من الطين لقطع فنية فريدة.. رحلة تصنيع الأواني الفخارية في سوهاج
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
في جنوب سوهاج، ترى شخصا يبلغ من العمر 60 عامًا، مرتديًا جلبابًا صعيديًا، وإحدى يديه ممسكة بالطين واليد الأخرى تقوم بتشكيله إلى العديد من أشكال الأواني الفخارية المختلفة والمتنوعة.
مهنة تمتد لمئات السنين«مهنة طاهرة، وكل شيء فيها مصنوع من الطين والأرض، مهنتنا مهنة تمتد لمئات السنين، أنا تعلمتها من أبي، وأبي تعلمها من جده، إنها مهنة تورثناها عبر الأجيال المتعاقبة وأنا علمتها لأولادي»، بهذه الكلمات بدأ «سيد الفخراني» المقيم في جنوب محافظة سوهاج كلمته لـ«الوطن».
وأضاف «الفخراني»، أن صناعة الأواني الفخارية تتم عبر عدة مراحل، حيث يتم جمع الحصى والتراب من الأراضي الزراعية والترع ومصارف المياه، ثم يتم تنظيف الحصى والتراب من الحجارة والشوائب، ثم يتم رش المياه على المواد، ويتم خلطها مع رماد النار النظيف ومادة البرام، بعد ذلك، يترك المزيج لمدة يومين.
وأشار «الفخراني» إلى أنه عندما تكون المادة الطينية جاهزة، يتم وضع الطين على «الدولاب»، وهو عبارة عن قرص خشبي مدور يتم تحريكه بالقدم من الأسفل، ومن خلال هذا التحريك، يتم تشكيل وتحويل المادة الطينية إلى أشكال مختلفة مثل الزربية، والقلاية، والمواجير، والزبادي، والتي تعرف بأواني الفخار.
وأوضح «الفخراني» أن الأواني الفخارية، على الرغم من أنها قد تتجاهل في بعض الأحيان وتظهر بدائل أخرى، لا تزال هي الأكثر نقاءً، وأن الطعام المحضر فيها يعتبر أجمل، حيث إنها مصنوعة من مادة تعد جزءًا من ما خلقنا منه وهو «الطين»، كم أن هناك مطاعم كبيرة تقوم بشراء واستخدام الأواني الفخارية.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
رمضان في النوبة .. طقوس فريدة تعكس الهوية الثقافية المصرية
أكد الدكتور أحمد عواض، الرئيس الأسبق للهيئة العامة لقصور الثقافة، أن شهر رمضان في مدينة النوبة بمحافظة أسوان يحمل طابعًا مميزًا، حيث تعكس العادات والتقاليد الرمضانية هناك التنوع الثقافي المصري والتلاحم الاجتماعي.
التكافل الاجتماعي يميز الأجواء الرمضانية في النوبةوأوضح أحمد عواض، خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد، أن كل منطقة في مصر تمتلك خصوصية ثقافية تعبر عن روحها، مشيرًا إلى أن التكافل الاجتماعي في النوبة يظهر بوضوح في الشهر الكريم، حيث يجتمع الأهالي في أجواء تسودها المحبة والمودة.
الكرم النوبي.. دعوة مفتوحة على موائد الإفطاروأشار عواض إلى أن الكرم النوبي من أبرز سمات رمضان في أسوان، حيث يحرص الأهالي على دعوة المارة والعابرين لمشاركتهم وجبة الإفطار، مما يعكس الروابط القوية بين أفراد المجتمع، ويجسد روح التكافل التي تميز النوبة عن غيرها من المناطق.
النوبيون يتمسكون بعاداتهم رغم تغيرات الزمنوأضاف أن أهالي النوبة لا يزالون متمسكين بعاداتهم الرمضانية الأصيلة، حتى بعد انتقالهم للعيش في أماكن أخرى، وهو ما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي النوبي ويضمن استمراريته بين الأجيال الجديدة.
طقوس الإفطار النوبي تعكس التنوع الثقافي المصريوأكد الدكتور عواض أن الثقافة المصرية، بتنوعها الغني، قادرة على الصمود أمام التغيرات، مشيرًا إلى أن الإفطار النوبي يتميز بطقوسه الخاصة التي تمنحه طابعًا فريدًا، ليظل رمضان في النوبة موسمًا يجسد التلاحم الاجتماعي والتراث الثقافي العريق.