ناقش الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية دعم جهود إنقاذ الموسم الزراعي في السودان بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية وذلك لتخفيف الأعباء الناجمة عن الحرب في البلاد.

الخرطوم ــ التغيير

و يتعرض الموسم الزراعي في عدة ولايات سودانية للخطر الشديد بسبب الحرب المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، ما يهدد بتفاقم الفقر وحدوث أزمة غذاء ووقوع الملايين فريسة للجوع.

و اختتمت بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة الدورة العادية ١١٢ للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بجامعة الدول العربية برئاسة  وزير الصناعة والتجارة بالجمهورية اليمنية محمد محمد حزام الاشول و بحضور  الوزراء المعنيين بالاقتصاد في الدول العربية و أحمد ابوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

و قاد وفد السودان في اجتماعات الجامعة العربية وكيل التخطيط بوزارة المالية و التخطيط الإقتصادي د. محمد بشار محمد و ممثلي بعض الوزارات ذات الإختصاص بمشاركة السفير محمد عبدالله التوم القائم بأعمال السفارة السودانية بالقاهرة والمندوب الدائم للسودان في جامعة الدول العربية و إستمرت فعاليات المجلس لعدة ايام شملت الاجتماعات التحضيرية للقطاع الاجتماعي ثم القطاع الاقتصادي و كبار المسؤولين.

و ناقش المجلس في ختام دورته عدة ملفات منها الأمن الغذائي العربي و مبادرة جامعة الدول العربية من أجل دعم جهود إنقاذ الموسم الزراعي بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية وذلك لتخفيف الأعباء الناجمة عن الحرب في السودان.

 وكان قد حذر مزارعون بمشروع الجزيرة وسط السودان من انهيار الموسم الصيفي نتيجة لإشكاليات الرى وعدم تطهير الترع والقنوات بجانب إشكاليات السماد وغيرها الأمر الذي يؤثر سلبا علي محاصيل العروة الصيفية الرئيسية القطن والذرة والفول السوداني.

مصدر بمشروع الجزيرة وصف لـ «التغيير» الوضع في المشروع بالسئ، وقال ما يحدث شيء طبيعي نتيجة لتأثيرات الحرب حيث لا تمويل حكومي وتوقف الشركات الخاصة العاملة في نظافة الترع والقنوات بجانب غياب الرقابة الحكومية والأمنية بالمشروع.

وأكد المصدر أن هنالك العديد من الاجتماعات عقدت لمعالجة مشكلة الرى تحديدا وربما يحدث الفرج قريبا، مشيراً إلى أن معظم المزارعين أكدوا بأن التحضيرات لم تتجاوز «50%» للموسم مع مطلع شهر يونيو الذي كان يفترض ان تكتمل التحضيرات. ولفتوا إلى أن البنك الزراعي والنيابة تلاحقهم لسداد ما عليهم من ديون.

وبحسب المزارعين في افاداتهم «التغيير» مشيرين إلى أنه منذ بداية المشروع إلى آخر ترعة في المشروع لا يوجد باب تحكم للمياه في كل كباري الترع الرئيسية للمياه بما في ذلك البوابة الرئيسية.

الوسومالاجتماع الوزاري الزراعة الموسم الزراعي جامعة الدول العربية مبادرة الأمن الغذائي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاجتماع الوزاري الزراعة الموسم الزراعي جامعة الدول العربية مبادرة الأمن الغذائي

إقرأ أيضاً:

من التغير المناخي إلى خلل منظومة الدعم.. هل تنجح وعود الإصلاح الحكومي في إنقاذ الموسم الزراعي؟

في أروقة وزارة الزراعة، تدور نقاشات ساخنة بين الوزير وكبار المزارعين حول أزمة الأسمدة، وارتفاع أسعار المحاصيل. فيما يترقب الجميع حلولًا جذرية تنقذ الموسم الشتوي القادم، يتساءل الفلاحون: هل تستجيب الحكومة لنداءاتهم قبل فوات الأوان؟

يتزامن ذلك مع معاناة السوق المصري من موجات غلاء غير مسبوقة في أسعار الخضروات والفاكهة، وفي المقابل، ظهرت قضية ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي كأحد الأسباب الجوهرية لهذه الأزمة.

وكان لقاء علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام وعدد من كبار المزارعين، محور اهتمام الرأي العام، حيث تناول الاجتماع المطالب الحثيثة بضرورة تخفيض أسعار الأسمدة، وتوفيرها بشكل عادل لضمان استقرار الإنتاج الزراعي.

مخاوف نقص الأسمدة

وأكد وزير الزراعة خلال اللقاء أن الوزارة تعمل على تطوير أداء الجمعيات الزراعية لضمان وصول الأسمدة المدعمة لمستحقيها، إلى جانب تحسين منظومة الرقابة على توزيع مستلزمات الإنتاج. وأوضح الوزير أن نقص الأسمدة، الذي تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل لافت، يعود إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج عالميًا، وارتفاع أسعار الغاز، ما أثر على إنتاج المصانع وأدى إلى توقف بعضها عن العمل.

من جانبه، كشف مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة أن صيف هذا العام شهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، مما أدى إلى تراجع إنتاجية بعض المحاصيل مثل الطماطم التي تأثرت بنسبة 50%. وأوضح المركز أن الارتفاع الحاد في أسعار الخضروات والفاكهة، الذي وصل إلى 80%، يعود إلى نقص المعروض نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج.

سوق بدون دعم حقيقي

ونائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، حاتم النجيب، أكد أن أزمة الأسمدة لا تعود فقط إلى نقص الإنتاج، بل إلى فشل منظومة الدعم في الوصول إلى المزارعين الحقيقيين. وأوضح أن كثيرًا من الحصص المدعمة يتم تسريبها إلى السوق السوداء، ما فاقم من معاناة الفلاحين.

ورغم وعود الوزارة بمعالجة الأزمة وتوفير مستلزمات الإنتاج، إلا أن استمرار ارتفاع الأسعار يثير تساؤلات حول قدرة هذه الحلول على إحداث تغيير حقيقي. "لدينا اكتفاء ذاتي من الأسمدة ونصدر للخارج، ومع ذلك يعاني الفلاحون من نقص في السوق المحلي"، قال النجيب، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في آليات توزيع الدعم الزراعي.

آمال بانفراجة متوقعة

مع اقتراب الموسم الزراعي الشتوي، يأمل الفلاحون أن يؤدي توافر المحاصيل إلى تخفيف وطأة الأزمة. ووفقًا لتصريحات النجيب، من المتوقع أن تنخفض أسعار الخضروات والفاكهة بشكل ملحوظ بداية من نوفمبر المقبل، مع تحسن إنتاج الطماطم والبصل وتراجع الأسعار بنسبة قد تصل إلى 60%.

ولكن رغم هذه التوقعات المتفائلة، أشار النجيب إلى أن هناك تحديات أخرى لا تزال قائمة، مثل أزمة العفن الذي أضر بمحصول البصل، حيث تراجع الإنتاج بنسبة 30%. كما أكد على أن تدخل الوسطاء والتخزين غير المنضبط من كبار المنتجين والمصدرين يزيد من تفاقم الأزمات في السوق.

تحذير ودعوة للإصلاح

في السياق ذاته، شدد نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، على أن السوق لا يخضع فقط لقوانين العرض والطلب، بل يتأثر أيضًا بعوامل أخرى مثل ارتفاع أسعار السولار، الذي ضاعف من تكاليف النقل، وأثقل كاهل الفلاحين. كما نبه إلى أن المساحات المزروعة تقل تدريجيًا نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يهدد بحدوث أزمات متتالية في حال استمرار ارتفاع الأسعار.

أبو صدام طالب الحكومة بإعادة النظر في سياسات دعم الأسمدة، مقترحًا تحويل الدعم إلى دعم نقدي مباشر للمزارعين لضمان وصوله إلى مستحقيه. وأضاف: 90% من دعم الأسمدة لا يصل إلى الفلاحين، وهذا يجب أن يتغير.

منظومة كارت الفلاح

على صعيد آخر، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اجتماعًا مع الوزراء المعنيين ورؤساء الشركات المنتجة للأسمدة لمتابعة سير منظومة حوكمة تداول الأسمدة. واستعرض وزير الزراعة خلال الاجتماع الخطوات المتخذة لضمان وصول الدعم لمستحقيه من خلال التكامل مع منظومة "كارت الفلاح". وأشار الوزير إلى أنه تم توزيع نحو 20 مليون شيكارة سماد خلال الموسم الصيفي الماضي، إضافة إلى 19 مليون شيكارة خلال الموسم الشتوي السابق.

وتهدف هذه الخطوات إلى تحسين منظومة الشحن وتوزيع الأسمدة وفقًا للخطط السمادية المعتمدة، بما يضمن توافر المستلزمات الزراعية وضبط السوق.

حلول شاملة ومستدامة

وفي ظل هذه التحديات المتشابكة، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع الحكومة السيطرة على أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة قبل أن تمتد تداعياتها إلى مواسم زراعية جديدة؟ بينما يترقب المزارعون تنفيذ وعود الإصلاح، يتطلع الجميع إلى حلول جذرية، ليس فقط في مجال الدعم الزراعي، بل أيضًا في التصدي لتأثيرات التغير المناخي التي أصبحت عاملًا حاسمًا في تحديد ملامح المستقبل الزراعي.

اقرأ أيضاًأبو الغيط يوجه بسرعة تنفيذ مبادرة إنقاذ الموسم الزراعي بالسودان

الحجر الزراعي يتابع بداية الموسم التصديري للموالح في محطات التعبئة بالسادات والنوبارية

الحجر الزراعي والمجلس التصديري يعقدان لقاء مع المصدريين لـ حل المعوقات التي تواجههم

مقالات مشابهة

  • لجنة الشؤون العربية بـ«النواب»: السيسي وضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته لوقف الحرب في غزة ولبنان
  • محكمة الاستثمار العربية تناقش فى جمعيتها العمومية المسودة النهائية لاتفاقية الاستثمار الموحدة
  • الجامعة العربية: حظر "الأونروا" يستهدف تسريع سيناريوهات التهجير والتطهير العرقي للفلسطينيين
  • هيئة فلسطين للإغاثة تناشد الدول العربية والإسلامية التحرك لإنقاذ أهالي غزة
  • الجامعة البريطانية في مصر توقع عقد تمويل بحثي مع اتحاد الجامعات العربية
  • السفير لعجوزي يستقبل رئيس بعثة جامعة الدول العربية بجوبا
  • من التغير المناخي إلى خلل منظومة الدعم.. هل تنجح وعود الإصلاح الحكومي في إنقاذ الموسم الزراعي؟
  • «ثابت» يؤكد على التواصل المستمر بين ليبيا والجزائر في المحافل العربية
  • الجامعة العربية: لا بديل عن "الأونروا" لتقديم الخدمات في فلسطين
  • “الجامعة العربية”: لا بديل عن “الأونروا” في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية للّاجئين في مناطق عملياتها