لبنان ٢٤:
2025-01-23@15:18:36 GMT

لو كان الإمام الصدر بيننا اليوم...ماذا كان ليقول؟

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

لو كان الإمام الصدر بيننا اليوم...ماذا كان ليقول؟

في شباط من العام 1975، أي قبل اندلاع الحرب المشؤومة في لبنان بشهر تقريبًا، ولم أكن قد دخلت مهنة المتاعب، رأيته للمرة الأولى عن قرب في بكركي، بعد زيارة تهنئة لصديقه البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش، على أثر إنتخابه بطريركا لإنطاكيا وسائر المشرق خلفًا للمثلث الرحمات البطريرك مار بولس بطرس المعوشي. 
بهرتني طلّته البهية وسحرتني قامته الفارهة ولفتتني لكنته المميزة، وهو لم يتفوه ساعتها سوى ببعض كلمات "خير خلف لخير سلف".

 
إنه سماحة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بمواقفه الوطنية وجرأته في قول كلمة الحق، أيًّا تكن نتائجها، وقد دفع ثمن هذه المواقف يوم أزعجت كثيرين فكان القرار بتغييبه مع رفيقيه في طرابلس الغرب.    فمنذ 31 آب من العام 1978، حيث شوهد لآخر مرة في ليبيا، وحتى اليوم لا يزال الإمام الصدر حاضرًا بمواقفه التاريخية في ضمائر جميع اللبنانيين وقلوبهم، وهو لم يغب يومًا واحدًا عن الساحة التي أحبها، فبقيت مواقفه محفورة في التاريخ فيما غاب الذين غيّبوه، وطواهم النسيان. 
لا نزال نذكر مواقفه البطولية يوم كانت أصوات القذائف تصّم الآذان، وهو الذي أنقطع عن الطعام احتجاجًا على جولات العنف وصولاته، ولم يكّف عن حضّ الجميع على التوافق والوفاق، وهو الذي كانت تربطه بجميع الأطراف أطيب العلاقات الخالية من الزيف والمجاملات الفارغة، فكان صريحًا إلى حدود الجرأة، ولكن صراحته وجرأته لم تكونا لتدمي أو تجرح، ولهذا أحبه الأبعدون قبل الأقربين. 
بعد خمسة وأربعين عامًا لا يزال صدى مواقفه، التي اخترنا منها القليل من كثير، يتردّد وكأنه يعلنها اليوم وليس قبل ما يقارب العقدين من الزمن: 
- لبنان العربي المسالم مع "إسرائيل" يعد طابوراً خامساً ضمن العالم العربي. 
- التعاون مع "إسرائيل" هو تعاون مع أعداء الله المعتدين المتآمرين على كل القيم والانسان. 
- إنّ المقاومة ليست مجموعة عصابات مخرّبة يستعملهم لبنان لإزعاج إسرائيل، بل إنّهم أصحاب حقّ ومظلومون. 
- صحيح أنّنا نتعرّض للصعوبات والإعتداءات، ولكنّنا أيضاً لا نزال نملك دماً يدافع، وهمّة ترفض، وقول: لا. كيف كان تاريخنا؟ كيف كان قادتنا؟ كيف كان رجالنا؟ كانوا وحدهم في التاريخ يقولون للإمبراطوريّات: لا لا!! 
-  إن مسؤوليتنا تحرير أرضنا وإخراج العدو منها، هي مسؤوليتنا وحدنا. 
- نحن الذين سنحفظ المقاومة الفلسطينيّة وسنصونها... 
- نحن وضعنا الجيل ثمناً لتحرير القدس، وَمن وَضَعَ الجيل ومَن وضع نفسه في سبيل تحرير أمّته ينتصر. 
- شرف أبناء لبنان في بقائهم متمسكين بأرضهم. 
- إنّ الجيش هو العمود الفقري لبناء الدولة، وهو سياج الوطن والبوتقة التي ينصهر فيها أبناء لبنان ليصبحوا مسلكيّة وهدفاً، مواطنين صالحين. 
- التشيّع والتسنّن هما من نبع واحد، ونبيّ واحد، وكتاب واحد. 
إنها مواقفٌ للتاريخ لإمام تاريخي.    فلو كان الأمام المغيّب حاضرًا بيننا اليوم فما عساه يقول عمّا يراه من تباعد بين اللبنانيين؟ هل كان ليسكت عن ترك البلاد من دون رئيس؟ هل كان ليستكين عمّا يتعرّض له المواطنون من الذّل والقهر؟ هل كان ليسمح بأن ننجرّ إلى هذه اللغة الطائفية البغيضة، وهو الذي يمقتها؟ هل كان ليقبل بألا يُحترم الدستور؟ هل كان ليقبل بأن يرى مريضًا يموت على باب مستشفى، أو أن يرى فقيرًا معدمًا يلتقط من براميل القمامة ما يجده من فضلات ليسدّ به جوعه؟ هل كان ليتساهل مع الذين يجّوعون الشعب ويمعنون في افقاره؟ هل كان ليساوم على المبادئ والقيم والأخلاق؟ هل كان ليرضى بأن يسقط شباب  في غير المواقع الطبيعية للقتال؟  
وتكرّ سبحة التساؤلات، التي تبقى من دون جواب، إلى أن يصبح لدينا رئيس جمهورية لكل لبنان، وإلى أن تنكشف كل الحقائق، بدءًا من حقيقة تغييب الامام الصدر، إلى حقيقة انفجار المرفأ، وصولًا إلى حقيقة ما ورد في التقرير المالي الجنائي. 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هل کان

إقرأ أيضاً:

دعوة من الكتائب للرئيس المُكلف والعماد عون: لعدم الرضوخ للابتزاز المتمادي الذي يمارسه الثنائي

أعلن المكتب السياسي الكتائبي في بيان له اليوم الثلاثاءـ اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، الى أنه "يؤمن بعد سنوات طويلة من الأزمات والحروب والنكسات، بأن لبنان أمام فرصة حقيقية لاستعادة السيادة والقرار الحر والشروع في بناء دولة حقيقية يتساوى فيها اللبنانيون، وتفتح أمامهم آفاق المستقبل على مختلف الصعد، دولة قادرة على استعادة دور البلد التاريخي، شرط حسن توظيف الفرصة لصالح لبنان واللبنانيين".

واعتبر أن "ما شهده لبنان منذ بداية انطلاق عجلة المؤسسات واكتمال عقدها بانتخاب رئيس للجمهورية وتجلي الديمقراطية في تسمية رئيس الوزراء، قلب المعطيات وأظهر تصميما لبنانيا للإمساك بزمام الأمور وتقرير المصير".

ورأى أن "لبنان الذي خرج من حرب مدمّرة، لا بد له، وانسجاما مع خطاب القسم وكلام الرئيس المكلف، أن يسقط من بيان الحكومة الوزاري أي عبارة، بالمباشر أو بالمواربة، لا تنيط بالدولة وحدها حصرية السلاح وحق الدفاع عن الوطن، ويمكن أن تفسر أنها تفوض أو تتنازل لأي طرف عن هذا الواجب"، معتبراً إن "الحكومة المنتظرة مطالبة بأن تضرب بيد من حديد، وأن تفكك كل الميليشيات، وأن تطبق وقف إطلاق النار بحرفيته، وتثبت بنوده على كامل الأراضي اللبنانية جنوبًا وشمالا".

وطالب المكتب السياسي "المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ تعهداتها بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها قبل انقضاء فترة الستين يوما التي شارفت على الانتهاء".

واستغرب "كيف أن الفريق الذي امتهن التعطيل كسلاح للسيطرة على القرار، ما زال مصرا على استعمال الأساليب ذاتها، فيطالب بتأجيل موعده في الاستشارات ويغيب عن المشاورات لتحسين شروطه التفاوضية على الحصص، في ممارسة باتت من الماضي ويرفض اللبنانيون العودة إليها".

ودعا "رئيس الوزراء المكلف ورئيس الجمهورية إلى عدم الرضوخ للابتزاز المتمادي الذي يمارسه ثنائي التعطيل بالمطالبة بوزارة من هنا أو منصب من هناك خارج القواعد التي أرساها خطاب القسم، والتي تفرض تطبيق وحدة المعايير على الجميع ومن دون استثناء، حتى لا تحمل التشكيلة الحكومية عوامل فشلها المبكر".

وإذ أكد على تمسكه بـ"كل ما ورد في خطاب القسم، لا سيما لجهة الفقرات الخاصة بانبثاق السلطة"، رفض "مبدأ التوقيع الثالث والثلث المعطل وثنائية تختزل طائفة".
 

مقالات مشابهة

  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
  • آخر خبر عن إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.. ماذا طلبت تل أبيب من أميركا؟
  • السيسي: أى محاولات لزرع الخلاف بيننا ونشر الشائعات ستبوء بالفشل
  • هل تعلم ماذا اشترى الأتراك في 2024؟ هذه هي الاصناف التي أنفقوا فيها أموالهم
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي الأحد المقبل
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي الأحد المقبل - عاجل
  • دعوة من الكتائب للرئيس المُكلف والعماد عون: لعدم الرضوخ للابتزاز المتمادي الذي يمارسه الثنائي
  • الكتائب: لحكومة لا تتخطى القواعد التي أرساها خطاب القسم
  • الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟