محللون: آفاق الحل بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي لا تزال قائمة
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
اعتبر محللون وخبراء في الشؤون الدولية عودة المحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة، المثير للجدل، "علامة جيدة" تؤشر إلى أنه لا يزال هناك مجال للتفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق حول مياه نهر النيل بين الدول الثلاث.
وقال خبير العلاقات الدولية، كريم مصطفى عبد الخالق، إن مصر وإثيوبيا تعاونتا مؤخرًا في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في السودان وفي عضويتهما المشتركة الجديدة في كتلة بريكس للأسواق الناشئة، وفقا لما أورده موقع "ميديا لاين" وترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف أن التوصل إلى اتفاق ناجح سيعتمد في النهاية على "رؤى القادة وتصوراتهم وإرادتهم"، مشيرا إلى أ، "نوايا إثيوبيا كانت حاسمة، فقد حاولت تغيير القواعد من خلال خلق واقع جديد"، وتسعى للحفاظ على "اليد العليا" على السد، الأمر الذي يهدد الأمن المائي للدول الأخرى.
أما مصر، التي تعاني بالفعل من شح المياه، فإن سد النهضة "يعتبر مسألة حياة أو موت" لها، بحسب عبدالخالق.
وفي السياق، قال جيريجنا تاديسي تيرفا، المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن "إثيوبيا أبدت حسن نيتها من خلال تأجيل استكمال ملء السد حتى أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام لتمكين مصر والسودان من الحصول على ما يكفي من المياه"، واصفا الموقف المصري بأنه "صعب".
وأوضح: "إن العقلية القديمة السائدة بين العلماء والسياسيين المصريين، والتي تعتبر أن مصر هبة النيل، يمكن أن تشكل تحديًا كبيرًا".
وتابع أن "المصريين سمعوا قدرا كبيرا من المعلومات الخاطئة حول هذا الموضوع، مما يجعل من الصعب على القيادة المصرية إقناع الشعب بقبول الاقتراح (الإثيوبي)"، مشيرا إلى أن قبول مصر للاتفاق مع إثيوبيا سيدفع السودان إلى أن يحذو حذوها.
ويعتقد تيرفا أن المفاوضات الحالية "ستفتح الباب لمزيد من المناقشات والثقة المتبادلة"، فيما يرى عبدالخالق أن الأمر "معقد" وحث المراقبين على "البقاء متفائلين قدر الإمكان".
وأثار سد النهضة الإثيوبي مخاوف في مصر والسودان من فقدان الكثير من إمدادات المياه الخاصة بهما، ورغم أن المحادثات الأولى التي عقدت منذ أكثر من عامين انتهت دون التوصل إلى أي اتفاق، إلا أن البعض يقول إنه لا يزال هناك مجال للتفاؤل.
وبعد مرور أكثر من عامين على توقف المحادثات بشأن السد المثير للجدل، استؤنفت المفاوضات هذا الأسبوع في القاهرة بين مصر وإثيوبيا والسودان. لكن بعد يومين انهارت المحادثات مرة أخرى وانتهت دون أي اتفاق.
وبحسب وزارة الموارد المائية والري المصرية، فإن عدم التوصل إلى اتفاق يعود إلى عدم حدوث "تغيير ملموس في المواقف الإثيوبية".
اقرأ أيضاً
مصر: لا تغييرات ملموسة بجولة التفاوض مع إثيوبيا حول سد النهضة
ومع ذلك، صاغت وزارة الخارجية الإثيوبية الانهيار بشكل أكثر إيجابية، قائلة: "تبادل الطرفان وجهات النظر للتوصل إلى وضع مربح للجانبين". وأضافت أن جولة جديدة من المحادثات ستعقد في أديس أبابا في سبتمبر/أيلول المقبل.
وأثار السد، الذي اكتمل اليوم بنسبة 90%، احتجاجات متكررة من مصر والسودان، اللتين تخشيان من تقليله من تدفق مياه نهر النيل، مصدر المياه الرئيسي لهما.
وترى إثيوبيا أن السد أمر بالغ الأهمية لتنميتها، لأنه سينتج الكهرباء لتلبية احتياجاتها الحادة وكذلك تمكين تصدير الكهرباء إلى البلدان المجاورة.
وأكمل عمال البناء 3 مراحل من ملء السد، ونجحوا في توليد الكهرباء لأول مرة في فبراير/شباط 2022، وقام المهندسون بتوصيل توربين إضافي به في أغسطس/آب من ذلك العام.
وأعربت مصر عن مخاوفها البالغة بشأن السد، إذ يأتي نحو 90% من حصتها المائية من نهر النيل، و85% من النيل الأزرق. ووصف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأمن المائي بأنه "خط أحمر" بالنسبة لبلاده.
وانهارت المحادثات بين الدول الثلاث في أبريل/نيسان 2021، لكن في الشهر الماضي، زار السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، السودان واتفقا على استئناف المحادثات، وتعهدا بالتوصل إلى اتفاق في غضون 4 أشهر.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، آنذاك أن المفاوضات تهدف إلى التوصل إلى "اتفاق متوازن وملزم قانونا بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، بما يلبي مصالح واهتمامات الدول الثلاث".
اقرأ أيضاً
من الصراع الدبلوماسي إلى التفاهم.. هل تصل مصر وإثيوبيا لاتفاق بشأن سد النهضة؟
المصدر | ميديا لاين/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر السودان سد النهضة هاني سويلم التوصل إلى اتفاق مصر وإثیوبیا سد النهضة
إقرأ أيضاً:
أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى “اتفاق سلام”
أعلنت أذربيجان وأرمينيا الخميس، التوصل إلى “اتفاق سلام” إثر مفاوضات كان الغرض منها تسوية النزاع القائم بينهما منذ عقود.
وقال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايراموف في تصريحات للصحفيين إن “مسار المفاوضات حول نصّ اتفاق السلام مع أرمينيا قد أنجز”.
وأصدرت الخارجية الأرمينية بعد ذلك بيانا جاء فيه أن “اتفاق السلام جاهز للتوقيع. جمهورية أرمينيا مستعدة لبدء مشاورات مع جمهورية أذربيجان بشأن موعد ومكان التوقيع”.
وفي دليل على التوترات التي ما زالت تشوب العلاقة القائمة بين البلدين الواقعين في منطقة القوقاز، انتقدت أرمينيا في بيانها أذربيجان لإدلائها بإعلان “أحادي”، في حين كانت يريفان ترغب في أن يكون “مشتركا”.
وخاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على منطقة قره باغ الأذربيجانية وتقطنها غالبية من الأرمن، مرة أولى عقب سقوط الاتحاد السوفياتي كان النصر فيها من نصيب أرمينيا ومرة أخرى في 2020 انتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تستولي باكو على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر 2023.
ومنذ الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي في 1991، تواجه البلدان في معارك حدودية عدة. وسعت كل من روسيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التوسّط بين الدولتين لفضّ النزاعات.
وامتدت المفاوضات الثنائية على مدى الأعوام الماضية، وهي شهدت تقدما تارة وتوترا تارة أخرى.
وفي يناير، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن تقدم ملحوظ، مع الإشارة إلى أن بندين اثنين من الاتفاق ما زالا عالقين.
وأعلن وزير الخارجية الأذربيجانية أن “أرمينيا قبلت مقترحات أذربيجان بشأن البندين من معاهدة السلام”.
وتنتظر باكو من جارتها بفضل تحالفها مع تركيا، من أرمينيا أن تعدّل دستورها في ما يخصّ إعلان الاستقلال وما ورد فيه بشأن قره باغ.