موقع النيلين:
2024-10-05@14:38:59 GMT

الشيوعيون مابين التغيير الثوري والجذري

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

الشيوعيون مابين التغيير الثوري والجذري


اعتاد الشيوعيون استخدام المثل الشعبي (ريسوا وتيسوا) خلال تاريخهم المحتشد بمواقف التسرع في اتخاذ القرارات ثم الفشل (المهلك) دوما، ولعل نميري كان مثالا لترييسهم وتتييسهم وانقلب السحر على الساحر، أما الأمثلة على التسرع وانتفاء النجاعة في اتخاذ القرارات فإنها عديدة لاتحصى، منها الدفع بالرائد هاشم العطا الذي قرأ البيان رقم واحد معلنا فيه “استرداد الثورة المسروقة والتصحيح”، فإذا بالنتيجة وخيمة على كل الحزب!.

ومن أهم أسباب الفشل الذي ظل يلازم الشيوعيين أمر لاينتبهون له عادة؛ ألا وهو انتفاء الايمان بتصاريف اقدار الله -وهم النائية ألسنتهم عن البسملة في كل خطاب وحديث- وماعلموا بأن لا مشيئة إلا بمشيئة الله تعالى، ومن الأمثلة على ذلك انزال القذافي لطائرة الخطوط البريطانية واعتقاله المقدم بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمد الله في مطار بنغازي.

المتابع للمشهد السوداني منذ منتصف عام 2018 إلى يومنا هذا يتبين جليا وجود هذا الحزب في كل تفاصيل الحراك السياسي في السودان، تخطيطا وزرعا لكوادرهم في كل مفاصل الدولة، فعلوا ذلك باستصحاب ذات المثل الشعبي ترييسا وتتييسا، ومن الأمثلة وزارة الثقافة والاعلام، بالرغم من تتالي الوزراء على هذه الوزارة ظلت كل صغيرة وكبيرة في يد وكيل (أول) الوزارة رشيد سعيد، فمامن وزير مر على هذه الوزارة إلا ريس وتيس، بل لم يسلم من ذلك حتى رئيس الوزراء، ولعل قصة المظاريف تحكي الكثير، ثم تيس حمدوك كذلك ليأتي بفوكلر، ليشيوع -على وزن يسودن- الحزب الشيوعي كل الوظائف الخاصة بالبعثة الأممية، بدءا من ناشطهم أمجد فريد الذي جعلوه مستشارا لفوكلر ابعادا له عن الساحة بعد أن تكاثرت (جلطاته) السياسية والتلفزيونية، ولم ينحصر التتييس في العمل الحكومي لوحده، انما طال نشطاء حزب البعث ورفاقهم من صبية الأحزاب الطائفية من اصحاب الفهم السياسي على شاكلة رزق اليوم باليوم، والذين أصبحوا حماميدا انتزعوا الشكرة بعد أن جقلبت الخيول في ثورة السمبر، ووصل التتييس حد املاء الاكاذيب على من كان يفترض نضجه مثل محمد عصمت، ليقرأ على الناس خلال فترة السواقة بالخلا من ورقة في يده (قصة) ال67 مليار دولار المسروقة من مال الشعب السوداني والمودعة في بنوك ماليزيا كما ادعى الشيوعيون، وطال تتييسهم لحزب الأمة عندما أتت الدكتورة مريم لتنال من كيكة (مناصب ومواهي البعثة الأممية)، فإذا بها تجد لستة التعيينات قد تم اعتمادها من الأمم المتحدة (already) كما قيل لها في ادارة شئون الموظفين.

وطال التتييس من الشيوعيين كل قحت الأولى -وقد حسبوه سيطال الشعب السوداني- عندما أعلن الحزب الشيوعي خروجه عن الحكومة، وكأني بهم استلهموا صلاة الاصالة الخاصة ب(رفاقهم) الجمهوريين، حيث قال عنها محمود محمد طه بأنها: (لا تتحقق إلا لرجل واحد في هذه الحياة الدنيا)، فإذا بالحزب كراع جوة وكراع برة ليحرجوا بذلك العديد ممن كان يدافع عنهم دون معرفة بهم، وازداد التتييس للشباب عندما انشأوا واجهة لجان المقاومة، وظلوا ينكرون تبعيتها لهم إلى أن حدثت واقعة باشدار التي ابانت الكثير.

ثم أعلن الشيوعيون انفضاضهم عن قحت ولكن بعد أن زرعوا فيها الرفيق ياسر عرمان الذي شد وركب المركزي قائدا له، ومافتئ ياسر عرمان يريس خالد سلك ومحمد الفكي ويتيسهما إلى يومنا هذا، ثم أعلنوا ابدالهم للتغيير الثوري بالتغيير الجذري، وما أدراك ما التغيير الجذري؟!.

الاجابة عن ذلك عند عراب الحزب ياسر عرمان، ونصفها الآخر عند (رفيقيه) عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور، فماكانت الزيارة (العيدية) من قيادات الحزب اليهما إلا توطئة للإعلان عن هذه (الجذرية) المريسة للثورية والمتيسة لها، وقد كتبت من قبل لفتا للأنظار بأن يتفحص الناس وجوه المئات من الأغراب الذين وفدوا إلى العاصمة وسعوا إلى العيش بين سكانها، وكذلك ال(فراشة الجدد) في السوق العربي وماحول الجامع الكبير وعمارة الدهب، ومن يظن أن ذلك تفكير وتدبير من حميدتي لوحده لساذج ومستغفل، وقد تبين أهل السودان موعد ساعة الصفر قبل أشهر خمس!
الله المستعان

عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مشاهد "مثيرة للجدل" من داخل غرفة عمليات الحرس الثوري

أكثر من 200 صاروخ إيراني، أطلق من إيران نحو مناطق إسرائيلية، الثلاثاء، وما بين العملية الإيرانية وتبعاتها، نشر الحرس الثوري الإيراني لقطات من داخل "غرفة العمليات" أثناء تنفيذ الضربة الصاروخية على إسرائيل، لكن الفيديو أثار جدلا. 

ونشرت وكالة تسنيم الإيرانية، فيديو للحظات إطلاق الصواريخ الإيرانية، من داخل غرفة العمليات، التي ضمت كبار قادة الحرس الثوري.

ووفقا لتسنيم، حضر هذه العملية مجموعة من كبار مسؤولي الحرس الثوري، بينهم العميد علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري، وحاجي صادقي ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري، والعميد مجيد خادمي رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري.

 

غرفة  العمليات

النظرة الأولى على الفيديو، تكشف غرفة ليست بمستوى غرفة عمليات رئيسية في دولة بحجم إيران، حيث احتوت على ملصقات لنائب قائد الحرس الثوري عباس نيلفوروشان والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي نقتلوا على يد إسرائيل.

خطبة طويلة

الحديث الذي يسبق عمليات عسكرية حساسة كهذه، عادة ما يكون مقتضب، وفي إطار عملياتي بحت، لكن الأمر اختلف في غرفة العمليات الإيرانية.

فقبل إطلاق العملية، ظهر في الفيديو القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وهو يقدم خطابا طويلا قبل انطلاق العملية، قال فيه: "بإذن الله تعالى انتقاما لدماء الشهيد المجاهد إسماعيل هنية في طهران وانتهاك السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كذلك شرور هذا الكيان الصهيوني المجرم الأخيرة في التسبب باستشهاد القادة وأيضا القائد العظيم لحزب الله السيد حسن نصر الله والقائد الشهيد في الحرس الثوري العميد عباس نيلفروشان وأيضا انتقاما لدماء أطفال غزة المظلومين وأيضا المقاومين والمظلومين في لبنان، ابدأ عملية الوعد الصادق 2 باسم "يا رسول الله، يا رسول الله يا رسول الله". 

 

مقالات مشابهة

  • التغيير تناقش مصير المشاركة الانتخابية بعيداً عن منسقها المكلف وتدعم مرشحيها الأكفاء
  • من هو هاشم صفي الدين الذي يحاول الاحتلال اغتياله؟ (إنفوغراف)
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • رئيس القائمة الانتخابية لحركة التغيير في دهوك يعلن استقالته والانضمام للحزب الديمقراطي الكوردستاني
  • عميد بلدية بنغازي يبحث مع قرنفيل دعم وتعزيز فرص التعاون المُشترك مابين الشركات الليبية والتركية
  • من هو هاشم صفي الدين الذي زعم الاحتلال استهدافه؟
  • مقتل مستشار بالحرس الثوري الإيراني إثر هجوم إسرائيلي على دمشق
  • الحرس الثوري الإيراني تريث في الرد لتطوير بعض التقنيات غير المعلنة
  • من هو جعفر قصير الذي اغتالته إسرائيل؟.. صهر حسن نصر الله
  • مشاهد "مثيرة للجدل" من داخل غرفة عمليات الحرس الثوري