جوتيريش يدعو للمساهمة في إيقاف الأعمال العدائية في السودان
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجهات الدولية والاقليمية للمساهمة في ايقاف الاعمال العدائية في السودان.
وحذر جوتيريش ـ حسبما أفادت قناة (الحرة الأمريكية) الإخبارية اليوم (الجمعة) ـ من تحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية بسبب ما وصفه بـ"التعبئة العرقية المتزايدة" في البلاد.
وكان منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة "مارتن جريفيث" قد حذر في وقت سابق من أن النزاع في السودان، وما خلفه من جوع ومرض ونزوح، يهدد بإغراق البلاد بأكملھا فيما تغذي الحرب.
ويدور قتال عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمارا كبيرا في البنية التحتية، بجانب نزوح ولجوء عشرات الآلاف مفاقمةً الظروف الاقتصادية في البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جوتيريش السودان حرب أهلية
إقرأ أيضاً:
السودان: وطنٌ تآمر عليه بنوه
كتب الدكتور عزيز سليمان – أستاذ مادة السياسة والسياسات العامة
في حكايةٍ تنبع من رماد التاريخ وتمضي كالشظية في خاصرة التراب، يقف السودان شاهداً على تراجيديا وطنٍ باع بعض أبنائه ترابه مقابل حفنةٍ من الدولارات، ومصالح ضيقة ألبسوها ثياب الوطنية حيناً ووقف الحرب احايين اخر..
هذا السودان الذي رسمه أجدادنا بدمائهم على خارطة الكفاح، لم يسلم من أطماع الساسة وخياناتهم المتكررة. سياسيون أدمنوا لعبة الأيديولوجيا والكراسي معاً، فأدخلوا البلاد في دوامة من الصراعات، جعلت التراب الذي ضحّى الأبطال لأجله يُباع ويُشترى كما تُباع الماشية في سوقٍ بلا أخلاق.
الشيوعيون والإسلاميون: وجهان لعملةٍ واحدة
حينما تنظر إلى الشيوعيين، تجد شعارات الثورة والعدالة الاجتماعية تملأ الحناجر، لكن الواقع يحمل خيانة دفينة. كانوا واخرون في التجمع الوطني الديمقراطي يفاوضون على سيادة السودان مع قوى أجنبية، يقايضون استقلال الوطن بورقة "دعمٍ خارجي" تُنسج منها خيوط الخيانة نتج عنها ذهاب الجنوب تحت مسمي "تقرير المصير".
أما الإسلاميون، فقد اتخذوا من الدين قناعاً، ومن الترابي وتلاميذه ونميري مثالاً للانتهازية. كيف لإنسانٍ أن يمحو علم استقلالٍ رسمه الشهداء ويستبدله برايةٍ عربية تُفقد البلاد خصوصيتها وهويتها؟ كيف نغفر لمن جعل السودان تابعاً بدلاً من أن يكون متبوعاً، طمعاً في رضا زعماء الخليج ومصر وبقية المستعربين؟
الأحزاب التقليدية: رموز التخلف والتواطؤ والتمسح بالتراب
الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة، تلك الأحزاب التي تزعم أنها حارسة لتاريخ السودان، كانت تُدير البلاد بعقلية الإقطاعي الذي يملك الأرض ومن عليها. في خضم الصراعات السياسية، لم تكن مصلحة الوطن سوى ورقةٍ تُستخدم على طاولة المقايضات الدولية.
حين اجتمع قادة الأحزاب التقليدية مع قوى الاستعمار الجديد في عواصم الغرب، باعوا مبادئهم كما باعوا مستقبل شعبهم. لم تكن مفاوضاتهم مع القوى الأجنبية في إطار الحفاظ على الوطن، بل في إطار الحفاظ على كراسيهم المهترئة
ماذا جني السودان الوطن من الحزب الاتحادي وحزب الامة:
ترك لنا حزب الامة اسرة يعيش ابناءها وبناتها على تراث مزيف علي قيادة الحزب و دكتاتورية اسرية من والدهم الامام الصادق المهدي الذي جمع بين رئاسة الحزب و امامة الأنصار الي ان لقي ربه.
اما الحزب الاتحادي الذي فقد بريق ليبراليته بعد ان سلم حريته للختمية التي لم يجن السودان منها الا مزيد من الفرقة والجهل والتخلف ومازال أبناء الميرغني يتقسمون التركة التي تركها الوالد. بينما محاولة الشباب الاخيرة للانعتاق من ربقة الميرغني ظهر بينهم ميرغني حديث حطم امالهم في رمال التسلط وشرفات السيلكون.
خمج العسكريين: حين يصبح السلاح أداةً للبيع
لم يكن قادة العسكر أقل خيانة، فقد شهد السودان على مدار تاريخه ديكتاتورياتٍ لطخت ترابه بالخزي اخرها البشير و نميري، الذي تواطأ مع الترابي لإلباس السودان ثوباً لا يشبهه، كان رمزاً للديكتاتور الذي يبيع وطنه دون تردد. كيف لرجلٍ أن يقايض سيادة بلاده بصفقاتٍ تُدار في العتمة؟
واليوم، حين تستخف إثيوبيا وكينيا ويوغندا بحكومة السودان، وحين تطالب بوقف الطيران السوداني، نجد أن سياسة الحكام هي التي أوصلت البلاد إلى هذه المهزلة. كيف نسينا تصريحاتهم المهينة عن السودان؟ واخرها تصريحات وزير الخارجية " الباردة" وكيف تغاضينا عن دورهم في إفقاد البلاد سيادتها؟ صمت الشعب هو الذي ترك الحبل على الجرار.
قوى الحرية والتغيير: الحرية المزعومة والتغيير الموهوم
لم تسلم قوى الحرية والتغيير من لعنة الخيانة. تلك القوى التي جاءت بشعارات الثورة، تحولت إلى أدواتٍ في يد الدول الأجنبية. مفاوضاتهم مع القوى الغربية لم تكن إلا سلسلةً من التنازلات، جعلت السودان مسرحاً للصراعات الدولية.
كيف نغفر لمن جلس مع رؤساء الدول الأجنبية ليناقش مستقبل بلادنا وكأن السودان قطعة أرض معروضة للبيع في مزادٍ علني؟ كيف نصمت على من جعل السودان مرتهناً لقرارات الدول التي لا ترى فيه سوى أرضٍ غنية تُنهب وثرواتٍ تُسرق؟
خيانة الوطن: الوشم الذي لا يُمحى
حين تتحدث إثيوبيا عن السودان بازدراء، وتعلن كينيا عن رفضها لحكومة السودان، وتصرح يوغندا باجتياح الخرطوم، ندرك أن الخيانة لم تكن إلا من أبنائه. تلك الدول لم تكن لتتجرأ لولا أن من بيننا من باع الكرامة ونسى معاني الوطنية.
السودان اليوم جريحٌ، ينزف من جراح خيانة أبنائه. أولئك الذين استبدلوا علم الاستقلال براياتٍ لا تشبهنا، وباعوا سيادة الوطن مقابل حفنة دولارات، ظنوا أن التاريخ سينسى. لكننا نقول لهم: التاريخ لا ينسى، والشعوب لا تغفر.
إلى أين نذهب؟
هل نعيد بناء وطنٍ على أنقاض الخيانة؟ أم نسمح لها بأن تبتلع ما تبقى من تراب؟ الإجابة ليست عند السياسيين ولا العسكريين، بل عند شعبٍ قرر أن يقول كفى. السودان لن يموت، لكن على أبنائه أن يستعيدوا روحه، ويغسلوا عاره الذي لطخوه بأيديهم.
صوت الشعب – الديمقراطية المجتمعية
هو النداء الأخير لإجبار السلطة لسماع صوت الشعب و صوت الشعب هذا يتطلب الاتفاق حول ما هو مطروح من منظومة صوت الشعب – الديمقراطية المجتمعية و الا سيرحل الوطن من التاريخ.
quincysjones@hotmail.com