لبنان ٢٤:
2024-07-05@23:33:26 GMT

لو كان الإمام الصدر بيننا اليوم...ماذا كان ليقول؟

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

لو كان الإمام الصدر بيننا اليوم...ماذا كان ليقول؟

في شباط من العام 1975، أي قبل اندلاع الحرب المشؤومة في لبنان بشهر تقريبًا، ولم أكن قد دخلت مهنة المتاعب، رأيته للمرة الأولى عن قرب في بكركي، بعد زيارة تهنئة لصديقه البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش، على أثر إنتخابه بطريركا لإنطاكيا وسائر المشرق خلفًا للمثلث الرحمات البطريرك مار بولس بطرس المعوشي. 
بهرتني طلّته البهية وسحرتني قامته الفارهة ولفتتني لكنته المميزة، وهو لم يتفوه ساعتها سوى ببعض كلمات "خير خلف لخير سلف".

 
إنه سماحة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بمواقفه الوطنية وجرأته في قول كلمة الحق، أيًّا تكن نتائجها، وقد دفع ثمن هذه المواقف يوم أزعجت كثيرين فكان القرار بتغييبه مع رفيقيه في طرابلس الغرب.    فمنذ 31 آب من العام 1978، حيث شوهد لآخر مرة في ليبيا، وحتى اليوم لا يزال الإمام الصدر حاضرًا بمواقفه التاريخية في ضمائر جميع اللبنانيين وقلوبهم، وهو لم يغب يومًا واحدًا عن الساحة التي أحبها، فبقيت مواقفه محفورة في التاريخ فيما غاب الذين غيّبوه، وطواهم النسيان. 
لا نزال نذكر مواقفه البطولية يوم كانت أصوات القذائف تصّم الآذان، وهو الذي أنقطع عن الطعام احتجاجًا على جولات العنف وصولاته، ولم يكّف عن حضّ الجميع على التوافق والوفاق، وهو الذي كانت تربطه بجميع الأطراف أطيب العلاقات الخالية من الزيف والمجاملات الفارغة، فكان صريحًا إلى حدود الجرأة، ولكن صراحته وجرأته لم تكونا لتدمي أو تجرح، ولهذا أحبه الأبعدون قبل الأقربين. 
بعد خمسة وأربعين عامًا لا يزال صدى مواقفه، التي اخترنا منها القليل من كثير، يتردّد وكأنه يعلنها اليوم وليس قبل ما يقارب العقدين من الزمن: 
- لبنان العربي المسالم مع "إسرائيل" يعد طابوراً خامساً ضمن العالم العربي. 
- التعاون مع "إسرائيل" هو تعاون مع أعداء الله المعتدين المتآمرين على كل القيم والانسان. 
- إنّ المقاومة ليست مجموعة عصابات مخرّبة يستعملهم لبنان لإزعاج إسرائيل، بل إنّهم أصحاب حقّ ومظلومون. 
- صحيح أنّنا نتعرّض للصعوبات والإعتداءات، ولكنّنا أيضاً لا نزال نملك دماً يدافع، وهمّة ترفض، وقول: لا. كيف كان تاريخنا؟ كيف كان قادتنا؟ كيف كان رجالنا؟ كانوا وحدهم في التاريخ يقولون للإمبراطوريّات: لا لا!! 
-  إن مسؤوليتنا تحرير أرضنا وإخراج العدو منها، هي مسؤوليتنا وحدنا. 
- نحن الذين سنحفظ المقاومة الفلسطينيّة وسنصونها... 
- نحن وضعنا الجيل ثمناً لتحرير القدس، وَمن وَضَعَ الجيل ومَن وضع نفسه في سبيل تحرير أمّته ينتصر. 
- شرف أبناء لبنان في بقائهم متمسكين بأرضهم. 
- إنّ الجيش هو العمود الفقري لبناء الدولة، وهو سياج الوطن والبوتقة التي ينصهر فيها أبناء لبنان ليصبحوا مسلكيّة وهدفاً، مواطنين صالحين. 
- التشيّع والتسنّن هما من نبع واحد، ونبيّ واحد، وكتاب واحد. 
إنها مواقفٌ للتاريخ لإمام تاريخي.    فلو كان الأمام المغيّب حاضرًا بيننا اليوم فما عساه يقول عمّا يراه من تباعد بين اللبنانيين؟ هل كان ليسكت عن ترك البلاد من دون رئيس؟ هل كان ليستكين عمّا يتعرّض له المواطنون من الذّل والقهر؟ هل كان ليسمح بأن ننجرّ إلى هذه اللغة الطائفية البغيضة، وهو الذي يمقتها؟ هل كان ليقبل بألا يُحترم الدستور؟ هل كان ليقبل بأن يرى مريضًا يموت على باب مستشفى، أو أن يرى فقيرًا معدمًا يلتقط من براميل القمامة ما يجده من فضلات ليسدّ به جوعه؟ هل كان ليتساهل مع الذين يجّوعون الشعب ويمعنون في افقاره؟ هل كان ليساوم على المبادئ والقيم والأخلاق؟ هل كان ليرضى بأن يسقط شباب  في غير المواقع الطبيعية للقتال؟  
وتكرّ سبحة التساؤلات، التي تبقى من دون جواب، إلى أن يصبح لدينا رئيس جمهورية لكل لبنان، وإلى أن تنكشف كل الحقائق، بدءًا من حقيقة تغييب الامام الصدر، إلى حقيقة انفجار المرفأ، وصولًا إلى حقيقة ما ورد في التقرير المالي الجنائي. 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هل کان

إقرأ أيضاً:

سناء حمد: رسائل في اتجاهات شتى

رسائل في اتجاهات شتى
سلام على كل صاحب عقل حر ،
وسلام على كل من أكرم بسلامة القلب ،

وسلام على من يحسنون الظن ،
سلام على كل ذي ورع ٍ ودين …
وسلام على كل سوداني حر
وسلام على اخوة لم تغيّرهم السنون ولم تزعزعهم الظنون .

منذ يومين أتلقى عشرات الاستفسارات عن مقالي ” على اعتاب الفجر “، وهو مقال نشر يوم 21/ مايو /2019… منذ ما يزيد عن الخمسة سنوات ، في ذات هذه الصفحة ، كان مقالاً لزمان مختلف وظرف مختلف ومناخ مختلف . لكنه عبر كذلك عن إيماني الراسخ بأن ما يجمع بيننا اهل السودان اكبر مما يفرق ، واننا نحتاج للوعي وللسماحة فيما بيننا ، نحتاج لرفع الوعي ، واننا بحاجة للتغيير الإيجابي في ذواتنا وبيوتنا ومجتمعاتنا ودولتنا .. أذكر عند نشر المقالة ، انه اتصل بي الاخ والصديق محمد حامد جمعة بعده بيوم قائلاً ، بطريقته الماتعة : ياااخ دا مقال اول مرة اتمنى اني اكون كاتبه…

ثم لاحظت انه بين الفينة والفينة يعاد نشر هذا المقال ، مع كل حدث كبير ، ويقرأه الناس حتى الذين مر عليهم من قبل وكأنه جديد ، وفي كل مرة يثير نقاشاً ويفتح حواراً ، وفي كل مرة يُتناول من زاوية مختلفة ، ولذلك فان لهذا المقال بين كتاباتي العديدة مقام خاص واعتز به .

ممتنة لكل الذين ارسلوا وسألوا ليطمئنوا ، وهم محسني الظن بأختهم ، وشاكرة لكل من راي فيه معانٍ مختلفة ، ولكل من راي من خلاله ان هناك مساحات التقاء لصالح هذا الوطن وشعبه النبيل ، اما بعض الذين ادمنوا النقد بلا فهم والنميمة بلا ورع والوصاية بلا وجاهة ..و الذين اعتادوا إلا يشبع نهمهم ويملأ جوفهم إلا لحم اخوتهم من زمانٍ استطال ، هولاء بيننا وبينهم شكوى مرفوعة يُلقوَّنها يوم الحساب ، ان لم نعرفكم الله بعرفكم، وليعلم هولاء انهم ليسوا بعيدين عن هذه الاية : ﴿ وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ﴾ ، آنذاك نلتقي .

سناء حمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عن عملياته في لبنان.. بيان للجيش الإسرائيلي يكشف ماذا قصف
  • ماذا تعني تحية "الذئاب الرمادية" التي سبّبت أزمة بين تركيا وألمانيا؟
  • عن عمليات إسرائيل في الجنوب.. بيان يكشف ماذا استهدفت اليوم
  • ماذا بعد تعزية الرئيس الجزائري تبون للملك محمد السادس؟
  • ما الذي يجب أن تغيره ميتا في Threads بعد عام واحد
  • ما نحن عليه اليوم هو الأفضل... القطاع العقاري مكبوت ولا أفق للتحسن!
  • سناء حمد: رسائل في اتجاهات شتى
  • شاهد بالفيديو.. ماذا قال البرهان في وادي سيدنا بحضور ياسر العطا؟
  • السيد الصدر يستعرض أهم المحاذير في احياء الشعائر الحسينية
  • هوكشتاين في باريس اليوم لإقناع الفرنسيين.. ماذا عن الاتفاق السرّي لمنع التصعيد؟!