وزير الأوقاف : قضية الذكاء الاصطناعي ما زالت تحتاج إلى مزيد من الجهد
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن الذكاء الاصطناعي وسيلة وأداة يجب أن نوظفها وبقوة في كل ما يحمل الخير ويحقق النفع للإنسانية جمعاء، مؤكدا أن الوزارة ستبذل ويعها لتوظيفه في خدمة مشروعها الدعوي، مشيرا إلى أنه لم يعد لدينا أدنى رفاهية أو فسحة من الوقت لاقتحام عالم الفضاء الإلكتروني بشجاعة وتوظيف جميع التقنيات الحديثة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي في خدمة مشروعنا الدعوي العلمي التثقيفي الهادف إلى نشر الفكر الوسطي المستنير الذي يبني ولا يهدم، ويعمر ويصنع الحضارة الإنسانية الشاملة الراقية.
جاء ذلك خلال ورشة الذكاء الاصطناعي في المجال الدعوي أولى ورش عمل مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين، وذلك تمهيدًا لافتتاح أعمال المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي سيعقد في الفترة من (9 - 10) سبتمبر المقبل برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".
وعُقدت الورشة بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حول: "آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في الخطاب الديني"، برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وحضور الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والمهندس وليد حجاج خبير أمن معلومات صائد الهاكرز وعضو لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور/ محمد عزام خبير التحول الرقمي عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا عضو المجلس الاستشاري لجامعة النيل، والدكتور محمد خليف عضو لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، والمهندس هيثم يونس رئيس وحدة التحول الرقمي وزارة الثقافة.
وأضاف وزير الأوقاف أن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق فهناك العديد من الأدوات والوسائل التي يمكن أن توجه للخير أو للشر، ومنها وسائل الاتصال الإلكتروني التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية وتيسير سبل التواصل، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما تفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وقال وزير الأوقاف إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها، حتى وإن لم يسمها بذلك ، أو لم تُعرف في زمانه (صلى الله عليه وسلم) بهذا الاسم ، فقد أداها بما آتاه الله (عز وجل) وعلَّمه إياها من البلاغة والفصاحة والبيان ، وما آتاه من جوامع الكلم وأدواته ووسائله , ومع ذلك كله حرص (صلى الله عليه وسلم) على التنوع في الأسلوب واستخدام سائر مهارات التواصل الدعوي للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه، وإثارة اهتمامه وانتباهه، وإيقاظ مشاعره، ومن هذه المهارات استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة و استخدام أسلوب الإشارة كالإشارة إلى القلب أو اللسان أو غيرهما ، واستخدام لغة الأرقام ، والرسم التوضيحي ، وضرب الأمثلة التوضيحية .
وأوضح أن النبي استخدم أسلوب الألغاز لتنشيط أذهان السامعين وفي تنوع أساليب ووسائل الدعوة ما بين الحديث الشريف ، والخطبة ، والموعظة ، والوصية ، والرسالة ، ما يؤكد حرص نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، وإقامة الحجة واضحة وبيِّنة جلية لا لَبْسَ فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة في عصره (صلى الله عليه وسلم) ، وهو ما يُحمِّلنا أمانة الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) في استنفاد وسعنا في استخدام وسائل التواصل الحديثة والعصرية المتاحة في عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغًا مبينًا.
وأكد أنه اهتمامًا منا بالدعوة الإلكترونية أطلقنا عام ٢٠٢٣م عاما للدعوة الإلكترونية، وجعلناها هدفًا محوريًا لنا، فقد اقتحمت الوزارة وبقوة هذا الفضاء من خلال استخدام عدد من الوسائل والتقنيات الإلكترونية الحديثة وعقد العديد من الدورات التدريبية في الاستخدام الرشيد للفضاء الإلكتروني، وتلك الدورات التي كان لها مردود إيجابي واضح على أرض الواقع، إضافة إلى التنبيه المستمر من خلال إصداراتنا ومقالاتنا على محاذير الاستخدام الخاطئ للفضاء الإلكتروني، ومن ذلك كتاب حروب وهمية الصادر عن سلسلة (رؤية) للنشء التي تصدرها وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث يتناول الكتاب مخاطر الاستقطاب الإلكتروني للشباب والأطفال من خلال شبكة الإنترنت، والتنبيه على مخاطر ألعاب الموت، وتلك الألعاب التي تجرف الناشئة جرفًا نحو العنف.
وخلال كلمته، أكد المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة أن قضية تجديد الخطاب الديني أخذت منحى آخر في ظل الفضاء الإلكتروني والوسائل الحديثة، وأن العالم يشهد تطورًا في المحتوى على شبكة الإنترنت وكذلك في المدة الزمنية، وأن تأثير المحتوى الرقمي في الأشخاص قوي وبخاصة المحتوى الديني، مبرزًا أن الخطاب الديني أصبح له من الأدوات ما يصل به إلى أعلى درجة من التأثير، وأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على قواعد البيانات والخوارزميات للوصول إلى النتائج بسرعة فائقة، ولدينا القدرة لإنشاء محتوى ديني إلكتروني قوي.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عزام خبير التحول الرقمي عضو المجلس الاستشاري لجامعة النيل أن هناك ضرورة تقتضي مناسبة المحتوى الرقمي لواقع المجتمع، مع التركيز على الحوار البسيط، وقد أثبتت وزارة الأوقاف نشاطًا وتفاعلًا كبيرًا حين خاضت تجربة السوشيال ميديا عبر الصفحات المختلفة والمتنوعة والمتخصصة، وأثبتت وجودًا حقيقيًا عبر وسائل التواصل المختلفة، مؤكدًا ضرورة وجود تعاون إقليمي للاستفادة الأكبر من الذكاء الاصطناعي، ووضع آليات ووسائل للتوعية بأهميته.
وبدوره، أكد المهندس أحمد قابيل العضو المنتدب لشركة ( nts ) أن مهمتنا توظيف الذكاء الاصطناعي بما فيه من قوة كبيرة قادرة على الوصول إلى الملايين من البشر نحو ما ينفع ولا يضر، حيث إننا في حاجة إلى توجيه الأجيال إلى حسن الاستفادة من مثل هذه المستجدات وتغذية المحتوى الموجود بما يحفظ وعي الأجيال، وبما يتلاءم مع الدور الاستراتيجي والمؤثر للدولة المصرية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الجزائر في طليعة تبني الذكاء الاصطناعي في إفريقيا
تحدث وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، خلال القمة الوزارية التي عقدت أمس ببرشلونة، على الاستثمارات الاستراتيجية والمبادرات الرئيسية التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي والتمهيد له.
وأكدت الجزائر، خلال القمة الوزارية التي عقدت بالموازاة مع المؤتمر العالمي للهاتف النقال، بمشاركة 14 وزيراً حضوريا و 12 وزيرا عن بعد، ممثلين عن 26 دولة، مرة أخرى، دورها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي في إفريقيا.
وذكر الوزير، في مداخلته، إنجازات الجزائر في هذا المجال، ومن بينها المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي. التي أُنشئت ضمن الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية، منذ أربع سنوات. قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي موضوعًا مركزيا على الصعيد العالمي.
بالإضافة إلى إطلاق أكبر مركز بيانات وحوسبة في المنطقة. والذي يعدّ بنية تحتية رئيسية لمعالجة البيانات الضخمة وتطوير التكنولوجيات الحديثة.
وكذا إنشاء مراكز تطوير المهارات “Skills Centers” وصندوق استثمار لتشجيع الذكاء الاصطناعي. التي ستدعم تعزيز المهارات والابتكار التكنولوجي في الجزائر.
كما أشار الوزير إلى مخرجات القمة الوزارية الأخيرة التي انعقدت على هامش المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة. والتي أسفرت عن إعلان مشترك وخارطة طريق لتبني الذكاء الاصطناعي في إفريقيا.
كما أكد على أهمية اعتبار هذه الخارطة مرجعاً لأعمال المجلس الإفريقي للذكاء الاصطناعي. داعيًا إلى تعميقها واعتمادها على الصعيد القاري.
علاوة على ذلك، أكد زروقي على أن الجزائر تبقى الموقع المثالي لتنصيب الاستثمارات مستقبلا فيما يخص مراكز البيانات الضخمة.
مشيرا إلى أن هذه المكانة المتميزة تعتمد على بنى تحتية قوية للاتصالات وثروة رأس المال البشري ذي المهارات العالية. وتنافسية في الطاقة بفضل الموارد الوفيرة وموقع جغرافي مركزي.
مما يجعل الجزائر محورًا تكنولوجيًا لا غنى عنه في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وقد أشاد المشاركون بهذه المقاربة الاسشرافية، وفي هذا الصدد، ألح المدير العام لـ Smart Africa، لاسينا كوني، على أهمية الاعتماد على نتائج القمة الوزارية الإفريقية خلال المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة.
مشيرا إلى أن هذه الأعمال يجب أن تكون أساسَ تطوير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي للقارة.
وعلى هذا النهج تواصل الجزائر رسم المسار نحو تحول رقمي طموح وشامل في إفريقيا. من خلال وضع الابتكار وتكوين المواهب في صميم عملها.
حيث تعكس هذه الرؤية التحديات والفرص التي يطرحها مستقبل يتجه بحزم نحو الذكاء الاصطناعي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور