دنيا الوطن:
2025-02-17@00:45:42 GMT

وفاة الشاعر كريم العراقي بعد صراع مع المرض

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

رام الله - دنيا الوطن
توفي الشاعر العربي الكبير ومؤلف المسرحيات كريم العراقي، فجر الجمعة، في مستشفى (كليفلاند) في أبو ظبي، عن عمر يناهز (68 عاماً)، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بمرض السرطان، وفقاً لما أعلنه شقيقه الشاعر والمؤلف المسرحي رحيم العراقي.

وكان الشاعر كريم العراقي زار فلسطين في أواخر عام 2019، وشارك في حفل تكريم شخصية العام 2019 التي تنظمها مؤسسة سيدة الأرض.



وكريم العراقي المولود في 18 شباط/ فبراير 1955، بمنطقة الشاكرية كرادة مريم بالعاصمة بغداد، شاعر معروف له عشرات المؤلفات والأعمال الأدبية، ومن بينها الشعر الشعبي والأغنيات والمسرحيات.

كما أنه حاصل على جائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) لـ"أفضل أغنية إنسانية"، وذلك عن قصيدة "تذكر" التي شدا بها الفنان العراقي، كاظم الساهر.

وأصيب العراقي بمرض السرطان منذ أكثر من عام، حيث خضع لأكثر من عملية جراحية وتلقى جرعات من العلاج الكيماوي، وفقا لتقارير إعلامية محلية.

واشتهرت أشعار كريم العراقي بشكل كبير، بسبب تعاونه مع كبار النجوم، مثل: كاظم الساهر، وأصالة نصري، وصابر الرباعي، وماجد المهندس، وعاصي الحلاني.

المصدر: دنيا الوطن

كلمات دلالية: کریم العراقی

إقرأ أيضاً:

المقاومة في قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم

خليل المعلمي

لقد أبدع الشعراء الفلسطينيون في شتى المجالات الثقافية والسياسية والعسكرية، وذلك بفعل المعاناة التي عاشها هذا الشعب عبر أجيال وعبر أكثر من مائة عام منذ بداية الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وحتى وقتنا الحالي، فقد تحالف ضد هذا الحيز الجغرافي وهؤلاء السكان الباقون على أرضهم ما بقيت الحياة قوى الشر في العالم بريطانيا وأمريكا ومعظم الدول الأوروبية.

من أجل كل ذلك لقد سعت الدول العظمى في بداية القرن العشرين إلى التخلص من أقذر شرذمة عرفها التاريخ وهو اليهود الذين عاثوا في الأرض الفساد، فزرعتهم ككيان سرطاني في قلب أمتنا العربية والإسلامية، وكان هذا أحد السببين أما السبب الآخر فهو السيطرة على مقدرات وثروات الوطن العربي والإسلامي وعدم السماح بقيام حضارة تنافس حضارتهم الحديثة.

واستمر الدعم بداية من مساعدتهم في الهجرة إلى فلسطين ومن ثم تمكينهم من السلاح والأرض والاعتراف بهم كدولة، حتى السكوت على جرائهم المستمرة والمتكررة والتي ليس لها مثيل على مدى التاريخ.

فمن رحم هذه المعاناة تتوالى الإبداعات الفلسطينية، بداية في الصمود الأسطوري على مدى أكثر من مائة عام والاستمرار بالمقاومة بشتى السبل والإمكانيات والتأقلم مع كل الظروف الحياتية والمعيشية والاجتماعية والاقتصادية، فكان من ثمار ذلك الحفاظ على القضية الفلسطينية التي تحاول قوى الشر والاستكبار العالمي القضاء عليها وتصفيتها وتحييد العرب ليبقى الفلسطينيون لوحدهم يواجهون هذا الكيان الغاصب.

تُعَد المقاومة حقاً مشروعاً في الدفاع عن الأرض والعِرض ومقدرات الأوطان، ولا تخضع المقاوَمة – بشكلٍ عام – لحسابات القوى والتوازن بين طرفي الصراع، وإلا لما كانت هناك مقاومة في مصر ضد الإنجليز، وأخرى في ليبيا تجاه الغزاة الإيطاليين، وثالثة في الجزائر نحو الفرنسيين، وغيرها من سائر البلدان التي تعرضت للعدوان والاحتلال.

وتتعدد أشكال المقاومة بدءاً من حمل السلاح، وانتهاءً باستخدام الكلمة المُحرِّضة على مجابهة العدو الغاشم الذي يريد كسر إرادة المقاومين وهزيمتهم، والتَّنعم باحتلال أراضيهم.

وبجانب المقاومة بالسلاح لا يجب أن تغيب عن سماء أفكارنا أهمية المقاومة بالكلمة، خاصة الكلمة المبدعة؛ كالقصة أو القصيدة أو الرواية أو المسرحية، فكلها وسائل تحث على مواصلة النضال، وتكشف عن بشاعة المشهد المترع بالأشلاء والدماء، وتضع أمام الجيل الحالي والأجيال اللاحقة حقائقَ دامغةً لا تقبل الزيف أو الخداع.

ولعلنا هنا بصدد الكلمة الشعرية، وتحديداً ما خطه قلم الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (رحمه الله)، فقد جمعت قصائده بين الحماسة والتحريض والشجاعة، غير مكترثةٍ بقدرات الأعداء وتفوقهم، لأن المسألة في النهاية تتعلق بقداسة الوطن ولا شيء آخر غيره.

يقول الشاعر سميح القاسم:

دم أسلافي القدامى لم يزل يقطر مني

وصهيل الخيل مازال، وتقريع السيوف

وأنا أحمل شمساً في يميني وأطوف

في مغاليق الدجى.. جُرحاً يغني

هو في حقيقة الأمر لم ينسَ ثأره القديم، مستلهماً قرع السيوف (القوة)، وراجياً أملاً لا يأفل (الشمس)، ومصراً على التطواف المُجَابِه. ورغم الظلمة الحالكة إلا أنه يجعل من جراحه غناءً يؤكد وجوده غير القابل للفَناء.

وفي نَصِّه الشعري “أمطار الدم” يصيح بأعلى صوته بُغية إيقاظ النائمين أو الغافلين من بني بلاده ليتصدوا لقوى الاحتلال الباغي:

ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر

ثم ارتمى..

– يا موقداً رافقتَني منذ الصِغَر

أتُراكَ تذكُر ليلةَ الأحزان. إذ هزَّ الظلام

ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام

دهمَ اليهود بيوتكم..

دهم اليهود بيوتكم

أتُراكَ تذكُر؟.. آهٍ.. ياويلي على مدن الخيام

ويذكِّرنا سميح القاسم – ضمنياً – بوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، راصداً مرارة المشهد بإيقاع ينم عن المأساة الكبيرة، نتبين ذلك من خلال نصه “أطفال سنة 1948”:

كومٌ من السَّمك المُقَدَّد في الأزقة.. في الزوايا

تلهو بما ترك التتار الإنكليز من البقايا

أنبوبة.. وحطام طائرةٍ.. وناقلة هشيمة

ومدافع محروقة.. وثياب جندي قديمة

وقنابل مشلولة.. وقنابل صارت شظايا

ويستلهم من خلال قصيدة “توتم” التراث الإفريقي، وتوتم هي رقصة إفريقية تمثل – كما هو معروف – صراع القبيلة مع وحشٍ أسطوري مخيف يهاجم ضاربها من الغابة، ولكنها تنتصر عليه.

وكأن الشاعر – بهذا – يدعو إلى الصبر، والبشارة بانتصار قادمٍ لا محالة.

ألسنة النار تزغرد في أحشاء الليل

ويدمدم طبل

وتهدُّ بقايا الصمت طبول ضارية وصنوج

ويهيج الإيقاع المبحوح.. يهيج

فالغابة بالأصداء تموج

وتتبدى مشاعر البوح في خضم الأحداث والخطوب، عبر سطورٍ عنونها مبدعنا بـ”رماد”:

ألا تشعرين؟

بأنا فقدنا الكثير

وصار كلاماً هوانا الكبير

فلا لهفة.. لا حنين..

ولا فرحة في القلوب، إذا ما التقينا

ولا دهشة في العيون

ويتكئ على شعر الحماسة بهدف شحذ العزائم، وحث المناضلين والمقامين على مواصلة الكفاح، مؤكداً لهم أنَّ قتل الأطفال والشيخ ومشاهد الأمهات اللائي فقدن أبناءهن لا يجب أن يكون مدعاة للتهاون أو الاستسلام، وأن صور التشرد والهدم واليُتم لا يجب أنْ تكون سبباً في كسر الإرادة أو الهزيمة:

– تقدموا.. تقدموا

كلُ سماءٍ فوقكم جهنمُ

كلُ أرضٍ تحتكم جهنمُ

تقدموا..

يموت منَّا الطفلُ والشيخُ لا يستسلمُ

وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلمُ

تقدموا بناقلات جندكم

وراجمات حقدكم

وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا

لن.. لن تكسروا أعماقنا

لن تهزموا أشواقنا

نحن القضاء المبرمُ

وفي قصيدته الشهيرة “أمشي” يحسم الأمر، ويبين أن جهاده ضد الأعداء له ما يبرره، ومع ذلك يمد يده للسلام والعيش الآمن، وكأنه يدعو إلى إنهاء الاحتلال مقابل السلام، وأنه في سبيل ذلك لا يهاب الموت ولا يخافه، فهو في كل الأحوال يزهو بنفسه وبعروبته ووطنه:

منتصب القامة.. أمشي

مرفوع الهامة.. أمشي

في كفي.. قصفةُ زيتون وحمامة

وعلى كتفي.. نعشي

ولا عجب، ذلك أن الأديب الشاعر سميح القاسم كان يرى كل شعراء العرب الملتزمين شعراء مقاومة، ويؤمن بالقصيدة كأداة فُضْلى بالنسبة للعرب للتعبير عن أنفسهم، فالقصيدة برأيه تطلق صيحة الألم والأمل في نفس الوقت.

وكان يجزم بأن النكبة الحقيقية لأبناء الشعب الفلسطيني بدأت مع وعد بلفور، كما كان يجهر بحبه لبلاده لأن بلاده أيضاً تحب أبناءها.

ويؤمن بضرورة محاربة معاهدة “سايكس بيكو” التي أُبرِمَتْ سِراً سنة 1916، تلك المعاهدة التي قسَّمت الوطن العربي إلى مناطق نفوذ للدول الكبرى.

لقد كانت ومازالت وستظل قصائد الراحل العظيم سميح القاسم أنموذجاً يحتذى للشعر العربي المقاوِم في فلسطين وخارجها.

 

مقالات مشابهة

  • المقاومة في قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم
  • وسيم يوسف عن رحلته مع مرض السرطان: حرب نفسية صعبة
  • مفاجأة الفالنتين.. كاظم الساهر يطرح أغنيته الجديدة «عيد الحب»
  • فحص يتنبأ بخطر السرطان بدقة 90%
  • عيد الحب.. أغنية جديدة لـ كاظم الساهر
  • زهور "عيد الحب" الملوثة تسبب السرطان في فرنسا.. ما القصة؟
  • فتح باب الخيال في الدراما السورية.. وفاة الكاتب هاني السعدي
  • فنانة سورية تتلقى نبأ وفاة والدها أثناء التصوير في لبنان
  • السوداني يمنح الضوء الأخضر لحسم ملف تعويضات فيضانات ديالى 2019
  • كاظم الساهر يهدي جمهوره أغنية جديدة في عيد الحب