لصرف الأنظار عن السويداء.. هل افتعل النظام السوري التصعيد في إدلب؟
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
تزداد وتيرة القصف المدفعي والصاروخي الذي تنفذه قوات النظام السوري في إدلب وريفها، وسط مخاوف من أن يكون تسخين الجبهات مقدمة لتصعيد عسكري قد يقدم عليه النظام في شمال غربي البلاد بهدف خلط الأوراق والخروج من المأزق السياسي الذي سببته الاحتجاجات التي تستعد لدخول أسبوعها الثالث في السويداء.
وعلى حد تأكيد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" المكونة من فصائل المعارضة في إدلب وريفها، النقيب ناجي مصطفى، تواصل قوات النظام السوري والطائرات الروسية استهداف المناطق الآهلة بالمدنيين بالقذائف المدفعية والغارات الجوية.
وأكد لـ"عربي21"، أن فصائل المعارضة تقوم بالرد على القصف باستهداف المواقع والثكنات العسكرية، مشدداً على "استعداد الفصائل للتصعيد من جانب النظام".
وقال: "أخذنا التدابير اللازمة لكل السيناريوهات المحتملة، من تحصين للجبهات والتدريبات لقواتنا، ونقوم بالرد الفوري على القصف للمناطق المحررة"، في إشارة إلى احتمال التصعيد من جانب النظام السوري.
وبالتزامن مع عمليات القصف، زادت عمليات التسلل والمواجهات والاستهداف المباشر والمناوشات بين قوات المعارضة والنظام.
التصعيد يبقى واردا
ومع استمرار الاحتجاجات في السويداء وتوسع رقعتها، وتطور مطالبها وأخدها منحى سياسياً أكبر من المنحى الاقتصادي، لا يستبعد المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد الطيار أديب عليوي، أن يصعّد النظام عسكرياً في إدلب، لأكثر من سبب.
وعن هذه الأسباب، أشار في حديثه لـ"عربي21" إلى تلقي قوات النظام الضربات في منطقة الساحل السوري مؤخراً، وفي محور الملاجة جنوب إدلب، حيث كانت خسائر النظام ضخمة نتيجة خسارته المناطق لصالح المعارضة، ومحاولات استعادتها "الفاشلة".
من جانب آخر، لفت عليوي إلى الاحتجاجات في السويداء ودرعا، وقال: "في الجنوب السوري الثورة تتجدد، والغضب بلغ ذروته في الساحل معقل النظام، وأمام الضغط الذي يشكله كل ما سبق على النظام، يحتاج إلى تشتيت انتباه الإعلام والشارع السوري من خلال افتعال التصعيد في إدلب".
وبحسب عليوي، فإن النظام السوري في أضعف حالاته على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية، وخاصة أن روسيا لا تبدو راضية عن أداء النظام الاقتصادي والسياسي، وتبدى ذلك من خلال نشر الصحف الروسية لأكثر من مقال انتقدت فيها سياسات النظام، وقال: إن "علاقة النظام مع حليفته روسيا ليست في حالة جيدة، والنظام يواجه الاحتجاجات ولا يستطيع قمعها بالقوة، وكل ذلك قد يدفع النظام إلى اللجوء إلى خيار التصعيد".
الظرف لا يخدم التصعيد
في المقابل، يستبعد رئيس مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، احتمال التصعيد في إدلب، مرجعاً تقديره إلى "ما يجري في شرق سوريا، أي المواجهات بين "قسد" وأهالي دير الزور، حيث لا يخدم الظرف الحالي فرضية التصعيد في إدلب".
ويضيف لـ"عربي21" أن النظام يركز اليوم على عرقلة تنفيذ المخطط الأمريكي الهادف إلى فصل الحدود السورية عن العراقية".
ويضيف الأسعد، أن ما يجري في الشرق السوري هو أكبر من ملف إدلب، حيث يتم التخطيط أمريكياً لقطع صلة الوصل بين مناطق انتشار القوات والمليشيات الإيرانية في العراق عن سوريا.
ومثل الأسعد، يقلل النقيب عبد السلام عبد الرزاق القيادي في "الجيش الوطني السوري" من فرص تصعيد عسكري في الشمال السوري، بقوله لـ"عربي21": إن: "النظام يدرك أن التصعيد في جبهات الشمال ليس مفيداً لصرف الأنظار على الاحتجاجات، وخاصة أن التصعيد في هذا التوقيت حكماً سيؤدي إلى توسع رقعة الاحتجاجات إلى محافظات سورية جديدة، لأن الخسائر المحتملة في صفوف قواته من شأنها زيادة حدة الغضب الشعبي".
وإلى جانب ذلك، يشير عبد الرزاق إلى أن "النظام لا يمتلك قرار فتح معركة في الشمال السوري الذي تحكمه التفاهمات الروسية- التركية"، مستدركاً: "بالتالي قد يقدم النظام على زيادة وتيرة القصف فقط، ويبدو أن هذا ما يحدث فعلاً".
ورغم سريان وقف إطلاق النار في إدلب منذ آذار/مارس 2020، وهو الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا، تواصل قوات النظام استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالقذائف المدفعية والصاروخية، ما يدفع المعارضة للرد، لكن من دون أن يصل ذلك إلى عمل عسكري واسع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إدلب الاحتجاجات السويداء التصعيد سوريا سوريا احتجاجات إدلب تصعيد السويداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری قوات النظام
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: الشعب السوري سيرى الأمرّين من حكومة الجولاني (فيديو)
أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن حكومة الجولاني تبدأ خطة ممنهجة لطمس هوية الشعب السوري، مشيرا إلى أن الشعب السوري سيرى الأمرّين من خلال تلك الجماعة.
إبراهيم عيسى يحذر الدول العربية من دعم الجولاني: تضخون دماء جديدة في شرايين الإرهاب ثروت الخرباوي: الجولاني ساعد إسرائيل في تحطيم مقدرات الجيش السوريوقال مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، ان الشعب السوري قوي ولديه حضارة ولن يقبل أن يكون هناك مجموعة من الجهلاء يفرضوا على الناس ثقافة ومفاهيم جديدة وأن يدمروا التاريخ والجغرافيا".
النظام السوري الحالي مدعوم من تركيا والولايات المتحدة الأمريكيةوتابع مصطفى بكري أن النظام السوري الحالي مدعوم من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن سيكتوي بناره".
وتستضيف العاصمة السورية دمشق، الأسبوع المقبل، مؤتمر وطني للقوى السورية، والذي سيشهد إعلان حل مجلس نواب الشعب السوري وجميع الفصائل المسلحة، ومن بينها هيئة تحرير الشام التي يقودها أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني، والتي أطاحت بنظام الأسد.
وأكدت وسائل إعلام سورية أنه من المقرر دعوة 1200 شخصية سورية من الداخل والخارج على مستوى الأفراد وليس الكيانات، بجانب ما بين 70 إلى 100 شخص من كل محافظة، من كافة الشرائح، مشيرة إلى أن المؤتمر "سينبثق عنه تشكيل لجنة لصياغة الدستور الجديد للبلاد، بجانب أفكار لتشكيل حكومة جديدة خلال شهر من المؤتمر الوطني".
وسيشارك في المؤتمر الوطني بدمشق، ممثلون عن الشباب السوري والمرأة ورجال دين، وممثلون عن المجتمع المدني".
ورجح مراقبون أن يتم تشكيل هيئة استشارية للرئيس المؤقت، من مختلف الأطياف على أساس الكفاءة، والإعلان عن لجنة لصياغة الدستور، مؤلفة من الخبرات تراعي التنوع السوري، وتشكيل هيئة استشارية للرئيس المؤقت، لتقديم الدعم والمساندة للسلطة التنفيذية في أداء مهامها.
وتواجه الإدارة الحالية في سوريا مطالب دولية بضرورة إشراك جميع الأطياف السورية في إدارة البلاد، في ظل تشكيل حكومة مؤقتة يقودها أشخاص ينتمون للفصائل المسلحة التي أطاحت بالأسد، أو مقربون منهم.
وقال قائد الفصائل أحمد الشرع في تصريحات تلفزيونية، إن هذا التشكيل من طيف واحد "كان مطلوبا من أجل إدارة المرحلة الحرجة الحالية"، في إشارة إلى تكوين حكومة أوسع بعد المؤتمر الوطني المزمع.
كما أشار إلى أن البلاد "بحاجة إلى 4 سنوات تقريبا لإجراء انتخابات، بسبب مشاكل داخلية، بينها عدم وجود تعداد حقيقي للسكان في سوريا، وذلك في ظل ملايين اللاجئين والنازحين".
في سياق آخر، أكد رئيس جهاز الاستخبارات العامة في سوريا، أنس خطاب، أنه ستتم إعادة تشكيل المؤسسة الأمنية بعد حل كافة الفروع التي كانت موجودة في عهد النظام السابق.
وقال خطاب في تصريح له إن الشعب السوري عانى بمختلف أطيافه وفئاته من ظلم وتسلط النظام السابق عبر أجهزته الأمنية المتنوعة التي "عاثت في الأرض فساداً وأذاقت الشعب المآسي والجراح".
وأشار إلى أن الفروع الأمنية "تنوعت وتعددت لدى النظام السابق واختلفت أسماؤها وتبعياتها، إلا أنها اشتركت جميعاً في أنها سلطت على رقاب الشعب المكلوم لأكثر من خمسة عقود من الزمن، ولم يقم أي منها بدوره المنوط فيه، ألا وهو حفظ الأمن وإرساء الأمان".
وأضاف خطاب: "وعلى صعيد الأمن والاستخبارات، سيعاد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد بعد حل كافة الفروع الأمنية وإعادة هيكلتها بصورة تليق بشعبنا وتضحياته وتاريخه العريق في بناء الأمم".