استقالة مسؤول مصري احتجاجا على هدم المقابر التاريخية
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
استقال أستاذ التصميم العمراني والبيئي المصري، أيمن ونس، من منصبه في رئاسة اللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز في شرق القاهرة، احتجاجا على مواصلة عمليات هدم المقابر التاريخية في العاصمة المصرية.
وبرر ونس استقالته التي نشرها على صفحته في "فيسبوك"، بـ "عدم جدوى عمل اللجنة في التسجيل للمباني المتميزة ذات القيمة التراثية بغرض الحفاظ عليها نظرا لقيمتها المنصوص عليها في القانون رقم 144 لسنة 2006، في ظل ما يحدث الآن من أعمال هدم وإزالة للمقابر التراثية ذات القيمة المعمارية والعمرانية والتاريخية بالقاهرة".
وقال إن ما يحدث الآن ليس فقط "إهدارا لمباني المقابر التاريخية التراثية فحسب ولكنه إهدار عمراني وتاريخي ذو قيمة متفردة على مستوى العالم ويمثل جزءا هاما في التراث العالمي"، بحسب نص الاستقالة الذي نشره عبر صفحته على موقع فيسبوك.
وأكد أن ما يحدث "يعتبر إهدارا لثروات مصر التاريخية ذات القيمة التي لا يمكن تعويضها وهو الأمر الذي لا يستقيم مع الاستمرار في عمله كرئيس للجنة".
وأصدر متخصصو آثار مصريون نداء تحت عنوان "أنقذوا جبانات القاهرة التاريخية من الزوال"، وأكدوا أنهم شخصيات من هيئات اجتماعية وجمعيات ونقابات مهنية ومتخصصين وشخصيات عامة يدينون "التعدي على منطقة جبانات القاهرة التاريخية والمسجلة على قائمة التراث العالمي"، بحسب موقع "المنصة" المحلي.
وأشار هؤلاء في بيان إلى أن "مثل هذه المناطق تحميها قوانين عالمية ومحلية واكتسبت قيمتها بمن ضمته في ثراها من أجيال متعاقبة من أبناء هذا البلد بجميع فئاته وطبقاته، ومن ساهموا في نهضة هذا البلد الثقافية والحضارية".
وأكدوا أنه تم "عرض حلول وبدائل عن الإزالة طرحتها لجنة شكلها مجلـس الـوزراء مـن المـتخصصين فـي التخطيط الـعمراني والحفاظ على التراث".
بدورها، أكدت جمعية المهندسين المعماريين، أن "جبانات مصر التاريخية تتعرض لتدمير شامل لـم تشهده من قبل خلال 14 قرنا منذ نشأتها إلى يومنا هذا كما لم تشهده حـتى فترة الاحتلال الأجنبي أو من جراء الحروب والكوارث الطبيعية".
وأضافت الجمعية أن هذه الجبانات ضمن القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي، تحـميها مواثيق عالمية وقوانين محلية، كما أنها مسجلة أيضا كمنطقة تراثية ضمن القاهرة التاريخية طبقا للقانون رقم 119 لسنة 2008.
وذكرت أن هذه المقابر، اكتسبت قيمتها التاريخية والتراثية لما لها من نسيج عمراني متميز ارتبط بمدينة العصور الوسطى وكذلك بمن ضمتهم في ثراها، من أجيال متعاقبة من أبناء هذا البلد بجميع فئاته وطبقاته ورموزه ممن ساهموا في نهضة مصر من علماء وحكام وسياسيين وفنانين وأدباء وشعراء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري القاهرة هدم المقابر مصر القاهرة هدم المقابر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القاهرة التاریخیة
إقرأ أيضاً:
باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب
الرباط (الاتحاد)
أكد باحثون ومختصون أن العمارة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تجسد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، وتعكس خصوصيات البيئات المحلية وتاريخ التحولات المجتمعية عبر العصور.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جماليات العمارة التراثية الإماراتية والمغربية»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات، والدكتورة زهور كرام من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
استعرض الدكتور حمد بن صراي ملامح العمارة التراثية في دولة الإمارات، موضحاً أن فهم مواطن الجمال للعمارة يتطلب المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن العمارة الإماراتية ارتبطت بالبحر في كثير من عناصرها، حيث وظف الإنسان الإماراتي التراث العمراني للتعبير عن هويته واحتياجاته البيئية.
وأوضح ابن صراي أن أماكن استيطان الإنسان الإماراتي توزعت بين المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية، فكانت العمارة تتكيف مع الظروف المناخية ومتطلبات الحياة اليومية.
كما تناول أنظمة التهوية التقليدية، كالأسطح المستوية المناسبة لقلة الأمطار، والبراجيل المستخدمة لتهوية المنازل، والنوافذ التي روعيت فيها اعتبارات الخصوصية الاجتماعية.
واستعرض الباحث الإماراتي المواد التقليدية المستخدمة، مثل الجبص، والنخيل، وأخشاب المانغروف المستوردة من الساحل الشرقي لأفريقيا، إلى جانب الأحجار والمرجان والطين والقصب (البامبو)، مشيراً إلى الزخارف الدقيقة التي تزين الأبواب والأقواس والأسقف.
كما توقف عند العناصر الجمالية كالشمسيات المعمارية والأقواس المدببة التي تظهر في بعض المساجد التاريخية مثل مسجد البدية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة زهور كرام أن العمارة التراثية المغربية تتسم بتوافق عميق بين الشكل والجوهر، حيث امتد تأثيرها إلى العمارة المعاصرة، معبرة عن روح الشخصية المغربية واستمرارية تقاليدها الاجتماعية والثقافية.
وأشارت كرام إلى وجود تشابهات بارزة بين العمارة المغربية والإماراتية، أبرزها انتماؤهما إلى روح العمارة الإسلامية التي تقوم على الزخارف الهندسية والأشكال الرمزية، بعيداً عن تصوير الكائنات الحية.
وأكدت أن العمارتين تعكسان الهوية المجتمعية لكل من المغرب والإمارات، وتعبران عن الخصوصيات البيئية لكل مجتمع، حيث تظهر العمارة كاستجابة مباشرة لظروف المناخ والبيئة المحلية.
واستعرضت كرام خصوصية الزليج المغربي (البلاط المزخرف)، باعتباره نموذجاً على دقة الحرفة الفنية في المغرب، موضحة أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى إضعاف هذه الحرف لما تحمله من رمزية وطنية وثقافية عميقة.