خالد الشمري.. أول ممثل عربي في مسلسل صربي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
كشف الممثل الإماراتي خالد الشمري، عن انتهائه مؤخراً من تصوير دوره في المسلسل الصربي «موزاييك»، كأول ممثل عربي يشارك في عمل درامي في جمهورية صربيا، منوهاً بأن العمل من نوعية الخيال العلمي، ويتم عرضه حالياً على شاشات القنوات الصربية، كما ينتظر عرض المسلسل الجديد «جذوع» الذي يشارك في بطولته مع نخبة من فناني الدراما الإماراتية والخليجية.
حول خوضه تجربة التمثيل في مسلسل صربي، وتأدية دوره باللغة الصربية، قال الشمري: فخر لي أن أكون أول ممثل عربي يشارك في عمل درامي صربي، فهذه المشاركات المختلفة تكسب الممثل ثقة بالنفس وخبرات وثقافات عالمية، مشيراً إلى أنه تعلم اللغة الصربية بحكم أن لديه مزرعة وشركة تجارة عامة بصربيا منذ عام 2013، واكتسب هذه المهارة عن طريق الممارسة، ولفت إلى أنه تم ترشيحه للمشاركة في بطولة «موزاييك» عن طريق الصدفة، حيث زاره جاره برفقة صديقه في مزرعته، واتضح أن صديق جاره منتج صربي، ويبحث عمن يؤدي دور شخصية غير صربية في مسلسله الجديد، فاقترح عليه المنتج أن يلعب هذا الدور.
جذوع
وأوضح الشمري، أنه ينتظر عرض مسلسل «جذوع» هذا العام الذي كتبه جمال الصقر وأخرجه تامر إسحاق وصُوّر في رأس الخيمة، وقال: «المميز في المسلسل أنه يغلب عليه الطابع التراثي، والحبكة الدرامية الغنية بالأحداث، ومشاركة كوكبة من نجوم الدراما، ومنهم حبيب غلوم وإبراهيم الحساوي وهيفاء حسين وخليل الرميثي وشيماء سبت»، معتبراً أن دوره فرصة مهمة، لاسيما أنه يجسد شخصية رئيسة في الأحداث، وهو دور «سعد» الذي يجسده إبراهيم الحساوي، ويعيش صراعاً بين الخير والشر.
نص جيد
وعن مشاركته في مسلسل «بيت القصيد» الذي عُرض في رمضان الماضي، أوضح الشمري، أنه على الرغم من صغر مساحة دوره، إلا أنه وافق على المشاركة فيه بحكم القصة المختلفة والمضمون والنص الجيد الذي كتبه عبد الله صالح، تحت إشراف وتنفيذ المخرج باسم شعبو، إلى جانب تعاونه مع مرعي الحليان وعلي جمال وفاطمة الحوسني وجاسم الخراز وهدى الغانم، موضحاً أن عناصر نجاح العمل كانت مكتملة.
رسائل هادفة
وحول رأيه فيما تشهده الساحة الدرامية المحلية من زيادة في معدلات الإنتاج، ودعم المواهب الشابة، قال الشمري: الدراما الإماراتية تتطور بشكل ملحوظ، خصوصاً مع وجود منتجين يسعون إلى تقديم أعمال درامية تحمل رسائل هادفة بمختلف قصصها، سواء الاجتماعية أو التراثية أو الكوميدية، إلى جانب الحرص على دعم المواهب، وإظهار الإبداعات الجديدة في مجال التمثيل.
مدرسة العلي
ووصف الشمري تجربته الخليجية في مسلسل «حريم طارق» بالرائعة، خصوصاً أنه وقف أمام الممثل طارق العلي الذي يعتبره مدرسة تعلّم منها أصول التمثيل والوقوف أمام الكاميرا والتحكم بتعابير الوجه، موجهاً شكره للعلي الذي منحه هذه الفرصة، مع دعمه له بحكم كونه مديراً لأعماله.
مواهب واعدة
أشاد خالد الشمري بالمنتجين المحليين، ومنهم سلطان النيادي وسعيد السعدي، وتوجههم في تطعيم الأعمال الدرامية بممثلين مخضرمين من الإمارات والخليج، وإظهار المواهب الواعدة، وإعطائها الفرص بالظهور بأدوار مهمة ورئيسة، لتنفيذ مسلسلات متفردة تحقق المنافسة.
تجربة الإنتاج
أوضح خالد الشمري، أنه خاض تجربة الإنتاج في بعض الأعمال المسرحية التي لعب بطولتها طارق العلي ومنها «طمباخية»، التي عُرضت على مسرح «أوبرا دبي» منذ فترة، ونجاح هذه التجربة دفعه للاستمرار فيها، حيث يستعد حالياً لإنتاج أول أعماله السينمائية، منوهاً بأنه اكتسب الخبرة في هذا القطاع من خلال تعاونه المستمر مع المنتجين سلطان النيادي وسعيد السعدي، حيث دعماه كموهبة جديدة لدخول هذا المجال.
مسلسل عالمي
كشف خالد الشمري، عن أنه يحضر حالياً للبدء في تصوير مسلسل عالمي قصير من 8 حلقات. ومن المقرر أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية، ويشارك في بطولته نخبة من الممثلين من أوروبا وأميركا. وهو من تأليف الممثل والمنتج الفرنسي راشا بوكفيك، وسيتم تصويره في أكثر من دولة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المسلسلات صربيا فی مسلسل
إقرأ أيضاً:
بعد تراجع حزب الله.. هل يستعيد بري دوره داخل الطائفة الشيعية؟
مع تصاعد التوترات في لبنان واستمرار المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، تتزايد التحديات داخل الطائفة الشيعية في البلاد، فقد أدت هذه المواجهات إلى تراجع حزب الله عسكرياً، خاصة بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله وعدد من قياداته، وذلك في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على قاعدته الشعبية، وتصاعد الانتقادات من الداخل والخارج ضده، إذ تتهمه جهات محلية وإقليمية ودولية بدوره في زعزعة الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة.
أمام هذا الوضع، تبرز تساؤلات بشأن إمكانية أن يستغل رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل، نبيه بري، هذه الظروف لإعادة التوازن داخل الطائفة الشيعية، خاصة بعد تراجع دوره لصالح حزب الله في السنوات الأخيرة، وذلك من خلال السعي إلى استعادة مكانته عبر اتخاذ مواقف أكثر استقلالية عن الحزب.
ويرى مراقبون للشأن اللبناني أن نفوذ بري، شهد تراجعاً ملحوظاً منذ ربط سياساته بسياسات حزب الله، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي.
هذا التراجع تعمّق مع تصاعد دور حزب الله بعد حرب 2006، وتوسّع نفوذه الإقليمي إثر تدخله في الحرب السورية، مما رسّخ مكانة الحزب كقوة بارزة في المشهد الشيعي واللبناني، حتى بات ينظر إلى بري من قبل شريحة واسعة كـ"ملحق سياسي" للحزب.
وعقب اغتيال نصر الله، برز بري، كمرجعية سياسية محورية للطائفة الشيعية، لاسيما بعد تكليفه من قبل الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، بقيادة جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، ليعلق بري على ذلك في حديث صحفي بالقول إن تفويض حزب الله له بالمفاوضات السياسية "ليس جديداً، وإن كان تم تجديد تأكيده".
مشهد ضبابي؟
رغم أن "حزب الله أصابه الوهن الشديد بعد تمكن إسرائيل من اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وغالبية من قادته، وكلّ الخسائر التي أصابته، وعدم تراجع الجيش الاسرائيلي عن استهداف بنيته التحتية"، لكنّه كما يقول الكاتب والصحفي مجد بو مجاهد "لم ينتهِ حتى الآن ولا يزال قادراً على تنظيم حضوره سياسيّاً ومواصلة القتال عسكريّاً، بما تبقى من قدرات قتالية مع قيام إيران مباشرةً بإدارة مفاصله السياسية والعسكرية في هذه المرحلة".
ويعتبر بو مجاهد أن إبقاء حزب الله على هيمنته على القرار السياسي داخل الطائفة الشيعية، كما على القرار الاستراتيجي في لبنان أو عدمه، "مسألة ستقرّرها المفاوضات الدبلوماسية التي على أساسها ستنتهي الحرب مهما طالت، والكيفية لإنهائها وأمدها الزمنيّ، لكن يتبيّن أن إسرائيل لا تكتفي باتفاق يضمن المنطقة الخالية من السلاح جنوبي الليطاني فقط، وتسعى إلى ما هو أكثر من تطبيق القرار الدوليّ 1701، إذ انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الضغط لتحقيق تسوية قبل الأوان، وقوله إنه لا يحدّد موعداً لنهاية الحرب، بل أهدافاً".
وفي سياق حديثه عن إمكانية إعادة تشكيل التوازنات السياسية داخل الطائفة الشيعية يعتبر بو مجاهد، في حديث لموقع "الحرة"، أن ذلك "سيكون بعد انتهاء الحرب"، ويوضح "إذا تلاحقت خسائر حزب الله أكثر على النحو الذي عرفته الأسابيع الماضية وصيغ أي اتفاق على حسابه، ذلك سيغيّر طبعاً في التوازنات، حتى إن بقي حزب الله سياسيّاً، وذلك مرجّح، لكن يمكن لتغيير التوازنات أن يفسح المجال أمام قوى وأحزاب سياسية ناشئة وتغييرية لدى الطائفة الشيعية، خصوصاً أن هناك فئات منها تسعى للتغيير ويمكن للمشاريع السياسية التغييرية أن تحصل على جزء من التأييد الشعبي إن تغيّرت المعادلات السياسية وتراجعت هيمنة حزب الله".
من جانبه، يكشف الصحفي علي الأمين، عن قلق كبير يشعر به بري تجاه وضع حزب الله الحالي، مشيراً إلى أن هذا القلق "يأتي من الارتباط العميق الذي نشأ بين بري وحزب الله على مدار أكثر من عشرين عاماً، إذ بنى بري نظام مصالحه السياسية على أساس التحالف مع الحزب وتبنّيه الخيار الإيراني".
ويوضّح الأمين في حديث لموقع "الحرة" أن بري "أسس منذ عام 1992 نفوذه السياسي على التحالف مع حزب الله برعاية إيرانية- سورية، مما أدى إلى تشابك المصالح بين الطرفين، وجعل فكّ هذا التحالف أمراً بالغ الصعوبة، وبالتالي أي تراجع في نفوذ حزب الله سيؤثر سلباً على بري".
ويتابع الأمين مشيراً إلى أنه "رغم سعي بعض القيادات والعناصر داخل حركة أمل لإظهار نوع من التمايز عن حزب الله، إلا أن أي ضعف يصيب الحزب يثير القلق داخل الحركة، من احتمال تأثرها به أو عدم قدرتها على سد الفراغ الذي قد يخلّفه".
لذلك يرى الأمين أن بري لن يقدم على "خطوة تعديل التوازنات داخل الطائفة الشيعية، وإعادة صياغة دوره، لكنه، في ظل الضغوط المحلية والدولية المتزايدة، قد يجد نفسه مضطراً للمضي قدماً في ملفات حساسة، مثل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة"، مؤكداً أن هذه التنازلات، إن حصلت "لن تكون خياراً طوعياً، بل استجابة لهذه الضغوط".
تباينات جوهرية
و"تحمل الثنائية الشيعية القائمة منذ أوائل التسعينيات بعد حرب دموية بين الطرفين ومن جراء اتفاق إيراني – سوري، في طياتها تباينات عميقة"، كما يقول الباحث السياسي جورج العاقوري.
ويوضح العاقوري في حديث لموقع "الحرة" أن "مشروع حركة أمل بقيادة بري سياسي، محوره لبنان وحدوده، بينما يتبنى حزب الله مشروعاً أيديولوجياً دينياً يتجاوز لبنان إلى الأمة الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو جزء من تصدير الثورة. هذا التباين الكبير، لا بدّ ان يطفو إلى العلن، نظراً لخطورة المرحلة الراهنة التي تهدد هوية لبنان، وتضعه أمام تحديات وجودية تمسّ كافة مكوناته".
يذكر أنه، عام 1982، نشأ حزب الله من رحم حركة أمل (التي أسسها موسى الصدر عام 1974)، وذلك بالتزامن مع تولي بري رئاسة الحركة. ومع صعود حزب الله، برزت بين الطرفين توترات متزايدة، إذ رأت حركة أمل في الحزب قوة منافسة تسعى إلى السيطرة على الساحة السياسية والطائفية في لبنان. وقد أدى هذا التنافس واختلاف الرؤى والأهداف إلى مواجهات مسلحة بينهما خلال ثمانينيات القرن الماضي وذلك في سياق الحرب الأهلية اللبنانية.
ومع مرور الوقت، توصل الحزب والحركة، اللذان كان يطلق عليهما "الإخوة الأعداء"، إلى ما يصفه البعض بـ"زواج الضرورة"، وأصبحا بعدها يعرفان بالثنائي الشيعي، وفي حين يظهر أن الطرفين متماسكان، لكن الواقع يشير إلى أن حركة أمل تدرك قوة حزب الله، في حين يعي الحزب دور حركة أمل كطرف رئيسي في التوازنات الداخلية ضمن الطائفة الشيعية، ومن هنا تشابكت مصالحهما.
وفي الثامن من أكتوبر 2023، فتح حزب الله جبهة جنوب لبنان في إطار ما وصفه بـ "الدعم والإسناد" لحركة حماس في حرب غزة، وفي 23 سبتمبر الماضي، بدأت إسرائيل بغزو بري لجنوب لبنان، مع الاستمرار باستهداف المنشآت العسكرية والمالية لحزب الله واغتيال كوادره البشرية أينما جدت في مختلف أنحاء الأراضي اللبنانية وحتى السورية.
هذه التطورات زادت من تعقيد الوضع في لبنان الذي يعاني منذ نحو 5 سنوات من أزمة اقتصادية خانقة، إذ أدت "جبهة الإسناد" إلى دخول البلاد في دوامة جديدة من الأزمات تشمل القصف والدمار والنزوح، إضافة إلى المعاناة الإنسانية التي تتفاقم مع تصاعد التوترات السياسية والانقسامات الداخلية.
استمرار حزب الله في الحرب الحالية، كما يصف العاقوري "طقوس انتحار جماعي للشعب اللبناني عامة، وذلك نظراً لعدم التكافؤ الكبير في القوى بينه وبين إسرائيل"، ويشدد على ضرورة "تدخل جهة لإنقاذ لبنان وهذا المكوّن الذي يتعرض لهجمات إسرائيلية ممنهجة، تستهدف ليس فقط كوادر حزب الله، بل تضرب البيئة الشيعية ومقومات حياتها بأسرها".
ويرى العاقوري أن "الشخص الوحيد القادر على اتخاذ خطوات إنقاذيه للمكوّن الشيعي خاصة واللبنانيين عموماً هو بري، الذي يتحمل مسؤولية تاريخية ووجدانية في هذا السياق، لاسيما بعد تصريحات أمين عام حزب الله نعيم قاسم، بأن القتال سيستمر حتى آخر نفس، مع إضفاء قداسة دينية على الحرب التي يعتبرها الحزب مقدسة، ومع وضع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الحرب في هذا الإطار".
من الثنائي إلى التنوع السياسي؟
التحدي الآن كما يعتبر العاقوري، يكمن "فيما إذا كان بري سيجرؤ على اتخاذ خطوة إنقاذ، وما إذا كان سيسلط الضوء على الحقائق بوضوح أو يستمر في صمته المريب أمام إنكار حزب الله لحجم الخسائر التي تتكبدها البلاد والمكوّن الشيعي تحديداً".
ومنذ توليه رئاسة مجلس النواب اللبناني عام 1992، عرف عن بري تمكّنه من بناء شبكة واسعة من العلاقات السياسية، مما ساعده على تشكيل مسار الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد، حتى أنه بات يعرف بـ"رجل المهمات الصعبة"، نظراً لقدرته على التوفيق بين الأطراف المتنازعة وحل الخلافات المعقدة.
ورغم ذلك، يعتبر بري واحداً من الشخصيات السياسية الأكثر إثارة للجدل في لبنان، إذ يتهمه البعض بالضلوع في الفساد، وبكونه شريكاً في المسؤولية عن الأزمات المتتالية التي هزّت البلاد ولا تزال، وعن عرقلة التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وبعد أن تضع الحرب أوزارها في لبنان، "لن يكون بري فقط من سيشارك في إعادة تشكيل التوازنات رغم مرونته السياسية وقدرته على التكيّف مع التحولات الإقليمية" كما يشدد مجاهد، مؤكداً أن "القرار الأخير هو للمواطنين الشيعة الذين يمكن أن تتاح أمامهم مشاريع سياسية متنوعة ومنها حديثة في مرحلة لاحقة، إضافة إلى الأحزاب التقليدية، لكنّ خاصيّة الحضور الحاليّ لبري، في أنه جزء من سلطة رسمية لبنانية لإدارة المرحلة الانتقالية نحو إنهاء الحرب، من دون أن يلغي ذلك قدرة حركته السياسية على المشاركة في ترتيبات سياسية خلال مراحل لاحقة".