كيف سيتعامل لبنان مع قرار التمديد لـ اليونيفيل؟
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
كتب ميشال نصر في" الديار": حركة الموفدين الدولية والاقليمية لم تحجب الانظار عن جلسة مجلس الامن الدولي في نيويورك، حيث كانت معركة لبنان في التمديد للقوات الدولية، تنتهي الى نصف انتصار معنوي اكثر منه فعلي، مع تراجع فرنسا عن بعض الصيغ لمصلحة تعابير نجح بعض "الاصدقاء" في اجتراحها، بالتعاون مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي خاض من السراي اتصالات بعيدة عن الاعلام.
رات مصادر ديبلوماسية، انه رغم السقف العالي للولايات المتحدة الاميركية والامارات العربية المتحدة وبريطانيا، الا ان "قبة باط" واشنطن كانت واضحة البصمات في تراجع باريس، التي خاضت معركتها من منطلق الحسابات التنافسية الاوروبية بين فرنسا، ايطاليا، واسبانيا، والتي ساحتها جنوب الليطاني.
وتتابع المصادر بان التراجع الدبلوماسي اللبناني الاكبر يبقى في عدم النجاح بابعاد البنود السياسية عن القرار، حيث شكل ذلك اجماعا بين اعضاء مجلس الامن، الذي نأت روسيا بنفسها عن نقاشاته، اذ "شطح" القرار الجديد ليصل الى التاكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، تنفيذ الاصلاحات، الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الاستراتيجية الدفاعية، دعم الجيش اللبناني، والاهم استكمال التحقيقات في ملف تفجير مرفا بيروت، وهو ما بدا علامة فارقة لكثيرين، قد تفتح الباب مستقبلا امام مجموعة من الاجراءات الدولية.
في الخلاصة، كان التركيز اللبناني منذ لحظة التفاوض الاولى، على امرين اساسيين، مسألة المادة 16 المتعلقة بـ "حركة تنقل القوات الدولية"، والتي سببت الكثير من الاشكالات على الارض طوال السنة الماضية، والتي عمليا بقيت حبرا على ورق، ومعلقة التنفيذ "الجدي"، وفقا لاوساط لبنانية، والتي رأت ان الوفد اللبناني حصل اقصى ما يمكن تحصيله، اذ لم يكن بالامكان افضل مما كان، رغم ان "الزوبعة" في هذا المجال تبقى في فنجان، فالمخاوف هي في امكان استخدام هذه الفقرة مستقبلا وفي ظل توازنات قوى جديدة.
اما النقطة الثانية والتي "طيرت" مفاوضات المجلس خلال جلسة التصويت انجازها، كانت في اسقاط تسمية الجزء الشمالي من قرية الغجر بخراج بلدة الماري.
اخيرا، شكلت مسالة مد القرار صلاحياته للحديث عن القلق من الخيم المنصوبة في مزارع شبعا، والعبور الى داخل "اسرائيل" من الاراضي اللبنانية، "نقزة" عما يمكن ان يكون يحاك للمستقبل، رغم اقرار المعنيين بان ثمة الكثير من الالغام في متن الـ11 صفحة، قابلة للانفجار في اي لحظة، في ظل الاجواء الاقليمية الملبدة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون لرئيس هيئة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار ضرورة تطبيق القرار 1701، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
وأشار الرئيس اللبناني إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين.
وكانت قد أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على دوائر صنع القرار بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططًا تتعلق بلبنان وحزب الله.
و تتضمن تمركزه في مواقع متقدمة ودائمة مقابل كل منطقة سكنية في شمال فلسطين المحتلة، على الجانب المقابل للحدود اللبنانية.
جنوب لبنانيتزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد وجود نشاط استخباراتي مكثف في جنوب لبنان، يهدف إلى رصد أي تحركات لحزب الله قد تشير إلى إعادة تموضعه.
في سياق متصل، أرسلت السلطات الأمريكية تحذيرًا إلى الحكومة اللبنانية من تعيين مرشح مدعوم من حزب الله على رأس وزارة المالية في الحكومة الجديدة. يأتي هذا الموقف الأمريكي متسقًا مع المزاعم الإسرائيلية التي تشير إلى تلقي حزب الله دعمًا ماليًا كبيرًا من إيران، يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن ألمحت إلى فرض عقوبات على لبنان قد تعيق عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة، في حال تولى الحزب وزارة المالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، أنه يعمل بجهد كبير للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذا الإطار، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير.
تعد التوترات بين لبنان وإسرائيل من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد جذورها لعقود من المواجهات والتدخلات العسكرية.
منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، شهدت العلاقات بين الطرفين تصعيدات متكررة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان وخسائر كبيرة على الجانبين. ورغم وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب، لا تزال الأوضاع على الحدود تشهد توترات متقطعة، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله القصف والاستهدافات العسكرية.
يضاف إلى ذلك النزاع حول مزارع شبعا والخلافات على الحدود البحرية، خصوصًا مع اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يجعل المنطقة ساحة محتملة لنزاعات جديدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التهديدات المتبادلة، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع مرتبطة بحزب الله في سوريا، فيما أعلن الحزب استعداده للرد على أي هجمات إسرائيلية.
هذا التصعيد المستمر يثير مخاوف دولية من اندلاع مواجهة واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. وفي ظل غياب أي اتفاق سلام رسمي، تظل الأوضاع على الحدود قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل مصدر قلق إقليمي له تداعيات خطيرة على الأمن في الشرق الأوسط.