج عيسى أثناء الصلاة بإحدى قرى المنيا
توفي الحاج عيسى أثناء تأديته صلاة العشاء داخل مسجد القرية بإحدى قرى مركز المنيا وسط حالة من الحزن الممزوج بالفرح بحسن خاتمته.
فقد توفي الحاج عيسى، 60 سنة، الذي كان مثالاً للصبر والرضا في مواجهة المصائب التي حلت به خلال العام الماضي، فقد توفي شقيقه الأكبر ثم زوجته ثم ابنه إلا أنه ظل صابرًا محتسبًا متمسكًا بدينه وعلاقته بربه.
وقال عدد من المصلين إنه أثناء قراءة الإمام "سلام عليكم بما صبرتم" هذا كانت آخر آية سمعها الحاج عيسى قبل صعود روحه إلى بارئها، وهذه حسن الخاتمة التي يتمنى كل مؤمن أن يلقاها، كانت من نصيب هذا الرجل الصالح الذي قضى حياته في طاعة الله وخدمة الناس.
فالحاج عيسي تجسدت فيه معاني الصبر والإيمان والرضا بالقضاء والقدر، فبعد كل مصيبة كان يواجهها، كان يعود أقوى وأكثر إيمانًا، ما جعل منه قدوة حسنة للجميع.
وشهد مسجد الفتح بالقرية مشهدًا مؤثرًا أثناء أثناء صلاة الجنازة عليه، الجميع يبكي وشيّع جنازته المئات من أهالى القرية.