لبنان ٢٤:
2025-02-23@14:56:44 GMT

لو كان الإمام الصدر بيننا اليوم...ماذا كان ليقول؟

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

لو كان الإمام الصدر بيننا اليوم...ماذا كان ليقول؟

في شباط من العام 1975، أي قبل اندلاع الحرب المشؤومة في لبنان بشهر تقريبًا، ولم أكن قد دخلت مهنة المتاعب، رأيته للمرة الأولى عن قرب في بكركي، بعد زيارة تهنئة لصديقه البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش، على أثر إنتخابه بطريركا لإنطاكيا وسائر المشرق خلفًا للمثلث الرحمات البطريرك مار بولس بطرس المعوشي. 
بهرتني طلّته البهية وسحرتني قامته الفارهة ولفتتني لكنته المميزة، وهو لم يتفوه ساعتها سوى ببعض كلمات "خير خلف لخير سلف".

 
إنه سماحة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بمواقفه الوطنية وجرأته في قول كلمة الحق، أيًّا تكن نتائجها، وقد دفع ثمن هذه المواقف يوم أزعجت كثيرين فكان القرار بتغييبه مع رفيقيه في طرابلس الغرب.    فمنذ 31 آب من العام 1978، حيث شوهد لآخر مرة في ليبيا، وحتى اليوم لا يزال الإمام الصدر حاضرًا بمواقفه التاريخية في ضمائر جميع اللبنانيين وقلوبهم، وهو لم يغب يومًا واحدًا عن الساحة التي أحبها، فبقيت مواقفه محفورة في التاريخ فيما غاب الذين غيّبوه، وطواهم النسيان. 
لا نزال نذكر مواقفه البطولية يوم كانت أصوات القذائف تصّم الآذان، وهو الذي أنقطع عن الطعام احتجاجًا على جولات العنف وصولاته، ولم يكّف عن حضّ الجميع على التوافق والوفاق، وهو الذي كانت تربطه بجميع الأطراف أطيب العلاقات الخالية من الزيف والمجاملات الفارغة، فكان صريحًا إلى حدود الجرأة، ولكن صراحته وجرأته لم تكونا لتدمي أو تجرح، ولهذا أحبه الأبعدون قبل الأقربين. 
بعد خمسة وأربعين عامًا لا يزال صدى مواقفه، التي اخترنا منها القليل من كثير، يتردّد وكأنه يعلنها اليوم وليس قبل ما يقارب العقدين من الزمن: 
- لبنان العربي المسالم مع "إسرائيل" يعد طابوراً خامساً ضمن العالم العربي. 
- التعاون مع "إسرائيل" هو تعاون مع أعداء الله المعتدين المتآمرين على كل القيم والانسان. 
- إنّ المقاومة ليست مجموعة عصابات مخرّبة يستعملهم لبنان لإزعاج إسرائيل، بل إنّهم أصحاب حقّ ومظلومون. 
- صحيح أنّنا نتعرّض للصعوبات والإعتداءات، ولكنّنا أيضاً لا نزال نملك دماً يدافع، وهمّة ترفض، وقول: لا. كيف كان تاريخنا؟ كيف كان قادتنا؟ كيف كان رجالنا؟ كانوا وحدهم في التاريخ يقولون للإمبراطوريّات: لا لا!! 
-  إن مسؤوليتنا تحرير أرضنا وإخراج العدو منها، هي مسؤوليتنا وحدنا. 
- نحن الذين سنحفظ المقاومة الفلسطينيّة وسنصونها... 
- نحن وضعنا الجيل ثمناً لتحرير القدس، وَمن وَضَعَ الجيل ومَن وضع نفسه في سبيل تحرير أمّته ينتصر. 
- شرف أبناء لبنان في بقائهم متمسكين بأرضهم. 
- إنّ الجيش هو العمود الفقري لبناء الدولة، وهو سياج الوطن والبوتقة التي ينصهر فيها أبناء لبنان ليصبحوا مسلكيّة وهدفاً، مواطنين صالحين. 
- التشيّع والتسنّن هما من نبع واحد، ونبيّ واحد، وكتاب واحد. 
إنها مواقفٌ للتاريخ لإمام تاريخي.    فلو كان الأمام المغيّب حاضرًا بيننا اليوم فما عساه يقول عمّا يراه من تباعد بين اللبنانيين؟ هل كان ليسكت عن ترك البلاد من دون رئيس؟ هل كان ليستكين عمّا يتعرّض له المواطنون من الذّل والقهر؟ هل كان ليسمح بأن ننجرّ إلى هذه اللغة الطائفية البغيضة، وهو الذي يمقتها؟ هل كان ليقبل بألا يُحترم الدستور؟ هل كان ليقبل بأن يرى مريضًا يموت على باب مستشفى، أو أن يرى فقيرًا معدمًا يلتقط من براميل القمامة ما يجده من فضلات ليسدّ به جوعه؟ هل كان ليتساهل مع الذين يجّوعون الشعب ويمعنون في افقاره؟ هل كان ليساوم على المبادئ والقيم والأخلاق؟ هل كان ليرضى بأن يسقط شباب  في غير المواقع الطبيعية للقتال؟  
وتكرّ سبحة التساؤلات، التي تبقى من دون جواب، إلى أن يصبح لدينا رئيس جمهورية لكل لبنان، وإلى أن تنكشف كل الحقائق، بدءًا من حقيقة تغييب الامام الصدر، إلى حقيقة انفجار المرفأ، وصولًا إلى حقيقة ما ورد في التقرير المالي الجنائي. 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هل کان

إقرأ أيضاً:

مختصون يروون لـ "اليوم" أسرار تأسيس كيان الدولة السعودية الأولى

أشاد عدد من الأكاديميين والخبراء، في ذكرى يوم التأسيس، بتأسيس الإمام محمد بن سعود كيان الدولة السعودية الأولى، إذ استطاع أن يضع الأسس المتينة لهذه الدولة على مبادئ الكتاب والسنة، وتحقيق العدل والاستقرار في المنطقة.
وشهد عهده العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي كان لها الأثر البالغ في تحويل المنطقة من حالة الفوضى إلى النظام، ومن الخوف إلى الأمن، ومن التفرق إلى الوحدة.
وعُرف الإمام محمد بن سعود بالتدين والشجاعة وبعد النظر، وقاد البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، ورسخ مفاهيم الوحدة الوطنية تحت راية الحكم العادل.
وأكدوا في حديثهم لـ "اليوم" بمناسبة يوم التأسيس، أن الإمام محمد بن سعود استطاع بناء دولة قوية ومستقلة امتدت تأثيراتها إلى يومنا هذا، وتمكن من تأمين الاستقرار الداخلي، وتقوية البنية السياسية والاقتصادية للدولة.
وأضافوا أن جهوده العظيمة جعلت من الدرعية مركزًا سياسيًا واقتصاديًا مزدهرَا، وشهدت الدولة في عهده استقرارًا ونهضة واسعة انعكست على جوانب الحياة كافة.
وأشاروا إلى أن ما أسسه الإمام محمد بن سعود كان اللبنة الأولى التي بنيت عليها الدولة السعودية الحديثة، التي لا تزال تواصل مسيرتها اليوم بفضل الإرث الذي تركه.

نموذج يحتذى به في القيادة

واتفق المختصون على أن الإمام محمد بن سعود لم يكن مجرد حاكم، بل كان مؤسسًا لدولة راسخة امتدت تأثيراتها إلى يومنا هذا، فقد استطاع تحقيق الوحدة والاستقرار في نجد، ووضع الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية الحديثة.
وظل إرثه السياسي والاجتماعي والاقتصادي حيًا تتناقله الأجيال، ليكون نموذجًا يحتذى به في القيادة الرشيدة، واستمرت الدولة السعودية، بفضل الأسس التي وضعها، في التطور والازدهار حتى يومنا هذا، فأصبحت نموذجًا فريدًا للدولة المستقرة التي تجمع بين الأصالة والتحديث، وتسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. جملاء المري

أخبار متعلقة رؤية ثاقبة وشخصية ملهمة.. ملامح من سيرة الإمام محمد بن سعوديوم التأسيس.. رحلة دولة عريقة انطلقت قبل ثلاثة قرون نحو الازدهارفرسان المنقية.. نخبة المحاربين في جيش الدولة السعودية الأولىرؤية ثاقبة وبناء مستدام

أوضحت د. جملاء بنت مبارك المري، وكيل الشؤون الأكاديمية في كلية الآداب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن الإمام محمد بن سعود كان قائدًا سياسيًا محنكًا، استطاع أن يوحد القبائل ويؤسس دولة ذات نظام إداري قوي، فحكم الدولة بدءًا من الدرعية منذ عام 1139هـ/1727م وأرسى قواعد الحكم فيها مستندا إلى الشريعة الإسلامية.
وأضافت أن الإمام محمد بن سعود نجح في تأمين طرق التجارة والحج، وتقنين الموارد الاقتصادية للدولة، فضلًا عن تصديه للحملات التي حاولت القضاء على الدولة السعودية، وتمكن من توحيد شطري الدرعية، بعد أن كان الحكم متفرقًا في مركزين، وعزز الأمن الداخلي ونظم الحياة الاقتصادية، ما جعل الدرعية مركزًا سياسيًا قويًا قادرًا على تحقيق الاستقلال وعدم الخضوع لأي قوة خارجية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. عبدالعزيز الشبل

جمع شمل أحياء الدرعية

وأكد د. عبدالعزيز بن صالح الشبل أستاذ التاريخ الحديث أن الإمام محمد بن سعود سعى إلى جمع شمل أحياء الدرعية، ووسع نفوذه السياسي، ما جعل الدرعية منافسًا قويًا للمدن المجاورة، إذ وصفها ابن بشر بأنها كانت مدينة تعج بالحركة التجارية والأسواق المزدهرة.
وتابع: ذكر المبعوث البريطاني رينولد بعد سنوات في تقريره عن الدرعية، أنها كانت مركزًا اقتصاديًا متقدمًا، إذ شهدت حركة بيع وشراء مزدهرة، وكانت تعج بالأسواق التي امتدت على مد البصر، وهو ما عكس الازدهار الاقتصادي الكبير الذي حققته الدولة السعودية الأولى.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. دلال السعيد

مهد الدولة السعودية الأولى

وذكرت د. دلال بنت محمد السعيد أستاذ التاريخ السعودي وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة جدة سابقًا، أن أسرة آل سعود استقرت في الدرعية منذ عام 850هـ/1446م، وكان الاستقرار في الدرعية بداية تأسيس الدولة السعودية.
وأضافت أن الإمام محمد بن سعود تمكن من توحيد معظم مناطق نجد، وأرسى قواعد الاستقلال السياسي، وأسس نظامًا اقتصاديًا متطورًا.
وأردفت: كان للدرعية موقع استراتيجي أسهم في تطورها وتحويلها إلى مركز سياسي مهم، فأصبحت مقصدًا للتجار والعلماء والسكان الباحثين عن الأمن والاستقرار.

نواة الدولة الحديثة

وأشارت د. سماح سعيد باحويرث أستاذ التاريخ الإسلامي والاستشراق في جامعة طيبة، إلى أن الإمام محمد بن سعود لعب دورًا محوريًا في تحقيق الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية، إذ وحد البلدات والقبائل ووفر الأمان للحجاج والتجار، ما أدى إلى انتعاش الحركة الاقتصادية في الدرعية، وجعلها مركزًا حضاريًا مزدهرًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. سماح باحويرث
وأضافت أن الدولة السعودية الأولى شكلت نواة الدولة الحديثة، التي استمرت بقيادة أبنائها حتى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود.
وأكدت أن هذه الفترة تميزت بإقامة العدالة وترسيخ القوانين التي ضمنت تحقيق الاستقرار المجتمعي والاقتصادي، ما أسهم في ازدهار العديد من القطاعات الحيوية.

الوحدة السياسية للدرعية

أما د. سارة بنت عبدالله العتيبي أستاذ التاريخ وعلم الآثار في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فقد أكدت أن الإمام محمد بن سعود نجح في تحقيق الوحدة السياسية للدرعية، ووضع اللبنات الأولى للدولة السعودية التي قامت على مبادئ العدل والاستقرار.
واستطردت أن جهوده في تعزيز الأمن الداخلي وتطوير النظام الاقتصادي كان لها أثر بالغ في بناء الدولة السعودية الحديثة، إذ رسخ مفاهيم الحكم الرشيد والاستقلالية السياسية، وأسهمت هذه الجهود في جعل الدولة قادرة على التصدي لأي تهديدات خارجية أو داخلية، ما ساعد في استدامة الحكم.

مقالات مشابهة

  • أضرار خلط الشاي مع القهوة.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول كوب واحد؟
  • تقريرٌ إسرائيلي.. ماذا ستفعل تل أبيب خلال تشييع نصرالله؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • لأبراهام مانغيستو الذي أفرجت عنه حماس اليوم قصة مختلفة... فما هي؟
  • مختصون يروون لـ "اليوم" أسرار تأسيس كيان الدولة السعودية الأولى
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • سيبقى بيننا.. لحود: نصر الله كان علامة فارقة
  • الشيعة التي نعرفها
  • سوريا ترفع رسوم تأشيرات دخول عدد من الدول... ماذا عن لبنان؟
  • “اللواء البراشي” يحسم الجدل ويوجه بتوقيف رجل المرور الذي ظهر في الفيديو المثير واحالته للتحقيق وانفاذ العدالة فورًا