همس الحروف – ما جزاء الإحسان إلا الإحسان – الباقر عبد القيوم علي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
حينما وقع زلزال تركيا لم تقف الحكومة التركية مكتوفة الأيدي كحال (حكومتنا) في وضع المتفرج ، فسعت بسرعة متناهية لإمتصاص الصدمة النفسية التي أصابت المتضررين و قامت بتقديم الدعم المعنوي و المادي لهم في اللحظة ، فأمنت لهم المنازل المؤقتة و وفرت لهم كذلك كل أشكال الدعم النفسي اللازم الذي من شأنه تخفيف جلل مصابهم الذي فآجأهم به القدر ، فخرج إليهم الرئيس أردوغان مبشراً و مطمئناً و داعماً لهم بلغة رائقة و رائعة و مليئة بالإيمان الذي وقر في صدره و قد صدقه العمل ، حيث أكد لهم بأن أي خسارة تعرضوا لها سيتم تُعوّيضها بالكامل ، و لم يفوته مؤساة أهل الضحايا الذين قضى نحبهم تحت الركام مخففاً عليهم ما أصابهم من خطب ومصيبة ، فقطع على نفسه عهداً أمامهم بتصفير جميع ديون الأموات حتى يشعرهم بأنه لم يهمل (موتاهم) و هذا الأمر يعتبر من أعظم أبواب جبر الخواطر التي أدخلت الفرحة و القبطة في قلوبهم أسر الضحايا ، فهكذا يجب أن يكون الحكام ، فالمخلصين منهم يحملون هموم شعوبهم ، و يخففون عنهم جلل مصابهم ، فأكد لهم بأن الحكومة التركية ستتحمل عنهم كل الخسارات التي تعرض لها المزارعين والمنتجِين و طمأن المتضررين جميعاً بان الدولة ستتكفّل بتعويضهم دون تكبيدهم أي خسائر و هذا يأتي إضافة إلى الدعم المالي المباشر الذي كان يصرف لهم بصورة يومية ، و علاوة على ذلك الدعم النفسي حيث قال لهم أن الدولة لن تترك أي مواطن وحيداً و سنكون معهم في كل مكان و زمان .
الكوارث مثل الزلازل و الأعاصير و الفيضانات و السيول تأتي على غفلة و هذه الظواهر لا يمكن التنبؤ بها بصورة دقيقة و لهذا لا يمكن أن يتم وقف أثرها السلبي على الإنسان ، و تعتبر من الإبتلاءات التي يقدرها الله تعالي ، و لكن على الرغم من ذلك فقد سعت حكومة تركيا لتقديم كل الدعم المجزي لشعبها بدون تردد و بكل سخاء .
نشبت هذه الحرب بفعل من أنشبها ، و الله يعلمه ، و إذا فلت هذا المجرم من عقاب الدنيا فلن يفلت من لقاء يوم تجتمع فيه الخصوم عند مليك مقتدر و ليس للشعب السوداني يد فيها فلماذا يتحمل فاتورتها الباهضة الثمن ، و التي أرجعته إلى حقبة العصور الوسطى ، و إذا لم أكن دقيقاً في الوصف يمكنني القول (العصر الحجري) ، لم يستأذن أحد من الشعب في أمر هذه الحرب التي قضت على الأخضر و اليابس .
فبدون أي ذنب إغترفه الشعب أعدمت مليشيا الدعم السريع كل فرصة في الحياة الآمنة و الكريمة و حرقت كل ما هو جميل و مفيد و سطت على الممتلكات و أتلفت المستندات و قصفت إستقرار كامل الدولة ، و وسعت محيط الدمار فيها و نشرت قطعان شرها في كل مكان ينهشون من جسد هذا الشعب المكلوم الذي لا يدري من أين يأتيه الشر ، الشيء الذي أدى لإفقاره و تجويعه و مساواة فقيره بغنيه ، فصبر ثم إحتسب و مهر الأرض بدمائه الطاهرة و بذل النفس و النفيس ، إلى أن تم إخراجهم من منازلهم ، فساحوا في الأرض هائمين على وجههم لا يدرون ماذا يفعلون أو إلى إي أرض يذهبون ، فتخطفتهم أيادي السماسرة و أسنان الجشعين في المدن التي إلتجأوا إليها و إستغلوا ضرورة حاجتهم فرفعوا لهم أسعار الإيجارات و السلع حتى أصابهم المسغبة و غشيهم العوز ، فلم يجدوا من يراعي لأوضاعهم الإنسانية أو يحس بهم و يقدر ظروفهم المادية ، فإمتهن بعضهم التسول من أجل سد حاجتهم و البعض الآخر يتأمل من الدولة بتعويض يليق بحجم التضحية الضخمة التي قدموها حباً و كرامة في سبيل الوطن ، و وقفتهم مع قواته المسلحة
فكيف تسقط الدولة في أول إمتحان لها أمام شعبها الذي دفع لها (النفس و النفيس) و قدم لها كل ما يملك و وقف معها وقفة قوية و واجبة و ما زال ، فكان بإمكانها أن ترد الدولة له الجميل و تجبر بخاطره و تمسح على راسه و تعوضه تعويض رمزي بسيط في حجمه و كبير في معانيه ، و لكن كعادة الحكومات السودانية التي يتحكم في تحريكها شيطان السلطة ، لا و لن تعرف مثل هذه القيم التي تنمي الوطنية في شعبها ، فهل من الممكن أن يشرح لي عاقل لماذا فرضت الحكومة رسوم على شهادة الميلاد مبلغ (60) ألف جنيه و الرقم الوطني مبلغ (35) ألف جنيه و طباعة كل منهما لا تكلف (100) جنيه على ورقة A4 ، و لماذا رسوم الجواز ما يعادل (300) دولار في ظل ظروف معلومة للجميع ، حيث تقطعت لدي جميع أفراد الشعب السوداني خيوط الأمل و هم ينتظرون تعويضاً مجزياً من الدولة على كل مفقوداتهم ، و كان من الممكن أن تساهم معهم بمجانية رسوم أوراقهم الثبوتية كتعويض مبدئي مؤساة منها لهم في ظل حالة الافقار العامة التي تعرضوا لها و التي تزامنت مع توقف المرتبات و توقف جميع سبل كسب العيش بسبب الدمار الشامل الذي اصاب البنى التحتية ، فكيف تتحول الدولة إلى (9 طويلة) و تدخل يدها في جيوب أفقرتها الحرب و أصاب أصحابها العوز ، ذلك بدون حياء من الدولة لتطلب من الشعب مبلغ لا يمكن ان يطلبه سمسار ينعدم عنده الضمير و يفتقر للحياء ، لأجل إستخراج جواز سفر لم يكن المواطن سبباً في ضياعه من بيته ، فيا سيادة البرهان كفاية مذلة لهذا المواطن المسكين ، فإنتصر لشعبك الذي دفع بفلذات اكبادهم مناصرة لإستنفارك لهم ، و الذي ناديت به فلم يخذلوك و لم يتأخروا عنك ، و ما جزاء الإحسان إلا الإحسان .
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الإحسان الحروف همس
إقرأ أيضاً:
“الإصلاح اليمني”: التكتل الوطني مفتاح رئيسي للحل الذي طال البحث عنه
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال حزب الإصلاح اليمني، الثلاثاء، إن إشهار التكتل الوطني للأحزاب السياسية والقوى في العاصمة المؤقتة عدن، جاء استجابة لحاجة اللحظة، هو حل أيضا، أو على أقل تقدير مفتاحاً رئيسيا للحل الذي طال البحث عنه.
وكتب نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عدنان العديني، في منشور على منصة إكس، “الواقع السياسي اليمني أثبت حاجةً ماسة منذ فترة – وليس من اليوم – لتوحيد الجهود والطاقات صوب الغاية التي يتطلع إليها شعبنا؛ وهدفه المنشود باستعادة الدولة المختطفة؛ والمسار السياسي حتماً سيقود إلى حل للمشكلات؛ وفي أسوأ الأحوال لن يكون مشكلة بذاته كما هو الحال مع ما عداه من خيارات”.
وأضاف “الأحزاب السياسية اليمنية ومثلها القوى والمكونات الأخرى الفاعلة ما زالت قادرة على إنتاج أفكارا للحل، والتوافق الذي شهدته مدينة عدن اليوم هو خطوة في الإتجاه الصحيح، وفوق أنه استجابة لحاجة اللحظة، هو حل أيضا، أو على أقل تقدير مفتاحاً رئيسيا للحل الذي طال البحث عنه” على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، أعلن رسمياً إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية المناوئة لجماعة الحوثي، برئاسة أحمد بن دغر، وذلك في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأعلن التكتل في بيان الاشهار، عن برنامج سياسي لتحقيق عدد من الأهداف، تضمنت “استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية كقضية رئيسية ومفتاح لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي”.
وتشمل أهداف برنامجه السياسي “الحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية، بما يلبي تطلعات أبناء جميع المحافظات، والحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني”.
كما شملت “تعزيز علاقة اليمن بدول الجوار ومحيطها العربي والمجتمع الدولي، ومحاربة الفساد والغلو والإرهاب ورفض التمييز بكافة أشكاله، واستئناف الحياة السياسية في عموم محافظات الجمهورية، ورفض فرض المشاريع والرؤى السياسية بالعنف، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن”.