مديحة جاب الله.. قصة سيدة حصلت على محو الأمية ثم أصبحت من أوائل الجامعة وتحلم بالدكتوراة
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
قصة كفاح غير عادية، بطلتها مديحة جاب الله، ابنة محافظة قنا، التى تأبى أن تتوقف أحلامها وطموحاتها، أمام صخرة العمى، الذي أصابها نتيجة خطأ طبى وهى طفلة صغيرة لم تتمتع برؤية الحياة كمثيلاتها من الفتيات، لكنها تراها جميلة بقلبها وعقلها اللذان لا يتوقفان عن الأحلام والتحدى لإثبات الآية القرآنية التي تقول" إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور".
"مديحة جاب الله" التى تقطن في قرية دندرة بمحافظة قنا، واجهت صعوبات وعقبات لو واجهها أصحاء أقوياء، لأعلنوا استسلامهم ورفع الراية البيضاء بلا تردد، فقد بدأت العقبات بنشأتها وسط أسرة بسيطة الحال في قرية تبعد عن المدينة بعدة كيلومترات، تحتاج لأكثر من وسيلة مواصلات للوصول إلى المدينة، مروراً بعدم وجود فصل محو أمية للمكفوفين بمحافظة قنا ، وانتهاءًا بوفاة والدها في أول عام لها بالجامعة.
أول كفيفة تحصل على شهادة محو أمية بقنا
ثمار التحدى المبكرة بدأت مع" مديحة جاب الله" بحصولها على شهادة محو الأمية من محافظة أسوان، لتكون أول كفيفة تحصل على شهادة محو أمية بمحافظة قنا عام 2013 ، وتوالت التحديات بدخول الإعدادية، والنجاح بتفوق، لتلتحق بعدها بالثانوية العامة، وتتمكن من الحصول على الشهادة الثانوية بمجموع 72%، وتواصل تحديها لكافة العقبات بالالتحاق بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى، وتتخرج منها بتقدير جيد مرتفع والرابعة على دفعتها.
أحلام" مديحة جاب الله" لم تتوقف بعد هذا التميز والنجاح، فقد توجهت لجامعة جنوب الوادى لسحب أوراق الالتحاق بالدراسات العليا، لتحقيق حلمها بالحصول على الماجستير والدكتوراه، لتكمل حلمها في مجال التعليم، مع أمنية أخرى لا تفارق خيالها تتمثل في زيارة بيت الله الحرام، لأداء فريضة الحج أو العمرة، وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
خطأ طبى آخر مسيرتها التعليمية
قالت مديحة جاب الله مراد، فقدت بصرى في سن مبكرة نتيجة خطأ طبى، ما تسبب في حرمانى من الالتحاق بالتعليم مثل بقية الفتيات، لكن كانت لدى رغبة كبيرة في التعليم، كانت تظهر في حديثى مع الآخرين، وقدرتى على إنهاء الأعمال الحسابية بسهولة، رغم عدم التحاقى بالتعليم، وأثناء ذهابى مع والدتى للسوق بمدينة قنا ، تصادفنا بمدرس بمعهد النور للمكفوفين و يعمل بالعطارة، لاحظ قدرتى على التعلم والحساب، فعرض على الالتحاق بالمدرسة لتعلم طريقة برايل، وخلال شهرين تمكنت بفضل الله تعالى من تعلم طريقة برايل.
و تابعت جاب الله، وبعد اجتياز طريقة برايل، بدأت رحلة البحث للحصول على شهادة محو أمية لتجاوزي السن المسموح في معهد النور للمكفوفين، وكانت أصعب عقبة، حيث لم يكن متاح وقتها فصول محو أمية للمكفوفين، وبعد محاولات ومساعدات من بعض الشخصيات، التحقت بفصل محو أمية بمحافظة أسوان، وتم استثنائى بأداء الامتحان في لجنة خاصة بقنا ، و بعد 10 أيام من أداء الامتحان، حصلت على الشهادة، لأكون أول كفيفة تحصل على شهادة محو الأمية بقنا.
طموحاتى لن تتوقف قبل الحصول على الماجستير والدكتوراه
واستطردت جاب الله،، وقدمت بعدها مباشرة بالمرحلة الإعدادية، وتمكنت من اجتيازها بمجموع 255، وقررت بعدها الالتحاق بالثانوية العامة، واجتزتها بمجموع 72%، واستكملت رحلتى بالالتحاق بالجامعة، ورغم وفاة والدى خلال التحاقى بالفرقة الأولى بكلية الآداب، وظروف كورونا في الفرقة الثانية، إلا أنني استطعت أن أعوض ذلك في الفرقتين الثالثة والرابعة، وتمكنت من الحصول على الشهادة الجامعية بتقدير تراكمى جيد مرتفع والرابعة على الدفعة، لكن رحلتى لم تتوقف فقد بدأت إجراءات الدراسات العليا تمهيداً للحصول على الماجستير والدكتوراه.
و أشارت جاب الله، إلى أن رحلتها التى كانت مليئة بالتحديات، كان لأسرتها وخاصة شقيقتها أنوار فضل كبير فيها، حيث كانت ترافقها بشكل دائم من وإلى المدرسة والجامعة، وجمعية رسالة خلال الفترة الجامعية، فضلاً عن بعض المدرسين و قيادات محو الأمية خلال فترة الحصول على شهادة محو الأمية التى فتحت لها الباب أمام استكمال مسيرتها التعليمية، مضيفة بأنها في الوقت الذي كانت تتحدى الظروف كان بعض المحبطين الذين يرون أنها يجب أن تكتفى بالثانوية العامة، لكن هذا الإحباط تحول إلى تشجيع ومؤازرة فيما بعد.
أحلم بزيارة بيت الله الحرام
وتأمل جاب الله، أن يكون لجامعة جنوب الوادى دور جاد في تخفيض مصاريف الدراسات العليا، حتى تتمكن من استكمال رحلتها التعليمية والحصول على الماجستير ومن بعده الدكتوراه، بلا عقبات أو عراقيل كما حدث في بداية رحلتها التعليمية، كما تأمل أن تتمكن من زيارة بيت الله الحرام.
https://fb.watch/mMy_5pbfR1/
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا أول كفيفة كفيفة الشهادة الثانوية جامعة جنوب الوادي على الماجستیر محو الأمیة الحصول على محو أمیة
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 26 مدرسة.. محافظ أسيوط يشهد مسابقة أوائل الطلبة للمرحلة الثانوية
شهد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط؛ فعاليات مسابقة أوائل الطلبة للمرحلة الثانوية بقاعة مدرسة خديجة يوسف الثانوية بمشاركة 26 مدرسة ثانوي عام على مستوى إدارة أسيوط التعليمية ضمن جولاته الميدانية ومتابعته المستمرة لكافة القطاعات وخاصة قطاع التعليم.
وذلك في إطار إهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتعليم واستكمالاً لخطة بناء الإنسان المصري والارتقاء به باعتباره أساس التنمية الحقيقية تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
جاء ذلك بحضور طارق الدسوقي مدير عام إدارة أسيوط التعليمية، وأحمد حسين وكيل إدارة أسيوط التعليمية، وعلي عطاي مدير الخدمات بإدارة أسيوط التعليمية، وسها حسين مدير مدرسة خديجة يوسف الثانوية بنات بأسيوط، والدكتور مصطفى إبراهيم رئيس حي شرق، ومصطفى فتحي مدير إدارة المتابعة الميدانية بالمحافظة، وعدد من موجهي عموم المواد الدراسية بمديرية التربية والتعليم.
وأكد محافظ أسيوط على دعمه الكامل للطلاب المتميزين في شتى المجالات وخاصة المتفوقين دراسياً الذين يعتبرون قادة المستقبل وداعمين إستكمال عملية البناء والتنمية التي تشهدها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال الآونة الأخيرة.
وأوضح أن مثل تلك المسابقات تساهم في الارتقاء بالمستوى الدراسي للطلاب وتهدف إلى تشجيع الطلاب والطالبات على التفوق في المجالات العلمية والثقافية وتعزز من روح التنافس وتنمي روح الولاء والانتماء مشيراً إلى حرصه على تكريم الفرق الفائزة بالمسابقة بعد إعلان النتيجة تشجيعاً لباقي الطلاب والمدارس على أن يحذو حذوهم في التنافس والوصول للمراكز الأولى في المسابقات القادمة موجهاً الشكر للقائمين على تنظيمهاً وخروجها بالشكل اللائق والمشرف.
وطالب المحافظ العاملين بالحقل التعليمي معلمين وطلاب ببذل المزيد من الجهد والتفوق في الدراسة لتحقيق أعلى النتائج وحثهم على الإهتمام بتوفير بيئة تعليمية جيدة تشجع على التحصيل الدراسي والتفوق مؤكداً على تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات أمام تنظيم وتنفيذ أنشطة وفعاليات مسابقة أوائل الطلبة بين مدارس المحافظة.
ولفت إلى تنظيم مجموعات تقوية مجانية للطلاب في كافة مدارس المحافظة وذلك في إطار حرص المحافظة على دعم العملية التعليمية ما يساهم في توفير فرص تعليمية متكافئة لجميع الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة وخاصة طلاب الشهادة الإعدادي لضمان تحسين مستواهم العلمي والاستعداد الجيد للامتحانات النهائية.