تفسيرات علم الاجتماع الطبي للأمراض في اليمن
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
لقد شرع الدين الإسلامي نظاماً اجتماعياً أساسه الفرد الذي يعد عنصراً أساسياً في كيان أكبر هو الأسرة المكونة من زوج وزوجة وأولاد.
لكن هذه الأسرة يمنياً تتبوتق بحكم العادات والتقاليد ضمن عائلة أكبر مكونة من الأب والأم الكبيرين وأولادهم وزوجاتهم وأولادهم، ما نتج عن ذلك ظاهرة البيوت الجهنمية التي يتفشى فيها الصراع الأسري وما ينتج عن ذلك من انعدام السلام والأمن والاستقرار الأسري وما ينعكس عن ذلك من وضع نفسي سيئ تتجلى مظاهره في أمراض جسدية حتما وفي مقدمتها ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض القلب.
هذه الأسرة المتبوتقة ضمن كيان العائلة ينتج عنها عادات سلبية لها أضرار صحية ناتجة عن النوم الجماعي والغسل والشرب الجماعي مما يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية في أوساطها الناتجة عن تكاثر نواقل الأمراض في ظل التزاحم ورداءة التهوية.
كما ينتج عن ذلك عدم القدرة على تلبية احتياجات العائلة على توفير المياه خصوصا للغسل والاغتسال والوضوء مما يضطر أفرادها إلى التغوط في العراء (خارج منزل العائلة) مما يؤدي إلى تكاثر نواقل الأمراض من ذباب وبعوض وغيرها والتي تتسبب في تفشي الأمراض المنتقلة.
ونشير إلى أن عدم القدرة على تلبية احتياجات العائلة من المياه للاستخدامات المختلفة ينتج عنه عدم غسل الخضروات والفواكه والقات وما ينتج عن ذلك من تفش لأمراض المسالك البولية سواء على شكل التهابات أو آلام وحصى الكلى، أضف إلى ذلك عدم تنقية المياه لمختلف الأغراض، سواء للشرب أو الطبخ أو الاستحمام، وما ينتج عن ذلك من انتشار للأمراض المسهلة وفي مقدمتها جائحة كوليرا وحالات الإسهال العادية.
كما فسر علم الاجتماع الطبي انتشار أمراض الجهاز الهضمي في اليمن بالإكثار من تناول الدهون خصوصا السمن الذي يعتبره الريفيون وجبة دسمة ومفضلة، وكذا الاعتماد على الزيوت الدهنية ذات الأصل الحيواني لا النباتي من قبيل زيوت السمسم والذرة الشامية وعبّاد الشمس.
هذا إضافة إلى الإفراط في تناول الفلافل الحارة التي تعد مشهية وقاتلة للطفيليات العالقة في جدار المعدة في حدودها المقبولة دون إفراط ولا تفريط، وقاتلة للمعدة ذاتها حال الإفراط في تناولها.
ومن ضمن التفسيرات تناول الوجبات الحارة خصوصا في المناسبات ومطاعم السلتة والفحسة الواضحة للعيان.
كما قدم علم الاجتماع الطبي تفسيرات لأمراض الجهاز التنفسي والحمى والناتجة عن تقاليد وعادات اللبس خصوصا في البيئات الجبلية الداخلية المرتفعة الباردة في نطاق صعدة- عمران- صنعاء- ذمار، والذين لا يرتدون ملابس ثقيلة خلال فصل الشتاء أو قد يرتدون ملابس ثقيلة خلال فصل الصيف.
أما تفسيرات علم الاجتماع الطبي لآلام والتهابات المفاصل فعزاها إلى عادات اللبس من جهة، وانتشار الرطوبة في معظم البيوت الأرضية أو البدائية أو الحجرية أو الخرسانية من جهة أخرى.
كما فسر انتشار أمراض التهابات الدم والتشوهات الخلقية بزواج الأقارب الشائع في اليمن، أضف فيما يتعلق بالتشوهات الخلقية إلى عدم التخلص الآمن للنفايات الطبية الخطرة السائلة خصوصا والصلبة عموما والتي تساهم أيضا في انتشار النواقل وبالتالي الأمراض المعدية.
كما فسر مرض العنصرية كمرض اجتماعي بضعف الوازع الديني وتفشي الجهل وسوء برامج التربية الرسمية وغير الرسمية وضعف المنظومة القيمية.
أما الأمراض السلوكية من قبيل إدمان الأطفال والشباب للقات والسجائر والمخدرات ففسرها علم الاجتماع الطبي بضعف الرقابة الوالدية والصحبة السيئة ومجالسة الصغار للكبار وبالتالي تقمص عاداتهم في سلوكياتهم.
أما ظاهرة سوء التغذية والوفيات النفاسية للحوامل ففسرها بعدم تقدير واحترام مكانة المرأة خصوصا الريفية وبالتالي عدم الاعتناء بتغذيتها خلال فترة الحمل؛ بل حكمت العادات السلبية حكمها في تغذيتها بعد الولادة مما قد يعرض البعض الكثير منهن للوفيات النفاسية والأطفال المبتسرين (ناقصو العمر والوزن).
كما فسر انتشار الأمراض السرطانية بالإفراط في استخدام المبيدات الحشرية وسوء استخدامها وكل ذلك يتم خارج رقابة الدولة وضعف سيطرتها على هذا السم القاتل الذي لا يزال ينهش أجساد اليمنيين.
أستاذ ورئيس قسم البيئة والتنمية المستدامة المساعد بعمادة البيئة وخدمة المجتمع
جامعة ٢١ سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ابعد طفلك عن الشاشات فورًا.. دراسة تحذر من انتشار قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
أطلقت شركة Specsavers حملة توعية جديدة لتسليط الضوء على قضية قصر النظر المتنامية لدى الأطفال - أو قصر النظر - حيث تكشف الأبحاث الجديدة أن الأطفال يقضون في المتوسط 45 ساعة في الأسبوع في الداخل، وأكثر من ثلث هذا الوقت يشاهدون الشاشات.
وتحث الحملة الآباء والأمهات في جنوب ديفون على اتخاذ إجراءات مبكرة، حيث حذر الخبراء من أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات وقلة ضوء النهار الطبيعي هما عاملان رئيسيان في تطور قصر النظر - وهي حالة تؤثر على 1 من كل 3 أطفال ، وتتزايد.
وجدت دراسةٌ شملت 2000 والدٍ لأطفالٍ تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 عامًا أن الأطفال يقضون ما يقارب ساعتين ونصفًا يوميًا على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفزيون، وبينما يتمنّى 61 % من الآباء في المنطقة أن يقضي أطفالهم وقتًا أطول في الهواء الطلق، يُقرّ 49 % منهم بأن أطفالهم يُفضّلون الشاشات.
وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة، فإن العديد من الآباء والأمهات في جميع أنحاء المنطقة لا يدركون التأثير الذي يمكن أن يحدثه هذا على صحة عيون أطفالهم ، حيث يخشى 61 % من الآباء والأمهات من أن يكون قضاء الوقت أمام الشاشات ضارًا ببصر أطفالهم، ولكن واحد فقط من كل اثنين يعرفون ما هي العلامات التي يجب البحث عنها ، مثل التحديق أو الصداع أو الجلوس بالقرب من الشاشات.
قالت ويني ماينا، المديرة المساعدة في متجر سبيكسافرز باينتون : "لا تزال عيون الأطفال في طور النمو، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات الاستخدام المطول للشاشات، والخبر السار هو أن التدخل المبكر يُحدث فرقًا حقيقيًا، ففحوصات العين المنتظمة ضرورية لاكتشاف علامات قصر النظر مبكرًا، ويمكن أن تساعد في إبطاء تطوره".
ومن المهم أن نلاحظ أن قضاء المزيد من الوقت خارج المنزل يدعم نمو العين بشكل صحي، إلا أن العديد من الأطفال لا يحصلون على ما يكفي من ضوء النهار كجزء من روتينهم اليومي.
ومما يثير القلق، أن 24 % من أولياء الأمور في المنطقة أفادوا بأن أطفالهم يعانون من الصداع نتيجة استخدام الشاشات، بينما لاحظ 23 % منهم أن أطفالهم يفركون عيونهم. ومن العلامات الأخرى المبلغ عنها إجهاد العين (10 % ) ، والتهاب العينين (13 % ) ، وصعوبة رؤية السبورة في المدرسة ( 10 %).
قالت كارين ستون، المديرة المساعدة في متجر سبيكسافرز توتنس : "يرى أطباء العيون لدينا بأم أعينهم تأثير الاستخدام المطول للشاشات على صحة عيون الأطفال . نشجع الآباء على الانتباه للعلامات المبكرة لقصر النظر وإعطاء الأولوية لقضاء الوقت في الهواء الطلق، فقد ثبت أن ذلك يساعد في حماية بصر الأطفال".
وفي جميع أنحاء المنطقة، يشعر 42 % من الآباء بالقلق من أن يصبح طفلهم مدمنًا ، كما تخطط 37% من العائلات الآن بنشاط لمزيد من الوقت في الهواء الطلق وفرض قيود على استخدام التكنولوجيا لخلق توازن أكثر صحة.
وأضافت وين : "نسعى إلى تمكين العائلات بالمعرفة وتشجيعهم على اتخاذ هذه الخطوة الأولى بحجز فحص نظر مجاني . ومن النصائح الأساسية التي يجب تذكرها قاعدة ٢٠-٢٠-٢٠: كل ٢٠ دقيقة، شجّع طفلك على النظر إلى شيء يبعد ٢٠ قدمًا لمدة ٢٠ ثانية. مع تزايد حالات قصر النظر، أصبح التشخيص المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى".
المصدر: wearesouthdevon