الخليج الجديد:
2024-12-24@03:12:57 GMT

هل يستطيع العراق التوسط لإنهاء الحرب في اليمن؟

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

هل يستطيع العراق التوسط لإنهاء الحرب في اليمن؟

سيكون من الصعب تصور أن يحل العراق محل سلطنة عمان باعتباره الوسيط الدبلوماسي الأجنبي الرئيسي في الصراع اليمني، لكن قربه من إيران قد يساعده في التأثير على الحوثيين، وجلبهم إلى حل وسط ينهي الحرب المستعرة منذ سنوات.

هكذا يتحدث تحليل لـ"منتدى الخليج الدولي"، وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى تحديات عدة تواجه العراق في مهمته التي عرضها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في 23 يوليو/تموز، للتوسط في محادثات وقف إطلاق النار الجارية في اليمن.

وقال حسين خلال استقباله نظيره اليمني أحمد بن مبارك في بغداد: "العراق مستعد للوساطة.. لدينا علاقات جيدة مع جميع الأطراف.. ويمكننا استخدام نفوذنا لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن".

ووفق التحليل، يستند عرض العراق إلى صعود نجمه في السنوات الأخيرة، كوسيط إقليمي، حيث ساعد دول المنطقة على إصلاح العلاقات كجزء من التقارب الإقليمي الأوسع في حقبة ما بعد 2021.

ولعب العراق، إلى جانب الصين وسلطنة عمان، دوراً بالغ الأهمية في جلب السعودية وإيران إلى اتفاقهما الدبلوماسي الأخير، فضلا عن تسهيله استعادة النظام السوري علاقاته مع الدول العربية، وإعادة اندماجه بشكل عام في السلك الدبلوماسي في الشرق الأوسط.

وجاء طلب وساط العراق، في ظل وقف فعلي لإطلاق النار في اليمن، على الرغم من انتهاء الهدنة الرسمية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين الشماليين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.

اقرأ أيضاً

العراق يبدى استعداده للتوسط لإنهاء الحرب في اليمن

ورغم أن العنف لم يتوقف بشكل كامل، إلا أن مستوياته ظلت منخفضة للغاية مقارنة بذروة الحرب، وهو ما سمح بانخفاض الأضرار الجانبية التي لحقت بالمدنيين وغير المقاتلين باستئناف بعض برامج المساعدات الإنسانية.

ومع ذلك، في حين أن هذا الهدوء النسبي مناسب للأطراف المتحاربة، إلا أنه لا يضمن عدم عودة القتال إلى اليمن في المستقبل.

وإدراكاً لعدم إحراز تقدم في مفاوضات السلام هذا الصيف، إلى جانب تحذير زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي مؤخراً من أن الهدنة الحالية في اليمن لن تصمد إذا لم تستجب السعودية لمطالب الحوثيين، فإن هناك مخاوف مشروعة بشأن مصير الحرب في اليمن.

وأمام ذلك، يتساءل التحليل: "إلى أي مدى يمكن للعراق البناء على مناوراته وإنجازاته الدبلوماسية السابقة للعب دور وسيط بناء في اليمن؟".

ويضيف: "من العدل النظر في كيفية تأثير القرب النسبي لبغداد من طهران على المعادلة، فمنذ أن خلف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سلفة مصطفى الكاظمي، العام الماضي، أصبحت الحكومة العراقية بلا شك، مدينة أكثر بالفضل لإيران".

ويتابع: "قد يخلق التحالف الوثيق بين بغداد وطهران انطباعا داخل المعسكر الموالي للحكومة بأن العراق غير مناسب للتوسط بشكل فعال في اليمن، نظرا لرعاية إيران للحوثيين، كما يمكن أن تساهم علاقة الحوثيين الودية مع بعض الجهات الفاعلة الموالية لإيران في العراق، في تصورات مفادها أن الحكومة العراقية ليست محايدة بما يكفي للتوسط بين الفصائل اليمنية المختلفة".

اقرأ أيضاً

موقع استخباراتي: الحرس الثوري الإيراني يسعى لدعم الحوثي بمقاتلين عراقيين 

ويزيد: "ولكن من ناحية أخرى، يمكن أن يكون للنظام السياسي الموالي لإيران في بغداد عواقب إيجابية على احتمالات الوساطة الناجحة بين الحوثيين وخصومهم اليمنيين".

وتقول الأكاديمية في كلية جيرتون بجامعة كامبريدج إليزابيث كيندال، إن "القيمة الحقيقية لعرض بغداد للتوسط تكمن على وجه التحديد في روابطها الوثيقة مع إيران".

وتضيف: "كانت إحدى نقاط الضعف في الجهود المبذولة للتفاوض على السلام في اليمن هي افتقار المجتمع الدولي إلى التأثير على الحوثيين.. وإذا تمكن العراق من استخدام نفوذه مع إيران، فقد يكون لذلك آثار غير مباشرة على جلب الحوثيين إلى حل وسط".

وبغض النظر عن مدى تأثير علاقة العراق بإيران على المعادلة، يشير بعض الخبراء وفق التحليل، إلى قضايا أخرى يمكن أن تحد من وسائل بغداد لمساعدة الفصائل اليمنية على التحرك نحو سلام دائم.

أبرز هذه التحديات، هو مستوى النفود المنخفض نسبياً للعراق في اليمن.

ويعلق الباحثة اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية فينا علي خان، على ذلك بالقول: "بينما يطمح العراق إلى أن يكون وسيطاً إقليمياً، يبدو بصراحة أنه يفتقر إلى القدرة والنفوذ اللازمين".

ويوضح خان أيضاً أن عوامل مثل "رغبة الرياض في احتكار المحادثات ونفوذ العراق المحدود وعلاقاته على الأرض من أجل وساطة فعالة، يمكن أن تكون بمثابة حجر عثرة رئيسي في جهود بغداد".

اقرأ أيضاً

هل يمكن «زج العراق» في صراع اليمن؟

يشار إلى أن عمان أكبر لاعب أجنبي في الدبلوماسية اليمنية، وتحظى بثقة نسبية من قبل مختلف الأطراف، وقد كرست طاقة دبلوماسية كبيرة لإنهاء الصراع.

ورفضت مسقط الانضمام إلى التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية، والذي يقاتل الحوثيين في عام 2015، واختارت الحفاظ على موقفها التقليدي المحايد في السياسة الخارجية تجاه الصراع.

وفي المراحل الأولى من الحرب، بدأت عُمان باستضافة محادثات بين مختلف الجهات الفاعلة اليمنية والأجنبية، وقد أدى هذا النهج المتطور للغاية والمتعدد الجوانب إلى نجاحات مذهلة.

كما أنه من الواضح أن الوساطة العمانية ساعدت في خفض مستوى العنف في اليمن، ولعبت مسقط كذلك دورا رئيسيا في دعم الشعب اليمني بالمساعدات الإنسانية.

ويقول التحليل: "سيكون من الصعب تصور أن يحل العراق محل عمان باعتباره الوسيط الدبلوماسي الأجنبي الرئيسي في الصراع، فمخاطر الحرب على السلطنة أعلى بكثير من العراق، نظراً لاحتمال امتدادها عبر حدود عمان المجاورة".

ويضيف: "تتمتع مسقط بسجل حافل من الدبلوماسية في اليمن وحصلت على مستويات عالية من الثقة من جميع أطراف النزاع تقريبًا".

اقرأ أيضاً

العراق يرفض بيان القمة العربية الطارئة والحوثي يشكره

ويتابع: "من الأهمية بمكان، أن يظل الوسطاء العمانيون ملتزمين بحل الأزمة، مما يلغي الحاجة إلى قوة بديلة".

ويستطرد التحليل: "لكن لا العمانيين ولا العراقيين ينظرون إلى التحديات الدبلوماسية في اليمن باعتبارها لعبة محصلتها صفر، ولن تكون مسقط وبغداد متنافستين على الساحة السياسية في اليمن".

قبل أن يختتم التحليل بالقول: "يمكن لجهودهما وغيرهم أن تكمل بعضها البعض بسهولة، وإذا تمكنوا من تحقيق سلام دائم في اليمن، فإن منطقة الخليج الأوسع ستكون في وضع أفضل بكثير".

وتتكثف خلال الأشهر الأخيرة مساع إقليمية ودولية، لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت جولات خليجية للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، والأممي هانس جروندبرج.

ووسط أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، يشهد اليمن منذ أكثر 9 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقعت السعودية وإيران بوساطة الصين في 10 مارس/آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين الدولتين الأكثر تأثيرًا بمآلات الأزمة اليمنية.

اقرأ أيضاً

«الحرس الثوري»: الحرب في سوريا والعراق واليمن ولبنان أبعدت المعارك عن إيران

المصدر | منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق اليمن الحرب في اليمن وساطة إيران السعودية اقرأ أیضا الحرب فی فی الیمن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الموساد ينصح بمهاجمة إيران بدلًا من الحوثيين

بغداد اليوم - متابعات

كشف موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبري، أن رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني الموساد، ديفيد بارنيا، نصح المؤسسات الأمنية والعسكرية أنه بدلا من مهاجمة اليمن، يجب ضرب إيران.

ونقل مراسل الصحيفة "موريا إسراف"، عن ديفيد بارنيا قوله خلال مناقشات في مجلس الوزراء السياسي: "علينا أن نمضي قدماً - إذا هاجمنا الحوثيين فقط، فلن يساعد ذلك". 

وأضاف أنه "على مدى الـ 24 ساعة الماضية، كان هناك جدل كبير في أعلى أجهزة الأمن الإسرائيلية - ويأتي هذا الاقتراح من أحد أهم الشخصيات في جهاز الأمن".

وتشير التصريحات المقتبسة لرئيس الموساد، والتي تعني "أنه يجب علينا مهاجمة إيران رداً على هجمات الحوثيين، إلى أن تصعيد التوتر في الطريق.

كما قالت هيئة البث العبرية نقلا عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، إن "جيش الاحتلال يستعد لهجوم آخر في اليمن"، موضحين أن "هذه المرة ستحاول إسرائيل إشراك دول أخرى في الهجوم". 

وأشار مسؤول إسرائيلي، إلى أن "حكومة الاحتلال نقلت رسالة للأمريكيين بأنها تتوقع زيادة هجماتهم على جماعة أنصار الله "الحوثيين"، مضيفا "نقلنا رسالة للتحالف الدولي تؤكد أن هجمات الحوثيين تهدد استقرار المنطقة".

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن مصدر سياسي، قوله إن "الصراع مع الحوثيين يتصاعد"، مشيرا إلى أن "هدف إسرائيل التعبئة الكاملة لواشنطن لزيادة الهجوم عليهم".

بدوره، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله "الحوثيين" نصر الدين عامر، أمس السبت، إن "الجماعة طورت صواريخها وقدراتها"، مؤكدا أن "المعركة تتصاعد ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار عامر وهو رئيس تحرير الوكالة اليمنية الخاضعة للحوثيين "سبأ" إلى أن "الجماعة اليمنية دخلت هذه المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي وهي تعلم تكلفتها"، مؤكداً أن "اليمن لا تخشى الاعتداءات الإسرائيلية ومستعدة لكل السيناريوهات".

 وأكد عامر أن "عمليات الحوثيين ضد الاحتلال الإسرائيلي فاعلة ومؤثرة"، لافتا إلى أن "إسرائيل وصلت إلى قناعة بأنها لم تعد محمية بدفاعات جوية منيعة". مشدداً على أن "الجماعة اليمنية لن توقف عملياتها ضد إسرائيل طالما تواصل عدوانها على غزة".

مقالات مشابهة

  • القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن
  • القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل
  • عاصفة تهب على العراق.. هل يمكن حل الحشد الشعبي؟
  • عاصفة على أبواب العراق.. هل يمكن حل الحشد الشعبي في العراق؟
  • "الموساد" يوصي بشن هجمات على إيران ردًا على هجمات الحوثيين على إسرائيل
  • الخطوط الجوية اليمنية تطالب بالإفراج عن طائراتها وأرصدتها لدى الحوثيين
  • رئيس الموساد ينصح بمهاجمة إيران بدلًا من الحوثيين
  • عضو في الكونغرس :لا يمكن الاستهانة بالصواريخ اليمنية .. الطائرة الامريكية اف 18 اسقطت
  • فايرستاين: ضعف قوة إيران سيوفر للسعودية نفوذا جديدا لإنهاء الحرب في اليمن
  • جانتس: الحل لوقف هجمات الحوثيين «إعلان الحرب على إيران»