الإمارات تحدّث قائمة كنوزها التاريخية والأثرية
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلة مرافق أبوظبي.. موائد فاخرة «أبوظبي للصيد».. التراث في استعراضات حيةشهدت قائمة الاكتشافات الأثرية في الإمارات تحديثات مهمة خلال العام الجاري، من خلال الإعلان عن 3 اكتشافات جديدة شكلت تأكيداً على فصول الحضارة العريقة التي شهدتها الدولة عبر التاريخ. وتولي الإمارات أهمية كبيرة للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، باعتبارها تجسيداً لذاكرة الشعوب والمجتمعات، فضلاً عن كونها تعتبر واحداً من أهم العناصر التي تؤرخ لماضي الشعوب، حيث تعكس الاكتشافات الأثرية التي تزخر بها الدولة وتعود إلى آلاف السنين طبيعة الحضارات التي توافدت عليها منذ عصور قديمة.
قبل يومين، أعلنت هيئة الشارقة للآثار عن اكتشاف مجموعة جديدة من النقود تعرض للمرة الأولى، وقد ضربت في حكم القواسم عبر العقود التاريخية، التي تعرف محلياً بـ«مرضوف القواسم». ويعتبر «مرضوف القواسم»، الضرب الثاني لحكم القواسم، ويعود إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، الذي بدأ حكمه في 1803، فيما ضُرب المرضوف في 1805. وحملت المجموعة، التي أعلن عنها لأول مرة، أسماء لحكام القواسم منهم الشيخ صالح بن محمد بن علي بن صالح القاسمي، الذي حكم رأس الخيمة بعد وفاة عمه الشيخ سيف بن علي بن صالح القاسمي في عام 1649. ويلاحظ بصفة عامة أن هذه النقود سكّت جميعها من النحاس وهي بسيطة من حيث التصميم حيث اتخذت الشكل المستدير لقطعة النقود، وهو التصميم التقليدي للمسكوكات في العصر الإسلامي، أما من حيث نصوص الكتابات فهي أيضاً بسيطة.
50 فلجاً تاريخياً
وفي يونيو الماضي، أعلنت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عن تفاصيل الاكتشافات الأثرية التاريخية الجديدة في الإمارة وتحديداً في منطقة العين، وكشفت خلالها عن مواقع أثرية ومصنوعات يدوية تعود للعصر الحديدي وفترة ما قبل الإسلام، وتغطي الفترة الزمنية الممتدّة من حوالي 1300 قبل الميلاد إلى 600م. واكتشف فريق علماء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي كنوزاً أثرية أخرى عند انتهاء أعمال التنقيب الإنقاذية لجزء من مقبرة تعود لفترة ما قبل الإسلام (300 قبل الميلاد - 300م) تمّ العثور عليها أثناء تطوير الطرق والبنية التحتية في شعبية الكويتات في وسط المدينة، شرق متحف منطقة العين. وتم تحديد حوالي عشرين قبراً فردياً، حيث كشفت التنقيبات فيها عن عدد من الأدوات المحفوظة جيداً بصورة استثنائية، منها جرة سليمة وغيرها من الخزفيات، والأوعية البرونزية، والأواني الزجاجية، والمرمرية. كما تمّ العثور في المقابر على كميات كبيرة من الأسلحة الحديدية، مثل السهام والرماح وعدد من السيوف، أحدها بطول 70 سم بقي سليماً.
ويشير اكتشاف هذه المقبرة إلى وجود مستوطنة تعود إلى الفترة الزمنية نفسها كانت تقع على الأرجح في مكان قريب، كما يوفر وجود قنوات المياه العميقة التي لوحظت في المنطقة دليلاً آخر على نشوء واحة العين القريبة خلال تلك الفترة، وإلى تطور المشهد الاجتماعي في منطقة العين التاريخية. وقادت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عمليات التنقيب الأثرية على امتداد بلغ 11.5 كلم، وشمل ثلاث مناطق في العين هي الخريس والقطارة والهيلي، حيث أسفرت تلك العمليات عن إعلان اكتشافات أثرية تعود للعصر الحديدي، وتضم ضريحاً حجرياً ضخماً من العصر البرونزي وما لا يقل عن 35 قبراً لأفراد من فترة ما قبل الإسلام تحتوي على مخابئ لأسلحة حديدية.
وحدّد علماء الآثار أكثر من 50 فلجاً تاريخياً، وهي أنفاق مائية تحت الأرض كانت تستخدم لري البساتين والحقول، تمّ إنشاؤها في عصور متعاقبة وباستخدام تقنيات مختلفة، ومن بين الاكتشافات الأثرية، قطع خزفية تستخدم للطقوس الجنائزية والأنشطة الزراعية، وأوانٍ حجرية ناعمة ومزخرفة وحلي وأصداف ومعادن وأسلحة، إلى جانب خبايا أثرية أخرى تم اكتشافها في المقابر والأضرحة.
مدينة اللؤلؤ
وفي 20 مارس الماضي أعلنت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين عن أحدث مستجدات أعمال التنقيب الأثري بجزيرة السينية في موسمها الثالث والتي تشير إلى وجود أقدم مدينة لصيد اللؤلؤ في الخليج العربي في الجزيرة ازدهرت خلال الفترة ما بين أواخر القرن السادس إلى منتصف القرن الثامن الميلادي، وتقع المدينة بالقرب من الدير المسيحي القديم (دير السينية) الذي تم اكتشافه العام الماضي. وتبلغ مساحة مدينة صيد اللؤلؤ المكتشفة بجزيرة السينية 12 هكتاراً، وقد أظهرت أعمال البحث والتنقيب الأثري أن هذه المدينة واحدة من أكبر التجمعات العمرانية الباقية على الإطلاق في الإمارات، والتي يمكن مقارنتها بازدهار مدينة جلفار برأس الخيمة في العصور الوسطى. وتضم مدينة صيد اللؤلؤ بجزيرة السينية عدداً كبيراً من المنازل، ما يشير إلى وجود آلاف السكان الذين عاشوا فيها آنذاك، كما تم اكتشاف مساحة كبيرة من مخلفات المحار المفتوحة والمهملة مقابل المدينة والعثور على العديد من اللآلئ في الحفريات وأقدم «مغطس» مؤرخ منذ أكثر من 1300 عام، ما يجعله دليلاً واضحاً على أن صيد اللؤلؤ كان نشاطاً رئيسيّاً في المنطقة.
وخلال التنقيب، كشفت الحفريات عن وجود مبانٍ مختلفة التصميم والتخطيط المعماري، حيث يتكون بعضها من غرفة واحدة وبعضها من غرفتين، بالإضافة إلى اكتشاف مبانٍ أخرى كبيرة تضم العديد من الغرف ويفصل بينها عدد من الساحات الداخلية، وقد تم بناء المنازل من صخور الشاطئ المحلية والمواد التقليدية في البيئة المحيطة بالمدينة وكانت الأسطح مصنوعة من جذوع النخيل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاكتشافات الأثرية الإمارات المواقع الأثرية الآثار الاکتشافات الأثریة
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تستعد لإطلاق أول خدمة سيارات أجرة طائرة في العالم
الإمارات العربية – تستعد أبوظبي لتكون أول مدينة في العالم تطلق خدمة سيارات الأجرة الطائرة، بعد توقيع اتفاقية مع شركة “آرتشر للطيران” الأمريكية لتشغيل الخدمة بحلول أواخر عام 2025.
وستتضمن هذه الخدمة أسطولا من الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL) التي سيتم تصنيعها في العاصمة الإماراتية.
وفي حال نجاح المشروع، ستنقل طائرات “آرتشر ميدنايت” ما يصل إلى 4 ركاب في كل رحلة، بين “المطارات العمودية” المنتشرة في جميع أنحاء أبوظبي، ما سيؤدي إلى تقليص أوقات الرحلات بنسبة تصل إلى 80%.
وقال متحدث باسم شركة “آرتشر” لـ”إندبندنت”: “هدفنا هو تحويل السفر الحضري من خلال استبدال الرحلات التي تستغرق 60 إلى 90 دقيقة بالسيارة برحلات آمنة ومستدامة تستغرق 10 إلى 20 دقيقة فقط، وتكون منخفضة الضوضاء وبتكلفة تنافسية مقارنة بالنقل البري”.
وأضاف المتحدث: “طائرة “ميدنايت” تتمتع بمستويات أمان مشابهة للطائرات التجارية، كما أنها أكثر هدوءا بمقدار 100 مرة من طائرة الهليكوبتر”.
وتستطيع طائرة “آرتشر ميدنايت” الكهربائية الطيران بسرعات تصل إلى 240 كيلومترا في الساعة، مستفيدة من تضاريس المدينة الفريدة والطيران فوق البحر في أجزاء كبيرة من الرحلة. وتعد الإمارات هي الأقرب لإطلاق هذه الخدمة مقارنة مع الأسواق العالمية الأخرى، بفضل التعاون المثمر بين مختلف الصناعات الذي يسّره مكتب أبوظبي للاستثمار.
وتتضمن الاتفاقية مع “آرتشر” عددا من الجهات المحلية، مثل مطارات أبوظبي وتدريب طيران الاتحاد والهيئة العامة للطيران المدني وخدمات الملاحة الجوية العالمية والخدمات اللوجستية الجوية ومركز النقل المتكامل.
ومن جانبه، أكد سعادة سيف محمد السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، التزامهم بإطلاق الخدمة بأمان في الإمارات، قائلا: “يسلط هذا الإعلان الضوء على أهمية التعاون بين الكيانات الجوية البارزة في الدولة لاستضافة طائرة “آرتشر ميدنايت” في المنطقة العام المقبل”.
ورغم أن العقبات التنظيمية لا تزال تشكل التحدي الأكبر أمام إطلاق هذه الخدمة في معظم الأسواق العالمية، فإن الصين قد تتفوق على الإمارات في بدء العمليات التجارية. وفي وقت سابق من هذا العام، عرضت شركة “AutoFlight” الناشئة المحلية في الصين رحلة بين المدن في مقاطعة قوانغدونغ، على الرغم من أن الرحلات المنتظمة لن تبدأ حتى عام 2026.
وفي هذا السياق، أشار أليساندرو بورجونيا، مهندس الطيران في مكتب أبوظبي للاستثمار، إلى أن هناك خططا جاهزة لتشغيل ما يصل إلى 5 مطارات عمودية في أبوظبي بحلول العام المقبل.
وأضاف بورجونيا، الذي ساعد في إطلاق مركز صناعات المركبات الذكية والذاتية القيادة في أبوظبي، أن الطائرات الكهربائية العمودية ستكون جزءا أساسيا من التحول الكبير في النقل البري والجوي والبحري في العاصمة الإماراتية.
جدير بالذكر أن شركة أوبر طرحت فكرة استخدام المركبات الكهربائية العمودية للإقلاع والهبوط “لأول مرة كمفهوم شرعي للنقل” في عام 2016 خلال مؤتمر “Elevate”، حيث تصورت مستقبلا يمكن للعملاء فيه طلب سيارات الأجرة الطائرة كما يطلبون رحلات السيارات.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت أكثر من 300 شركة ناشئة في هذا المجال، وجمعت ما يقرب من 10 مليارات دولار في تمويلاتها. ومع ذلك، أشار تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث “IDTechEx” إلى أن أقل من 5% من هذه الشركات ستظل قائمة، مع إدراج شركة “آرتشر للطيران” من بين أبرز 3 شركات في هذا القطاع.
وأشار التقرير إلى أن “ميزة التحرك الأول لأي من هذه الشركات حيوية، حيث ستساعد العوائد من الرحلات التجارية المبكرة في جذب استثمارات إضافية وتحسين التمويل”.
وتعتقد شركة “آرتشر” أن بإمكانها تحقيق هذه القفزة الأولى من خلال إطلاق عملياتها التجارية في أبوظبي، وتحديدا لنقل العملاء بين الوجهات الشهيرة في المدينة.
المصدر: إندبندنت