واشنطن ترحب بمحاسبة القضاء العراقي قاتلي مواطن أميركي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
رحبت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، بقرار صادر عن القضاء العراقي بالسجن المؤبد بحق مدانين بقتل مواطن أميركي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان: "نرحب بقرار المحكمة العراقية بإدانة والحكم بسجن عدة أفراد بتهم بالإرهاب لدورهم في مقتل المواطن الأميركي، ستيفن ترويل".
وشدد على أنه "من الضروري أن يواجه كل أولئك المسؤولين عن اغتيال السيد ترويل الوحشي والذي نُفذ عن سابق إصرار العدالة والمحاسبة".
وأضاف "نكرر مجددا تعازينا لعائلة السيد ترويل ونأمل أن يجلب لهم الحكم نوعا من تحقيق العدالة".
وأصدرت محكمة عراقية، الخميس، حكما بالسجن المؤبد على إيراني وأربعة عراقيين بتهمة قتل بالرصاص في أحد شوارع بغداد، في نوفمبر عام 2022، حسبما علمت وكالة فرانس برس من مصدرين قضائيين.
وأفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس أن محكمة الكرخ في بغداد "أصدرت أحكاما بالسجن المؤبد على خمسة أشخاص، أحدهم إيراني الجنسية وأربعة عراقيين".
وقال المصدر إن الرجال الخمسة اعترفوا بأن نيتهم كانت اختطاف ترويل وإطلاق سراحه "مقابل فدية"، وليس قتله.
وفي 7 نوفمبر عام 2022، قُتل ترويل بالرصاص أثناء قيادته سيارته مع عائلته قرب أحد الأسواق في الكرادة، حسبما أشار مصدر في وزارة الداخلية آنذاك.
ولم يتمكن هذا المسؤول ولا أي مصدر أمني آخر تحدثت معه وكالة فرانس برس من طرح الأسباب التي دفعت إلى هذا الاغتيال النادر لأجنبي في بغداد إلا أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، كلف وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، التحقيق بالحادث لمعرفة ملابساته.
وبعد أن عاش في بغداد لمدة عامين على الأقل مع زوجته وأطفالهما، قام ترويل بتدريس اللغة الإنكليزية، وفقا لوسائل الإعلام الأميركية، وأظهرت على الشبكات الاجتماعية التزامه بالديانة المسيحية.
رغم تحسن الوضع الأمني في العراق منذ أن أعلنت حكومة بغداد "انتصارها" على متطرفي تنظيم "داعش"، في عام 2017، لا يزال العنف السياسي مستمرا.
وتعرض العديد من الناشطين المناهضين للسلطة ،بعد احتجاجات أكتوبر 2019، إلى حملة واسعة من الاغتيالات والخطف والتهديدات.
لم يتم الإعلان عن جرائم القتل والاختطاف هذه مطلقا، لكن النشطاء يشيرون بأصابع الاتهام إلى الجماعات الموالية لإيران، والتي تعتبر أساسية في العراق، ويشعرون بالاستياء من عدم محاسبة أي شخص على الإطلاق.
وفي يوليو عام 2020، اغتيل الخبير في الحركات المتشددة وشخصية المجتمع المدني، هشام الهاشمي، أمام منزله في بغداد.
وفي عام 2017، حددت منظمة مسح الأسلحة الصغيرة 7.6 مليون قطعة سلاح صغيرة لهذا البلد الذي كان عدد سكانه آنذاك 39 مليون نسمة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی بغداد
إقرأ أيضاً:
العراق بين واشنطن وطهران المتصارعتين.. وسيط مع وقف التنفيذ
بغداد اليوم - بغداد
كشف أستاذ العلوم السياسية، خالد العرداوي اليوم الإثنين، (10 آذار 2025)، عن الأسباب التي تحول دون قدرة العراق على لعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، رغم امتلاكه علاقات جيدة مع الطرفين.
وأوضح العرداوي، لـ"بغداد اليوم"، أن "العراق، حتى لو حاول طرح نفسه كوسيط، فإنه لا يمتلك مقومات القيام بهذا الدور، خاصة أن واشنطن تنظر إليه كبلد قريب جدا من المحور الإيراني، مما يجعله جزءا من الصراع بدلا من أن يكون جسرا للحل”.
وأضاف، أنه "رغم علاقات بغداد الجيدة مع طهران وواشنطن، إلا أن التأثير الحقيقي يأتي من الطرفين على العراق، وليس العكس”، مشيرا إلى أن “الصراع الإيراني-الأمريكي يجعل العراق أكبر المتضررين، حيث يُستخدم كأداة ضغط وساحة لتصفية الحسابات، كما حدث مؤخرا في ملف الغاز الإيراني والضغوط الأمريكية المرتبطة به”.
ولطالما وجد العراق نفسه في موقع حساس بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تجمعه علاقات استراتيجية وسياسية واقتصادية مع كلا الطرفين.
فمنذ 2003، تعزز النفوذ الإيراني في العراق بشكل واضح، سواء عبر الفصائل المسلحة أو من خلال العلاقات الاقتصادية، لا سيما في ملف الطاقة، حيث يعتمد العراق بشكل كبير على الغاز والكهرباء الإيرانيين.
في المقابل، تحافظ واشنطن على نفوذها في العراق من خلال الوجود العسكري، والدعم الأمني، والضغوط الاقتصادية، حيث تمارس تأثيرا كبيرا على الحكومة العراقية، خاصة في ما يتعلق بالملف المالي والعقوبات المفروضة على إيران.
هذا التوازن المعقد، وفقا لمراقبين، جعل من الصعب على العراق تبني دور الوسيط بين القوتين المتصارعتين، إذ ينظر إليه كطرف أقرب إلى طهران منه إلى واشنطن، مما يفقده القدرة على التأثير الفعلي في مسار الخلافات بينهما.