لا تأكل لحم أخيك في وليمة الموت..!
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
كان آباؤنا يسمون الموت هجيمة، لأنه يهجم عليك فجأة لا يسمح لك بترتبب نفسك، و هي هجيمة فقد الأحبة، حيث تدخلك في حزن عميق يجعلك تبكي أمام الناس بدون خجل، أهل الميت يعيشون صدمة حزنٍ عميقة تضربهم في عمق النفوس تجعلهم ينسون حتى الأكل، و لذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ».
اصنعوا لآل الميت طعاماً فقد هجم عليهم مايشغلهم، مشاعر الحزن تنسيهم صناعة الطعام لأنفسهم، فكيف بنا و نحن ننتظر منهم أن يصنعوا الولائم لنا، ألا يكفي آل الميت ألم فقد القريب حتى نضاعف عليهم الفقد بفقد أموالهم الاي قد لا يملكونها حينها، أو نجعلهم يشعرون بالعار بسبب التقاليد الممقوته، فتجد البعض من أهالي الموتى يخاف من كلام الناس، يتخبط كالمجنون يبحث عن من يدينه المال، يفكر في الوليمة قبل أن يفكر في الدفن، أو قد يضطر لبيع شيء من أرضه أو ممتلكاته بثمن بخس لكي يضيف الناس في موت أبيه مثلاً..
أي عقل و أي منطق في ذلك، فالولائم تقام لأجل الفرح، ولذلك سن المصطفى صلى الله عليه وسلم الوليمة في العرس، العقيقة في الولادة، و الوكيرة في دخول البيت، وهكذا كانت عادات العرب، لكن لم نسمع عن وليمة في موت، بل ومع الوضع الحالي فقد بدأ الناس يتخففون من ولائم الأفراح و البعض لا يزال يصر على وليمة الموت، وقد سألت عجوز يوماً و انا صغير لماذا لم يذهب للغداء بيت الموت؟، فرد علي رداً صاعقاً قائلاً: في وليمة الموت أشعر أنني أأكل لحم الميت!، و قد أحسن التشبيه من قال: كيف تأكل أكلاً طبخ بالدموع..
يجب أن نتظافر لمنع هذه الولائم ومقاطعتها، و كم تعجبني بعض العائلات الذي يتقاسمون أيام العزاء بينهم عند حصول الموت لفردٍ منهم، فلا يجعلون آل الميت يتعبون في شيء، يتركونهم لأحزانهم و يساهمون بوجودهم بجانبهم و بتعاونهم في أن ينسونهم أحزانهم، و هكذا لعمري تكون التعزية..
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: غفلة الناس عن نعم الله بعد الأزمات بلاء عظيم
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن كثيرًا من الناس يقعون في غفلة كبيرة عن نعم الله، خاصة بعد تجاوز الأزمات والمحن، مشيرًا إلى أن البعض لا يدرك حجم النعمة التي أنعم الله بها عليه بعد شفائه من المرض أو نجاته من الكوارث.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن جائحة كورونا كانت مثالًا واضحًا على ذلك، حيث عاش العالم في حالة شلل تام، وتعطلت كل مناحي الحياة، من الطيران إلى المدارس والجامعات والمصانع، حتى ظن الناس أنهم ينتظرون الموت، ثم جاءت رحمة الله وزالت الأزمة، ورغم ذلك، عاد البعض إلى حياته وكأن شيئًا لم يكن، متناسيًا عظمة النعمة التي وهبها الله له.
الفرق بين "الوَزر" و"الوٍزر" و"الحمولة" و"الفرش".. خالد الجندي يجيب
خالد الجندي: هذه الآية ليست دعوة للكفر وإنما تحدٍ إلهي
خالد الجندي: هذه الكلمة من أحب الألفاظ إلى الله
خالد الجندي: الدين النعمة الحقيقية المستحقة لشكر الله عليها
وانتقد الجندي استخدام البعض لمصطلحات مثل "غضب الطبيعة" عند وقوع الكوارث كالحرائق أو الأعاصير أو الفيضانات، مؤكدًا أن كل شيء يجري بإرادة الله، وأن الإنسان عليه أن يتذكر قدرة الله ونعمته، ولا يتعامل مع الأزمات والنجاة منها على أنها مجرد أحداث عادية.
خالد الجندي: الدين النعمة الحقيقية المستحقة لشكر الله عليهاوكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أكد أهمية التفريق بين "النِّعَم" و"النَّعَم" في اللغة القرآنية، موضحًا أن "النَّعَم" تشير إلى الأنعام، مثل الإبل والبقر، بينما "النِّعَم" تشمل جميع النعم التي أنعم الله بها على الإنسان.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القرآن الكريم لا يعترف إلا بنعمة واحدة على أنها الأعظم، وهي نعمة الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا"، موضحًا أن هذه الآية تدل على أن الإسلام هو النعمة الكبرى التي يجب أن يعتز بها المسلم، قائلًا: "الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى".