الإصطفاف الجديد جعل الجيش والكيزان والسلفيين والصوفية والشيوعيين وهيئة العلميات والبراء بن مالك وغيرهم في جانب واحد
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
صحفية قحاتية كتبت مقالاً انتقدت فيه مواقف ما يُسمى “الجذريين” من منسوبي ثورة ديسمبر. قالت إن هؤلاء الجذريون هاجموا أحزاب قحت وخونوها ولم يستحملوا حتى ندواتها، ولكنهم بعد اندلاع الحرب الأخيرة اصطفوا مع الجيش وبعضهم أصبح في خندق واحد مع الكيزان علي كرتي وعتاة الكيزان.
هذه فعلاً مفارقة مثيرة من زاوية معينة، ولكنها من زاوية أخرى تصبح أكثر عادية وأقل مفارقة.
كانوا يهاجمون قحت وأحزاب قحت لأنها جلست مع العسكر ولأنها تساهلت مع الكيزان، ولكن هاهم ينحازون إلى معسكر العسكر والكيزان (هو طبعاً معسكر كل القوى الوطنية ولكن القحاتي يراه هكذا)؛
فالجذريون تسامحوا مع اعداءهم ولكنهم لم يتسامحوا مع القوى المدنية التي هي صفهم ولها نفس قضيتهم. ولكن لو دققنا أكةر سنرى أن هذه المفارقة ليست كالمفارقات العادية التي تحدث في واقع محدد ثابت متجانس يمنحها طابع المفارقة كشيء مختلف وغريب.
في الزاوية الأخرى نرى أن الحرب قد خلقت واقعاً جديداً وسياقاً مختلفاً؛ لحظة جديدة وأفق جديد مغاير ومختلف مع زمن وأفق ما قبل الحرب. إنه أفق معركة الوجود ومعركة الكرامة بالنسبة لشعب كامل.
فالإصطفاف الجديد الذي جعل الجيش والكيزان والسلفيين والصوفية والشيوعيين وهيئة العلميات والبراء بن مالك والكفار والملاحدة والجذريين والتوافقيين وغيرهم كلهم في جانب واحد في هذه الحرب هو جزء من سياق مختلف كلياً عن سياق ثورة ديسمبر وإن كانت هناك علاقة زمنية وسببية بين السياقين ولكنهما مختلفين. ولذلك فليس هناك غرابة في هذا الاصطفاف الوطني الواسع، وأن يجمع كل هذه الأطياف هو أمر طبيعي.
الوطن يجمع الناس مثلما جمعتهم الثورة من قبل، ولكن معركة الوطن اليوم أكثر جدية بحيث تجعل ثورة ديسمبر تبدو كحماقة طفولية، وهي أيضاً أكثر وضوحاً. وعليه فإن الديسمبري الجذري الذي يقاتل مع الجيش وفي نفس الخندق مع المجاهد الإسلامي هو ليس الشخص نفسه الذي كان في ثورة ديسمبر، هو شخص بوعي جديد مختلف. ولذلك فهو ليس متناقض وإنما مختلف. المفارقة هنا مفارقة بين سياقين مختلفين وليست متعلقة بموقف مجموعة محددة مثل غاضبون أو غيرهم.
القحاتة بطبيعة الحال ما يزالون في الواقع القديم، واقع ديسمبر، الثورة والفترة الانتقالية وشعارات الديمقراطية والتقسيم القديم للناس. ما زالون يعيشون في زمن ما قبل 15 أبريل حيث الاتفاق الإطاري وقوات الدعم السريع وتصنيف القوى السياسية والاجتماعية إلى قوى ثورة وديمقراطية وإلى أعداء الثورة والثورة المضادة والجذريين ووو. وهذا زمن قد تجاوزه الزمن.
فقحت ما تزال في حالة استمرارية واتصال من حيث الوعي والتصور والممارسة ما تزال بنفس العقلية القديمة وبنفس الرؤية، وما تزال تريد أن تحكم طبعاً وأن تمارس الوصاية على الشعب السوداني وأن تنتقد وتحاسب الجميع. ما تزال تظن بأنها هي من يضع المعايير، وهذا محرد وهم.
ولذلك، فقحت لا تزال بالنسبة للحذريين عبارة عن خونة، مستمرين في نفس خط الخيانة وعدم الشرف. وإذا كان الكيزان أعداء للثورة ولقوى الثورة فعلى الأقل هم أعداء بوضوح والمعركة الوطنية تجمع الأعداء في خندق واحد، لذلك هي وطنية.
ولأنها معركة وطنية ومعركة شرف وكرامة فهي لا تجمع الشرفاء مع والخونة. الأعداء يمكن أن يلتقوا في قضية الوطن، ولكن من المستحيل الالتقاء مع الخونة، وبالذات في معركة الوطن!
ولذلك، لا توجد مفارقة بالمعنى الدقيق للكلمة.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ثورة دیسمبر ما تزال
إقرأ أيضاً:
منها تأهل المنتخب لأمم أفريقيا.. 4 أحداث بيوم واحد تشعل المنصات السودانية
شهدت منصات التواصل السودانية يوم أمس الاثنين ازدحاما بالأحداث التي حظيت بتفاعل رواد العالم الافتراضي، وأول هذه الأمور هو تأهل المنتخب السوداني بشكل رسمي إلى كأس أمم أفريقيا بالرغم من الظروف التي تشهدها البلاد بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وعلق مغردون على هذا التأهل بالقول "رغم كل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي تواجه المنتخب السوداني إلا أنه تأهل رسميا إلى كأس الأمم الأفريقية 2025، وأضاف هؤلاء أن السودان عاد إلى عرش الكرة الأفريقية في إنجاز تاريخي لصقور الجديان للتأهل للمرة العاشرة في تاريخه".
مبروك لمنتخب السودان العودة لأمم إفريقيا .. المشاركة العاشرة لصقور الجديان في البطولة رغم الصعوبات اللي مروا بيها في السنين الأخيرة
تأهل مستحق وتاريخي على حساب غانا.. ولسه عندهم رحلة أصعب في تصفيات كأس العالم رغم المفاجآت اللي حققوهاpic.twitter.com/RdhtQqtrau
— Eslam Ahmed ???????? (@islam_colombia) November 18, 2024
وأظهر مقطع فيديو نشره اتحاد كرة القدم السوداني احتفال لاعبي المنتخب مع الجماهير، عقب تحقيقهم التأهل لبطولة أمم أفريقيا.
أما الأمر الثاني الذي كان حديث جمهور منصات التواصل السودانية فهو استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) في وجه مشروع بريطاني في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية بـالسودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل/نيسان 2023.
الفيتو الروسي أثار حالة من الجدل بين المدونين السودانيين، فهناك من اعتبره انتصارا لسيادة الدولة السودانية، وهناك من وصفه بالكارثي.
#نقطةــتحول
الفيتو الروسي اليوم نقطة تحول كبيرة في شكل تدافعات القوى الدولية حول السودان وربما يشير إلى أن المواجهة الان إنتقلت من خلافات حول وضعية بلد لإستدعاء أجواء منطلقاتها أبعد وهذا ما دل عليه تخاشن المندوب البريطاني مع نظيره الروسي إذ وضح من إنفعال ممثل المملكة المتحدة… pic.twitter.com/w9yCmbRiVv
— عبد الغني نور (@abdo_Elgni) November 19, 2024
فقد قال أنصار الفريق الأول إن روسيا أفشلت مخطط بريطانيا بمجلس الأمن باستخدامها الفيتو ضد مشروع قرار بريطاني يزعم حماية المدنيين في السودان، بينما الهدف الحقيقي كان تمرير أجندات خبيثة تستهدف سيادة البلاد ودعم المليشيات، وأضافوا أن الموقف الروسي جاء انتصارا للحكومة السودانية ورفضا للتدخلات الاستعمارية المقنّعة بحسب بعض الآراء.
وأشار آخرون إلى فرح السودانيين بالفيتو الروسي وعلقوا على ما وصفوه بصراخ السفير بالبريطاني في الأمم المتحدة، وهو يقول "وقفت دولة واحدة في طريق المجلس وتحدثت بصوات واحد".
زملائي الكرام،
إن المشكلة الرئيسية في المسودة البريطانية هي أنها تستند إلى فهم خاطئ فيما يتصل بمن يتحمل المسؤولية عن حماية المدنيين في السودان وضمان السيطرة على حدود البلاد وأمنها. وهناك أيضاً تصور خاطئ فيما يتصل بمن يحق له اتخاذ القرارات بشأن دعوة القوات الأجنبية إلى السودان،… pic.twitter.com/j6VpMoo8Dw
— Wasil Ali – واصل علي (@wasilalitaha) November 18, 2024
في المقابل، وصف البعض الفيتو الروسي بالكارثي وقالوا إن الفيتو الروسي في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار في السودان كارثي ويأتي بناء على طلب الجيش والبرهان، فأوهام الانتصار في هذه الحرب كارثة على السودانيين، واعتقاد من وصفوهم بـ"فلول البشير" "بأن استمرار الحرب يعيدهم للسلطة كارثة أخرى".
الفيتو الروسي في مجلس الامن ضد قرار وقف اطلاق النار في السودان كارثي و يأتي بناء علي طلب الجيش و البرهان، اوهام الانتصار في هذه الحرب كارثة علي السودانيين، واعتقاد فلول البشير بان استمرار الحرب يعيدهم للسلطة كارثة اخرى. #السودان
— khalid A AlHashimi (@kalhashimi92) November 19, 2024
الأمر الثالث الذي كان متفاعلا على المنصات السودانية هو زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو ولقاؤه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، في أول زيارة يقوم بها إلى البلاد التي تمزقها الحرب منذ أبريل/نيسان 2023.
بعد أن تراجع المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريليو عن شرط مقابلة البرهان والمسؤولين الاخرين في المطار حيث رفض ذلك تماما، جاء اليوم يقابل البرهان في مكتبه بكل "أدب واحترام" وفوق ذلك قال انه توافق مع البرهان بأنه لا يمكن التطرق للعملية السياسية في هذا الظرف إلا بعد انتهاء الحرب pic.twitter.com/GeoUnXOkUv
— ياسر محجوب الحسين Yasir Elhussein (@yasir_mahgoub) November 18, 2024
ولفت انتباه بعض المغردين الطريقة التي صافح بها البرهان المبعوث الأميركي الخاص، وقالوا إنه وبعد اشتراط المبعوث الأميركي أن يستقبله البرهان في المطار إلا أنه في الأخير ذهب إلى مقر البرهان في بورتسودان، وصافحه الأخير بكل شدة وقسوة بحسب ما أظهر الفيديو.
كان يشترط قدوم البرهان الي المطار لمقابلته
في الاخير ذهب لمقابلة البرهان في مكتبه
المبعوث الأمريكي يودع منصبه ولعل اكبر إنجاز له في الملف السوداني هو مقابلة البرهان#القوات_المسلحة_السودانية pic.twitter.com/P4tHnQRP9z
— Shukri (@shukrisudani) November 18, 2024
وأخيرا شهدت منصات التواصل السودانية احتفالات بتقدم الجيش السوداني إلى مشارف مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.
وانتشرت مقاطع فيديو تظهر مجموعة من مقاتلي الجيش السوداني وهم على مشارف مدينة سنجة.
فيديوهات #متداولة للجيش علي مشارف #سنجة عاصمة ولاية #سنار ، وأنباء متداولة عن دخول الجيش المدينة ليلة أمس ! pic.twitter.com/4MvFhhlOEs
— Dr- HanAmin ???????????????? (@hanaelmeen1) November 19, 2024