تزداد وتيرة القصف المدفعي والصاروخي الذي تنفذه قوات النظام السوري في إدلب وريفها، وسط مخاوف من أن يكون تسخين الجبهات مقدمة لتصعيد عسكري قد يقدم عليه النظام في شمال غربي البلاد بهدف خلط الأوراق والخروج من المأزق السياسي الذي سببته الاحتجاجات التي تستعد لدخول أسبوعها الثالث في السويداء.

وعلى حد تأكيد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" المكونة من فصائل المعارضة في إدلب وريفها، النقيب ناجي مصطفى، تواصل قوات النظام السوري والطائرات الروسية استهداف المناطق الآهلة بالمدنيين بالقذائف المدفعية والغارات الجوية.



وأكد لـ"عربي21"، أن فصائل المعارضة تقوم بالرد على القصف باستهداف المواقع والثكنات العسكرية، مشدداً على "استعداد الفصائل للتصعيد من جانب النظام".



وقال: "أخذنا التدابير اللازمة لكل السيناريوهات المحتملة، من تحصين للجبهات والتدريبات لقواتنا، ونقوم بالرد الفوري على القصف للمناطق المحررة"، في إشارة إلى احتمال التصعيد من جانب النظام السوري.

وبالتزامن مع عمليات القصف، زادت عمليات التسلل والمواجهات والاستهداف المباشر والمناوشات بين قوات المعارضة والنظام.

التصعيد يبقى واردا

ومع استمرار الاحتجاجات في السويداء وتوسع رقعتها، وتطور مطالبها وأخدها منحى سياسياً أكبر من المنحى الاقتصادي، لا يستبعد المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد الطيار أديب عليوي، أن يصعّد النظام عسكرياً في إدلب، لأكثر من سبب.

وعن هذه الأسباب، أشار في حديثه لـ"عربي21" إلى تلقي قوات النظام الضربات في منطقة الساحل السوري مؤخراً، وفي محور الملاجة جنوب إدلب، حيث كانت خسائر النظام ضخمة نتيجة خسارته المناطق لصالح المعارضة، ومحاولات استعادتها "الفاشلة".

من جانب آخر، لفت عليوي إلى الاحتجاجات في السويداء ودرعا، وقال: "في الجنوب السوري الثورة تتجدد، والغضب بلغ ذروته في الساحل معقل النظام، وأمام الضغط الذي يشكله كل ما سبق على النظام، يحتاج إلى تشتيت انتباه الإعلام والشارع السوري من خلال افتعال التصعيد في إدلب".

وبحسب عليوي، فإن النظام السوري في أضعف حالاته على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية، وخاصة أن روسيا لا تبدو راضية عن أداء النظام الاقتصادي والسياسي، وتبدى ذلك من خلال نشر الصحف الروسية لأكثر من مقال انتقدت فيها سياسات النظام، وقال: إن "علاقة النظام مع حليفته روسيا ليست في حالة جيدة، والنظام يواجه الاحتجاجات ولا يستطيع قمعها بالقوة، وكل ذلك قد يدفع النظام إلى اللجوء إلى خيار التصعيد".

الظرف لا يخدم التصعيد

في المقابل، يستبعد رئيس مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله ‏الأسعد، احتمال التصعيد في إدلب، مرجعاً تقديره إلى "ما يجري في شرق سوريا، أي المواجهات بين "قسد" وأهالي دير الزور، حيث لا يخدم الظرف الحالي فرضية التصعيد في إدلب".

ويضيف لـ"عربي21" أن النظام يركز اليوم على عرقلة تنفيذ المخطط الأمريكي الهادف إلى فصل الحدود السورية عن العراقية".

ويضيف الأسعد، أن ما يجري في الشرق السوري هو أكبر من ملف إدلب، حيث يتم التخطيط أمريكياً لقطع صلة الوصل بين مناطق انتشار القوات والمليشيات الإيرانية في العراق عن سوريا.



ومثل الأسعد، يقلل النقيب عبد السلام عبد الرزاق القيادي في "الجيش الوطني السوري" من فرص تصعيد عسكري في الشمال السوري، بقوله لـ"عربي21": إن: "النظام يدرك أن التصعيد في جبهات الشمال ليس مفيداً لصرف الأنظار على الاحتجاجات، وخاصة أن التصعيد في هذا التوقيت حكماً سيؤدي إلى توسع رقعة الاحتجاجات إلى محافظات سورية جديدة، لأن الخسائر المحتملة في صفوف قواته من شأنها زيادة حدة الغضب الشعبي".

وإلى جانب ذلك، يشير عبد الرزاق إلى أن "النظام لا يمتلك قرار فتح معركة في الشمال السوري الذي تحكمه التفاهمات الروسية- التركية"، مستدركاً: "بالتالي قد يقدم النظام على زيادة وتيرة القصف فقط، ويبدو أن هذا ما يحدث فعلاً".

ورغم سريان وقف إطلاق النار في إدلب منذ آذار/مارس 2020، وهو الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا، تواصل قوات النظام استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالقذائف المدفعية والصاروخية، ما يدفع المعارضة للرد، لكن من دون أن يصل ذلك إلى عمل عسكري واسع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إدلب الاحتجاجات السويداء التصعيد سوريا سوريا احتجاجات إدلب تصعيد السويداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری قوات النظام

إقرأ أيضاً:

إدلب تتألّق في معرضها للكتاب بنسخته الثالثة

للعام الثالث على التوالي تواصل إدلب عقد معرضها للكتاب، لكن هذه المرة كان معرضا مميزا تماما، ومختلفا عن سابقيه، إذ تمكنت حكومة الإنقاذ السورية من تأهيل المركز الثقافي العربي في إدلب، والذي كانت قد أصابته قذائف ودمار عصابات الأسد وسدنته المحتلين، وبات يُعرف اليوم بدائرة الثقافة والمعارف.

واستقبل المعرض هذا العام أكثر من 44 دار نشر، نصفها قدمت من تركيا، مما وفّر فرصة ذهبية للمواطن السوري العادي للتعرف على جديد الكتب. وجاء تدفق الشخصيات المؤثرة من اليوتيوبرز الأتراك والسوريين، ليمنح المحرر كله فرصة ذهبية في القوة والحضور والتأثير.

ندوات سياسية وثقافية وشعرية، وعرض للفلكور الشعبي السوري وكذلك الفلسطيني، حيث كانت التغريبة الفلسطينية حاضرة كالتغريبة السورية، بما في ذلك في حفل افتتاح المركز الذي حضره قائد هيئة تحرير الشام أحمد حسين الشرع المعروف بالجولاني، وكذلك رئيس حكومة الإنقاذ المهندس محمد البشير وعدد من الوزراء والوجهاء وقادة الرأي والمواطنين. وكانت كلمة أحمد حسين الشرع التي امتدت لثلاث دقائق وخمس عشرة ثانية أهمية حين قال: "ويلٌ لأمة تكبو فيها دمشق". كما تم عرض مسرحية مؤثرة عن عودة دمشق لأهلها الأصليين بعد رحيل الأغراب عنها من الاحتلالين الروسي والإيراني، وعملائهما.

مشاركة شخصيات مؤثرة في العالم العربي في ندوات المعرض كانت لافتة، حيث تمكنت إدلب من تسويق مشروعها، فضلا عن كسر العزلة المفروضة عليها، وهي عزلة يشارك فيها بعض السوريين للأسف، بتهمة أن مشروعها متشدد، وهو وما تنقضه كل الصور والفيديوهات الصادرة عن إدلب، لكن الزمن فقط الكفيل بتغيير تلك النظرة، حيث شارك رئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني في ندوة كان فيها رئيس وزراء حكومة الإنقاذ محمد البشير، وركزت على دور الشباب، إذ كشف البشير أن أكثر من 75 في المئة من موظفي الحكومة تقل أعمارهم عن الأربعين عاما، وأكثر من 30 في المئة من موظفي الحكومة أعمارهم دون الثلاثين عاما، وهو الأمر الذي يعكس مدى اهتمام الحكومة بعنصر الشباب.

الرسالة الأهم في المعرض هي تعزيز ثقة الشارع السوري في الشمال المحرر بكيان إدلب الذي يتقدم على كل الجبهات العسكرية والشعبية والخدماتية مقارنة بالكيانات الأخرى في نظام الأسد أو قسد أو غيرهما، بالإضافة إلى الرسالة للخارج السوري الذي سيدفعه إلى أن يعوّل على هذا الكيان في حماية وتأمين خمسة ملايين سوري قادرين على العيش بكرامة، رغم كل الصعوبات والعقابيل المفروضة بعد تخفيض الدعم الدولي عن المخيمات السورية في الشمال المحرر.

لقد استطاع الشمال السوري المحرر أن يعزز ثقته بنفسه، لا سيما بعد إدارته للحراك الذي وجهته بعض الأطراف، ومشاركة مخلصين صادقين أرادوا الأفضل، ولكن حين تبين لهم محاولة البعض التسلق على هذا الحراك بدأوا ينفضّون عنه شيئا فشيئا، ونحن نرى انعكاساته اليوم بالتفاف غالبية الشعب السوري في الشمال المحرر حول مشروعه، لا سيما بعد الاستجابة لمطالب محقة، ولكن الظروف المادية وحياة الحصار الصعبة المفروضة على المحرر تجعل من الاستجابة لكل المطالب أمرا صعبا ومتعذرا.

إدلب تتألق، ومن يهاجمها اليوم وبالأمس وربما بالغد، بحجة القول إن كيانها متشدد، لا يعرفها، ولم يزرها، ولم يلتق بمن زارها، ولكنه الحسد، وكما قال الأخنس لأبي جهل: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاثينا على الكتب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه! والله لا نسمع أبدا.

لا دواء للحاسد إلا بزاول النعمة عن المحسود، فماذا تفعل إدلب بمن يحسدها، ويرفض أن يتفهم حالتها.

مقالات مشابهة

  • مسار تركي من 3 مراحل للتطبيع مع النظام السوري.. في أي مرحلة يقف الجانبان؟
  • إدلب تتألّق في معرضها للكتاب بنسخته الثالثة
  • عاجل| السيسي يؤكد لـ بوريل خطورة التصعيد المستمر الذي يدفع لتوسيع دائرة الصراع
  • "ملك الدولار".. قصة العراقي الذي استغل المركزي الأمريكي لتحويل أموال إلى إيران
  • ما الذي يحدث؟ تعزيزات عسكرية وتهديدات متبادلة بين قوات الانتقالي ومسلحي حلف قبائل حضرموت غرب المكلا
  • أستاذ داراسات إسرائيلية: اتجاه داخل تل أبيب نحو مزيد من التصعيد (فيديو)
  • قرار للنظام السوري يثير مخاوف واسعة في السويداء المنتفضة ضده.. انتقام من الأهالي
  • مدير المخابرات البريطانية: شخص واحد يتحدث عن التصعيد النووي
  • استجابة لرغبة ايران.. نقل وحصر مقرات المعارضة الإيرانية بكردستان في مكان واحد
  • استجابة لرغبة ايران.. نقل وحصر مقرات المعارضة الإيرانية بكردستان في مكان واحد - عاجل