أبرز محطات الشاعر كريم العراقي.. ساهم بشهرة ’الساهر’ وكبار الفنانين ورحل مغترباً
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
السومرية نيوز – فن وثقافة
رحل صباح اليوم الجمعة 1 سبتمبر/أيلول 2023، صاحب قصيدة: "لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه" وقصيدة "الشمس شمسي والعراق عراقي"، الشاعر العراقي كريم عودة المعروف في الوطن العربي باسم "كريم العراقي". الخبر المحزن، أعلنه مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عارف الساعدي، الذي أكد أنّ كريم العراقي توفي فجر اليوم في أحد مستشفيات إمارة أبوظبي الإماراتية، عن عمر ناهز 68 عاماً.
وكان العراقي يصارع الموت منذ نحو 3 أعوام، منذ أنّ أُعلن عن إصابته بمرض سرطان الأمعاء والبروستات، وخضع إلى أكثر من عملية جراحية، كما أنه كان يتلقى بين الحين والآخر جرعات من العلاج الكيماوي.
من هو كريم العراقي؟ وُلد كريم عودة أو كما يحب الناس مناداته كريم العراقي في الـ18 من فبراير/شباط 1955 في منطقة الشاكرية كرادة مريم في العاصمة العراقية بغداد.
كان العراقي منذ بداياته يحب الأدب، فبدأ بكتابة الشعر الشعبي منذ أن كان طالباً ابتدائياً في العديد من المجلات العراقية مثل: (مجلة المتفرج، الراصد، الإذاعة والتلفزيون، ابن البلد، وعي العمال، ومجلة الشباب).
فيما بعد حصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد، وعمل بشهادته تلك في مدارس بغداد لعدة سنوات، قبل أن يصبح متخصصاً في كتابة "الأوبريت المدرسي".
في عام 1974 كانت أولى بداياته مع كتابة الأغاني، من خلال كتابة أغان للأطفال أشهرها "الشميسة" و"يا خالة يالخياطة".
قبل أن يقدم العديد من الأغاني للمطرب العراقي صلاح عبد الغفور مثل: (تهانينا يا أيام، خيرتك حبيبي).
وأيضاً العديد من الأغاني للمغني سعدون جابر وهي: (يا أمي يا أم الوفا، لا رايد مراسيل، من الأول يا حبيبي)، و3 أغانٍ لحسين نعمة، مثل: (تحياتي، شكد صار أعرفك، هنا يمن كتلي اعتمد).
وأيضاً العديد من الأغاني الأخرى لفنانين مشاهير أمثال: (العراقية الأرمنية سيتا هاكوبيان، رضا الخياط، فؤاد سالم، أنوار عبد الوهاب، رياض أحمد، جعفر الخفاف، ماجد المهندس، عادل مختار، رضا العبد الله، شذى حسون، وحاتم العراقي).
أشعار كريم العراقي الغنائية تجاوزت حدود العراق، ووصلت إلى الكثير من المغنيين العرب المشاهير الحاليين.
ومن أبرز الأغاني التي كتبها أيضاً:
أغنية "أجلت همومي" للمغنية التونسية لطيفة.
أغنية "أناني" للمغنية السعودية أسيل عمران.
أغنية "العاشق الهايم" للمغني المغربي سعد لمجرد.
أغنية "لا تشك للناس" للمغنية السورية أصالة نصري.
أغنية "المعطف" للمغني التونسي صابر الرباعي.
أغنية "إنسان ثاني" للمغنية المغربية رجاء بلمليح.
أغنية "العمارة" للمغني المصري محمد منير.
أغنية "أحبك جداً" للمغني اللبناني عاصي الحيلاني.
أغنيتي "بعيونك زعل" و"بيعاملني" للمغنية اللبنانية أمل حجازي. كريم العراقي وكاظم الساهر.. ثنائية قد لا يكررها التاريخ
بعيداً عن جميع المطربين والمغنين السابقين، فقد شكل كريم العراقي رفقة المغني كاظم الساهر، ثنائية قد يكون من الصعب تكرارها على مر التاريخ، بفضل الكثير من الأغاني التي قدمها العراقي للساهر وحققت جميعها من دون استثناء نجاحاً كبيراً في عالم الفن.
بدأت رحلة كريم العراقي والقيصر الذي يصغره بعامين فقط منذ عام 1987 عندما تعرفا على بعضهما البعض خلال الخدمة العسكرية.
أول عمل مشترك بينهما كان في أغنية "شجاهه الناس" والتي كانت تتر مسلسل عراقي اسمه "نادية"، وتبعها العديد من الأغاني النادرة لكاظم الساهر مثل "ناس وناس" و"معلَّم على الصدمات قلبي" و"افرح ولا تحرموني منه".
أغاني كاظم الساهر التي كتبها كريم العراقي
خلال 36 عاماً، قدم كريم العراقي لكاظم الساهر أكثر من 70 أغنية أشهرها:
تلك التي أسميتها تاج النساء
مدينة الحب
كل ماتكبر تحلى
كان صديقي
غرفة المكياج
عيد وحب
سلامي
رخصت دمعتي
دلع النساء
بعد الحب
المستبدة
العزيزين
عروس الحب
تعالي أقبل وجهك
سلامتك حبيبي
يالحبيب
ها حبيبي
نزلت للبحر
منين انت
متمردة
وكان الشاعر كريم العراقي قد كشف عندما كان يتلقى العلاج من مرض السرطان في عام 2020 عن كتابته لعمل جديد وهو على فراش المرض، لكاظم الساهر بعنوان "عراقنا يا قرة العيون".
فيما كشف أيضاً في عام 2022 أنه استغل فترة تواجده في المستشفى للعلاج من السرطان، في كتابة العديد من الأعمال الفنية من بينها فيلم "أنا ابن جلجامش" والذي اتفق مع الساهر لتقديم دور بطولته على حد قوله.
يذكر أن العراقي له عدد من المسرحيات والدواوين والألبومات الصوتية، وحصل على جائزة من اليونيسف لأفضل عمل إنساني، ومن أعماله أيضاً ديوان "للمطر وأم الضفيرة"، "ذات مرة"، "سالم يا عراق"، "الخنجر الذهبي"، و"الشارع المهاجر".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: کریم العراقی
إقرأ أيضاً:
رايات الشمس البنفسجية
يستبشر أصحاب بساتين النخيل خيراعندما ترتفع درجات الحرارة في موسم الصيف؛ كونها تسارع في إنضاج التمور، وفي هذه يشتركون مع الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1889-1857م) في الترحيب بشمس الصيف، فهو يرى أن صبا الأرض يعود مع الصيف، والفتنة والجمال، حيث الخضرة التي تتسع كلما سقطت أشعة الشمس عليها، فهو يقول:
عادَ لِلأَرضِ مَعَ الصَيفِ صِباها
فَهي كَالخَودِ الَّتي تَمَّت حُلاها
صُوَرٌ مِن خُضرَةٍ في نَضرَةٍ
ما رَآها أَحَدٌ إِلّا اِشتَهاها
ذَهَبُ الشَمسِ عَلى آفاقِها
وَسَوادُ اللَيلِ مِسكٌ في ثَراها
ويبدو أنه قال ذلك بتأثير البيئة التي نشأ فيها الشاعر المولود في قرية (المحيدثة) في جبل لبنان، وفيها أمضى طفولته، وغادرها عام 1992 وكان قد دخل الثالثة عشرة من عمره، ليتّجه إلى الإسكندرية، وسواحلها التي يصطاف فيها السيّاح، قبل أن يهاجر إلى أمريكا، عام 1912م ويستقرّ في نيويورك، ويموت ويدفن فيها، وللبيئة تأثيراتها على ساكنيها، كما يعرف المختصّون، لذا تغنّى أبو ماضي بالصيف، وشمسه الساطعة، بينما يخالفه الشاعر العباسي أبو بكر الصنوبري الذي اشتهر شعره بوصف الطبيعة، وعاش متنقّلا بين حلب ودمشق واستقرّ وتوفي فيها عام 945م، فيرى أن الأرض تتحوّل في الصيف إلى موقد، وتنوّر يفور من شدّة حرارة الشمس، دون أن ينسى نضج الثمار في الصيف، بقوله:
إن كان في الصيف ريحان وفاكهة
فالأرض مستوقد والجوّ تنّور
ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إِذا
أتى الربيعُ أتاكَ النَّورُ والنور
هذا البنفسجُ هذا الياسمينُ وذا الـ
نّسرينُ ذا سوسنٌ في الحُسْنِ مشهور
وورد البنفسج الذي يسهب الصنوبري بوصف جماله في الربيع، يتحوّل اسمه إلى نقمة ورعب في الصيف، عكس الشعور بالارتياح الذي يخلّفه البنفسج، ملهم الشعراء والمغنين، ومنهم المطرب ياس خضر الذي غنى للبنفسج واحدة من أجمل الأغاني التي كتب كلماتها الشاعر مظفر النواب هي «يا ليلة من ليل البنفسج» مشيرا للّيلة المقمرة التي تفوح فيها رائحته، وتلهب خياله، بينما لون البنفسج في الصيف ينذر بالخطر، فحين تصل درجات الحرارة إلى درجة تهدّد حياة الإنسان، وتستهدف سلامته، تُرفع الراية البنفسجية، كما فعلت الشركات الأجنبية المستثمرة في حقل غرب القرنة وحقول نفطية في البصرة، قبل أيّام قليلة، بعد أن تخطّت درجات الحرارة حاجز الـ 52 درجة، فاللون البنفسجي مأخوذ من الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، التي إذا ما تعرّض لها الإنسان، فسيصاب بضربة شمس، وهي كفيلة بقتل خلاياه الحية، لذا تحذّر الشركات العاملين من خطرها للحيلولة دون ما لا يحمد عقباه، وتطلب منهم الابتعاد عن الشمس في ساعات الظهيرة، تلك التي تكون فيها الشمس عمودية، إذ يشتدّ الحر في «الهاجرة» ويوصي الأطباء بتجنّب التعرّض للشمس وقت الهجير الذي هو شدّة الحر في منتصف النهار، وفي ذلك يقول الأصمعي، كما جاء في كتاب (المحاسن والمساوئ) للبيهقي: «بينا أنا ذات يوم قد خرجتُ في الهاجرة والجو يلتهب ويتوقّد حرّا، إذ أبصرتُ جارية سوداء قد خرجتْ من دار المأمون ومعها جرّة فضة تستقي فيها ماء، وهي تردّد هذا البيت بحلاوة لفظ وذرابة لسان:
حرُّ وجدٍ وحرُّ هجرٍ وحرُّ
أيّ عيشٍ يكونُ من ذا أمرُّ؟»
وإذا كانت حرارة الوجد تزيد من سخونة الجو في البيت الذي ذكرته الجارية، فالراية البنفسجية التي تناقلت أخبارها وكالات الأنباء ترفع درجات الخوف وهذه تزيد درجات الحرارة بدلا من تخفيضها، ويتّفق الجميع أن الإكثار من شرب الماء في مثل هذه الأيام ضروري، للتعويض عن السوائل المفقودة، وكذلك تناول اللبن مع حبّات التمر التي تكون قد نضجت بفعل حرارة الشمس، لقطع المراحل الثلاث المطلوبة لنضجه التي كما يقول المزارعون: (صباغ اللون)، و(طباخ التمر) و(جداد النخل)، وحتى يصل المرحلة الثالثة تكون الأرض قد رفعت أكثر من راية بنفسجية !.
عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب عماني
البث المباشر لمشاهدة مباراة البرتغال وفرنسا يلا شوت اليوم في ربع نهائي يورو 2024