موقع 24:
2024-11-15@10:23:32 GMT

أكثر من قراءة لخروج البرهان من الخرطوم

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

أكثر من قراءة لخروج البرهان من الخرطوم

جولة البرهان الخارجية تبدو كأنها إشارة على أن ثمة طبخة سياسية تلوح في الأفق

لا توجد قراءة سياسية واحدة لعملية خروج رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان من الخرطوم وعزمه البقاء في بورتسودان، فهذه أول مرة تشهد العاصمة فراغاً في إدارة الحكم، ما يمنح الفرصة لتكهنات عديدة، بعضها يتعلق بمستقبل البرهان العسكري والسياسي، وبعضها بمصير الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي أمدها أكبر مما توقع الطرفان.


وأثارت الطريقة الدرامية التي خرج بها البرهان من مقر القيادة العامة قبل أيام تساؤلات حول الجهة أو الجهات التي رتبت عملية الخروج بعد أن أمضى بها أكثر من أربعة أشهر، فإذا كان الجيش يستطيع تأمين الخروج فلماذا لم يفعلها من قبل بدلاً من الشائعات التي لازمته وأساءت إلى سمعته العسكرية.
ليس مطلوباً من قائد الجيش والأجهزة المعاونة الحديث عن الشكل المخابراتي الذي اتبع لإتمام عملية الخروج بسلام، لكن من المؤكد أنها احتاجت إلى تعاون وتنسيق وتفاهم مع الجهة التي تحاصر جزءاً كبيراً من مقر القيادة العامة، وهي قوات الدعم السريع، أو مناورة خارقة قامت بها عناصر من الجيش السوداني.
أضف إلى ذلك أن وصول البرهان إلى شرق السودان عبر طائرة هليكوبتر بلا تهديدات عسكرية حقيقية أوحى بوجود ترتيبات تمت مع جهات إقليمية ودولية لها ثقل قوي في المنطقة، على غرار بعض عمليات الإجلاء التي تمت لرعايا دول عربية وغربية في الخرطوم عقب اندلاع الحرب منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

لم تتوقف الترتيبات الأمنية عند انتقال البرهان من الخرطوم إلى بورتسودان مرورا بعطبرة عند هذه النقطة، بل وصلت بها إلى تأمين حتى دخوله الأراضي المصرية والوصول إلى مدينة العلمين، في شمال غرب مصر، واللقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم العودة إلى بورتسودان، بدلاً من استكمال الرحلة إلى السعودية ودول أخرى ونسجت حولها تقارير أشارت إلى أن وقفاً لإطلاق النار يمكن الوصول إليه قريباً.
لم تهدأ التوقعات والتخمينات حول خروج البرهان، من حيث التوقيت والطريقة والأهداف، فظهر كأنه نقطة فاصلة في الآليات التي تعتمد عليها الحرب أو إشارة على أن ثمة طبخة سياسية تلوح في الأفق يمكن أن تضع حداً لحرب وصفت بـ "العبثية" لعدم قدرة أيّ طرف على حسمها عسكريا أو جني ثمار سياسية كبيرة منها.
يمكن التوقف عند خمس قراءات رئيسية لخروج البرهان من الخرطوم، قد تصدق إحداها أو بعضها أو لا تصدق أبداً، لكنها تلخص ما يدور من تطورات متلاحقة في المشهد العام الذي أصبح موقف رئيس مجلس السيادة عنصراً مهماً في تحديد بوصلته.
القراءة الأولى: تجهيز المسرح السياسي لابتعاد رئيس مجلس السيادة نهائياً وفقاً لصيغة جرت مناقشتها مع جهات عدة معنية بالأزمة السودانية، خاصة أنه تحدث في العلمين عن حل سياسي، وكانت النبرة أكثر مرونة وأقل خشونة وتواضعا من ذي قبل، وتضمن خطابه عودة إلى مفردات الأجندة الرئيسية المتعلقة بانسحاب الجيش من السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات.
يمكن أن ينطوي هذا الخطاب على مناورة سياسية جديدة، وخاليا من الشروط المسبقة الموجهة إلى قوات الدعم السريع، لأنه جاء كرد على مبادرة بدت مفاجئة من قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) الخاصة بتأسيس سودان جديد يتحاشى أخطاء الماضي، وينطلق من ثوابت تختزل الكثير من المشكلات التي يتعرض لها السودان.
القراءة الثانية: تشكيل حكومة في بورتسودان تمارس صلاحياتها من هناك، وهو خيار يشي بأن البرهان ورفاقه خسروا معركة الخرطوم عسكريا، حيث ينطوي على اعتراف ضمني بالفشل في السيطرة على مفاتيحها، للدرجة التي بات فيها كبار المسؤولين غير قادرين على العمل منها، ويحمل اعترافاً أيضاً بتفوق قوات الدعم السريع وعدم التوصل إلى حسم الموقف لصالح قوات الجيش في المدى المنظور.
تأتي الخطورة من وجود حكومة في شرق السودان من منح الفرصة لتشكيل حكومة في الخرطوم أو إقليم دارفور في الغرب من قبل قوات الدعم السريع، بما يعيد مقاطع مأساوية ممّا جرى في ليبيا بعد اندلاع أزمتها، فلا تزال هناك حكومة في الغرب (طرابلس) وأخرى في الشرق (طبرق)، وفشلت كل محاولات التسوية السياسية وإجراء انتخابات حتى الآن، وهو سيناريو يمكن أن يتكرر في السودان إذا قرر البرهان الاستمرار في بورتسودان إلى أجل غير مسمى.

القراءة الثالثة: اتخاذ رئيس مجلس السيادة مسافة بعيدة عن فلول نظام الرئيس السابق عمر البشير وقيادات الحركة الإسلامية، وهي التهمة التي تلازمه منذ اندلاع الحرب، وأخفقت محاولاته في التنصل منها، حيث يأتي ذهابه إلى شرق السودان عقب وصول قيادات من النظام السابق إليها، بما يشير إلى الوصل وليس القطع، أو أنه غير راغب عملياً أو لا يستطيع القيام بقطيعة نتائجها السلبية عليه قد تكون أكبر من إيجابياتها.
وما لم يثبت قائد الجيش أنه يمثل جميع مكونات السودان عمليا وليس طيفاً عقائدياً واحداً سوف يظل التشكيك في ولاءاته يلاحقه ويطارده شبح علاقته المريبة مع فلول البشير، وهي الحجة التي تتخذها قوات الدعم السريع ذريعة لتبرير معركتها ضد الجيش، وتستند هذه الرواية على شهادات مؤيدة من القوى السياسية في السودان.
القراءة الرابعة: إعادة ترتيب المؤسسة العسكرية التي تعرضت إلى ضربات قوية منذ اندلاع الحرب، وأثبتت مواجهتها مع قوات الدعم السريع أن المعركة يمكن أن تمتد فترة طويلة، وما قيل حول قدرتها على الحسم العسكري خلال أيام قليلة كان بعيدا عن الواقع، والخسائر التي تكبدها الجيش في حاجة إلى إعادة تقييم في مظاهر الخلل التي أدت إليها.
وبعد دخول الحرب مرحلة متقدمة من الكر والفر في الخرطوم التي تجيدها قوات الدعم السريع ومحدودية فعالية سلاح الجو السوداني في ظل وجود مقاتلين في صفوف المدنيين لن يستطيع الجيش الاستمرار على الوتيرة الحالية، ومن الضروري أن يعيد النظر في الأوضاع ليتمكن من مواصلة الحرب أو يصل إلى استسلام مرفوض.
القراءة الخامسة: هي التفاهم على وساطة بين البرهان وحميدتي من خلال دعم منبر جدة الذي تقوده الولايات المتحدة والسعودية، أو دور حيوي يمكن أن تلعبه القاهرة على ضوء حرصها على وحدة السودان واستقلاله ومنع تفككه، وهي قراءة غير مستبعد أن تكون دافعا لزيارة البرهان السريعة إلى مصر، كطريق يمكن أن يحظى بتسهيلات من قوى متعددة سئمت الحرب وتوابعها.
ومهما كانت القراءة سوف يظل خروج البرهان من الخرطوم لغزا، فإما أن يطوي فصلاً من فصول الحرب البغيضة على السودانيين، أو يجرّهم إلى فصل جديد أشد مرارة، وستكشف التصرفات التي يقدم عليها كل طرف أيّ القراءات كان صحيحاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان البرهان من الخرطوم رئیس مجلس السیادة قوات الدعم السریع حکومة فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع

"عندما دخلوا للقبض على زوجي، كان يحدثني في مكالمة فيديو عبر الإنترنت، فجأة وقع الهاتف منه وانقطع الاتصال"، هذا ما قالته نورا عبد الحميد لبي بي سي نيوز عربي، وهي زوجة محمد شعبان، واحد من سبعة تجار وعمال مصريين تقول أسرهم إنهم محتجزون، لدى قوات الدعم السريع منذ نحو عام ونصف العام.

بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
الحرب في السودان: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
BBC News عربي

عبدالرحمن أبو طالب
بي بي سي نيوز عربي

13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024

"محتجزون دون تهم"، أسر مصريين محتجزين لدى الدعم السريع تناشد للإفراج عنهم



"عندما دخلوا للقبض على زوجي، كان يحدثني في مكالمة فيديو عبر الإنترنت. فجأة وقع الهاتف منه وانقطع الاتصال"، هذا ما قالته نورا عبد الحميد لبي بي سي نيوز عربي، وهي زوجة محمد شعبان، واحد من سبعة تجار وعمال مصريين تقول أسرهم إنهم محتجزون، لدى قوات الدعم السريع منذ نحو عام ونصف العام.

منذ ذلك الوقت، لا تعلم نورا الكثير عن زوجها، سوى رسائل صوتية مقتضبة أو خطابات مكتوبة بخط اليد يرسلها من آن لآخر لطمأنة الأسرة على سلامته.

هذه الرسائل تشير إلى أن السبعة محتجزون لدى قوات الدعم السريع، وهي قوات سودانية شبه رسمية تنخرط في حرب ضد الجيش السوداني.

وبينما تزداد العلاقات بين الدعم السريع والسلطات المصرية توترا، لا يعلم ذوو المحتجزين السبعة سبب احتجازهم، ويناشدون السلطات المصرية للتحرك لإعادتهم إلى بلدهم.

"ليس لهم علاقة بالحرب"
قبل سنوات، حصل محمد شعبان على وظيفة "عامل"، في تجارة الأدوات المنزلية التي يديرها أبناء أعمامه.

تقول زوجته نورا إن رجال العائلة يسافرون منذ عام 2004 و2005 إلى السودان من أجل هذه التجارة، و"ليس لهم علاقة بالحرب ولا ينشغلون إلا بأنفسهم، والسودانيون هناك يعرفونهم جميعا".

عندما بدأت الحرب، بقي المصريون السبعة معظم الوقت – ضمن مصريين آخرين- في مسكنهم بمنطقة اللاماب ناصر، في العاصمة السودانية الخرطوم، ليتجنبوا أي ضرر بسبب المعارك، كما تروي نورا.

المنزل كان يضم أيضًا مخزنًا، احتفظوا فيه ببضاعة تبلغ قيمتها آلاف الدولارات من الأدوات المنزلية التي اعتادوا التجارة فيها.

المحتجزون السبعة
تضيف نورا: "ظلوا مقيمين في سكنهم لمدة شهرين، حتى عجزوا عن توفير الطعام، وصاروا يصنعوا الخبر في المنزل، فحزموا أمتعتهم واستعدوا للسفر. قبل يوم من موعد المغادرة، قبض عليهم".

في مساء اليوم نفسه، علمت نورا من أصدقاء زوجها أن جنودًا من قوات الدعم السريع قبضوا عليه مع زملائه "لاستجوابهم لوقت قصير" على أن يعودوا في اليوم نفسه، وطلبوا من شابين مصريين آخرين البقاء لحراسة البضاعة.

ولم يعد السبعة حتى الآن، وغادر الشابان الآخران في اليوم التالي عائدين إلى مصر، خوفا من القبض عليهم، وأخبروا باقي الأسر بما حدث.

بعد أيام من الواقعة، تعرض المنزل والمخزن للنهب، كما تقول الأسرة، وعرضت على بي بي سي مقطعا مصورا يظهر قليلا من البضائع مبعثرة على الأرض، في مخزن شبه فارغ.

نصب وضوائق مادية

في قرية أبو شنب، التابعة لمحافظة الفيوم جنوبي مصر تعيش أسر معظم المحتجزين السبعة.

تعرض بعضهم للنصب أكثر من مرة، خلال رحلة بحثهم عن أقاربهم، بحسب نورا، وتقول "هناك أشخاص يتواصلون معنا ويطلبون أموالا مقابل تسهيل الإفراج عنهم، ويظلون على تواصل معنا حتى يحصلوا على المال، ونكتشف بعد ذلك أننا تعرضنا للنصب".

حاولنا الحصول على رد قوات الدعم السريع على هذه التهم، ولم نتلق جوابًا حتى موعد نشر التقرير.

الخسائر المادية ليست كل الأضرار التي تعرضت لها الأسرة.

ففي بيت العائلة، ترعى نورا أطفالها الأربعة، وأم زوجها المسنة، بمعاونة الأقارب والجيران، حيث يعيشون في بيت بسيط، لم يتم طلاؤه وتجهيزه بالكامل، ويواجهون ظروفا معيشية قاسية، اضطرت خلالها هي و3 من أطفالها الأربعة للعمل، لتوفير لقمة العيش.

يبلغ عمر ابنتهما الكبرى نورهان 15 عاما، وتعمل مع أختها الوسطى جنا في مصنع مواد غذائية، يبعد نحو 100 كيلومتر عن المنزل.

تقول نورا لبي بي سي: "يخرج أطفالي الصغار للعمل من الخامسة فجرا ويعودون في الثامنة والنصف مساءا. في الوقت نفسه، أعمل أنا في إعداد الخبز، وبعض الأعمال المنزلية في بيوت بعض الجيران مقابل مبلغ بسيط، ثم أجلس أمام البيت كل يوم في انتظار عودة ابنِتِيَّ خوفا من أن يصيبهم مكروه".

تضيف: "ابني أحمد ذو الثمانية أعوام أيضا يعمل بشكل متقطع مع الجيران لنقل بعض البضائع الخفيفة مقابل 20 جنيها أو 25 جنيها (نحو نصف دولار) ليوفر لنفسه مصروف شراء الحلوى".

لا يعلم أبناء محمد شعبان أن والدهم محبوس في السودان، وتقول نورا "هذا هو العام الثاني الذي يبدأ أطفاله العام الدراسي في غيابه. عندما يسألون عنه أقول إنه في العمل. لا أستطيع أن أقول لهم إنه محبوس ولا نعلم إن كان سيعود أم لا".

سبع أسر في الانتظار
من وقت لآخر تزور نورا منازل أسر المحبوسين الآخرين في القرية نفسها، لتتقصى أي معلومة جديدة عندهم، حال هذه الأسر لا يختلف كثيرا عن حال نورا، إذ لا يملكون شيئا سوى المناشدة، وانتظار الرسائل.

تقول أسر من تحدثنا معهم إنهم لم يتركوا بابًا في مصر والسودان للإفراج عن أبنائهم إلا وطرقوه، لكنهم إلى الآن، عجزوا حتى عن معرفة سبب القبض عليهم.

رافقنا نورا إلي بيت الأخوين عماد وماجد، وهما اثنان من المحبوسين السبعة، تبكي والدتهما بحرقة كلما ذكر اسميهما.

تقول الأم وهي منهمرة بالدموع: "أرجوك يا سيادة الرئيس -المصري- عبد الفتاح السيسي، أريد أن أرى أبنائي بعيني ... تعبنا، وأكاد أن أصاب بالعمى من كثرة التعب والحزن".

كانت جلسة أسرية أشبه بمجلس العزاء، الكل يبكي بحرقة على غياب ذويه.

جلسة عائلة
بعض الأسر لم تتلق أي رسالة من ذويهم حتى الآن، فالسبعة ليسوا محبوسين في مكان واحد وفقا للأسر.

تقول أم أحمد، وهي زوجة المحبوس عبد القادر عجمي عندما كانت تزور والدة عماد وماجد أيضا: "لم يصلنا من زوجي أي شيء، لا نعلم إن كان حيا أم ميتا. نقوم أنا وبناتي وسط الليل، ونبكي".

خلال الأشهر الماضية تواصلت الأسر مع وزارة الخارجية المصرية، والصليب الأحمر في السودان، بالإضافة لجهات رسمية أخرى في البلدين، لكن هذه الإجراءات لم تسفر عن شيء.

حاولنا الحصول على تعليق من وزارة الخارجية المصرية، ولم نتلق ردا حتى موعد نشر التقرير.

مناشدة الأسر وزارة الخارجية المصرية بالتدخل
علاقات متوترة
عندما بدأت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023، لم تكن العلاقات بين الدعم السريع ومصر على ما يرام.

في اليوم الأول للحرب، احتجز الدعم السريع عشرات المصريين، من بينهم جنود، كانوا في قاعدة عسكرية سودانية لأداء تدريب مشترك مع الجيش السوداني، واتهمت الدعم السريع مصر بالتدخل في الشأن السوداني الداخلي، وهو ما نفته القاهرة.

أُفرج لاحقا عن الجنود بالتنسيق مع الصليب الأحمر في السودان.

وخلال هذه الفترة، تبنت مصر على لهجة محايدة تجاه طرفي الحرب، وانخرطت في الجهود الدولية للوساطة بين طرفي الصراع، ومحاولة وقف الحرب في السودان.

وقبل أسابيع من الآن، تصاعد الخلاف بين الدعم السريع ومصر، إذ اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الجيش المصري بقصف جنوده في أماكن ومناسبات مختلفة في السودان طوال عام ونصف من الحرب.

في الوقت نفسه، أعلن بيان للدعم السريع احتجاز عدد ممن سماهم "مرتزقة مصريين"، لكنه لم يوضح هوية المحتجزين المقصودين.

ونفت مصر هذه الاتهامات بشكل قاطع في بيان للخارجية المصرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما وصفت قوات الدعم السريع لأول مرة بـ"المليشيا".

ولم يعلق البيان المصري على احتجاز مصريين لدى الدعم السريع.

مستقبل مجهول
من وقت لآخر، تتلقى الأسر تطمينات من وسطاء سودانيين، بأن أسماء أقاربهم مدرجة في قوائم الأشخاص الذين يتوقع الإفراج عنهم قريبا، لكن نورا تقول إن "كثيراً من المحبوسين أفرج عنهم خلال الأشهر الماضية، لكن أزواجنا لم يكونوا بينهم".

وتخشى الأسر السبعة أن يطول حبس أبنائها، في بلد تشهد حربا لا يعرف أحد متى ستتوقف، وتقول نورا: "لا مانع لدينا أن نفعل أي شيء مقابل عودة زوجي وبقائه بيننا ومع أطفاله، حتى لو بعنا بيوتنا وعشنا في الشارع".

أما أم أحمد – زوجة عبدالقادر- فتتساءل: "هل سيظل زوجي غائبا، وتتزوج ابنتي التي بلغت سن الزواج، في غيابه؟"  

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف عن حصيلة مأساوية ومحجوبة لضحايا النزاع في السودان
  • عقب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع وفرض الحصار عليها .. تعرف على مدينة الهلالية
  • باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجل
  • أرقام صادمة لضحايا الحرب في السودان
  • بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
  • الجنيه السوداني يدخل ساحة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» .. مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي: تبعات القرار كارثية
  • مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الخسائر العسكرية الأخيرة
  • دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
  • واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان
  • البرهان يكشف أمام قمة المناخ أضرار حرب قوات الدعم على البيئة في السودان