الخليج الجديد:
2024-09-20@01:39:08 GMT

خجل عربي من التطبيع.. السعودية وليبيا

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

خجل عربي من التطبيع.. السعودية وليبيا

خجل عربي من التطبيع.. السعودية وليبيا

ما يمكن استظهاره من حادثة الطائرة الإسرائيلية وغيرها من الوقائع إعلاميا أو سياسيا أن السعوديّة تتجه للتطبيع لكن بخطى بطيئة؟

هل التقادم الزمنيّ كفيل بكسر هذا الخجل ورفع ذاك التردّد؟ أم أن المواقف الشعبية للدول العربية بمثابة الضامن لمنع انتشار لوثة التطبيع؟

المشهد يتكرّر بين الدول العربية، تمنّع شعبيّ وخجل رسميّ وتردّد في الإقدام على خطوة التطبيع، مع وجود كلّ المؤشّرات على النوايا الرسمية في المضي بهذا الاتجاه.

الإسرائيلي مستعجل جداً ويحاول جمع نقاط التطبيع مع الدول العربية باعتباره مكسبا على جميع الأصعدة في ظل تغيرات جيوسياسية ونزول قوى كبرى لكسر هيمنة أميركا.

الحدث الاعتياديّ ضُخّم بالبروباغندا، وكأنّ في هذه الدعاية رسائل مبطّنة تقول إن ثمة استجابة سعودية باتجاه التطبيع رغم أن وكالة الأنباء السعودية لم تذكر الخبر بتاتا.

يأتي الارتباك الرسمي الليبي متزامناً مع موجة غضب عارمة من الشارع في عدة مدن ليبية، حيث وصف الليبيون لقاء الوزيرة الليبية بنظيرها الإسرائيلي بالعار، وطالبوا بإقالتها.

* * *

ظهر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الثلاثاء 29 آب/أغسطس في حديث مصوّر مقتضب، نشره حساب رئاسة الوزراء الرسميّ على موقع "إكس" مدلياً بتصريح قال فيه:

"أود التعبير عن بالغ تقديري لمعاملة السلطات السعودية الدافئة للمسافرين الإسرائيليين الذين مرت طائرتهم في أزمة فاضطرّت للقيام بالهبوط في جدة. ويسعدني أن الجميع يعودون إلى بيوتهم سالمين، إنني أثمّن عالياً حسن الجوار".

هل هذا الحدث يستدعي أن نقف عنده في معرض تحليل السياسة السعودية مع موضوع التطبيع؟

ثمة أقوال في هذا المجال:

الأول: أن الاضطرار الذي لجأت إليه الطائرة "الإسرائيلية" مما دفعها للنزول في جدة هو حادث مفتعل لتأكيد أن ثمة اتصالات وتنسيقات بين السعودية والكيان الصهيوني، وأن الخطى على درب التطبيع ماضية ولم تتوقّف أو تتلكأ.

الثاني: أن "الطائرة الإسرائيلية" فعلاً اضطرت إلى النزول الاضطراري بسبب عطل فني، وتعامل المملكة العربية السعودية جاء من باب إنساني، وهذا يحدث حتى بين الدول التي لا تربطها علاقات دبلوماسية.

الثالث: أن الحادث اضطراري فعلاً، لكنّ تضخيم كيان العدو له جاء في سياق الاستثمار له، والدليل أن حوادث النزول الاضطراري لطائرة بلد ما لا تضطر رئيس الدولة أو رئيس الحكومة للخروج وشكر البلد الذي نزلت فيه الطائرة.

لا يمكن الوثوق في السيناريو الأول لأنه سيجرّنا إلى شبهة "نظرية المؤامرة" التي يصنّفها البعض على أنها عقدة نفسية تفسّر الظواهر الخارجية بالهواجس الداخلية للنفس ومخاوفها.

أما السيناريو الثاني فلا يصمد أمام التأمل، لأن الطيران فوق المملكة بحد ذاته تطبيع، والنزول الاضطراري هو تحصيل حاصل.

ويبدو أن السيناريو الثالث هو الأكثر ملاءمة للواقع، كون أن الحدث الاعتياديّ ضُخّم بطريقة البروباغندا، وكأنّ في هذه الدعاية رسائل مبطّنة تقول إن ثمة استجابة سعودية باتجاه التطبيع، مع أن وكالة الأنباء السعودية (واس) لم تذكر الخبر بتاتاً لا من قريب ولا من بعيد.

ما يمكن استظهاره من هذه الحادثة وغيرها من الوقائع على المستوى الإعلامي أو السياسي أن السعوديّ يتجه للتطبيع لكن بخطى بطيئة، وكأنه يعتقد أن الأمر يحتاج إلى نار هادئة لتنضيج هذا الموضوع الكبير، مع استثماره لمطالبه الأمنية والسياسية من الولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً مقابل التطبيع.

إلا أن الإسرائيلي مستعجل كثيراً، وهو يحاول أن يجمّع نقاط التطبيع مع الدول العربية ظناً منه أنه مكسب على جميع الأصعدة (الاقتصادية والأمنية والسياسية) في ظل تغيرات جيوسياسية بفعل نزول قوى كبرى لكسر هيمنة أميركا وتغيير معادلات ما بعد الحرب الباردة الأولى.

وأدل على ذلك الخبر الذي تكشّف عن لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مع وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش في روما الأسبوع الماضي، وسارعت "هارتس الإسرائيلية" لنشر الخبر معللة اللقاء ببحث التعاون الاقتصادي والسياسي بين "البلدين".

بل وانتشر تصريح رسمي للوزير الإسرائيلي بقوله: "إن اللقاء تمّ بواسطة رئيسة وزراء روما، وأكد أنه بحث مع المنقوش سبل التعاون وإمكانية فتح علاقة دبلوماسية، وإمكانية مساعدة "إسرائيل" ليبيا، والحفاظ على التراث اليهودي الليبي.

فيما نفت حكومة ليبيا أن اللقاء كان مخططاً له، وأصدرت وزارة الخارجية الليبية بياناً قالت فيه: "نؤكّد التزامنا الكامل بالثوابت الوطنية والوزيرة رفضت عقد لقاءات مع أيّ طرف ممثّل للكيان "الإسرائيلي"، وما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معدّ له مسبقاً، واللقاء لم يتضمّن أي اتفاقيات أو مباحثات أو مشاورات".

ويأتي الارتباك الرسمي الليبي متزامناً مع موجة غضب عارمة من الشارع في عدة مدن ليبية، حيث وصف الليبيون اللقاء بالعار، وطالبوا بإقالة الوزيرة".

المشهد في مضمونه يتكرّر بين الدول العربية، تمنّع شعبيّ وخجل رسميّ وتردّد في الإقدام على خطوة التطبيع، مع وجود كلّ المؤشّرات على النوايا الرسمية في المضي بهذا الاتجاه.

لكن السؤال، هل التقادم الزمنيّ كفيل بكسر هذا الخجل ورفع ذاك التردّد؟ أم أن المواقف الشعبية للدول العربية بمثابة الضامن لمنع انتشار لوثة التطبيع؟

*عباس الجمري كاتب وباحث بحريني

المصدر | الميادين نت

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية ليبيا إسرائيل التطبيع نتنياهو الكيان الصهيوني الطائرة الإسرائيلية نجلاء المنقوش الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

اللجنة العربية الإسلامية بشأن وقف الحرب على غزة تجتمع في عمّان غدا

يستضيف الأردن، الأربعاء، اجتماعاً للجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة.

وقال وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن اللجنة ستبحث خلال اجتماعها التنسيقي التحرك العربي الإسلامي المشترك خلال أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في نيويورك الشهر الحالي في إطار جهودها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كاف، وإنهاء التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة، والانتهاكات للوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ووقف التصعيد الإقليمي.

يستضيف الأردن يوم غد الأربعاء الموافق ١٨ أيلول ٢٠٢٤ اجتماعاً للجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة.

وستبحث اللجنة خلال اجتماعها التنسيقي التحرك العربي الإسلامي المشترك خلال أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة… pic.twitter.com/6EOQNu4rSN

— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) September 17, 2024
من جهتها أفادت مصادر دبلوماسية تركية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيؤكد خلال الاجتماع ضرورة زيادة الضغط على "إسرائيل" والدول التي تعارض عضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وتحول دون اعتراف مزيد من البلدان بفلسطين دولة مستقلة، بحسب وكالة "الأناضول".

وأضافت المصادر أن فيدان سيجدد دعوته إلى الدول إلى التدخل في قضية "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية.


وكانت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية شُكلت بقرار من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية التي عُقدت في الرياض في 11 من تشرين الثاني/ نوفمبر في العام الماضي، وكُلفت بدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمَدة.

وتضم اللجنة التي شكلت برئاسة وزير خارجية المملكة العربية السعودية وعضوية دولة فلسطين، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والجمهورية التركية، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، ومملكة البحرين، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

وقامت اللجنة منذ تكليفها بأربع عشرة زيارة إلى عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعواصم أوروبية، وعقدت لقاءات مع رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة، وحماية المدنيين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع، واتخاذ خطوات فعالة لتنفيذ حل الدولتين.


وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • الأمير محمد بن سلمان يحسم أمر ''التطبيع'' مع إسرائيل
  • قد لا تصدق… تعرف على أكثر الدول شراء للذهب خلال 10 سنوات ومن بينها بلد عربي
  • أهداف رفع سن التقاعد 1446 بالمملكة العربية السعودية
  • ولي عهد السعودية يندد بـجرائم إسرائيلية.. ويحسم قضية التطبيع
  • ولي عهد السعودية يندد بـالجرائم الإسرائيلية.. ويحسم قضية التطبيع
  • السعودية تمنع مواطنيها من الزواج من نساء هذه الدولة العربية
  • وزارة التخطيط: العراق يعدّ الأقل بظاهرة الطلاق بين الدول العربية
  • ما هي أكثر الدول العربية استهلاكاً للبن؟ .. السودان في القائمة
  • تضامن عربي ودولي مع لبنان بعد العدوان الإسرائيلي.. عدة دول تعرض المساعدة
  • اللجنة العربية الإسلامية بشأن وقف الحرب على غزة تجتمع في عمّان غدا