إعداد: عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد

"يسقط الخائن بشار الأسد".. هذا هو الشعار الذي رفعه المتظاهرون في محافظة السويداء بجنوب سوريا. خلال احتجاجاتهم ضد تدهور الوضع الاقتصادي وما تزال هذه المدينة الخاضعة لسيطرة دمشق مسرحا لاحتجاجات مطالبة برحيل النظام.

وفي سياق تدهور كبير لظروف العيش في البلاد، اندلعت هذه الاحتجاجات بعدما قررت السلطات رفع الدعم الحكومي عن المحروقات.

لكن التحركات سرعان ما أخذت طابعا سياسيا.

وتشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمر في شباط/فبراير والعقوبات الاقتصادية المفروضة من الدول الغربية، فقدت معها العملة المحلية أكثر من 99 في المئة من قيمتها.

في المقابل، تؤكد دمشق العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها سببا أساسيا للتدهور المستمر في اقتصادها. فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90 بالمائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

ولم تقدم السلطات الرسمية ردا رسميا على هذه المظاهرات.

أزمة اقتصادية بخلفيات سياسية

"الأزمة الاقتصادية في سوريا بلغت مداها" يقول باحث الفلسفة السياسية في جامعة باريس رامي الخليفة العلي لفرانس24، مضيفا: "حتى أن بعضا من المنتمين للطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد تحركوا في منطقة الساحل للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور. هناك إدراك من شق واسع من السوريين أن تردي الأوضاع الاقتصادية يعود إلى حالة الجمود السياسي. فالمتظاهرون في السويداء، حيث القبضة الأمنية أقل من باقي المناطق، رفعوا مطالب بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على انتقال سياسي وتأسيس نظام جديد".

وإلى حد الآن، لم تلجأ قوات الأمن السورية إلى قمع المتظاهرين على الرغم من هجومهم العلني على رموز السلطة، إذ أغلق المحتجون مكاتب حزب البعث ومزقوا صور الرئيس السوري.

بدوره، يؤكد رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش أن الوضع السوري ليس محكوما فقط بعوامل داخلية. وقال لفرانس24: "السوريون باتوا يعلمون جيدا أن العامل الخارجي يؤثر في البلاد، وهو ما جعل مظاهرات السويداء أكثر نضجا في رسائلها السياسية على الرغم من قوتها. هناك حساسية أكبر لدى المتظاهرين في التعامل مع التوازنات المحلية والخارجية".

هامش من "الحرية" في السويداء

هنا يرى أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس رامي الخليفة العلي أن "النظام لم يقمع التحركات في السويداء نظرا للطابع الخاص للمدينة، وباعتبار النظام يقدم نفسه على أنه حامي الأقليات في سوريا. كما أن وجود معارضة مدنية غير مسلحة بالمدينة ترك لها هامشا من الحركة. فعدة مناطق في جنوب سوريا أبقت قنوات الاتصال مفتوحة مع النظام وتم التوصل إلى اتفاقات مصالحة منذ سنوات".

ولم يتورط أهالي السويداء، والذين يمثلون ثلاثة في المئة من السكان، في النزاع طيلة سنوات الحرب الأهلية. وتخلفوا عن دعم النظام أو الانضمام للمعارضة إلا فيما ندر. واكتفى الآلاف من شبانها بحمل السلاح دفاعا عن مناطقهم فقط، دون أن يتخذ النظام موقفا منهم.

وتُمثَل الحكومة السورية في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية، فيما ينتشر الجيش حاليا على حواجز في محيط المحافظة.

في السياق، يقول مازن درويش إن "أعداد المتظاهرين الجمعة بساحة الكرامة في السويداء أكثر من سابقاتها. البعض اعتقد أن حركة المطلبية السياسية والاقتصادية في سوريا قد انتهت بعد اتفاقات خفض التصعيد في 2018".

بخصوص عدم قمع قوات الأمن للمتظاهرين، يضيف مازن درويش "صحيح أن مساحة الحرية في السويداء أكبر من باقي المناطق. يمكن لي القول إن السويداء معزولة شيئا ما ويمكن أن يستمر التحرك فيها شهورا دون أن يكون مقلقا لدمشق. وحتى في حال توسع رقعة الاحتجاجات، فإن الجميع استخلص العبر مما حدث في 2011 وسنوات الحرب التي تلتها، وستكون التحركات بشكل مختلف".

تعامل مختلف مع مظاهرات درعا

خلال الأسابيع الأخيرة، خرجت مظاهرات بمدن سورية أخرى لاسيما بمحافظة درعا، مهد الانتفاضة الشعبية في سوريا سنة 2011، وفق تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشارك عشرات السكان في مظاهرة في بلدة بصرى الشام، مرددين هتافات مناهضة للرئيس بشار الأسد.

ورفع المتظاهرون في البلدة الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية أبرمت اتفاقات تسوية مع دمشق برعاية روسية بدءا من العام 2018، لافتات يوم في 25 آب/أغسطس حملت شعارات عدة بينها "ارحل، نريد أن نعيش" و"السكوت اليوم يعني استمرار الطاغية".

وأكد شهود أن التململ من غلاء المعيشة طال أيضا ضواحي دمشق حيث تظاهر سكان في منتصف آب/أغسطس ضد الانقطاع المستمر للكهرباء.

ويؤكد رامي الخليفة ذلك عندما يقول: "التحركات الاجتماعية لم تقتصر على السويداء، لكن تعامل السلطات معها كان مختلفا، إذ تم إطلاق النار على متظاهرين مدينة نوى بمحافظة درعا بعد خروج احتجاجات مماثلة".

"توازنات'' محلية وأخرى دولية

تأتي التحركات الاجتماعية في سوريا بعد استعادة النظام السوري نوعا من الاعتراف الخارجي باسترجاع مقعد سوريا في الجامعة العربية وزيارة الأسد للإمارات ومشاركته في القمة العربية الأخيرة بجدة. 

اقتصاديا، يرى العلي أن تأثير العودة السورية لـ"الحضن العربي" يبقى محدودا جدا خصوصا مع تعثر المبادرة العربية في سوريا. وقال لفرانس24: "قنوات الاتصال مع الأطراف العربية توقفت تقريبا مع عدم توقف تهريب مخدر الكبتاغون إلى دول الخليج العربي وعدم إحراز أي تقدم سياسي داخلي. أعتقد أن المعارضة الأمريكية للانفتاح العربي على دمشق وتمسكها بموقفها من النظام السوري تجعل أيضا تقديم المساعدة الاقتصادية العربية مستبعدا".

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الغابون النيجر ريبورتاج بشار الأسد سوريا بشار الأسد مظاهرات احتجاجات الدروز للمزيد فی السویداء فی سوریا

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: التدخلات الأجنبية تهدد وحدة سوريا الجديدة

كتب- أحمد عبدالمنعم:

قال الخبير السياسي المهتم بالشأن السوري محمد القاضي، إن أيام قليلة مرت على الذكرى السنوية الـ14 للاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد ولا تزال أصداء الأمل والتحدي التي أشعلت شرارة "الثورة" في عام 2011 تتردد في ربوع سوريا، حيث تُعد هذه الذكرى بمثابة تذكير بالتضحيات التي قدمها عدد لا يحصى من السوريين.

وأضاف "القاضي"، في مداخلة هاتفية مع فضائية "الحدث"، أنه مع التحول الكبير المتمثل بإسقاط نظام الأسد ووصول قيادة جديدة الى دمشق برئاسة أحمد الشرع، لا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة في بناء سوريا الجديدة الموحدة، في ظل وجود أجندات أجنبية على أرضها تؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث وعلى مستقبل البلاد وأهلها.

وتابع، أن هذه الأجندات تعتبر تحرك قوي على الأرض بشكل قد يعارض الوحدة الوطنية في حين تعد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من أكبرها، فرغم الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، للاندماج في مؤسسات الدولة وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم، وما تبعه من اتفاق في حلب على تسليم حيين تابعين لقسد في حلب للإدارة الجديدة، لا يزال هناك غموض حول مستقبل العلاقة وجدية قسد في العودة إلى كنف الدولة.

وأشار إلى أنه من جهة تسيطر قسد على ثلث الأراضي السورية، بما في ذلك مناطق النفط والغاز، وبغطاء ودعم أمريكي مباشر في إطار التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية ضد إرهابيي داعش، كما تشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقسد، وهي التي تعتبرها تركيا ــ الداعم العضوي للإدارة الجديدة في دمشق ــ امتداداً لحزب العمال الكردستاني وخطراً على أمنها القومي.

وأكد أنه ليست هناك حتى الآن أرقام رسمية ودقيقة حول تعداد قسد، إلا أن المصادر أشارت إلى أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات عسكرية تحت إشراف ضباط أمريكيين، وأن هناك درجة مهمة من التعاون بين قسد والقوات الأمريكية في المنطقة، كما أنه رغم الإعلان عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2019، لا تزال قسد تروج لنفسها على الساحة الدولية بوصفها قوة تحارب الإرهاب.

واستطرد القاضي، أنه من جهة أخرى تستمر التوترات الأمنية حتى الآن بين قسد وفصائل مسلحة منضوية تحت غطاء الإدارة الجديدة، ولاتزال المواجهات العنيفة تحصل بين الحين والأخر، بين قوات "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا وقسد في عدة محاور شرقي حلب، في حين انتشرت في الآونة الأخيرة تقارير ومعلومات تشير إلى الدعم البريطاني لقسد الى جانب الدعم الأمريكي المتواصل لها.

وقال إن مقاتلي قسد يتلقون دعم بريطاني كبير ساعدهم على الصمود بوجه "داعش" سابقاً وبوجه الفصائل المدعومة من تركيا حاليا، حيث سبق وأن قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون": "بريطانيا وحلفاؤها يقدمون دعماً حاسماً لقسد في سوريا، وهذا يشمل التدريب والمساعدات الاستخباراتية".

ويرى المحلل السياسي محمد القاضي، بأن تركيا تواجه تحدياً كبيراً في تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية في سوريا وسط هذا الدعم الغربي لقسد، ولتجنب المزيد من التعقيدات، يتطلب الأمر من أنقرة تعزيز تحركاتها الدبلوماسية والأمنية، وإيجاد حلول للملفات العالقة مع الغرب، لأن استمرار الوضع الحالي قد يهدد بنشوء دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية.

وأكد أهمية أخذ الحكومة التركية بالاعتبار التحركات البريطانية في سوريا، لأنها تشكل خطراً أمنياً جدياً نظراً لتزويد لندن لقسد بالتقنيات الحديثة كالطائرات المسيرة وأجهزة المراقبة وأنظمة الحرب الإلكترونية.

وأشار لتصريح سابق لمظلوم عبدي حول امتلاك "قسد" للمسيرات المتطورة، وللعمليات الناجحة لقسد في محور سد تشرين شرقي حلب ضد الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.

وقال إنه رغم أن تركيا وبريطانيا تربطهما مصالح اقتصادية وعسكرية مشتركة، إلا أن الخلافات الجيوسياسية، خاصة حول قبرص وشرق المتوسط وسوريا، تظل مصادر رئيسية للتوتر. فالعلاقات التركية البريطانية شهدت تقلبات كبيرة عبر التاريخ، حيث مرت بفترات من التحالف والتعاون، وأخرى من التوتر والخلافات.

وأوضح أن قضية قبرص تُعد أحد أبرز نقاط الخلاف بين تركيا وبريطانيا، حيث تدعم تركيا شمال قبرص "غير المعترف بها دولياً إلا من قبل أنقرة"، بينما تعترف بريطانيا بجمهورية قبرص اليونانية، كما أن بريطانيا لديها قواعد عسكرية في قبرص "أكروتيري وديكيليا" بموجب معاهدة 1960، مما يجعلها طرفاً مباشراً في النزاع، وأن بريطانيا كانت ضمن الدول الأوروبية التي تعارض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

كما اختلفت تركيا وبريطانيا حول التعامل مع الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بدعم المجموعات المسلحة، فيما اختلف البلدان حول دعم تركيا لبعض الفصائل في ليبيا، والتي تعارضها بريطانيا ودول أوروبية أخرى.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

التدخلات الأجنبية في سوريا وحدة سوريا الجديدة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الخبير السياسي محمد القاضي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد أخبار الدكتورة هبة عوف: يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست من شوال في نية واحدة زووم مجدي الهواري يثير الجدل برسالة غامضة: "متفرجوش الناس عليكم" نصائح طبية 5 أخطاء شائعة تُفقد وجبة الإفطار قيمتها الغذائية فتاوى متنوعة علي جمعة يوضح حكم صيام الست من شوال ووجه تسميتها بالأيام البيض علاقات شهرة ونجاح كبير لـ 5 أبراج في شهر أبريل.. هل برجك منهم؟

إعلان

أخبار

خبير سياسي: التدخلات الأجنبية تهدد وحدة سوريا الجديدة

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك هاني توفيق يكشف: الأثر الأكبر لرسوم ترامب الجمركية على مصر رسوم ترامب الجمركية.. هل تشعل الحرب التجارية وكيف تتأثر مصر؟- تغطية شاملة 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: يجب توحيد الضغوط العربية على أمريكا لحل الأزمة في غزة
  • وزير خارجية سوريا يتعهد بملاحقة مرتكبي هجوم خان شيخون الكيماوي
  •  غارات إسرائيلية على مواقع للجيش السوري
  • الاحتلال يشن غارات على مواقع للجيش السوري
  • حرب إسرائيل في سوريا
  • خبير سياسي: التدخلات الأجنبية تهدد وحدة سوريا الجديدة
  • المرصد السوري: إسرائيل دمرت معامل الأسلحة الكيميائية في عهد بشار الأسد
  • القاهرة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للسيادة والقانون الدولي
  • أوروبا في مرمى نيران رسوم ترامب الجمركية... ما العواقب الاقتصادية المتوقعة؟
  • خبير إسرائيلي يزعم تمركز حماس في سوريا وسط ضعف سيطرة النظام الجديد