الشارقة-الوطن
وصلت حملة “اكتشف الهندسة” التي أطلقتها كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة إلى نهائيات جوائز مجلة تايمز للتعليم العالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتنافس الحملة، والتي تهدف إلى إشراك طلبة المدارس وإلهامهم للعمل في مجالي التكنولوجيا والهندسة، للحصول على جائزة أفضل حملة لاستقطاب الطلبة لهذا العام.

وتركز جزائز مجلة تايمز للتعليم العالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نسختها الأولى، والتي من المقرر أن تستضيفها جامعة خليفة في نوفمبر 2023، على أنشطة الجامعات خلال العام الدراسي 2022.

وكانت حملة “اكتشف الهندسة” قد انطلقت في فصل خريف 2022 واشتملت على 42 نشاطًا شارك فيها 1,800 طالب وطالبة من أكثر من 100 مدرسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، شكلت الطالبات منهم نسبة النصف. وقد تم اختيار الطلبة عبر عملية اختيار صارمة من بين 3,800 متقدم. وتضمنت الحملة سلسلة من المخيمات وورشات العمل والمسابقات والزيارات وبرنامج الظل الهندسي الأكاديمي وأيام الهندسة المفتوحة ويوم مرشدي المدارس الثانوية.

وقال الدكتور فادي أحمد العلول، عميد كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة: “تعد حملة “اكتشف الهندسة” نشاطًا أساسيًا من أنشطة التواصل المجتمعي لكلية الهندسة. فنحن نؤمن أن تأثيرنا على الطلبة يبدأ وهم لايزالون في المدرسة. تمثل هذه الحملة توجهنا نحو رعاية العقول الشابة، وفتح الأبواب أمام المواهب، والمشاركة الفعالة في استراتيجية الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وأضاف: “نحن نعمل مع الطلبة في الصفوف من الثامن إلى الثاني عشر من مختلف مدارس الإمارات العربية المتحدة لأننا نريد أن نكون شموليين قدر الإمكان. كما أننا ندرك من أبحاثنا أن الأجيال الجديدة لم تعد متحمسة لمجرد زيارة حرم جامعي، فسعينا إلى أن نقدم لهم تجربة شاملة في الجامعة الأمريكية في الشارقة من خلال أنشطة “اكتشف الهندسة”، حيث يتفاعل الطلبة مع أعضاء الهيئة التدريسية ويستخدمون المختبرات ويجرون التجارب، ويحضرون الحصص الدراسية، ويتفاعلون مع طلابنا، ويزورون مرافق الجامعة، ويستكشفون الابتكار في الحرم الجامعي، ويختبرون الحياة الجامعية”.

تطرح الكلية أنشطة “اكتشف الهندسة” المجانية خلال العطلات المدرسية وفي عطلات نهاية الأسبوع، وتقدم للطلبة مجموعة متنوعة من الفرص للتعرف على برامج الكلية في الهندسة الكيميائية والبيولوجية، والهندسة الميكانيكية، وعلوم وهندسة الكمبيوتر، والهندسة الصناعية، والهندسة المدنية، والهندسة الكهربائية.

قال الدكتور العلول: “يعقد كل قسم من أقسامنا الستة مخيمًا خاصًا يتعرف الطلبة من خلاله على مجموعة متنوعة من مجالات الدراسة ويجرون التجارب في مختبراتنا. وتركز ورشات العمل على موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمجالات المتخصصة الأخرى. كما تشجع المسابقات طلبة المدارس على التفكير بأسلوب مبتكر، وحل المشكلات، وتطوير مهاراتهم الشخصية، والعمل ضمن فريق. أما برنامج الظل الهندسي الأكاديمي، فيجمع طلبة المدارس الثانوية مع طلبة الهندسة المدربين في سنتهم النهائية لمدة يوم واحد، فيحضرون الفصول الدراسية معهم، ويزورون مرافق الجامعة، ويتحدثون إلى أعضاء الهيئة التدريسية ويختبرون معنى أن يكونوا طلبة جامعيين. نحن نعمل أيضًا بشكل وثيق مع مكتب إدارة القبول والاستقطاب في الجامعة الأمريكية في الشارقة لتنظيم زيارات وجولات إثرائية في كليتنا وحرم الجامعة “.

وقد شهد برنامج الظل الهندسي الأكاديمي للعام الأكاديمي 2022-2023 مشاركة 58 طالباً، منهم 35 طالباً في الصف الثاني عشر انضم منهم 17 إلى كلية الهندسة في فصل خريف 2023. وقد مثلت يسر أحمد، طالبة الصف الثاني عشر في مدرسة الشارقة الأمريكية الدولية، إحدى هؤلاء الطلبة.

قالت أحمد: “لقد تمكنت من حضور حصة هندسة وقد كان ذلك ممتعًا ومثيرًا للاهتمام فعلاً. كما أنني زرت مباني الجامعة واطلعت على مرافقها الحديثة. كان الجميع في الجامعة مرحبين وودودين للغاية. وكان برنامج الظل الهندسي الأكاديمي تجربة رائعة حيث سنحت لي فرصة أن أعيش يومًا واحدًا كطالبة هندسة وأختبر الحياة الطلابية في الجامعة الأمريكية في الشارقة”.

أما الطالب عبد الرحمن ميرزا من مدرسة الشويفات الدولية، فقد شارك في مخيم الهندسة الصناعية الذي أقيم في مايو 2023. قال: “كان حضور مخيم الهندسة الصناعية مفيدًا في تحديد ما إذا كان هذا المجال مناسبًا لي أم لا. أنا الآن على دراية بالعناصر المختلفة التي تشكل الهندسة الصناعية. وبفضل هذه المعرفة، يمكنني الآن اتخاذ قرار مستنير فيما يتعلق بمتابعته بشكل أكبر”.

تقوم كلية الهندسة أيضًا باستطلاع آراء طلبة المدارس المشاركين في نهاية كل نشاط للحصول على ملاحظاتهم، كما أنها تبقى على اتصال معهم، وهو تقليد اتبعته منذ أن طرحت مخيم الحوسبة الخاص في عام 2017.

قال الدكتور العلول: “قبل إطلاق حملة اكتشف الهندسة في خريف 2022، اعتاد قسم علوم وهندسة الكمبيوتر في الكلية تنظيم مخيمات الحوسبة لطلبة المدارس لتعريفهم بالمجال ومنحهم فهمًا أعمق لإمكانياته. وقد حققت هذه المبادرة نجاحًا كبيرًا لدرجة أننا تمكنا بسهولة من تطبيقها في باقي أقسام الكلية كجزء من برنامج “اكتشف الهندسة”. ولقد تمكنا من رؤية تأثير مخيم الحوسبة بشكل مباشر عندما التحق طلبة المدارس ببرامج علوم وهندسة الكومبيوتر في الجامعة. ونحن نتطلع اليوم لرؤية ثمار جهودنا في حملة “اكتشف الهندسة” قريبًا”.

كان لودان محمد المغامر، طالب سنة ثالثة في علوم الكمبيوتر يتخصص فرعي في علوم البيانات وعلم الأحياء في الجامعة الأمريكية في الشارقة، لا يزال طالبًا في المدرسة في عام 2021 عندما شارك في مخيم الحوسبة في الجامعة الأمريكية في الشارقة.

قال: “خلال فترة كوفيد-19، انضممت إلى مخيم الحوسبة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، فكان فرصة رائعة لمعرفة المزيد عن الجامعة وعالم الحوسبة. وبما أنني تعلمت الكثير في غضون أيام قليلة واستمتعت بوقتي، أصبحت أكثر ميلًا لدراسة علوم وهندسة الكمبيوتر. إن المجموعة الواسعة من الفرص التي تتيحها علوم الكمبيوتر هائلة، وبما أنني أردت دائمًا المساهمة في المجال الطبي، اكتشفت أنه يمكنني القيام بذلك من خلال علوم الكمبيوتر. ولهذا السبب أقوم حاليًا بدراسة تخصصين فرعيين في علوم البيانات وعلم الأحياء للدخول تدريجيًا في مجال المعلوماتية الحيوية”.

تعد الجامعة الأمريكية في الشارقة من بين أفضل 175 جامعة في بلدان الاقتصادات الناشئة (2022) ومن بين أفضل خمس جامعات في العالم في تنوع جنسيات طلبتها (2022)، بناءً على تصنيفات مجلة تايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی الجامعة الأمریکیة فی الشارقة الهندسة الصناعیة کلیة الهندسة طلبة المدارس علوم وهندسة الهندسة فی الهندسة ا مخیم ا

إقرأ أيضاً:

سياسات ترامب تجاه اليمن والشرق الأوسط وفق “مشروع 2025..وعد المحافظين”

يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:

في أبريل/نيسان 2022، أطلقت مؤسسة هيرتيج، وهي مؤسسة بحثية أمريكية محافظة، بالتعاون مع تحالف واسع من 50 منظمة محافظة، مشروع 2025: خطة للرئيس المحافظ القادم للولايات المتحدة.

يحدد كتيب “مشروع 2025، تفويض القيادة: وعد المحافظين” بلغة واضحة وبتفصيل دقيق كيف قد تبدو إدارة ترامب الثانية التي بدأت في يناير/كانون الثاني الماضي. وتتضمن قائمة الأمنيات اليمينية، المكونة من 922 صفحة، لعودة ترامب، مؤشرات بشأن الشؤون الداخلية والسياسة الخارجية والدفاع. وصدر الكتاب قبل أحداث البحر الأحمر والهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة (2023-2025) وتدخل الحوثيين لشن هجمات بحرية أثارت غضب الأمريكيين ودفعت إدارة ترامب لإعادة تصنيفهم جماعة إرهابية فاتحة الخيار باستخدام النهج العسكري مع الجماعة.

قرأ “يمن مونيتور” الكتيب ويقدم خلاصة ما تحدث به بشأن اليمن والشرق الأوسط. إن أجندة هذه الحملة، وفقاً لرئيس مؤسسة هيرتيج كيفن د. روبرتس، هي “هزيمة اليسار المناهض لأميركا ــ في الداخل والخارج”.

إن مشروع 2025 يستند إلى ما تعتبره المؤسسة أعظم انتصار تاريخي لها. فقد تزامن إطلاق أول تفويض للقيادة مع تنصيب رونالد ريجان في يناير/كانون الثاني 1981. وبحلول العام التالي، وفقاً للمؤسسة، “تحول أكثر من 60% من توصياتها إلى سياسات”.

ومن الواضح أن سلسلة من الإجراءات التي اتخذها الرئيس ترامب خلال شهره الأول في منصبه تحمل بصمات مشروع 2025، بل إن بعض الحالات، تذهب إلى أبعد مما تفعله الوثيقة، كما هو الحال مع محاولة الإدارة تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وفي حالات أخرى، تعارض توجيهاتها، كما في حالة رفض السيد ترامب فرض حظر تيك توك.

بخصوص اليمن ذُكرت في إطار تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية، وفي حالة السياسة الخارجية تجاه الجمهورية الإيرانية. وفي إطار الأمن الإقليمي لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وفي تأمين خطوط التجارة العالمية.

الممثل الكوميدي كينان تومسون يتحدث عن مشروع 2025 في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، إلينوي، في أغسطس/آب 2024 (أندرو هارنيك/وكالة الصحافة الفرنسية)

إليكم ما ذكره الكُتيب عن اليمن والشرق الأوسط:

اليمن

⬛ العمل مع الكونجرس لإجراء تخفيضات كبيرة في ميزانية الوكالة الدولية للتنمية من خلال إنهاءها، إننا نواجه الآن برامج تسبب ضررا أكثر من نفعها في الأماكن التي تسيطر عليها جهات خبيثة، كما هو الحال في اليمن وسوريا وأفغانستان، حيث يتم استهلاك مساعداتنا من خلال الاحتيال والتحويل وتكاليف النفقات العامة للشركاء.

⬛ إن هذا يتطلب من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأميركية وضع استراتيجيات خروج خاصة بكل بلد تحدد مدة الاستجابة الإنسانية وتحدد التمويل اللازم للانتقال من مشاريع الطوارئ إلى مشاريع التنمية. وهذا يتطلب دبلوماسية قوية للضغط على الحكومات المضيفة لدمج النازحين بدلاً من إبقائهم في معسكرات باهظة التكاليف وغير إنسانية يمولها المجتمع الدولي.

⬛ اليمن، التي كانت في السابق سلة الخبز لشبه الجزيرة العربية، تعتمد الآن على مليارات الدولارات من المساعدات حيث لم يعد المزارعون اليمنيون المنتجون في السابق قادرين على المنافسة ضد “الغذاء المجاني” بينما تظل أنظمة الري في حالة سيئة، مما يترك البلاد تعاني من نقص المياه خلال فترات الجفاف الطويلة في الصيف والفيضانات خلال موسم الأمطار. كما يحول المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران كميات كبيرة من المساعدات لدعم جهودهم الحربية.

⬛ الجهات الفاعلة تجني مليارات الدولارات من الأرباح من تحويل مساعداتنا الإنسانية، ولكن المنظمات الدولية تفعل الشيء نفسه. فبرنامج الأغذية العالمي يتقاضى 36% من النفقات العامة بينما وصلت النفقات العامة لمنظمة أوكسفام الدولية إلى 70% في اليمن، مما يعكس التكاليف المرتفعة للموظفين الأجانب والأمن والخدمات اللوجستية. وبفضل جماعات الضغط القوية في واشنطن العاصمة، وفي المناصب القيادية في جميع أنحاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية، تستغل صناعة المساعدات ببراعة ميل الكونجرس إلى زيادة التمويل عامًا بعد عام لمساعدة المحتاجين بشدة ولكنها لا تقدم أي دليل لتبرير طلبات الميزانية المتزايدة.

⬛ إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لابد وأن تفكر في خفض المساعدات للدول المتحالفة مع إيران، وتقييد المساعدات في هذه الدول لتعزيز الأولويات الاستراتيجية الضيقة ودعم القيم الأميركية الأساسية، مثل المساعدات المقدمة للأقليات الدينية المضطهدة. وتواصل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنفاق مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات غير إنسانية لأنظمة معادية تابعة لإيران. وبعد مليارات الدولارات من المساعدات والعديد من الهجمات الإرهابية التي شنتها إيران، فإن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لا تزال تنفق مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات غير إنسانية على جهات معادية.

⬛ من مصلحة الولايات المتحدة الوطنية بناء ميثاق أمني في الشرق الأوسط يشمل إسرائيل ومصر ودول الخليج وربما الهند، كترتيب “رباعي” ثان. إن حماية حرية الملاحة في الخليج وفي البحر الأحمر/قناة السويس أمر حيوي للاقتصاد العالمي وبالتالي لازدهار الولايات المتحدة أيضا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمين) يلتقط صورة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يسار) والملك السعودي سلمان في الرياض (بندر الجالود/القصر الملكي السعودي/وكالة الصحافة الفرنسية) الشرق الأوسط:

إن القسم الأعظم من الوثيقة الذي يتناول السياسة الخارجية يوضح كيف تحتاج الولايات المتحدة إلى تبني نهج “تقاسم الأعباء” عندما يتعلق الأمر بالدفاع الجماعي عن حلفائها. ويقول إن الدول الأخرى لابد أن يكون لها دور أكثر بروزاً في دعم جيوشها، بدلاً من أن تقدم واشنطن المساعدة الأمنية.

ويؤكد على ضرورة إعادة التواصل مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وألا تتخلى عن المنطقة. فبدون الزعامة الأميركية، قد تنهار المنطقة. إن هذه التوصية تتطلب استراتيجية متعددة الأبعاد.

 أولاً، يتعين على الولايات المتحدة أن تمنع إيران من اكتساب التكنولوجيا النووية وقدرات التسليم، وأن تعمل على عرقلة الطموحات الإيرانية على نطاق أوسع. وهذا يعني، من بين أمور أخرى، إعادة فرض عقوبات إدارة ترامب وتوسيع نطاقها؛ وتقديم المساعدة الأمنية للشركاء الإقليميين؛ ودعم الشعب الإيراني الساعي إلى الحرية في ثورته ضد الملالي من خلال الدبلوماسية العامة وغيرها؛ وضمان حصول إسرائيل على الوسائل العسكرية والدعم السياسي والمرونة اللازمة لاتخاذ ما تراه تدابير مناسبة للدفاع عن نفسها ضد النظام الإيراني ووكلائه الإقليميين

 ثانياً، ينبغي للإدارة المقبلة أن تبني على النجاحات الدبلوماسية التي حققتها إدارة ترامب من خلال تشجيع الدول العربية الأخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم. وينبغي أن تشمل السياسات ذات الصلة عكس تدهور إدارة بايدن للشراكة طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، حسب الاقتضاء. وينبغي وقف تمويل السلطة الفلسطينية. وتتمثل أولوية رئيسية أخرى في إبقاء تركيا في الحظيرة الغربية وحليفًا لحلف شمال الأطلسي. ويشمل هذا التواصل القوي مع تركيا لثنيها عن “التحوط” تجاه روسيا أو الصين، وهو ما من المرجح أن يتطلب إعادة التفكير في دعم الولايات المتحدة لقوات وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني الكردية، التي تعتقد أنقرة أنها تشكل تهديدًا وجوديًا لأمنها.

وفي المستقبل المنظور – وأطول بكثير من إدارة جديدة واحدة – سيلعب النفط في الشرق الأوسط دورًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي. لذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في دعم حلفائها والتنافس مع خصومها الاقتصاديين، بما في ذلك الصين. وينبغي تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية بطريقة تحد بشكل جدي من النفوذ الصيني في الرياض.

ثالثا، من مصلحة الولايات المتحدة الوطنية بناء ميثاق أمني في الشرق الأوسط يشمل إسرائيل ومصر ودول الخليج وربما الهند، كترتيب “رباعي” ثان. إن حماية حرية الملاحة في الخليج وفي البحر الأحمر/قناة السويس أمر حيوي للاقتصاد العالمي وبالتالي لازدهار الولايات المتحدة أيضا.

ولا يجوز للولايات المتحدة أن تتجاهل الاهتمام بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وهو ما لابد وأن يتوازن مع الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية. ولابد من إيلاء اهتمام خاص للتحديات التي تواجه الحريات الدينية، وخاصة وضع المسيحيين في الشرق الأوسط وغيرهم من الأقليات الدينية، فضلاً عن الاتجار بالبشر المتفشي في المنطقة.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

لقد أظهرت الاحتجاجات الجارية (2022) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها ثورة جديدة، أن النظام الإسلامي، الذي ظل في السلطة منذ عام 1979 عندما أصبح آية الله الخميني زعيماً للبلاد، أصبح في أضعف حالاته في تاريخه، وهو على خلاف ليس فقط مع شعبه بل وأيضاً مع جيرانه الإقليميين. إن إيران موطن لثقافة عريقة وفخورة، ولكن شعبها ناضل من أجل تحقيق الديمقراطية واضطر إلى تحمل نظام ثيوقراطي معادٍ يعارض الحرية بشدة. وربما حان الوقت للضغط بقوة أكبر على النظام الديني الإيراني، ودعم الشعب الإيراني، واتخاذ خطوات أخرى لجذب إيران إلى مجتمع الدول الحرة والحديثة.

لسوء الحظ، دعمت إدارتا أوباما وبايدن النظام الديني الإسلامي الوحشي الذي أضر بالشعب الإيراني وهدد بالحرب النووية. على سبيل المثال، منحت خطة العمل الشاملة المشتركة لإدارة أوباما لعام 2015، والتي يشار إليها عادة باسم الاتفاق النووي الإيراني، النظام الإسلامي شريان حياة ماليًا حاسمًا بعد احتجاجات الحركة الخضراء في عام 2009، والتي على الرغم من فشلها في النهاية، نجحت في إضعاف النظام وإظهار للعالم أن الإيرانيين الأصغر سنا يريدون الحرية.

 وبدلاً من الضغط على النظام الديني الإيراني للتحرك نحو الديمقراطية، ألقت إدارة أوباما شريان حياة اقتصادي للنظام الوحشي من خلال إعطاء مئات المليارات من الدولارات للحكومة الإيرانية وتوفير تخفيف العقوبات الأخرى. لم يخفف هذا التخفيف الاقتصادي من حدة النظام، بل شجع وحشيته وجهوده لتوسيع برامج الأسلحة النووية ودعمه للإرهاب العالمي. اعترف الرئيس السابق أوباما بأن افتقاره إلى دعم الحركة الخضراء أثناء إدارته كان خطأ وألقى باللوم على مستشارين سيئين – ومع ذلك فإن هؤلاء المستشارين أنفسهم متورطون في إصرار إدارة بايدن على تقليل الضغوط على النظام الديني وإحياء الاتفاق النووي. لا ينبغي للإدارة القادمة أن تحافظ على أخطاء إدارتي أوباما وبايدن أو تكررها.

 إن السياسة المستقبلية الصحيحة مع إيران هي تلك التي تعترف بأن ذلك يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي ومصالح حقوق الإنسان للشعب الإيراني والمصلحة العالمية الأوسع في السلام والاستقرار للشعب الإيراني للحصول على الحكومة الديمقراطية التي يطالب بها. إن القرار بالتحرر من الزعماء المسيئين للبلاد يجب أن يتخذه الشعب الإيراني بطبيعة الحال، ولكن الولايات المتحدة قادرة على استخدام أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية وأدوات الآخرين لتسهيل الطريق نحو إيران حرة وعلاقة متجددة مع الشعب الإيراني.

بشأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الشرق الأوسط والتطبيع

الشرق الأوسط اليوم أكثر عرضة للخطر مما كان عليه في عام 2020لأن استراتيجية إدارة بايدن في المنطقة أصبحت في حالة من الفوضى. فقد انزلقت تونس إلى الاستبداد، ويتجه العراق إلى مزيد من الانحدار في فلك إيران، ويواصل الجنود الأميركيون المخاطرة بحياتهم من أجل غايات غير واضحة وسط أنقاض سوريا. وفي الوقت نفسه، تدعم مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية الأميركية الأنظمة المتحالفة مع إيران.

لقد أشارت اتفاقيات أبراهام التي أبرمها الرئيس ترامب إلى نهاية مركزية الصراع العربي الإسرائيلي، والتي شلت النهج الأمريكي تجاه المنطقة، وركزت بدلاً من ذلك على إيران باعتبارها التهديد الرئيسي لأمريكا من هذه المنطقة. خلال إدارة ترامب، عكست مخصصات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الفرص الجديدة التي خلقتها الاتفاقيات وسعت إلى تعزيز التحالفات الإقليمية ضد إيران من خلال توسيع التجارة والاستثمار الإقليميين وتعزيز الاستقرار السياسي الحقيقي المرتبط بالقيادة الأمريكية القوية. دخلت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في شراكة رسمية مع الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمغرب وقطر والكويت لتحفيز الشراكات الإقليمية في أفريقيا. ومع ذلك، في ظل إدارة بايدن، عادت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى نموذج يعمق اعتماد المنطقة على المساعدات.

ينبغي للرئيس المحافظ الجديد أن يعيد ضبط برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصالح أمننا القومي وملتزمين بهدف إنهاء الحاجة إلى المساعدات الخارجية من خلال التنمية التي يقودها القطاع الخاص.

إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لابد وأن تفكر في خفض المساعدات للدول المتحالفة مع إيران، وتقييد المساعدات في هذه الدول بدفع الأولويات الاستراتيجية الضيقة ودعم القيم الأميركية الأساسية، مثل المساعدات المقدمة للأقليات الدينية المضطهدة. إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تواصل إنفاق مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات غير إنسانية لأنظمة معادية في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية. وبعد مليارات الدولارات من المساعدات والعديد من السنوات من الجهود، تظل هذه الدول عاجزة عن أداء وظائفها على نحو يائس ـ وهي الحقيقة التي تكشف عن فشل نموذج المساعدات الخارجية المنفصل عن أمننا القومي والذي يفتقر إلى استراتيجيات الخروج التي تعزز الاعتماد على الذات. ويتعين علينا أن نعترف بأن استثمارات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في قطاع التعليم، على سبيل المثال، لا تخدم أي غرض آخر غير دعم الأنظمة الفاسدة وغير الكفؤة والمعادية.

ينبغي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن تخضع لتغييرات تشغيلية لضمان نتائج إنمائية أفضل من خلال تقليص بصمات بعثاتها في الشرق الأوسط، نظراً لأن معظم الموظفين في المنطقة غير قادرين على مغادرة أماكن عملهم المحمية للغاية. إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بحاجة إلى مركبات باهظة الثمن، وأن تقوم بوظائفها الإشرافية. وينبغي لها أن تعيد توجيه تمويل البرامج بعيداً عن الشركاء الدوليين المكلفين وذوي الأداء الضعيف إلى كيانات محلية أكثر فعالية من حيث التكلفة وتتطلب وجوداً ميدانياً محدوداً للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يهنئ جامعة المنصورة لحصول مركز الكلى على الاعتماد كمركز تدريبي إقليمي
  • "الغياب بالحصة".. نظام جديد لتقييم حضور طلبة المدارس في الإمارات
  • ممثل شهير يدعم فلسطين في حفل جوائز “الأوسكار”
  • سياسات ترامب تجاه اليمن والشرق الأوسط وفق “مشروع 2025..وعد المحافظين”
  • تتويج "الزواوي" بـ4 جوائز مرموقة في حفل "إيليت كلاس الشرق الأوسط"
  • جامعة مصر للمعلوماتية تستضيف مؤتمر علوم البيانات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025
  • “نيويورك تايمز”: أزمة سيولة حادة في سوريا بسبب قيود السحب من البنوك
  • مصر القوة الداعمة لاستقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا| شراكات اقتصادية ودبلوماسية
  • كيا الشرق الأوسط وأفريقيا تعلن عن عقد شراكة مع ريوت جيمز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • “التعليم والمعرفة ” بأبوظبي تطلق مبادرة جمعة التعلم المجتمعي