كورال جرحى الجيش العربي السوري ينشد للحب والوطن في احتفاليته (أرواحنا فداء لك يا وطن)
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
اللاذقية-سانا
(أرواحنا فداء لك يا وطن).. تحت هذا العنوان أنشد كورال جرحى الجيش العربي السوري للحب وللوطن سورية، التي سطر هؤلاء الأبطال مع رفاقهم بدمائهم حروفها في صفحات التاريخ، وزرعوا أجزاء من جسدهم في ترابها لتزهر نصراً وعهداً على حمايتها وتحرير كل شبر من ترابها.
الاحتفالية الوطنية التي أقامتها جمعية المقعدين وأصدقائهم مساء اليوم على مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية بالتعاون مع مديريتي الشؤون الاجتماعية والعمل والثقافة، جاءت احتفاءً بالجيش العربي السوري وتضحيات أبطاله.
الكورال الذي تأسس منذ ثماني سنوات ويضم ما يقارب 45 عضواً من جرحى الجيش افتتح الحفل بقيادة المايسترو جوزيف لبس بأغنية (سورية يا حبيبتي)، وسط تفاعل الجمهور الذي ردد معه على مدى أكثر من ساعة أجمل الأغاني الوطنية والتراثية، ومنها: (الحق سلاحي وأقاوم)، وموال (يا بني)، و(خطرنا ع بالك يا هوى)، و(ويلي لو يدرون)، و(قتلوني عيونها السود)، و(بكتب اسمك يا بلادي)، و(احكيلي عن بلد)، إضافة للمقدمة الموسيقية لأغنية ألف ليلة وليلة، ليختتم الحفل بأغنية (تعلى وتتعمر يا دار).
رئيسة الجمعية فريال عقيلي قالت في تصريح لمراسلة سانا: “رسالة الجرحى اليوم هي أنه بالرغم من جراحهم وكل الظروف الصعبة، هم موجودون ليؤكدوا بالكلمة والصوت أن سورية الأبية ستبقى عصية على كل الطامعين، وأن الوطن ليس كلمة بل هو الانتماء”.
وأضافت: “نحن نكبر بهؤلاء الأبطال وإرادتهم وإصرارهم على تقديم كل ما يستطيعون”.
الجريح المشارك في الكورال يحيى ناصر الدين ابن مدينة إدلب، والذي أصيب عام 2012، اعتبر أن الحفل يحمل رسالة الجرحى بأنهم موجودون مع وطنهم ورفاق السلاح حتى لو أنهم ليسوا على الجبهة، وأن سورية منتصرة دوماً بتضحيات أبطال الجيش وفي ظل قيادتها.
الجريح سامي اسكندر ابن مدينة اللاذقية والذي أصيب عام 2014 في محافظة حلب، اعتبر أن الجرحى الموجودين اليوم يؤمنون أن هناك واجباً اجتماعياً وإنسانياً ورسالة يجب أن يقدموها، سواء لرفاقهم في الجبهات أو لجميع أبناء شعبنا السوري، بأن القادم أجمل وأن تضحيات الشهداء والجرحى ستثمر مستقبلاً أفضل.
الجريح فريد محمد عيسى من محافظة اللاذقية، الذي تسببت إصابته في مدينة إدلب بالعام 2015 ببتر 3 أطراف له، أكد أن الحرب على سورية تأخذ أشكالاً مختلفة وليست عسكرية فقط، وأنه كما كنا يداً واحدة في المعارك سنبقى في الصمود يداً واحدة ولا يمكن لشيء أن يهزمنا.
الجريح علي حسن كردوش أكد أن الجرحى وبرغم جراحهم جاهزون لتقديم كل ما يستطيعون لوطنهم، وقال: “أصبت إحدى عشر إصابة، وأنا اليوم ورغم وجودي على كرسي متحرك مستمر بالحياة وقادر على أن أعود إلى ساحات المعارك إن استدعى الأمر”.
فاطمة ناصر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
السيد علي الأمين: نتطلّع إلى اليوم الذي تصبح فيه الدّولة هي وحدها المسؤولة
وجه العلامة السيد علي الأمين رسالة إلى اللبنانيين "في هذه الظروف التي يمر بها لبنان" وقال: "منذ عهود مضت ولبنان كان واحة للحرية في العالم العربي وقد شكل نموذجاً حضارياً في العيش المشترك القائم على الانفتاح والتّسامح بين مختلف الطوائف اللبنانية وأعطى بذلك مثالاً على تجربة إنسانية ناجحة في احترام الآخر والقبول به ونبذ التّعصب الذي يشكل سمة من سمات الجهل والتخلف، وقد بقي رباط العيش المشترك يجمع اللبنانيين المتمسّكين بوطنهم لبنان على الرّغم من كل ما حصل على أرضه من حروب ونزاعات لا يتحمل الشّعب اللبناني المسؤوليّة عنها، إنّما كانت حروب الآخرين على أرضه الّذين استفادوا من ضعف الدّولة اللبنانية في تلك المرحلة ليقيموا دويلات الشّوارع و الزواريب و المناطق"
اضاف:"اللبنانيون اليوم كما في الأمس كانوا وما زالوا متمسّكين بلبنان الواحد ومشروع الدّولة الواحدة التّي تشكّل مرجعيّة لجميع اللبنانيين في مختلف الحقول والميادين من خلال نظام سياسي يجعل منها دولة الإنسان التي تحترم مختلف العقائد والمذاهب والأديان من دون أن يكون هناك امتيازات في الحقوق بين المواطنين بسبب الانتماء الديني والحزبي، بل يجب أن يكون الجميع متساوين أمام القانون في الحقوق و الواجبات. إن صيغة العيش المشترك التي قام عليها وطننا لبنان منذ الإعلان عنه في دولة لبنان الكبير الذي جمع اللبنانيين بكل طوائفهم تعتبر نموذجاً راقياً وحضارياً في عالم العلاقات الوطنية والانسانية لأنها تقوم على مبادئ التسالم والمحبّة والتعارف والعدل والمساواة بين البشر ونبذ الفوارق في الأعراق والمذاهب والأديان، وهي من المبادئ التي تسالم العقلاء في العالم على رفعة شأنها وسموّ قدرها، وهي من القيم التي لا تزال الميزان والمعيار في صحة الأفكار والمنظومات الأخلاقية في العلاقات الاجتماعية بين الناس. وقد حمل لبنان هذه الصيغة على أرضه وفي المنطقة، لذلك كان لبنان بهذه الصيغة التي بني عليها أكبر من وطن، إنه رسالة للعالم كما وصفه قداسة الراحل البابا يوحنا عندما زار لبنان في أواخر القرن الماضي· نعم، هذه رسالة لبنان وصورته التي عشناها صغاراً وعاشها الآباء والأجداد، وعنها قلت : معاً عشنا بأرضِ الشرقِ دهراً نصارى إخوةً للمسلمينا ونحنُ على خُطى الأجدادِ نمضي بإيمانٍ وعزمٍ لن يلينا ونبقى الأوفياءَ لِمَا وَرِثْنَا بِسِلْمٍ وَاعْتِدالٍ مؤمنينا نصونُ بذاك عهدَ العيشِ أهلاً- ولن نرضى بغيرِ الحبّ دينا" .
تابع:"من صور هذا العيش أهلاً والحب بين اللبنانيين ما نراه من احتضان لأهلنا النازحين من ديارهم إلى المناطق اللبنانية الأخرى في هذه الأيام العصيبة التي تمر على وطننا لبنان بسبب الحرب المفروضة عليه. ونعود لنقول بأن هذه الرسالة التي يمثلها لبنان تحتاج إلى الرسل والمبشرين كما كانت عليه حال الرسالات السماوية فإنها وصلت إلينا من خلال الرسل والمبشرين الذين جسدوا في سلوكياتهم تعاليم رسالاتهم. وأنتم أيها الناشطون والإخوة والأبناء والطلاب رسل هذه الرسالة اللبنانية الذين تعقد عليكم الآمال والذين نتطلع إليهم في الحفاظ على لبنان الوطن بالاستمرار بالتمسك بهذه القيم الإنسانية التي قام عليها البنيان. إنها المهمة التي تقع مسؤوليتها بالدرجة الأولى علينا نحن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، مسؤولين ومواطنين، علينا أن نعيد الألق لتلك الصورة المثالية،إلى تلك الصّيغة الإنسانية والوطنية للعيش والتعايش وأن نكون نحن لها النموذج الأمثل في منطقتنا والعالم بكل ما تعنيه تلك الصورة الرسالة من شراكة حقيقية في الآمال والآلام والمودة والاحترام وفي المشاريع السياسية الجامعة لكل مكونات الوطن ومن قبول كل منا بالآخر كما هو ،ومن تعاون وطيد على صيانة الوطن وبناء الدّولة المدنيّة التي تحقق العدالة للجميع في إطار حفظ وصون الحريات السياسية والدينية".
أضاف: " لذلك نقول اليوم ما قلناه في الماضي للأحزاب والقيادات المتصارعة على السلطة والنفوذ يجب علينا مسلمين ومسيحيين ألا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً وإنسانياً في عملية بناء الدولة الحاضنة للجميع والممثلة لهم بحيث تكون هي المسؤولة وحدها عن الجميع ومسؤولة أمام الجميع من خلال مؤسساتها القانونية والدستورية ويجب أن تكون علاقات الطوائف في الداخل والخارج من خلال الدولة ومؤسساتها".
ختم:" نتطلّع إلى اليوم الذي تصبح فيه الدّولة اللبنانية هي المسؤولة وحدها عن الأمن والدّفاع عن الأرض والشعب وعن السياسة الخارجية والمحلية،وعن الإقتصاد والتعليم وعن سائر المهام الّتي تقوم بها الدّول ذات السيادة في شعوبها وأوطانها،وأن تكون الدّولة هي الّتي ينخرط فيها الجميع وينضوي تحت لوائها الجميع وأن تكون وحدها من خلال مؤسساتها صاحبة القرار ومرجعية الحلول عند حصول الاختلاف بحيث يقبل الجميع بأحكامها وتنفيذ قراراتها بدون استثناء على قاعدة أن يكون الولاء للوطن والحكم لدولة المؤسسات والقانون، وبذلك نعزز حالة الانصهار الوطني والتنافس الديمقراطي في عملية إعادة بناء لبنان الذي نريد، لبنان الاستقرار والازدهار ليعود لبنان لؤلؤة الشرق ونموذجاً حضارياً في أرقى وأسمى العلاقات الإنسانية في المنطقة والعالم.عشتم وعاش لبنان".