موقع النيلين:
2024-11-26@04:39:08 GMT

الشيوعيون مابين التغيير الثوري والجذري

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

الشيوعيون مابين التغيير الثوري والجذري


اعتاد الشيوعيون استخدام المثل الشعبي (ريسوا وتيسوا) خلال تاريخهم المحتشد بمواقف التسرع في اتخاذ القرارات ثم الفشل (المهلك) دوما، ولعل نميري كان مثالا لترييسهم وتتييسهم وانقلب السحر على الساحر، أما الأمثلة على التسرع وانتفاء النجاعة في اتخاذ القرارات فإنها عديدة لاتحصى، منها الدفع بالرائد هاشم العطا الذي قرأ البيان رقم واحد معلنا فيه “استرداد الثورة المسروقة والتصحيح”، فإذا بالنتيجة وخيمة على كل الحزب!.

ومن أهم أسباب الفشل الذي ظل يلازم الشيوعيين أمر لاينتبهون له عادة؛ ألا وهو انتفاء الايمان بتصاريف اقدار الله -وهم النائية ألسنتهم عن البسملة في كل خطاب وحديث- وماعلموا بأن لا مشيئة إلا بمشيئة الله تعالى، ومن الأمثلة على ذلك انزال القذافي لطائرة الخطوط البريطانية واعتقاله المقدم بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمد الله في مطار بنغازي.

المتابع للمشهد السوداني منذ منتصف عام 2018 إلى يومنا هذا يتبين جليا وجود هذا الحزب في كل تفاصيل الحراك السياسي في السودان، تخطيطا وزرعا لكوادرهم في كل مفاصل الدولة، فعلوا ذلك باستصحاب ذات المثل الشعبي ترييسا وتتييسا، ومن الأمثلة وزارة الثقافة والاعلام، بالرغم من تتالي الوزراء على هذه الوزارة ظلت كل صغيرة وكبيرة في يد وكيل (أول) الوزارة رشيد سعيد، فمامن وزير مر على هذه الوزارة إلا ريس وتيس، بل لم يسلم من ذلك حتى رئيس الوزراء، ولعل قصة المظاريف تحكي الكثير، ثم تيس حمدوك كذلك ليأتي بفوكلر، ليشيوع -على وزن يسودن- الحزب الشيوعي كل الوظائف الخاصة بالبعثة الأممية، بدءا من ناشطهم أمجد فريد الذي جعلوه مستشارا لفوكلر ابعادا له عن الساحة بعد أن تكاثرت (جلطاته) السياسية والتلفزيونية، ولم ينحصر التتييس في العمل الحكومي لوحده، انما طال نشطاء حزب البعث ورفاقهم من صبية الأحزاب الطائفية من اصحاب الفهم السياسي على شاكلة رزق اليوم باليوم، والذين أصبحوا حماميدا انتزعوا الشكرة بعد أن جقلبت الخيول في ثورة السمبر، ووصل التتييس حد املاء الاكاذيب على من كان يفترض نضجه مثل محمد عصمت، ليقرأ على الناس خلال فترة السواقة بالخلا من ورقة في يده (قصة) ال67 مليار دولار المسروقة من مال الشعب السوداني والمودعة في بنوك ماليزيا كما ادعى الشيوعيون، وطال تتييسهم لحزب الأمة عندما أتت الدكتورة مريم لتنال من كيكة (مناصب ومواهي البعثة الأممية)، فإذا بها تجد لستة التعيينات قد تم اعتمادها من الأمم المتحدة (already) كما قيل لها في ادارة شئون الموظفين.

وطال التتييس من الشيوعيين كل قحت الأولى -وقد حسبوه سيطال الشعب السوداني- عندما أعلن الحزب الشيوعي خروجه عن الحكومة، وكأني بهم استلهموا صلاة الاصالة الخاصة ب(رفاقهم) الجمهوريين، حيث قال عنها محمود محمد طه بأنها: (لا تتحقق إلا لرجل واحد في هذه الحياة الدنيا)، فإذا بالحزب كراع جوة وكراع برة ليحرجوا بذلك العديد ممن كان يدافع عنهم دون معرفة بهم، وازداد التتييس للشباب عندما انشأوا واجهة لجان المقاومة، وظلوا ينكرون تبعيتها لهم إلى أن حدثت واقعة باشدار التي ابانت الكثير.

ثم أعلن الشيوعيون انفضاضهم عن قحت ولكن بعد أن زرعوا فيها الرفيق ياسر عرمان الذي شد وركب المركزي قائدا له، ومافتئ ياسر عرمان يريس خالد سلك ومحمد الفكي ويتيسهما إلى يومنا هذا، ثم أعلنوا ابدالهم للتغيير الثوري بالتغيير الجذري، وما أدراك ما التغيير الجذري؟!.

الاجابة عن ذلك عند عراب الحزب ياسر عرمان، ونصفها الآخر عند (رفيقيه) عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور، فماكانت الزيارة (العيدية) من قيادات الحزب اليهما إلا توطئة للإعلان عن هذه (الجذرية) المريسة للثورية والمتيسة لها، وقد كتبت من قبل لفتا للأنظار بأن يتفحص الناس وجوه المئات من الأغراب الذين وفدوا إلى العاصمة وسعوا إلى العيش بين سكانها، وكذلك ال(فراشة الجدد) في السوق العربي وماحول الجامع الكبير وعمارة الدهب، ومن يظن أن ذلك تفكير وتدبير من حميدتي لوحده لساذج ومستغفل، وقد تبين أهل السودان موعد ساعة الصفر قبل أشهر خمس!
الله المستعان

عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حكم الشرع في الدين الذي تم التنازل عنه بسبب الوفاة.. دار الإفتاء ترد

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (تُوفّي رجلٌ كان يعيش بإحدى الدول بالخارج، وكان عليه دين للحكومة، أو للبنك؛ فأسقطت الحكومة الدين عن ورثته؛ فهل هذا حلال أو حرام؟ وهل يُسْأَلُ هذا الشخص عن هذه الديون يوم القيامة؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه إذا كان الحال كما ذُكِر بالسؤال من أنَّ الحكومة أو البنوك في الدولة التي كان يعيش بها الـمُتوفّى تَعْتَبِرُ ما لها من أموال لدى الـمَدِينين منتهيةً بموت المدين، فهذا من باب التسامح والرحمة على ورثة المدين، وهذا جائز شرعًا.

وأوضحت أنه لا عقابَ على المدين المتوفى إن شاء الله تعالى؛ حيث إنَّ التسامح قد حدث من جانب الدائن سواء كان الدائن بنكًا أو حكومةً، طالما القوانين عندهم تقضي بذلك.

حكم المماطلة في سداد الدين

وذكرت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، حكم المماطلة في سداد الدين، حيث ذكرت السنة النبوية قول -رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ». صحيح البخاري.


(من أخذ أموال الناس) بوجه من وجوه التعامل أو للحفظ أو لغير ذلك كقرض أو غيره، لكنه (يريد أداءها) (أدى الله عنه) أي يسر الله له ذلك بإعانته وتوسيع رزقه.

وتابعت: (ومن أخذ) أي أموالهم (يريد إتلافها) على أصحابها بصدقة أو غيرها (أتلفه الله) يعني أتلف أمواله في الدنيا بكثرة المحن والمغارم والمصائب ومحق البركة.

وقالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن رفض سداد الدين،  أو المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعًا.

وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال «ما حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده؟»، أن مماطلة القادر على سداد الدين «إثم» وحرام شرعًا.

وأضافت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المماطلة في سداد الدين، مستشهدة بما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم».

مقالات مشابهة

  • ”تحت غطاء التغيير: الحوثيون يرسخون قبضتهم على مؤسسات الدولة”
  • إيران في سوريا.. خفايا ومستقبل التغيير الديمغرافي الهادئ
  • قبل وقف إطلاق النار ما الذي يقوم به حزب الله؟.. معاريف تُجيب
  • بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار
  • من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
  • الحسيني ينتقد الاتفاقيات الأمنية مع إيران ويتهم الحرس الثوري بخرقها
  • حكم الشرع في الدين الذي تم التنازل عنه بسبب الوفاة.. دار الإفتاء ترد
  • برمة ناصر: بيان مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي غير شرعي والقرار الذي اتخذ في مواجهة إسماعيل كتر جاء بعد مخالفات واضحة، تتجاوز صلاحياته كمساعد الرئيس
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • هدف جديد لـحزب الله... هذا ما بدأ بقصفه