باريس تنتظر نضوج التسوية داخليا
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
حظي الحراك الفرنسي بدعم علني من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من خلال دفاعه عن الرسالة الفرنسية وانتقاده للموقف الذي اتخذه النواب المعارضون بشأنها، وهذا الامر يعطي مؤشرا واضحا عن حقيقة الموقف الفرنسي بعد الإجتماع الخماسي الذي حصل في الدوحة والذي ادى الى تعديل استراتيجية بعض الدول المهتمة بالشان اللبناني.
لا يزال الموقف الفرنسي من الأزمة اللبنانية واضحاً، اذ ان باريس تقف حتما في صف الولايات المتحدة الاميركية، غير أنها ترى أن التعامل بواقعية هو السبيل الوحيد للوصول الى افضل نتيجة ممكنة، أما التصادم والذهاب بعيدا في التصعيد فسيؤدي حتماً الى تقليص النفوذ الغربي في بيروت الى حدوده القصوى، وهذا ما حصل منذ بداية الحراك الشعبي عام ٢٠١٩ حتى اليوم.
تقتضي الواقعية الفرنسية، بفتح باب الحوار والتنسيق مع "حزب الله" الذي لا يمكن تجاوزه لبنانياً، خصوصا أنه يمتلك دستوريا وسياسيا قدرة تعطيل هائلة، تجعل الذهاب من دونه الى أي تسوية او صيغة لا ترضيه، مسارا يوصل البلاد الى تصادم لا تريده حتى الولايات المتحدة الاميركية، لذلك فإن الاستراتيجية الفرنسية تجعل من التنسيق مع الحزب وتقسيم النفوذ معه أولوية قصوى.
في نهاية ايلول، او بداية تشرين الأول قد يعود المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الى بيروت للبدء بمسار الحوار الذي ترى فيه باريس مدخلا ضروريا للوصول الى حل رئاسي، لكن في الوقت نفسه لا تنتظر فرنسا أن يؤدي الحوار بحد ذاته الى التسوية، لكنه سيظهر بما لا يقبل الشك مواقف القوى السياسية وخطوطها الحمراء.
عمليا يتمحور الرهان الفرنسي اليوم على الحوار القائم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" اكثر من الرهان على طاولة الحوار الفرنسية، على اعتبار ان التسوية بين الطرفين ستوصل مرشح الحزب المدعوم فرنسيا الى قصر بعبدا، وستحرج القوى الغربية وبعض دول الخليج وتجعلهم يدعمون التسوية للحفاظ على حضورهم ونفوذهم السياسي في المرحلة المقبلة وهو أمر لا يزعج الحزب، لا بل يحرص عليه.
تعطي التسويات الداخلية دفعاً جديا للمبادرة الفرنسية خصوصا اذا كانت تسوية توصل فرنجية الى قصر بعبدا، لكن حتى لو جاءت التسوية بين "التيار" وقوى المعارضة فإن باريس قد تسير بها وتدعمها ولعل نسج علاقات جيدة بينها وبين مختلف المرشحين الرئاسيين دليل على كون هدفها الاساسي هو الوصول الى تسوية واستقرار في لبنان يواكب مرحلة التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات جديدة على المستعمرين
قال جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الإثنين، إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض قريبا عقوبات جديدة على المستعمرين الإسرائيليين المتطرفين، وفقًا لما أعلنته وكالة الانباء الفلسطينية"وفا".
إسرائيل: هناك أطراف ترى أن الفرصة مناسبة لتوجيه ضربة قوية لحزب الله إسرائيل: حزب الله ما زال يمتلك مئات الصواريخ والمسيرات وبنية تحتية نشطة
وأوضح بارو في حديث بمنتدى باريس للسلام، "لقد فرضنا عقوبات على المستوى الوطني ضد المستعمرين الذين يقومون بأعمال عنف، وعقوبات على المستوى الأوروبي".
وأضاف "قمنا بدور فعال في إنشاء نظام العقوبات (الأوروبي) الذي تم تفعيله مرتين بالفعل، وقد يتم تفعيله للمرة الثالثة قريبا".