مؤسس ملتقى الهناجر: القوة الناعمة تجعلنا نؤمن بالتعدد الثقافي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافى الذى جاء هذا الشهر تحت عنوان "الفن ودوره في ترسيخ القيم والأخلاق"، أمس الخميس، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.
أدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، التى قالت إن الفن رسالة وله دور كبير فى بناء فكر ووجدان وسلوك الفرد، ومن خلاله نطرح قضايا المجتمع المهمه مع تقديم حلول لها، وقد بدأت علاقة الفن بالإنسان منذ بدء الخليقة، وتفاعل وارتبط الإنسان بكل الإبداعات الربانية وتفاعل مع الأصوات ذات الجرس الموسيقي الجميل صوت زقزقة العصافير، تغريد البلابل وغير ذلك ، والفن والانسان متلازمان تلازما جعل كل منهما يؤثر في الآخر ولكن الانسان هو الأكثر استفادة والأكثر تأثرا، حيث يحقق الفن للانسان اشباعات روحية وتطهيرة من الطاقات السلبية والسلوكيات العدوانية، والانسان فى الحقيقة فى غاية الاحتياج لكل روافد القوة الناعمة، والتى يعد التغيير للأفضل هو الوظيفة الأساسية لها، مؤكدة أن القوة الناعمة تجعلنا نؤمن بالتعدد الثقافى، الذى يجعلنا أكثر انسانية وأكثر قدرة على التسامح وتقبل الآخر المختلف بصدر رحب.
وتحدث الدكتور رامي عطا صديق أستاذ الصحافة بأكاديمية الشروق، الفن واجهة حضارية للمجتمع، تعبر عن رقى المجتمع، وفى ظل الجمهورية الجديدة يكون للفن دور أكبر، فهو مؤسسة من المؤسسات المسئولة عن تشكيل القيم فى المجتمع، وتحويل الإنسان إلى كائن تفاعلى، له دور إيجابى بالمحتمع، وعلى مر التاريخ نشهد نجد أن هناك العديد من الأعمال الفنية ومن الفنانين ممن كانوا لهم دورا كبيرا فى دعم الدولة المصرية، لافتا إلى أن الفن بصفة عامة يعد حافظا للذاكرة الجمعية .
من جانبها أكدت الناقدة الفنية ولاء جمال، أن الفنان يقدم أحاسيسنا على الشاشة، وأن الفن هو أول معلم مع المدرسة والأسرة، نتأثر به ويجعلنا نتشرب رسالته لنا، ويتوغل فى وجداننا وفكرنا بكل قوة، واستعرضت عدد من أسماء الكتاب فى الدراما، الذين تميزوا بجدارة فى توصيل رسالتهم للمجتمع، والتى تتفق مع قيم وأخلاق المجتمع بسلالة وسحر، والتى مازلت أيضا حتى الآن تحقق نسبة مشاهدة عالية كلما عرضت، رغم مرور سنوات عديدة عليها .
كما تحدث ضيف الملتقى الكاتب الصحفي أحمد السرساوي، وقال إن مصر بتاريخها العظيم، تعد من أعظم 10 دول ثقافية على مستوى العالم بدليل وجود علم خاص يسمى "Egyptology " وهو علم المصريات أحد فروع علم الآثار، وهو علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة ولغتها وآدابها ودياناتها وفنونها، مشيرا إلى وجود اليوم محاولات لطمس اللهجة المصرية، ومؤكدا على ضرورة إستعادة المناخ المصرى بأكمله حتى يمكننا صنع أعمال فنية كبيرة تعيش على مدار السنين كما كان من قبل، فالذوق العام الذى وجد فى العشرينات هو من صنع نهضة مصر .
وأكد الفنان طارق دسوقي، أن مصر أول بلد فى العالم عرفت المسرح وصناعة السينما والألات الموسيقية والكتابة والهندسة المعمارية والرسم والألوان، فكل ماله علاقة بالفن والإبداع والاختراع والإبتكار أوله وأساسه مصر، ولذلك استطاعت مصر الاحتفاظ بهويتها حتى الآن، رغم ما مرت به من أشكال الإستعمار والإحتلال، مشيرا إلى احتياجنا اليوم إلى وضع معايير ومواصفات للمنتج الدرامى يلتزم بها الجميع، بحيث يغوص فى مشاكل الناس ويرسخ الهوية وروح الإنتماء لدى الشباب، ويؤكد على مفهوم الوحدة الوطنية، ويلقى الضوء على فترات ونماذج مشرفة فى تاريخ الوطن .
وقدمت فرقة "تريو الحرملك" الموسيقية، بقيادة الدكتورة مروة عمرو عبد المنعم، مجموعة من المقطوعات الموسيقية لأشهر الأغانى التى تحتل مكانة كبيرة فى وجدان الشعب المصرى، إلى جانب عدد من المقطوعات الموسيقية العالمية، والتى حازت على إعجاب جمهور الملتقى .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المخرج خالد جلال الفن ودوره ترسيخ القيم والأخلاق مركز الهناجر للفنون
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالإسكندرية
شهدت اليوم الثلاثاء مكتبة الإسكندرية انطلاق الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الدول العربية"، وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والفنون والثقافة، والدكتور عماد خليل؛ رئيس الملتقى ورئيس كرسي اليونسكو بجامعة الإسكندرية، والدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والثقافة، وعدد من الخبراء والمتخصصين من ١١ دولة عربية.
وقال الدكتور أحمد زايد إن مكتبة الإسكندرية تسعى في محيطها العربي إلى النهوض ورفع شأن الثقافة، لافتًا إلى أن المكتبة ليست مكانا للقراءة ووعاء للكتب فقط ولكنها مؤسسة ثقافية كبيرة.
وأضاف أن المكتبة نافذة لمصر على العالم ونافذة العالم على مصر أيضا، لافتًا إلى أن وجود المكتبة على شاطئ البحر المتوسط له دلالة ثقافية لجمع ثقافات البحر المتوسط.
وأشار زايد إلى أهمية عملية التوثيق الثقافي التي تتم في مكتبة الإسكندرية، قائلا "مكتبة الإسكندرية لا تدخر جهدًا للحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر المتوسط".
وأوضح أنه ربما مع الاكتشافات القادمة نعيد كتابة التاريخ لأن هذا التراث لا زال به الكثير من الغموض، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود العلمية والبحثية لاكتشاف هذه المناطق وكشف أسرارها.
كما أكد علي ضرورة التسويق السياحي للمناطق التراثية والتاريخية الموجودة في حوض البحر المتوسط.
ومن جانبه، قال الدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والثقافة، إن الملتقي يجمع بين الأمل والإبداع وروح التحدي للحفاظ على التراث الغارق، لافتًا إلى أن التراث الغارق جزء من ثقافتنا. وأشار إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل الكشف تفاصيل هذه الآثار التي تشكل جزءً من ثقافتنا وهويتنا وليس مجرد آثار غارقة فقط.
وأوضح أن الملتقى يسهم في الحفاظ على التراث من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين والاطلاع على التجارب المختلفة. كما شدد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في معرفة أسرار هذه الآثار التي تشكل قيمة حضارية وفرصة للباحثين فضلًا عن دورها في الترويج السياحي.
وقالت الدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والفنون والثقافة، إن العالم اكتشف نحو ٢٠٠ مدينة غارقة حول العالم، وأن هناك الآلاف من المدن التي لم يتم اكتشافها بعد. وأضافت أن الحياة البحرية ليست موطنا للكائنات البحرية فقط ولكنها أيضا مكانا لمدن غارقة.
كما تحدثت عن التحديات التي تواجه عمليات اكتشاف الآثار البحرية الغارقة والتي تتمثل في نقص الموارد أمام الباحثين وكذلك الحدود البحرية الدولية التي تحتاج إلى موافقات واتفاقات بين الدول، موضحة أن الذكاء الاصطناعي ساهم إلى حد ما في المساعدة في الاستكشافات ولكن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الباحثين. وأبدت تطلعها أن يخرج المنتدى بتوصيات قابلة للتنفيذ وتكون نواة لمشروعات تساهم في الكشف التراث الغارق في البحر.
ومن جانبه، ثمن اللواء عمرو عبد المنعم؛ معاون محافظ الإسكندرية، فكرة المنتدى التي تعد فرصة لتبادل المعلومات والخبرات في الدول العربية في هذا المجال.
وقال إن التراث المغمور بالمياه يشكل جزءا هاما من تاريخ المنطقة التي تعرضت لمخاطر كبيرة خلال الفترة الماضية ما يحتم ضرورة وضع آليات لحمايتها والحفاظ عليها.
كما أضاف إن الاسكندرية يوجد بها 5 مناطق للآثار الغارقة بداية من أبو قير وحتى قلعة قايتباي، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على هذه الكنوز من خلال تنفيذ برامج فعالة للترميم.
من جانبه، تحدث الدكتور عماد خليل، رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الإسكندرية، عن تعريف الآثار الغارقة الصادر من منظمة اليونسكو، لافتا إلى أن المنظمة اتاحت للدول تعريف وتحديد المناطق التي ترى فيها أنها تحمل قيمة تراثية للمناطق الغارقة.
وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة والبالغ عددها 17 هدف، يتناول جزء منها الحفاظ على التراث الثقافي ومن بينها الحفاظ على الآثار الغارقة.