مع تتالي الانقلابات.. ما خيارات فرنسا لمواجهة الغضب الأفريقي؟
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
جاءت الطعنة فوق الطعنة، وتلقى العالم بعد أسابيع من انقلاب النيجر خبر انقلاب جديد في الغابون، إحدى أهم الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، لتكون باريس أمام متغير جديد ينضاف إلى سلة أزماتها الأفريقية.
في النيجر، ما زالت تداعيات طرد سفير فرنسا تتفاعل بعد أن سلك انقلابيو النيجر طريق سلفهم في مالي، فأمهلوا السفير الفرنسي 48 ساعة ليحزم حقائبه ويغادر البلاد التي تمثل أحد أهم روافد الطاقة لفرنسا.
ثم تواصلت معركة لي الأذرع بين باريس ونيامي، بعد أن قررت الأخيرة ترحيل السفير وعائلته قسرا من البلاد، وذلك ضمن مآخذ أخرى تجاه باريس التي تعمل بالنسبة لهم على الإضرار بمصالح النيجر، في حين هددت فرنسا بالرد على أي تصعيد ضد وجودها العسكري والدبلوماسي هناك.
لكن الغضب الفرنسي تجاه النيجر لم يتكرر بالقوة ذاتها في تعامل باريس مع انقلاب آخر جرى في الغابون، بل كانت اللهجة أقل حدة، والخطابات أكثر لباقة من تلك الموجهة إلى الجنرال عبد الرحمن تياني ورفاقه الحاكمين في نيامي، وبين الموقفين تعيش فرنسا أزمة شديدة في توقع الانقلابات والتعامل معها، بعد أن كانت صانعة الحرب والسلام والحكم والإطاحة في أفريقيا.
طموح الضباط وغضب الجماهير
تصاعدت لهجة الغضب الأفريقي تجاه فرنسا منذ نحو عقدين من الزمن، قبل أن تبلغ مداها مع المتحور العسكري الذي يجتاح القارة، وخصوصا في منطقة الساحل، حيث يضع الانقلابيون الجدد فرنسا على رأس لائحة الخصوم التي تضم أيضا الحكام السابقين والشخصيات المالية والسياسية المحسوبة عليهم وعلى فرنسا.
وفي مقابل ذلك، يتعزز الحضور الروسي والصيني والتركي بشكل عام، ومع الانقلابيين الجدد بشكل خاص.
ولا يختص باب واحد من العلاقة الفرنسية بالغضب الأفريقي، بل يشمل مختلف السياسات الباريسية من الثقافة والاقتصاد إلى الأمن والسياسة، ومع تفاقم الأزمة الأمنية في منطقة الساحل، وعجز الأنظمة المحلية عن مواجهتها، رغم حضور وكثافة القواعد الفرنسية، اجتمع غضب الضباط الشباب الذين واجهوا الموت من دون سند ولا حماية، ليتحول غضبهم إلى حريق لاهب لإسقاط النظام، ينضاف إلى ذلك غضب جماهيري تجاه فرنسا تحول إلى إسناد شعبي للانقلابيين، رغم ضبابية البديل عن باريس.
وجاء هذا الإجراء الغاضب بعد آخر ليس أقل حدة، ويتعلق الأمر بطرد السفير الفرنسي لدى بوركينا فاسو لوك هاليد في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد طرد دبلوماسيين فرنسيين آخرين بتهمة التجسس، لكن الفتيل الذي أدى إلى طرد هاليد كانت تصريحاته المنتقدة لتدهور الوضع الأمني في بوركينا فاسو وتحوله إلى حالة أشبه بالحرب الأهلية، ولم ينجح اعتذار هاليد في إلغاء البطاقة الحمراء ضده ليخرج مطرودا من بلد كان قادته ينظرون إلى فرنسا بكثير من التقديس والتقدير.
وإلى جانب النيجر وبوركينا فاسو، فإن فرنسا قد تلقت بطاقة حمراء أيضا من مالي، عندما قررت باماكو طرد القوات الفرنسية، وإلغاء المعاهدات العسكرية مع فرنسا، كما قررت أيضا طرد السفير الفرنسي من البلاد يوم 31 يناير/كانون الثاني 2022، وأمهلته 72 ساعة لمغادرة البلاد، وكالعادة أيضا كان السبب تصريحات معادية لمالي صدرت من مسؤولين فرنسيين.
وفي وقت تدخل فيه الغابون زمنا عسكريا جديدا مع سقوط الرئيس الثاني من عائلة بونغو، تكون مصالح فرنسا السياسية والاقتصادية والأمنية قد واجهت سؤالا كبيرا بشأن استمرارها واستقرارها، خصوصا إذا ما بدأ الانقلابيون لعبة البحث عن إسناد خارجي جديد، مع تصاعد التنديدات الفرنسية والأوربية والأفريقية تجاههم.
ولا تمثل الغابون بالنسبة لفرنسا مجرد بلد أفريقي، فهي مرتع أساسي للشركات الفرنسية العاملة في مجال الطاقة والتعدين، كما أنها أيضا محضن لواحدة من 4 قواعد عسكرية دائمة هي التعبير الأبرز المتبقي من طابع القوة الفرنسية في أفريقيا.
وطوال العقود الستة المنصرمة، رسخت فرنسا وجودها العسكري القوي في الغابون، فهي شريك أساسي لمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الغابونية، في مجالات التدريب والتسليح والعتاد والتعاون الاستخباراتي القوي، وأي اضطراب سلبي في العلاقة بين البلدين -وصولا إلى طرد القاعدة الفرنسية- يعني أن باريس فقدت جزءا رئيسيا من المتبقي من قوتها الأفريقية، ومع استمرار التراجع الفظيع في حضور ومكانة فرنسا، فإنها ستتحول -وفق عبارة الرئيس الغابوني السابق عمر بونغو- إلى "سيارة بدون وقود".
نهاية "العظمة الفرنسية"
فرنسا المطرودة أفريقيًا ليست فرنسا الاستعمارية التي غرست أظافرها في الجسد الأفريقي لأكثر من قرنين، فلم تسمح باريس منذ الاستقلالات الأفريقية -خلال ستينيات القرن الماضي- للحركات التحررية والزعماء المناضلين بترسيخ أقدامهم، إذ نفذت أكثر من 40 تدخلا عسكريا في القارة لتثيبت حكم صديق أو منع متمرد مفترض من الوصول إلى السلطة.
وفي عقد السبعينيات، أصبحت فرنسا المسيطر والصانع الأساسي للسياسات العامة في بلدان أفريقيا، لتواجه اليوم حصادا مرا يجتمع فيه غضب الانقلابيين بصيحات رجال الثقافة والدين ضد الزمن الفرانكفوني الذي مد ظلاله على أفريقيا لعدة عقود.
وباستثناء حالات قليلة لم تكن فرنسا في مرمى نيران الغضب الأفريقي الذي كان يعود حسيرا كلما حاول النظر بتذمر إلى باريس، ومن تلك الحالات النادرة الخروج الفرنسي البشع من غينيا كوناكري حين اختار شعبها -بقيادة الثائر أحمد سيكو توري- سنة 1958 التصويت لصالح الاستقلال عن فرنسا، على عكس المستعمرات الفرنسية الأخرى، وكان رد الفرنسيين غاضبا بالخروج وتحطيم كل ما كان بيدهم من عقارات، ومنشآت وسيارات، وحتى المواشي لم تنج من الغضب الفرنسي إذ تم قتلها حنقا على الخروج الاضطراري.
ومنتصف السبعينيات، قرر الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه مراجعة الاتفاقيات المبرمة بين بلاده وفرنسا، وهو ما أغضب باريس التي لم تجد بدا من الاستجابة للمراجعات التي خلصت موريتانيا من قيود ضخمة في الاقتصاد والسياسية، ولاحقا سيطرد الرئيس الموريتاني الآخر معاوية ولد سيدي أحمد الطايع مستشارين عسكريين فرنسيين احتجاجا على اعتقال ضابط موريتاني في فرنسا.
إستراتيجية جديدةيجمع السياسيون الفرنسيون على أن بلادهم تتلقى بشكل مستمر صفعات قوية، خصوصا أنها لم تعد صانعة الانقلابات الأفريقية كما كانت قبل 5 عقود، وتزداد حدة هذه الصفعات مع تأثيرها السلبي على الاقتصاد الفرنسي الذي يعتمد في كثير من مفاصله على الثروات الأفريقية، وخصوصا في الطاقة.
ومع إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون إستراتيجية جديدة للعلاقة مع أفريقيا، فإن خيارات باريس محدودة ويمكن أن تنحصر في ما يلي:
تنفيذ ورعاية انقلابات استباقية في القارة: تدفع من خلالها بشخصيات وألوية عسكرية تتبع لها أو تملك الثقة فيها، ويذهب عدد من المراقبين إلى اعتبار انقلاب الغابون رد فعل فرنسيا على المتغيرات الجديدة في أفريقيا، وفي الغابون بشكل خاص التي كان يسوقها فوز بونغو الابن والتحضير لخلافة بونغو إلى مصير مجهول قد يكون الاقتتال الداخلي، خصوصا أن العلاقات بين الغابون وفرنسا قد اضطربت في الفترة الأخيرة، مع توجه بونغو إلى دول الكومنولث البريطانية، وتصاعد الحراك القضائي في فرنسا ضد أملاك وثروات آل بونغو، مما يرجح -وفقا لهذا الطرح- أن الأصابع الفرنسية لم تكن بعيدة من زناد قادة الانقلاب في الغابون. السير إلى شراكة أفريقية جديدة: تتراجع فيها فرنسا عن قيم منظومة "فرانس آفريك" التي أطرت عملها طيلة العقود المنصرمة بإصرارها على لعب دور الشرطي وفق الكاتب الفرنسي أنطوان غلاسر.ومن شأن الشراكة الندية بين فرنسا وأفريقيا أن تنقذ بعض المصالح الفرنسية في القارة السمراء، لكنها ستحولها مع الزمن إلى مجرد عنصر ضمن آخرين في دائرة التوجهات الدبلوماسية للأفارقة، لكن باريس والأفارقة على حد سواء سيحتاجون وقتا طويلا لوضع أسس هذه الشراكة. الاستمرار في الانهيار: خصوصا إذا تواصلت حدة الانقلابات بشكل أسرع من الفهم البطيء لسادة الإليزيه، وحينها ستكون فرنسا قد خرجت قسرا من أغلب الدول الأفريقية التي يمتد إليها تسونامي الانقلابات، لتحيل بذلك "فرانس آفريك" إلى التقاعد السياسي من دون نفوذ، مثلما أحال انقلابيو الغابون السيد بونغو إلى سلة الرؤساء المتقاعدين من دون حقوق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الغابون
إقرأ أيضاً:
النموذج التركي بين مكافحة الانقلابات وترسيخ الاستقرار وشرق أوسط جديد
لم يكن الإعلان التاريخي "لعبد الله أوجلان" الذي دعا لحل التنظيم وإلقاء السلاح مجرد حدث عابر في المشهد السياسي التركي، بل مثّل لحظة فارقة في إعادة رسم ملامح الأمن القومي التركي والعلاقات الإقليمية، ومع التحولات الجارية في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، بات واضحا أن تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية تتحرك بخطى ثابتة نحو تثبيت موقعها الإقليمي، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية جديدة.
على مدى أكثر من عقدين، أثبتت التجربة الإسلامية التركية قدرتها على تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في بيئة إقليمية مضطربة، لكن أكثر ما لفت انتباهي، بعيدا عن النجاحات الاقتصادية والسياسية، هو نهج مكافحة الانقلابات العسكرية الذي أصبح جزءا من هوية الدولة الحديثة، ليس فقط من خلال إجراءات سياسية وأمنية، بل عبر ترسيخه في وجدان الأجيال الجديدة من خلال التعليم.
فأثناء متابعتي دروس ابنتي التي تدرس في المرحلة الإعدادية، شدّ انتباهي مادة "الانقلاب" التي تُدرّس كجزء من المناهج التعليمية التركية، لم يكن الأمر مجرد درس تاريخي جامد، بل منهج متكامل يعرض دراسات معمقة حول تاريخ الانقلابات في تركيا وتأثير التدخل العسكري في الحياة السياسية، ولا يقتصر على سرد الأحداث، بل يعمّق لدى الطلاب فهم آليات الديمقراطية، ومخاطر الاستبداد العسكري، وأهمية الحفاظ على النظام المدني.
وفي هذا الإطار تكون التجربة الإسلامية التركية قد اكتملت إلى حد كبير، وأصبحت نموذجا ملهما يجب دراسته، في إطار فشل العديد من التجارب الإسلامية المناظرة في منطقتنا العربية، فمنذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002، تبنى نهجا مختلفا في إدارة السلطة، بعيدا عن الصدامات الأيديولوجية التقليدية، حيث لم يكن مشروع الحزب قائما على فرض هوية إسلامية بقدر ما كان يسعى إلى التوفيق بين القيم المحافظة والتحديث السياسي والاقتصادي. هذه الاستراتيجية مكّنته من تجاوز العديد من الأزمات والاستمرار في الحكم لفترة طويلة، رغم كل التحديات الداخلية والخارجية.
أبرز ما يميز التجربة التركية هو النجاح في المزج بين الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وبين تثبيت الاستقرار عبر بناء مؤسسات قوية، وبدلا من الدخول في مواجهات مبكرة مع الدولة العميقة، كما فعلت بعض التيارات في العالم العربي، اختار أردوغان استراتيجية التدرج، مستفيدا من شرعية الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز موقعه السياسي.
ولا يمكن الحديث عن نجاح حزب العدالة والتنمية دون التطرق إلى الإنجازات الاقتصادية التي حققها، فقد استطاع الحزب، خلال عقدين من الزمن، أن ينقل تركيا من اقتصاد يعاني من الأزمات إلى واحد من الاقتصادات الصاعدة على مستوى العالم. ومن أبرز ملامح هذه النهضة: مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، وتطوير البنية التحتية عبر مشاريع ضخمة مثل الطرق السريعة والجسور والمطارات، وتقليل نسب البطالة ورفع معدلات التوظيف، ودعم قطاع الصناعة وتعزيز الصادرات التركية.
هذه الإنجازات لم تكن مجرد تحسينات اقتصادية، بل كانت أحد أسس الاستقرار السياسي، إذ أدركت القيادة التركية أن تحقيق الرفاهية الاقتصادية للمواطن هو مفتاح أي مشروع سياسي ناجح.
كما لم يكن نجاح أردوغان في إدارة الدولة قائما على الاقتصاد فحسب، بل كان نتيجة لقدرة فائقة على المناورة السياسية، سواء داخليا أو خارجيا، فمن الناحية الداخلية، استطاع الحزب الحفاظ على علاقات متوازنة مع مؤسسات الدولة، متجنبا الصدام معها حتى تمكن تدريجيا من إعادة تشكيلها بما يخدم رؤيته السياسية.
أما على المستوى الخارجي، فقد تبنت تركيا سياسة متعددة الأبعاد، فحافظت على علاقاتها مع الغرب، وفي الوقت نفسه عمّقت شراكاتها مع روسيا والصين ودول الخليج، مما مكّنها من تعزيز نفوذها الإقليمي دون أن تصبح تابعة لأي قوة دولية.
لم يكن الطريق إلى تثبيت الحكم في تركيا سهلا، فقد واجه أردوغان تحديات كبيرة، كان أبرزها محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016. تلك الليلة كانت اختبارا حقيقيا لمدى نضج التجربة الديمقراطية التركية، إذ لم تكن المواجهة بين حكومة ومعارضين سياسيين، بل بين دولة مدنية تسعى إلى تعزيز سلطتها، ومؤسسات عسكرية كانت تسعى لاستعادة نفوذها.
ما جعل هذه الليلة فارقة في التاريخ التركي هي الطريقة التي أدارت بها القيادة الأزمة، فبدلا من التعامل معها بأسلوب قمعي مباشر، لجأ أردوغان إلى الشعب، فخرج الأتراك إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية، في مشهد نادر لم يتكرر في كثير من دول العالم.
إلى جانب النجاحات الاقتصادية والسياسية، كان بناء المؤسسات القوية أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت على استقرار التجربة التركية، فمنذ وصول العدالة والتنمية إلى الحكم، بدأ في إصلاح القضاء، وتحسين النظام التعليمي، وتعزيز المؤسسات الأمنية والاقتصادية، وقد جعلت هذه الإصلاحات النظام التركي أكثر قدرة على الصمود أمام الأزمات، وأقل عرضة للاضطرابات السياسية، إضافة إلى ذلك، كان التعليم أحد أهم المجالات التي استثمر فيها الحزب، ليس فحسب لتطوير المهارات الأكاديمية، بل أيضا لبناء وعي سياسي جديد.
ومع تزايد التحديات الإقليمية والدولية، لا تزال تركيا أمام اختبارات صعبة، لكنها أثبتت أنها قادرة على التكيف مع المتغيرات، مستفيدة من نهجها البراغماتي، وإنجازاتها الاقتصادية، وقوة مؤسساتها. ومع التحولات الجارية في سوريا، وإعلان أوجلان الذي يفتح الباب لإنهاء أحد أقدم النزاعات التي واجهتها تركيا، يبدو أن أنقرة ماضية في تعزيز مكانتها الإقليمية بثبات.
إن التجربة التركية تقدم درسا مهما في كيفية تحقيق التوازن بين الديمقراطية والاستقرار، وكيف يمكن لمجتمع أن ينهض عبر الاستثمار في التعليم، والاقتصاد، وإدارة التحالفات بذكاء، ويظل من بين أهم ما لفت الانتباه هو كيف أن هذه التجربة لا تقتصر على إنجازات حكومية، بل تمتد إلى تشكيل وعي جديد للأجيال القادمة، يضمن حماية الديمقراطية من أي محاولات ارتداد إلى الوراء.