أغلب دول العالم بدأت بالفعل التفكير والتخطيط استعداداً لعودة ترامب إلى البيت الأبيض
لأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام القادم، ولأن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم الرئيس السابق على كل منافسيه الجمهوريين الآخرين بنسب كبيرة، ولأن هذه الاستطلاعات تتحدث عن تقارب مع الرئيس الحالي جو بايدن، ولأن مثوله أمام المحاكم في الاتهامات الموجهة إليه لم تقلص من شعبيته، بل بالعكس، استطاع استغلالها بين مناصريه على أنها "مؤامرة" تستهدفه، وهي ذات دوافع سياسية، وواصل حملته الانتخابية من دون انقطاع، بل إنها ازدادت زخماً وقوة، بحيث "أن الروابط بين ترامب ومؤيديه من الصعب كسرها"، حسب كليفورد يونغ رئيس الشؤون الأمريكية لدى شركة إبسوس لاستطلاعات الرأي.
. لكل ذلك، وخوفاً من عودته إلى البيت الأبيض، فإن أوروبا بدأت تضرب أخماساً في أسداس، وتتهيأ للقادم من الأيام.
احتمال عودة ترامب تشكل كابوساً لمعظم الدول الأوروبية. صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي ستيفن إيفرتس وصفه لهذا الأمر بأنه "أمر مرعب"، وأضاف "كنّا مرتاحين مع جو بايدن وخصوصاً بالنسبة لأوكرانيا.. الآن سوف نضطر إلى مواجهة ترامب مجدداً"، أضاف "علينا أن نفكر فيما يعنيه هذا بالنسبة لسياستنا الخاصة، وبالنسبة للدفاع الأوروبي، وبالنسبة لأوكرانيا". أما توماس كلاين بروكهوف المسؤول السابق في الحكومة الألمانية فقال: "إن ترامب الثاني سيكون أسوأ بكثير من ترامب الأول"، فيما توقع إيفو دالدار السفير الأمريكي السابق لدى حلف الناتو: "نهاية الحلف إذا عاد ترامب".
صحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى أن أغلب دول العالم "بدأت بالفعل التفكير والتخطيط، استعداداً لعودة ترامب إلى البيت الأبيض من جديد". وقالت: "ينظر الكثير من الحلفاء، من باريس إلى طوكيو إلى ترامب، باعتباره زعيماً غريب الأطوار، لا يهتم ببناء علاقات طويلة الأمد لمواجهة التوسع الروسي والصيني". في حين يرى العديد من السياسيين والمحللين الأوروبيين أن عودة ترامب سوف تكون لمصلحة كل من بكين وموسكو، لأنه على استعداد لإبرام صفقات معهما بشأن أوكرانيا وتايوان، إذا حصل على تنازلات اقتصادية وتجارية منهما.
يذكر أن ترامب كان هدد بالانسحاب من حلف الناتو، ووصفه بأنه «عفا عليه الزمن»، كما أنه قرر سحب القوات الأمريكية من ألمانيا ما يعني التخلي عن الالتزامات الأمنية تجاه القارة - لكن الرئيس بايدن قرر الإبقاء عليها - كما أنه تحدث مراراً بإعجاب عن الرئيس الروسي بوتين، وأكد خلال حملته الانتخابية أنه سيعمل في حال انتخابه على "وقف الحرب الأوكرانية خلال 24 ساعة".
تشعر أوروبا بالقلق لأن انتخاب ترامب قد يلقي عليها مسؤوليات أمنية ضخمة في ما يتعلق بأمنها، ثم بالحرب الأوكرانية، إذ سيكون على ألمانيا وفرنسا تحديداً مهمة صعبة في توفير مستلزمات الأمن الأوروبية واستمرار دعم أوكرانيا في حربها، لكن قلة يعتقدون أن البلدين يستطيعان توفير كل ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
بعد انتكاسات قانونية.. البيت الأبيض يتراجع عن أمر تجميد الإنفاق
تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء عن اقتراحها بتجميد مئات المليارات من الدولارات من أموال المساعدات المحلية بعد مواجهة انتكاسات قانونية ومعارضة واسعة النطاق، على الرغم من أن مسؤولين قالوا إنهم ما زالوا يخططون لمنع تمويل الأنشطة التي يعارضها ترامب.
وفي تراجع مفاجئ عن سياسة، كان قد تم الكشف عنها دون تفسير يذكر في وقت متأخر من مساء الاثنين، أبلغ مكتب الميزانية في البيت الأبيض الوكالات الاتحادية أنه ألغى مذكرة تتضمن أمرا بوقف مؤقت لدفع المنح والقروض، وفق "رويترز".
وقالت الإدارة إن التجميد كان يهدف إلى توفير الوقت للمراجعة ووقف أنشطة التمويل التي يسعى ترامب إلى تقييدها منذ عودته إلى منصبه، مثل برامج التنوع والطاقة الخضراء وكثير من المساعدات الأجنبية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الوكالات ما زالت تستهدف إلغاء هذا التمويل، لكن لم يتضح بعد المدى الذي يتيح لها القانون الذهاب إليه في القيام بذلك.
وجاء الأمر الجديد قبل قليل من جلسة استماع بمحكمة اتحادية في دعوى قضائية رفعها مدعون عامون ديمقراطيون من الولايات في محاولة لوقف التجميد.