غدًا.. غرفة الشرقية تختتم معرض "صنعتي 2023"
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
تختتم غرفة الشرقية غدًا، السبت 2 سبتمبر2023، ووسط أجواء احتفالية وحضور كثيف، معرضها للأسر المنتجة والحرف والأعمال اليدوية (صنعتي 2023)، الذي افتتحه صاحب السمو الملكي، الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، يوم الثلاثاء الماضي على أرض شركة معارض الظهران إكسبو الدولية.
وشارك في المعرض نحو 300 مشارك و25 جمعية أهلية و5 جهات حكومية: كفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية، وبنك التنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، وفرع هيئة التـراث بالمنطقة الشرقية، والجمعية العربية السعودية للفنون بالدمام.
يستهدف المعرض إيجاد نوافذ تسويقية لعرض منتجات الأسر وأصحاب الحرف والأعمال اليدوية، وفتح المجال أمامهم للتواصل المباشر مع الجمهور، وإتاحة الفرصة لهم بتعريف جمهور المنطقة الشرقية وزوارها بمنتجاتهم ووسائل التواصل معهم، بما يعزز من استمرارية أعمالهم وإيجاد الدخل المناسب لهم.
إقبال كبير من زوار المعرضوضم معرض العام حوالي 150 ركن لأصحاب الحرف، والأعمال اليدوية و83 ركن لعرض الأزياء والملابس، و28 ركن لعرض أنواع القهوة والمشروبات، و33 للعطورات والبخور.
وقد شهد المعرض إقبالاً لافتًا من قِبل الزوار على شراء المنتجات المتنوعة، التي تُقدمها المشاركات والمشاركين في المعرض، كالأعمال اليدوية التراثية أو تلك الحديثة الممزوجة بالتراث، أو الديكور والإكسسوارات، أو الملابس الصوفية، أو العطور والبهارات، معربين عن سعادتهم بالأجواء القائمة.
فيديو ||
معرض الاسر المنتجة والحرف والاعمال اليدوية صنعتي 2023 يحظى باقبال كبير في يومه الثالث. pic.twitter.com/iub8QTFQj4— #غرفة_الشرقية (@AsharqiaChamber) August 31, 2023أهم المشروعات
وقالت مسؤولات بعض أركان الجمعيات المشاركة بالمعرض، إن المعرض أصبح علامة مميزة من علامات المنطقة الشرقية، مثمنين دور غرفة الشرقية لما تبذله من جهد في إظهار أعمالهم للمجتمع ورجال الأعمال الداعمين، وما لفت الانتباه جمعية عيني لإعادة التدوير التعاونية، التي تنطلق بفكرتها من إعادة تدوير (المنسوجات كالملابس المستعملة، الورق والكرتون، المعادن كالأجهزة الإلكترونية والكهربائية وغيرها، الاسفنجيات، البلاستيك)، وذلك بجمعها وفرزها مستهدفة نشر ثقافة وفوائد إعادة التدوير، وكذلك ركن المديرية العامة للسجون الذي تستعرض من خلاله الجمعية المنتجات الحرفية للنزلاء والتي تبرز الجهود الإصلاحية المنظمة، والبرامج التدريبية المخصصة لتأهيل النزلاء وتنمية مهاراتهم للانخراط في سوق العمل.
فيما عبر أصحاب الأركان عن سعادتهم بالمعرض، فبحماس وشغف كبير يقف صاحب ركن "أبو ذكي"، وهو معلم التربية الفنية المتقاعد، والمخترع محمد حسين آل الشيخ جعفر، الحاصل على براءة الاختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية لجهازه "أبو زكي"، وهو جهاز قطع الفلين بالسلك الحراري عن طريق الكمبيوتر، موضحًا أنه استلهم الفكرة بالصدفة، عندما كان حاضرًا حفل تخرج ابنه في جامعة كانساس الأمريكية، وأشار إلى أن الجهاز من تصنيع وتصميم سعودي من أجود وأفضل أنواع المواد ذات المتانة العالية.
فيما تمنت إحدى المشاركات، أن تحقق حلمها بأن يكون لها مكان دائم لعرض منتجاتها من الحلويات الشرقية والغربية، مشيرة إلى أنها تسعى بكل إصرار وعزيمة نحو تحقيق حلمها.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس اليوم الدمام معرض صنعتي 2023 الاسر المنتجة مشغولات يدوية تسويق حرف أعمال المنطقة الشرقیة غرفة الشرقیة صنعتی 2023
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.