أبوظبي في الأول من سبتمبر /وام/ حملت السنوات الماضية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ذكريات جميلة لكافة الأجيال، استطاع خلالها نادي صقّاري الإمارات تقديم رسالة طيّبة عن قيمة التراث والبيئة في الإمارات، وأصبح الحدث الذي تشرّف في دورته الأولى العام 2003 بزيارة الشيخ زايد له، مُلتقى عالمياً لعرض روائع الثقافة الإنسانية وصار صداه يتردد في كل مكان كأضخم حدث من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وما زال الصقارون في مختلف أنحاء العالم مُتمسّكين بالحب والوفاء للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ولعطائه الكبير لهذه الرياضة التي ارتقى بها إلى فنّ تراثي أصيل أحبّه وأتقنه وتفرّد فيه وأضفى عليه الكثير من أياديه البيضاء وروحه المحبة للطبيعة والحياة البرية وكان أوّل من أطلق مفهوم "الصيد المُستدام" لينتشر عالمياً بفضله، طيّب الله ثراه.

وبدا المغفور له الشيخ زايد في سنّ مبكرة جداً وكأنّه قادر على فهم لغة الطبيعة والحياة الأم، وقد رفض استخدام البندقية للصيد منذ عام 1930 وهذا ما حاز تقدير مُجتمعه البدوي ودُعاة المحافظة على البيئة في العالم كافة.

ومن أهم مبادراته في مجال المحافظة على رياضة الصيد بالصقور تنظيم المؤتمر العالمي الأول للصقارة في مدينة أبوظبي في أواخر عام 1976 وبحلول عام 1995 عمل الشيخ زايد على التحوّل من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المُكاثرة في الأسر وفي ذات العام تمّ الإعلان عن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور فكان الشيخ زايد - رحمه الله - يتبرع سنوياً بصقوره للبرنامج في نهاية موسم الصيد السنوي وكان يحثّ صقاري المنطقة على التبرّع بصقورهم أيضاً.

أما برامج إكثار الحبارى فقد قام الشيخ زايد بإطلاقها قبل نحو 46 عاماً ليبقى هذا الطائر في البرية للأجيال الجديدة ركيزة لتراثهم الأصيل وهي قصة تميّز ونجاح إماراتية سجّلها التاريخ بأحرف من ذهب.

وفي مجال جهود المحافظة على الصقور وصونها من الانقراض قامت دولة الإمارات بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة في مجال حماية البيئة والحياة البرية وصون الأنواع وقبل ذلك كانت مشاريع إكثار الصقور وبرامج إطلاقها قد باشرت أبحاثها وأعمالها في وقت مبكر.

وجسّد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بلا مُنازع الصورة المثالية للصقار العربي وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، ما مكّنه من الفوز بإعجاب وحُبّ أفراد مجتمعه البدوي، وقد حظي في حياته وحتى بعد وفاته بتقدير وثناء العالم بأسره لعبقرية قيادته وعظم إنجازاته في بناء مجتمع متطور ومتجانس ومتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة.

اتسمت شخصية الشيخ زايد بالبداوة الأصيلة التي ورثها، وبحكمة وفصاحة رجل الدولة المتمرس، وكان للحياة البرية أثرها الواضح في صقل شخصيته وطباعه المتميزة بكونه فارساً مهيباً وقناصاً ماهراً، وكان من أحب هواياته القنص وقد أصدر في إطار اهتمامه بالصيد بالصقور كتاب "رياضة الصيد بالصقور" باللغتين العربية والإنجليزية.

هدى الكبيسي/ إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الشیخ زاید

إقرأ أيضاً:

المغاربة يرحبون بدعوة جلالة الملك عدم أداء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة

زنقة 20. الرباط

رحب المغاربة على نطاق واسع بدعوة جلالة الملك الشعب المغربي بعدم أداء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، بسبب التراجع الكبير في أعداد الماشية بسبب سنوات الجفاف.

و عبر المغاربة عبر شبكات التواصل الإجتماعي عن تقديرهم لهذا القرار الملكي الذي وصفوه بالحكيم الذي يأخذ بعين الإعتبار وضعية القطيع التي تراجعت بشكل لافت بسب الجفاف، فضلاً عن الغلاء الذي رافق هذا النقص الحاد في عدد رؤوس الماشية بالمملكة.

وكان أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، قد وجه رسالة سامية إلى شعبه الوفي حول موضوع عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، مساء اليوم الأربعاء خلال نشرة الأخبار الرئيسية للقناة التلفزية “الأولى”.

في ما يلي نص الرسالة الملكية السامية :

“الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،

شعبي العزيز، لقد حرصنا، منذ أن تقلدنا الإمامة العظمى، مطوقين بالبيعة الوثقى، على توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه وسننه، عباداته ومعاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، والالتزام بالمؤكد من السنن، والاحتفال بأيام الله، التي منها عيد الأضحى، الذي سيحل بعد أقل من أربعة أشهر. إن الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة. إن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية. ولهذه الغاية، وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود.

ومن منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”. شعبي العزيز،

نهيب بك أن تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب. “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”. صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.

مقالات مشابهة

  • تركي آل الشيخ يحذر إبراهيم فايق قبل مونديال الأندية
  • هزاع بن زايد يهنئ رئيس الدولة ونائبيه والحكام بحلول شهر رمضان المبارك
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يستكمل استعداداته لاستقبال شهر رمضان المبارك
  • جامع الشيخ زايد الكبير يستكمل استعداداته لاستقبال شهر رمضان
  • إلغاء الدروس الحسنية خلال شهر رمضان
  • 300 مليون مدمن في العالم.. وزير الرياضة يشارك بصالون "رؤى الشباب" ببورسعيد
  • "جامع الشيخ زايد" يحتفي بالفائزين في جائزة "فضاءات من نور"
  • المغاربة يرحبون بدعوة جلالة الملك عدم أداء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة
  • الإخلاص في العبادة هو سر قبول الأعمال الصالحة.. محاضرة للشيخ محمد صدقي «فيديو»
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (38)