موقع النيلين:
2025-02-21@12:41:12 GMT

لماذا فعلت قحت ذلك؟

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

لماذا فعلت قحت ذلك؟


إن إحداث انقسام داخل صفوف العدو وشل التماسك الداخلي استراتيجية معروفة وقديمة تقوم بها القوى السياسية والمخابراتية ويلعب المال فيها دور كبير، ولقد استخدمت قحت وخلفها جهات دولية ذات الاستراتيجية تجاه السودان خلال الاتفاق الإطاري. كانت فلسفة الاتفاق الإطاري تقوم تحديدا على هذه الاستراتيجية تحديدا والتي تسمى (فرق تسد)

أذكر نقاش دار بيني وبين أحد الكوادر القحاتية في حلقة على قناة (سودانية ٢٤) وكان منطق القحاتي يقول ما معناه: الحكم المدني سيأتي مع وضعية توازي وتوازن بين الجيش والدعم السريع.

وضعية توازن المصالح بينهما ستأتي بالحكم المدني ويقصد طبعا أن يحكموا هم.
وطبعا هذا جهل كبير وقد فهمت وقتها خطورة هؤلاء وطريقهم المؤكد نحو الحرب، قحت وقتها ومن يفكر لها وتحديدا (فولكر بيرتس) كانت تستخدم تكتيك تقسيم المكون العسكري، وتعزيز فرص الانقسام التي ستقود لفرض الاتفاق الإطاري، ومنح قحت ما تريد وكذلك منح المليشيا ما تريد بالضغط الجماعي على الجيش.

تكتيك التقسيم هذا مفهوم في إطار القوى السياسية فآثاره تخريبية لكنها لا ترقى للحرب، فأن تدعم تقسيم داخل جبهة معينة أو حزب معينة شيء مفهوم؛ لكن أن تدعم تقسيم مكون عسكري يمتلك السلاح، وبل وتربط مسألة الديمقراطية والإصلاح والتطوير بدمج مليشيا في الجيش، وكأن هناك تساوي بين وضعية المليشيا المعتلة تماما، وبين وضعية قوات تاريخية وطنية ودستورية تحتاج للتطوير كحال كل مؤسسات الدولة بما في ذلك الأحزاب السياسية التي تحتاج هي نفسها للإصلاح.

هذا الموقف التكتيكي قصير النظر والقائم على تعزيز الانقسام وتقنينه دستوريا دفع قحت للترويج لدستور أعدته منظمة pilpg المشبوهة والتي يعمل فيها العميل التعايشي كموظف، طرحت قحت المقترح باسم لجنة تسييرية المحامين، ثم ذهبت للتوقيع على الاتفاق الإطاري برعاية البعثة الأممية والذي يمنح الدعم السريع وضعية موازية للجيش في المادتين الثالثة والسابعة من الفصل الثاني. كل ذلك كان تأييد لخط إضعاف المكون العسكري وتقسيمه ودفعه نحو المواجهة؟

لماذا فعلت قحت ذلك؟

هذه المغامرة التي حدثت في الاتفاق الإطاري وأنتجت الحرب قامت بها قحت للأسباب والدوافع الآتية:
١- افتراض ساذج بأن الحرب لن تحدث أبدا، وبأن دفع الجيش نحو الحافة وحصاره بالمليشيا هو تخطيط ذكي سيُمكن قحت من الحكم. ولكن الأمر لم يكن كذلك فالمسألة مسألة أمن قومي والحرب بدأت أصلا في الاتفاق الإطاري وقحت كانت تلعب بالنار تماما. إن الجهل بالأمن القومي السوداني دفعهم للتلاعب بهذه الطرق السياسية في قضايا حساسة وخطيرة وهذا أمر غير ممكن السيطرة عليه وقت الانفجار.

٢- العمالة وتنفيذ المخطط الأجنبي، إن الغرب والإمارات اللذان رعيا الاتفاق الإطاري بشدة كانا يهدفان لوضع الدولة السودانية تحت السيطرة التامة وإكمال حلقات الحصار.

إذن هذه المعركة إخوتي هي معركة كرامة وطنية بالمعنى التام للكلمة، هي معركة ضد عدو واحد يسمى #جنحويد_قحاتة ويعني: تحالف أعداء الدولة الوطنية بجانبه السياسي وجانبه العسكري.

هشام عثمان الشواني
الشواني

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاتفاق الإطاری

إقرأ أيضاً:

محاولات إسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى

كشف مصدر إسرائيلي، عن محاولات تجريها تل أبيب من أجل تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن المصدر الذي لم تسمه، أنه "في خلفية الموافقة على الاتفاقيات مع حماس بشأن استكمال إعادة جميع الأسرى الذين تم الاتفاق عليهم في المرحلة الأولى الأسبوع المقبل، فإن تل أبيب تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى مع إطلاق سراح أسرى إضافيين".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "من المتوقع أن يكون هناك صعوبة في الاتفاق مع حماس بشأن نزع سلاحها في غزة، كما تطالب إسرائيل في المرحلة الثانية بدعم أمريكي"، مضيفة أن "هناك رغبة كبيرة في تحقيق إطلاق سراح أسرى آخرين لا يزالون في قبضة حماس ضمن شروط المرحلة الأولى".

وذكرت أنه "بحال تم الاتفاق على تمديد المرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر، إلى جانب إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والبيوت المتنقلة".

وأشارت إلى أنه في إطار الصفقة تم الاتفاق على إدخال 60 ألف "كرفان" في المرحلة الأولى، ولكن حتى الآن لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، وقد يتغير هذا الوضع لاحقا إذا وافقت "حماس" على إطلاق سراح المزيد من الأسرى.



وأكدت الصحيفة أن "المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، من المتوقع أن تبدأ في غضون أيام قليلة، وسيديرها الوزير رون درمر بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتعاون مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف".

وتابعت: "نظرا لأن هذه مفاوضات سياسية حول إنهاء الحرب، فإن إدارة المفاوضات ستقتصر بشكل حصري على نتنياهو أو درمر"، منوهة إلى أن رئيس الشاباك رونين بار لن يعود إلى فريق التفاوض، ومن المحتمل أيضا ألا يعود رئيس الموساد ديفيد برنيع، بحسب ما أكده مصدر سياسي إسرائيلي.

ونوهت إلى أن الخيارات المتاحة في المرحلة الثانية، هي إطلاق سراح أسرى مقابل إنهاء الحرب، وكذلك نزع "سلاح قطاع غزة" وتحقيق أهداف الحرب، بحيث لا يبقى لحماس دور حكومي أو عسكري في القطاع.

واستدركت: "الخيار الثاني هو العودة إلى الحرب بدعم من ترامب، وبأسلوب مختلف ينسجم مع المعدات العسكرية والقوات التي تم تجديدها"، مؤكدة أن "هناك خطة حرب جديدة مع رئيس الأركان الجديد، ستكشفها الأيام".

مقالات مشابهة

  • العراق أولاً لكن... الغلبة للحسابات السياسية والعلاقة مع سوريا مثالا
  • العراق أولاً لكن... الغلبة للحسابات السياسية والعلاقة مع سوريا مثالا - عاجل
  • لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟
  • لماذا أعلن الجيش المصري الثالث الاستنفار؟ .. خلط الديمغرافيا في سيناء خطيرٌ للغاية وقبائل سيناء حاضنة تُؤيّد المقاومة الفلسطينية
  • تصعيد جديد.. إيران ترد على تهديدات نتنياهو ماذا فعلت؟
  • التحول في الموقف الأمريكي: لماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي؟
  • محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة
  • محاولات إسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى
  • ‎همسون وهتلر.. لماذا أهدى الأديب النرويجي ميدالية نوبل للنازيين؟
  • الان علمتم لماذا دخل الحلو الحرب كطرف ثالث يصب فى مصلحة الجنجويد ؟