سجناء سياسيون في البحرين يرفضون عرضا حكوميا ويمددون إضرابهم عن الطعام
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
قالت رويترز، الخميس، إن سجناء سياسيين مضربين عن الطعام في البحرين رفضوا الامتيازات الإضافية التي قدمتها الحكومة، وسيمددون احتجاجهم مما يزيد من مخاطر أكبر مواجهة منذ سنين بين المعارضين والعائلة الحاكمة المدعومة من السعودية.
وحجمت أسرة آل خليفة الحاكمة لحد كبير المعارضة منذ أن أرسلت الرياض قوات لمساعدتها في سحق إحدى انتفاضات "الربيع العربي" عام 2011 والتي قادتها المعارضة التي يغلب عليها الشيعة.
وكانت السعودية على امتداد تاريخها حساسة للغاية تجاه الاضطرابات السياسية في البحرين حيث يحكم حلفاؤها من آل خليفة أغلبية شيعية وحيث اتهمت سابقا منافستها الشيعية إيران بإثارة الاضطرابات.
وتقول جماعات حقوقية وعائلات المحتجزين إن نحو 800 سجين يضربون عن الطعام في سجن جو بالعاصمة المنامة بسبب ما يصفونها بالأوضاع القاسية هناك، وقالت الخميس إن السجناء رفضوا الامتيازات التي قدمتها الحكومة.
وقال سيد الوداعي مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية لرويترز "بناء على المحادثات مع السجناء بعد بيان وزارة الداخلية، من الواضح أن الإضراب عن الطعام سيستمر إلى أن تأخذ الحكومة مطالبهم بمحمل الجد ونية حسنة".
وأضاف الوداعي إن السجناء يطالبون بإنهاء عزل بعض المحكومين وزيادة فترة التعرض لأشعة الشمس وإقامة الصلاة في جماعة وتعديل ضوابط الزيارة والحصول على المزيد من الرعاية الطبية والتعليم.
الحكومة تشكك في عدد المضربين عن الطعامقالت وزارة الداخلية يوم الاثنين إنها تعتزم مضاعفة الوقت الذي يقضيه النزلاء يوميا في الهواء الطلق إلى ساعتين وزيادة مدة الزيارات العائلية ومراجعة معدلات المكالمات الهاتفية بعدما بدأ الإضراب عن الطعام في السابع من أغسطس.
وتنفي السلطات في البحرين استهداف المعارضة السياسية وتقول إنها تحمي الأمن القومي وتحاكم مرتكبي الجرائم وفقا للقانون الدولي، ورفضت الانتقادات الموجهة لسير المحاكمات وظروف الاحتجاز.
وتشكك الحكومة في انضمام 800 سجين إلى الإضراب عن الطعام، وقالت الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى رويترز إن عدد السجناء الذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام "يبلغ 121 ولم يتجاوز أبدا في أي مرحلة 124".
والبحرين هي المملكة الوحيدة في الخليج التي واجهت اضطرابات خطيرة خلال احتجاجات الربيع العربي واستمرت المظاهرات بأعداد أقل حتى عام 2013.
ومنذ ذلك الحين، حلت البحرين جماعات المعارضة الرئيسية وحاكمت آلاف الأشخاص وجردت المئات من جنسياتهم في محاكمات جماعية. وفر كثيرون إلى الخارج.
علي مهنا، والد السجين السياسي حسين، قال لموقع الحرة إن نجله مستمر في الإضراب عن الطعام، بعد انتزاع اعترافات منه تحت التعذيب ليحكم عليه بالسجن 38 عاما وشهرا واحدا.
وتحدثت زاهية، وهي شقيقة السجينين بسجن "جو"، محسن وعباس، عن "أوضاع غير إنسانية داخل السجن".
وتم القبض على عباس ومحسن في ديسمبر 2014، بتهم "ملفقة وكيدية"، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البحرين، حسب حديثها لموقع "الحرة".
وقالت الناشطة البحرينية في مجال حقوق الإنسان مريم الخواجة إن والدها عبد الهادي، وهو معارض بارز، نُقل إلى العناية الفائقة مرتين بعدما بدأ الإضراب عن الطعام وحُرم من كشف طبيب متخصص في أمراض القلب لعلاج حالته.
وذكرت أسرة أحمد جعفر، وهو سجين آخر، في بيان أنه وضع في الحبس الانفرادي بعدما بدأ الإضراب عن الطعام ونُقل إلى المستشفى في 27 أغسطس.
وقالت الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل التابعة للحكومة إنها توفر للسجناء المشاركين في الإضراب إمكانية إجراء فحوصات طبية بشكل يومي.
وأضافت "لم يكن أي من السجناء المشاركين في الاحتجاج بحاجة إلى رعاية حرجة أو دخول المستشفى. وأي ادعاءات بغير ذلك كاذبة".
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها مستعدة لتقييم أوضاع السجون في البحرين وتقديم المشورة للسلطات بما يتماشى مع المعايير الدولية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإضراب عن الطعام فی البحرین
إقرأ أيضاً:
استطلاع: 58% من الأوكرانيين يرفضون التنازل عن الأراضى فى مفاوضات السلام مع روسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى ظل استمرار واشتداد المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، فى الحرب الطاحنة التى تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير ٢٠٢٢، وسعى كل من الطرفين لإظهار تفوقه على الآخر، يظل الاستطلاع الأخير الذى أُجرى فى أوكرانيا علامة بارزة تكشف عن موقف الأوكرانيين الراسخ ضد أى تنازلات إقليمية قد تفرضها ظروف السلام المحتملة.
ورغم التحديات العسكرية المستمرة، يصر الأوكرانيون على موقفهم الثابت تجاه الحفاظ على سيادتهم الإقليمية.
أظهر استطلاع للرأى أجراه معهد كييف الدولى لعلم الاجتماع، ونُشرت نتائجه يوم الثلاثاء، أن أغلبية الأوكرانيين يرفضون تمامًا التنازل عن أى أراضٍ تحت سيطرة روسيا مقابل تحقيق السلام، حتى فى الوقت الذى يواصل فيه جيشهم مقاومة التقدم المستمر للقوات الروسية.
وقد أُجرى الاستطلاع قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فى وقت كان فيه فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد أثار قلقًا فى أوكرانيا بشأن احتمال ضغط واشنطن عليها للتنازل عن أراضٍ فى إطار اتفاقية سلام.
وأظهرت النتائج أن ٥٨٪ من الأوكرانيين يعارضون أى تنازلات إقليمية، وذلك اعتبارًا من بداية أكتوبر ٢٠٢٤، رغم الظروف الصعبة التى يواجهها الشعب الأوكراني.
وفى ظل استمرار الصراع، تبدو كييف فى مواجهة معضلة كبيرة، حيث تواجه صعوبة فى التصدى لتقدم القوات الروسية فى منطقة دونيتسك، التى تشهد تصعيدًا عسكريًا متواصلًا منذ أسابيع.
كما أن التفوق العسكرى الروسى فى الأسلحة والعدد يمثل تحديًا حقيقيًا للجيش الأوكراني، الذى يسعى إلى استعادة الأراضى التى تسيطر عليها القوات الروسية.
على الصعيد الدبلوماسي، تزداد الضغوط على أوكرانيا، حيث تواجه إرهاقًا من بعض حلفائها الغربيين، بما فى ذلك الولايات المتحدة، التى شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية تطورات قد تؤثر فى موقفها تجاه الدعم المقدم لأوكرانيا.
حيث زعم الرئيس المنتخب ترامب أنه قادر على إنهاء الصراع فى غضون ٢٤ ساعة، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.
فى الوقت نفسه، دعا جيه دى فانس إلى تجميد القتال على طول الخطوط الحالية، وهو اقتراح يثير تساؤلات بشأن أفق الحلول السلمية.
وأظهرت استطلاعات الرأى بين مايو وأكتوبر ٢٠٢٤ أن ٣٢٪ فقط من الأوكرانيين مستعدون للتنازل عن الأراضى التى تسيطر عليها روسيا، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة عن بداية الحرب، عندما كانت نسبة المؤيدين للتنازل عن بعض الأراضى ١٠٪ فقط.
كما استمر المطلب الروسى بالتنازل عن الأراضى التى تسيطر عليها كشرط مسبق للموافقة على محادثات السلام، وهو ما تم رفضه من قبل الحكومة الأوكرانية بشكل قاطع.
وعند سؤال الأوكرانيين عن استعدادهم للتخلى عن بعض المناطق مقابل التسوية، أظهرت الأرقام تباينًا فى المواقف، حيث أشار ٤٦٪ من الأوكرانيين إلى استعدادهم لقبول التخلى عن مناطق مثل دونباس والقرم، بينما عبّر ٣٩٪ عن اعتقادهم أن التوصل إلى تسوية سيكون أمرًا صعبًا، لكنه قد يكون مقبولًا فى ظروف معينة.
دونباس، التى تضم مناطق دونيتسك ولوغانسك، تسيطر عليها القوات الروسية إلى حد كبير، بينما شبه جزيرة القرم التى سيطرت عليها روسيا فى ٢٠١٤، تظل نقطة خلاف رئيسية فى الصراع.
وفى تطور عسكرى هذا الصيف، شنت أوكرانيا هجومًا لاستعادة بعض الأراضى التى كانت قد فقدتها لصالح القوات الروسية، وهو ما يعتقد البعض أنه قد يساهم فى تحسين موقفها التفاوضى فى حال اضطرت للجلوس على طاولة المفاوضات.