في مثل هذا اليوم.. إليكم ما شهده لبنان قبل 100 عام!
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
في مثل هذا اليوم (1 أيلول) عام 1920، شهدَ لبنان الحدث الأبرز في تاريخه المُعاصر والحديث، والمُتمثّل بإعلان الجنرال الفرنسي غورو "دولة لبنان الكبير" بحدودها القائمة حالياً وحتى اليوم. في ذلك اليوم، وقبل أكثر من 100 عام، جاء إعلان غورو عن "لبنان الكبير" في قصر الصنوبر - بيروت، الذي كان شاهداً على ولادة لبنان الحاضر الذي لا يمكن يقبل لا التقسيم ولا التجزئة.
ومع طرابلس التي تتمتع أيضاً باستقلال ذاتي واسع على صعيدَي الإدارة والموازنة، امتداداً إلى ضاحيتها المسلمة. ومع صيدا وصور المعروفتَين بماضيهما العظيم، واللتين تُجدّدان شبابهما باتحادهما في وطنٍ كبير. هذا هو الوطن الذي رفعتم لواءه وهتفتم له. قبل ترسيم حدوده، تشاورتُ مع السكان، ويمكنني أن أقول إنه انطلاقاً من ولائي لالتزامات فرنسا وللمبادئ التي تُلهم عصبة الأمم، لم يكن لديّ من قاعدة سوى تحقيق الأمنيات التي عبّر عنها السكان بحرية، وخدمة مصالحهم المشروعة. غير أن كل عمل بشري قابل للتحسين؛ وإذا تبيّن أن العمل البشري الذي ينطلق مستقبله اليوم يعاني من ثغرات أو مكامن ضعف، لن تتردد فرنسا التي سهرت على ولادته والتي سوف تستمر بإحاطته بعنايتها، في أن تقترح عليكم حلولاً لتصحيح الخلل، انطلاقاً من تمسّكها بعشقها للحرية واحترامها لها. ولكنكم من ذوي الحكمة والبصيرة ولن تنجرّوا وراء الانتقادات العقيمة، في وقتٍ توكَل فيه إليكم المهمة الشاقّة والرائعة التي تُرتِّب عليكم بثّ الحياة وإرساء النظام والازدهار في وطنكم الجديد، بالتعاون مع فرنسا. الحياة التي ستصنع روح وطنٍ عظيم، وهي النفَس الملهِم الذي يجعل الأمم قويةً، ويمنحها أبناء جديرين بخدمتها والزود عنها. والنظام من خلال الأمن الذي تضمنه القوات المنظَّمة التي أقبل الأكثر شجاعة بين أبنائكم على طلب الانضمام إليها، والتي سيزداد عديدها في المستقبل من خلال المتطوّعين المؤمنين بوطنهم. وحده فرض النظام كفيلٌ ببناء مرتكزات إدارةٍ قوامها الحكمة والإنصاف والخير، ومن ثم الازدهار.
ها هو هذا البلد الجميل يستيقظ. إنه يستيقظ حراً، ومتحرراً من الأيادي الثقيلة التي ألقت بوطأتها عليه طوال قرون، وسوف يتمكّن من أن يوظّف، في تنميته الخاصة، الخصال والمزايا التي غالباً جداً ما أظهرها أسلافكم وأظهرتموها أنتم في الخارج. سوف تنكبّون بحزمٍ على العمل في الداخل، بعيداً من الممارسات التي تُعتبَر من الآن فصاعداً بمثابة جريمة إساءة بحق الوطن. وفرنسا، سلطة الوصاية التي يمكنها أن تتعلّم دروساً من تجّاركم، سوف تقدّم لكم المساعدات من خلال صناعاتها ورساميلها ووسائل النقل التابعة لها وإمكاناتها الاقتصادية الهائلة، ومستشاريها. أيها السادة، أنتقص من الثقة التي تمحضونني إياها والتي أعتزّ بها إذا لم أُضِف أن ثمة حقوقاً وواجبات عليكم النهوض بها تجاه شعبٍ حر يطمح إلى أن يكون شعباً عظيماً. الحق الأول الذي يأتي في صدارة الحقوق المقدّسة هو الوحدة التي سوف تصنع عظمتكم، مثلما صنعت الخصومات بين الأعراق والأديان نقاط ضعفكم. دولة لبنان الكبير هي لمصلحة الجميع. وليست موجَّهة ضد أحد. إنه كيانٌ سياسي وإداري لا يتضمن أي تقسيمات دينية ما خلا تلك التي تُوجّه ضمير كل شخص نحو معتقدات وممارسات يعتبرها بمثابة واجبات مقدّسة تصون حق الجميع في الحصول على الاحترام. وإثباتاً على هذه الوحدة وضمانةً لها، أشير إلى الزخم الذي دفع برؤساء الأديان والطوائف كافة وممثليها إلى الحضور إلى هنا والإحاطة بي، في شراكةٍ وطنية مؤثِّرة. ولا تنسوا أيضاً أنه يجب أن تكونوا مستعدين لتقديم تضحيات حقيقية من أجل وطنكم الجديد. لا تُصنَع الأوطان إلا من خلال امّحاء الفردانية أمام المصلحة العامة، بدفعٍ من الإيمان بالمصائر الوطنية. تتدفق الشهادات من كل حدبٍ وصوب لتعبّر لي عن روح التضحية هذه. ألم يقل لي كثرٌ بينكم: "نحن مستعدون من الآن فصاعداً للتخلي عن امتيازاتنا. فهذه الامتيازات كانت بمثابة ضمانة، ونحن لا نحتاج إلى ضمانة إلا في مواجهة الأعداء. ولكن فرنسا موجودة بجانبنا؛ ونحن نعرف تقاليدها في النزاهة والسخاء؛ ونعلم أن مستشاريها سيحرصون على أن تُستخدَم الأموال التي سترسلها خزينة الدولة إلى صناديقنا من أجل منفعتنا حصراً". "كان يمكن أن تُستخدَم هذه الأموال سابقاً لإثراء زعيمٍ ممقوت؛ أما الآن فسوف تُستخدَم حصراً كي تضمن لنا، من خلال وسائلنا الخاصة، كرامة الوجود الضرورية لدولةٍ جديرة بهذا الاسم". "لن تُستخدَم أموال الضرائب بعد الآن إلا بما يصب حصراً في مصلحة البلد. سوف تكون هذه الضرائب بمثابة البذرة الخصبة التي ستؤدّي إلى الارتقاء بحصاد الثروة؛ وهذا الحصاد سيكون ملكاً لنا". أيها السادة، مثل هذا الكلام يُشرِّف الأشخاص الذين تلفّظوا به، وكذلك الشعب العظيم الذي ينتمي إليه هؤلاء الأشخاص. الواجب الأول الملقى على عاتق المستشارين الذين سيكونون بمثابة مرشديكم، هو أن يسهروا على توزيع الأعباء على نحوٍ متكافئ مع إمكانات كل شخص. إذا كان دور المستشارين يبدو ضرورياً اليوم، أستشرف، في موعدٍ يقع على عاتقكم أنتم تحديده بحكمتكم، تقدُّم دولة لبنان الكبير نحو الحكم الذاتي، فيما يتطوّر التثقيف السياسي للشعب شيئاً فشيئاً، ويصبح للكفاءة حيّزٌ أكبر فأكبر في توصياتكم ونصائحكم، من خلال تنظيم المباريات لاختيار الأكثر جدارة. ها هو، يا أبناء لبنان الكبير، النصيب المقدّس من الآمال والتضحيات التي تحملها إليكم هذه اللحظة المهيبة. أنا على يقين من أنكم ستُقبِلون على المستقبل بثقة، مسلَّحين باعتزازكم بالنصر الذي حققتموه، ومدركين للواجب الذي يقع على عاتقكم؛ وأنتم تعلمون أنه يمكنكم أن تعتمدوا دائماً على المساعدة من فرنسا. قبل خمسة أسابيع، بثّ الجنود الفرنسيون، إخوة الجنود الذين أُعجبتم بهم وربما كانوا موضع حسد منكم طوال أربعة أعوام، الزخمَ في آمالكم، من خلال القضاء، في المعارك التي خاضوها في صبيحة أحد الأيام، على القوّة المؤذية التي كانت تدّعي استعبادكم. الجنود الفرنسيون هم عرّابو استقلالكم. ولن تنسوا أن دماء الفرنسيين الذكيّة سالت من أجل فرنسا ومن أجل العديد من الشعوب الأخرى. لهذا اخترتم العلَم الفرنسي، الذي هو علَم الحرية، رمزاً لوطنكم، وأضفتم إليه أرزتكم الوطنية. أحيّي العلمَين الشقيقين وأهتف معكم: عاش لبنان الكبير، عاشت فرنسا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الیوم من خلال التی ت من أجل م الذی
إقرأ أيضاً:
فرنسا: توجد فرصة سانحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان
يمن مونيتور/وكالات
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء، إن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و”حزب الله” أتاحت فرصة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، ودعا الجانبين إلى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة.
وأضاف لراديو أوروبا1 “هناك فرصة متاحة لوقف دائم لإطلاق النار في لبنان تسمح بعودة النازحين وتضمن السيادة اللبنانية وأمن إسرائيل”.
وتابع: “أدعو الطرفين اللذين نتواصل معهما بشكل وثيق إلى اغتنام هذه الفرصة”.
(رويترز)
يمن مونيتور20 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام مسؤول محلي: ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في تعز إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري مقالات ذات صلة مسؤول محلي: ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في تعز إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري 20 نوفمبر، 2024 ناسا تنشر صورا لحقل غامض على سطح المريخ! 20 نوفمبر، 2024 ما هو معدل ضربات قلبك المثالي قياسا لعمرك؟ 20 نوفمبر، 2024 أكاديميون وتربويون يطالبون مجلس القيادة الرئاسي بإقامة مؤتمر وطني للحفاظ على الهوية اليمنية من أفكار الحوثيين 20 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولي روسيا تلوح بالرد النووي.. ما تغيّرات العقيدة النووية؟! 20 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية فرنسا: توجد فرصة سانحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان 20 نوفمبر، 2024 مسؤول محلي: ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في تعز إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري 20 نوفمبر، 2024 ناسا تنشر صورا لحقل غامض على سطح المريخ! 20 نوفمبر، 2024 ما هو معدل ضربات قلبك المثالي قياسا لعمرك؟ 20 نوفمبر، 2024 أكاديميون وتربويون يطالبون مجلس القيادة الرئاسي بإقامة مؤتمر وطني للحفاظ على الهوية اليمنية من أفكار الحوثيين 20 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك روسيا تلوح بالرد النووي.. ما تغيّرات العقيدة النووية؟! 20 نوفمبر، 2024 ارتفاع حصيلة قتلى لبنان لـ3544 شخصا.. واستمرار الغارات الإسرائيلية 19 نوفمبر، 2024 العراق يطالب مجلس الأمن ب”كبح جماح” التهديدات الإسرائيلية 19 نوفمبر، 2024 الأرجنتين تنسحب من قوات “اليونيفيل” في لبنان 19 نوفمبر، 2024 وصول المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت 19 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 22 ℃ 22º - 15º 19% 2.61 كيلومتر/ساعة 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت 23℃ الأحد تصفح إيضاً فرنسا: توجد فرصة سانحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان 20 نوفمبر، 2024 مسؤول محلي: ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في تعز إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري 20 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬485 غير مصنف 24٬192 الأخبار الرئيسية 15٬050 اخترنا لكم 7٬087 عربي ودولي 7٬040 غزة 6 رياضة 2٬369 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬266 كتابات خاصة 2٬090 منوعات 2٬018 مجتمع 1٬847 تراجم وتحليلات 1٬812 ترجمة خاصة 91 تحليل 14 تقارير 1٬620 آراء ومواقف 1٬555 صحافة 1٬485 ميديا 1٬426 حقوق وحريات 1٬332 فكر وثقافة 905 تفاعل 818 فنون 484 الأرصاد 332 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنقالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
أحمد ياسين علي أحمدتقرير جامعة تعز...
Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...